ملف وليمة لأعشاب البحر

ملف وليمة لأعشاب البحر


المقالات التى هزت العالم الإسلامى

النصوص الكاملة لبيانات الأزهر الثلاثة

خطبة فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى




لو كنت مكان الدولة لكرمت الدكتور محمد عباس

***

.. اتهام الدكتور محمد عباس بالإثارة والتهييج اتهام ساقط(..) إنه أديب وناقد من الطراز الأول  بكل المقاييس فالرجل له روايات وقصص لها قيمتها الفنية والأدبية ، وقد رأيت بعض أساتذة الأدب فى إحدى الجامعات العربية يصف محمد عباس بأنه رائد فن : "المقال الدرامى"  ويقدم نماذج من هذا الفن لطلابه كمادة دراسية ضمن منهج : " الفنون النثرية فى العصر الحديث" ولا يستطيع منصف أن ينكر أن محمد عباس معروف مشهور على مستوى الوطن والأمة العربية والإسلامية، وجاليات العرب والمسلمين فى أوروبا و أمريكا من سنوات ككاتب شديد المراس، متميز المنهج والأسلوب، يقصد بكتاباته وجه الله ومصلحة الوطن ونصرة الإسلام.

الأستاذ الدكتور جابر قميحة

أستاذ الأدب العربى

المقال الأول

من يبايعني على الموت



لا إله إلا الله..
من يبايعنى على الموت..
تبّت أيديكم.. لم يبق إلا القرآن..
ماذا لو قلنا أن رئيس الوزراء خراء؟![1]
***



لا إله إلا الله ..

بكيت..

جرح قلبى كما لم يجرح من قبل..

لم يكن طول الجرح  بالمسافة بل بالزمن.. جرح طوله ألف وخمسمائة عام..

صرخت: تبت أيديكم .. أيما كنتم .. وأينما كنتم.. وأيما أنتم .. وأيا كان من وراءكم.. يا كلاب النار يا حطب جهنم..

تبت أيديكم.. وتبت أيدى من يسكت عنكم بعد اليوم..

لا إله إلا الله..

بكيت يا قراء .. صرخت..

وصلت الإهانة إلى نخاعى فزلزلت عظامى .. فذابت دموعا..

تمنيت لو أننى مت قبل هذا اليوم وكنت نسيا منسيا..

تمنيت ألا يأتى الله بى يوم القيامة على هذه النوازل الهائلة ولو كشاهد.. لأن الشاهد هنا أسوأ من ديوث.. ومثل تلك النوازل لا ينجو منها من يشهد عليها بل من يستشهد فيها .. أو ينتصر..

اختنقت..

لا لإله إلا الله..

لم أشعر بمثل هذا الشعور طيلة حياتى..

وكما يحدث لأفراد العائلة يجتمعون عند المصاب الجلل راحت آلامى يستدعى بعضها بعضا.. ينادى بعضها بعضا.. فلا أملك من العزاء إلا لا إله إلا الله..

رحت أستعيد الآلام ألما بعد ألم.. وكارثة بعد كارثة.. وداهية بعد داهية.. ومصيبة بعد مصيبة .. ورحت أقول لنفسى أن أشد آلامنا وأعظم كوارثنا وأدهى دواهينا وأنكى مصائبنا لم تأت من أعدائنا.. بل جاءت على أيدى ولاة أمورنا..

فاض بى الألم.. وأنا أهتز  وأترنح كالمذبوح ..

لا إله إلا الله..

أمسكت بالهاتف واتصلت بصديق كى أبثه همى..

ما أن بدأت الحديث حتى أبعدت المسماع عن فمى على الفور.. فقد كنت أنتحب.. وكنت أشعر بالخزى من نفسى .. ومن أمتى .. و بالخجل من الله..

استطعت بعد جهد جهيد أن أقرأ للصديق بعض الجمل التى انصبت على جسدى كالنار .. كرصاص منصهر..  طفحت من كتاب داعر فاسق فاجر كافر .. طبعته  لنا  ونشرته بيننا وزارة الثقافة المصرية.. وليس الإسرائيلية ولا الأمريكية..

لا إله إلا الله..

كانت الكلمات التى نشرتها وزارة الثقافة المصرية[a] تقول...: …

… .. .. ..

لا أستطيع أن أكتب تلك الكلمات  فلا إله إلا الله…. لا أستطيع أن أنقل  ذلك الفسوق ولا إله إلا الله..

لا إله إلا الله..

آآآآآآآآآآآآه يا قراء..

حرون هو القلم فى يدى..

تتأبى الكلمات على بيانى..

وتستعصى الحروف على لسانى..

وقلبى لا يطاوعنى أن أنقل لكم الكلمات الفاسقة الداعرة الكافرة التى أوردها كتاب فاسق داعر كافر.. نشرته هيئة لابد أن تكون لابد أن تكون فاسقة داعرة كافرة تحت رئاسة مسئول لابد أن يكون داعرا فاسقا كافرا..

آآآآه..

لا إله إلا الله..

لو أنصفت يا قلم لانكسرت..

ولو أحسست يا ورق لاحترقت..

فهل تريدون الآن أن تعانوا ما عانيته يا قراء..

