كمال أتاتورك عليه اللعنة
كمال أتاتورك
عليه اللعنة
«هل استطيع ان انتصر على الشعب»
======================
لن نكتب عن أتاتورك من وجهة نظر أعدائه ومحتقريه ولاعنيه وأنا منهم. بل أكتب من خلال بعض المقاطع من كتاب «اتاتورك» لعرفان اوركا الذي الفه عن اخلاص واعجاب بشخصية كمال،وهذه المقاطع من الكتاب تصوره من خلال عين محب وليس كارها
اقرأها أيها القارئ واضعا في اعتبارك أننا لا نتحدث عن أتاتورك.. بل عن حاكمك أينما كنت.. فكل حكامنا أتاتورك.. الجنرالات والشيوخ والخفراء.. اللصوص والخونة والأفاقون والزنادقة.. النصابون والمحتالون.. وليس يحكمنا آخرون
يقول اوركا:
«لقد اقتنع اتاتورك بأن كفاحه يجب ان يتوجه الى الدين فانه منافسه الاكبر، وكان يعتقد من صغره انه لا حاجة الى اللّه،انه اسم غامض، خداع، مجرد من كل حقيقة كما كان يقول اتاتورك، وكان لا يؤمن الا بالمشاهد المحسوسة، وكان يرى ان الاسلام انما ظل عاملا هداما في الماضي، وانه قد جنى على تركيا جناية كبيرة، والحق بها خسائر فادحة. وكان يرى ان الناس اصبحوا فريسة الاوهام والجمود بتأثير الاسلام، وكان يبغض الرجل الذي يخضع للقضاء والقدر، ويقول:«هكذا اراد اللّه»، و«هذا الذي قدر لي». ويعتقد انه لا وجود للاله، والانسان يصنع قدره. وكان يقول في اكثر الاحيان: ان قوة العقل وقوة الارادة تتغلبان على قوة الاله، ولكن يقول المتدينون: «اللّه يمهل ولا يهمل»، وكان يقول الم يطلع هؤلاءالمتدينون على الطاقة الكهربائية التي تشتغل بسرعة؟ وكان مصمما على سن قانون لتحريم الدين في تركيا. ولو احتاج ذلك الى استخدام القوة والى الخدعة والتضليل».
ويقول في موضع آخر: «ولم يكن لديه معنى لمبادىء علم النفس وللنظريات والفلسفات، لذلك لم يمنعه شيء عن ان يعتبر الدين غير لازم لتركيا، شيئا لا حاجة اليه ولكن الذي اعطاه للامة التركية عوضا عن الدين هو الاله الجديد اي الحضارة الغربية».
ويقول أوركا مؤلف كتاب اتوتورك: «لم يكن سرا ان مصطفى كمال لا يدين بدين، لذلك كان شائعا بين الناس ان الخلافة ستلغى قريبا، وقد فزع الناس حين شاع ان مصطفى كمال رمى المصحف على راس شيخ الاسلام الذي كان من كبارعلماء الاسلام وشخصية محترمة».
ثم يقول المؤلف: «انطلق كمال اتاتورك يكمل عمل التحطيم الشامل الذي شرع فيه، وقد قرر انه يجب علينا ان نفصل تركيا عن ماضيها المتعفن الفاسد. يجب عليه ان يزيل جميع الانقاض التي تحيط بها، وهو حطم فعلا النسيج السياسي القديم، ونقل السلطنة الى «ديمقراطية»، وحول الامبراطورية الى قُطْر فحسب، وجعل الدولة الدينية جمهورية عادية.
انه طرد السلطان (الخليفة)، وقطع جميع الصلات عن الامبراطورية العثمانية. وقد شرع في تغيير عقلية الشعب بكاملها، وتصوراته القديمة وعاداته ولباسه واخلاقه وتقاليده واساليب الحديث ومنهاج الحياة المنزلية التي تربطه بالماضي وبالبيئة الشرقية. لقد كان ذلك اصعب بكثير من تكوين الجهاز السياسي من جديد. وكان يشعر بصعوبة هذه العملية، فقد قال مرة: «انتصرت على العدو وفتحت البلاد، هل استطيع ان انتصر على الشعب».
«هل استطيع ان انتصر على الشعب»
«هل استطيع ان انتصر على الشعب»
«قدم مصطفى كمال، في 3 آذار سنة 1924 م مشروعا تحولت به الدولة العثمانية الى دولة تركية، والغى منصب الخليفة.وقد كان مصطفى كمال صريحا وجريئا في حديثه عن هذا الموضوع، فقال: ان الامبراطورية العثمانية قامت على أسس الاسلام، ان الاسلام بطبيعته ووضعه عربي، وتصوراته عربية، وهو ينظم الحياة - من ولادة الانسان الى وفاته -ويصوغها صياغة خاصة، ويخنق الطموح في نفوس ابنائه، ويقيد فيهم روح المغامرة والاقتحام، والدولة لا تزال في خطر ما دام الاسلام دينها الرسمي».
«كان ما قرره البرلمان لم يسترع الانتباه الا قليلا، كان ذلك في الواقع ضربة قاضية على الاسلام، واصابه في المقتل، وقدكان قراره توحيد المعارف بعيد الاثر في نظام الثقافة والتعليم، فقد استحوذت بذلك وزارة المعارف العمومية على الجهاز التعليمي كله في حدود الجمهورية، ووضعت يدها عليه، وقد شل هذا التطور نشاط المدرسة وحرية الاساتذة والمعلمين الذين كانوا يباشرون التدريس فيه».
***
بين اتاتورك ومعاصره هتلر وقد تحدث المؤرخ الكبير ارنولد توينبي، عن مدى التاءثر الذي احدثه تغيير الحروف في تركيا وذكاء كمال في اختيار افضل الطرق لذلك.
يقول: «قد شاع في الناس ان مكتبة الاسكندرية التي كانت تضم ذخائر اكثر من تسعة قرون علمية سجر بها الناس التنور لتسخين الماء للحمامات» .
وقد قام هتلر، في عصرنا هذا، مستخدما كل وسيلة، باتلاف الذخائر العلمية التي تعارض فكرته وابادتها وقد جعل حدوث المطابع نجاح هذه العملية شبه مستحيل. وقد كان مصطفى كمال، معاصر هتلر، اكثر توفيقا وذكاء في ايثارالطريقة التي تضمن نجاحه، كان دكتاتور تركيا يريد ان يحرر مواطنيه وعقلياتهم من اجواء المدنية الطورانية التي ورثوها،ودرجوا عليها، ويصوغهم بقوة في صياغة الحضارة الغربية، وقد اقتصر على تحويل حروف الهجاء مكان احراق الكتب، وقد استغنى بذلك عن تقليد امبراطور الصين او الخليفة العربي، وقد اصبحت الذخائر الكلاسيكية كالكتب الفارسية والعربية والتركية لا تتناولها ايديهم واصبحت اجنبية لا تبلغها مداركهم، واصبح احراق الكتب عملا لا لزوم له،لان حروف الهجاء قد اءلغيت، وقد كانت مفتاح هذا النتاج العلمي والافادة منه، وبذلك ستظل هذه المشاعر مقفلة في الدواليب ينسج عليها العنكبوت ولا يطمح في قراءتها الا بعض الشيوخ المسنين من العلماء».
تهديم الفصحى وعمد دعاة الانسلاخ الحضاري الى لغة القرآن، بعد ذلك، فحاولوا ان يحجبوها عن حياتنا اليومية، في مجال الصحافة والادب والاذاعة والكتابة والقصة والخطابة، وعملوا على تحجيم مساحة لغة القرآن (الفصحى) ودورها في حياتناواستبدالها باللغة العامية.
وضع الأتاتوركيون أيديهم على المدارس، ووجهوا هذه المدارس باتجاه استئصال الجيل الجديد عن ماضيه وتراثه وتعويمه على السطح.
وتولى التبشير المسيحي حصة الاسد من هذه المهمة، الا انه لم يكن الهدف من ذلك توجيه الجيل الى المسيحية، وانماكان الهدف استئصال الجيل عن اصوله وجذوره الحضارية.
وقد شكى المبشرون، في عدد من المؤتمرات التبشيرية، من اخفاقهم في تحويل المسلمين الى النصرانية: «فقام القس صموئيل زويمر يقول، في نهاية هذا المؤتمر، ان الخطباء قد اخطاءوا ايما خطاء، وانه ليس الهدف الحقيقي للتبشير هوادخال المسلمين في النصرانية، وانما الهدف هو تحويل المسلمين من التمسك بدينهم، وفي ذلك نجحنا نجاحا باهراعن طريق مدارسنا الخاصة وعن طريق المدارس الحكومية التي تتبع مناهجن».
***
ثمة موضوع آخر.. هام جدا.. وخطير جدا وهو دور السعوديين في إجهاض كل محاولات إعادة الخلافة..
***
مورس الأمر بدهاء وخفاء استغرق سبعة أعوام حتى بردت مسألة الخلافة وانطفأ حماس الناس لها.
***
يطعن قلبي سؤال كالخنجر
وأنا نفسي أنفيه وأهرب منه وأنكره ولا أريد أن أصدقه
هذا السؤال يقول :
هل كان دور قطر دورا شريفا نزيها شجاعا مسلما..
أم تولت عملية التبريد وإيهام أعداء الانقلاب بإمكانية مواجهته بقناة الجزيرة .. فقط... خدمة للا نقلاب نفسه.. وتوفيرا لفرصة توطيد أركانه
كانت المشاعر مهتاجة والدماء غزيرة
وكان يمكن للوضع أن يسفر عن مواجهات دموية وكان يمكن للانقلاب أن يهزم
ولكن تقدمت قطر..
تقدمت بصمام أمان .. يمنع الانفجار..
***
أرجوكم..
أرجوكم..
أرجوكم:
تعليقات
إرسال تعليق