إليكم ما طبعته ونشرته وزارة الثقافة المصرية:

" وهؤلاء يهمشون التاريخ ويعيدونه مليون عام إلى الوراء، فى عصر الذرة والفضاء والعقل المتفجر يحكموننا بقوانين آلهة البدو وتعاليم القرآن..خراء "..[b]

آآآآه..

آلهة البدو..؟؟!!

القرآن..

خراء..

لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله ..

يا ليت أمى لم تلدنى..

لو أن صاعقة من السماء انقضت على أم رأسى لما شعرت بمثل هذا اللهيب اللافح فى رأسى..

لهيب..

لا لهيب الشمس فى الصحراء .. بل لهيب قلب الشمس حيث كل شىء ذوب منصهر..

شعرت بالدوار يا قراء..

غامت عينى.. وغامت الدنيا..

صرخت فى نفسى:  كيف يا صفيق قرأتها فلم تمت الفور.. كيف؟!..

كيف يا صدئ الروح قرأتها فلم ينفجر النزيف فى رأسك على الفور.. كيف.؟![c]

وصرخت:..

لا إله إلا الله..

تراءى لى الرسول صلى الله عليه وسلم ينظرنى معاتبا يوم القيامة فصرخت من الخجل..

تراءى لى أبو بكر وعمر وعثمان وعلىّ رضى الله عنهم أجمعين فصرخت من الخجل..

تراءى لى الحسين سيد الشهداء.. إذ يبذل روحه وأرواح جميع أهل بيته.. أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يبذلون أرواحهم كى تكون كلمة الله هى العليا.. فصرخت من الخجل..

تراءى لى  الزبير بن العوام يهتف صارخا فى حروب الردة : من يبايعنى على الموت..

تراءى لى حمزة بن عبد المطلب.. وعبد الله بن الزبير.. ومصعب بن عمير.. وزيد بن حارثة.. وجعفر بن أبى طالب.. وعبد الله بن رواحة.. وسعد بن معاذ.. وسعد بن عبيد.. وعكرمة بن عمرو بن هشام يصرخ فى اليرموك : من يبايعنى على الموت..[d]

تراءى لى الإمام أحمد بن حنبل..

تراءى لى ملايين وملاين من الشهداء والصابرين.. بذلوا حياتهم واحتسبوا صبرهم لتقديس اسم الله ورفع كلمته.. ثم يأتى الشيطان ليكتب ما يسميه كتابا تعتبره وزارة الثقافة المصرية - وهى الأخرى شيطان- أدبا فتنشره على الناس كى تنورهم..

وزارة الثقافة المصرية فى بلد الأزهر وصلاح الدين وقطز وخالد الإسلامبولى تنشر  يا قراء كتابا يدعى أنه رواية يقول أن القرآن خراء.. ثم لا يلبث أن يقول: إخرأ بربك...

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..

 لا إله إلا الله..

لا إله إلا الله..

لا إله إلا الله..

لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارىء المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدى المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعال البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور..

لا إله إلا الله..

لا إله إلا الله..

لا إله إلا الله..

أول مرة ألقى مثل هذا الألم فى حياتى ..

أبدا..

ولا حتى هزيمة 67..

ولا حتى قتل الشهيد سيد قطب..

ولا حتى استدراجنا كقطيع من الخراف إلى مقتلة الخليج .. حين اندفع بالشرك والغباوة والخيانة والجهل والنفاق نصفنا يقتل نصفنا .. كقطيع ..  قطيع من الخراف يندفع إلى المجزرة وهو فرح بها نشوان..

ولا حتى عندما حمل السادات كفننا وكرامتنا وتاريخنا ليذهب مذموما مدحورا إلى القدس..

ولا حتى يوم اجتمع ثلاثة آلاف من جنود الشيطان ليقتلوا سعد إدريس حلاوة لأنه اعترض على أن يدنس علم الصهاينة الكلاب أرض مصر.. وعندما اختاروا بالرغم منا أن تكون سفارتهم فى الجيزة لا فى القاهرة.. على الضفة الغربية للنيل.. لأن أساطيرهم الفاجرة  تقول لهم أن أرضهم  من النيل إلى الفرات.. فكيف تكون لهم سفارة فى القاهرة .. والقاهرة أرضهم.. واختاروها – رغم دواعى الأمن – أمام أضخم تجمع شبابى فى الوطن.. أمام جامعة القاهرة.. كى يروضوا أبناءنا على رؤية العلم كما يروض العبيد..

ولا حتى يوم استشهاد خالد الإسلامبولى بالإعدام..[e]

ولا حتى مع الذبح اليومى الذى نشارك فيه للعراق..

ولا حتى مع انهيار الآمال أملا بعد أمل..

و حتى مع تراكم الآلام ألما بعد ألم..

ولا حتى يوم موت أبى..

..

أبدا..

لم أشعر بمثل هذا الألم..

القرآن..

خراء...

عندما وقعت عينى على الكلمات الفاجرة الكافرة أحسست أنى تدنست..

لا دنس الجسد.. بل دنسا يتسلل إلى خلايانا خلية خلية.. يختلط بالذرات.. ويتسلل إلى القلب .. ويدمغ الروح بخاتم جهنم ..

دنس كالنار ترعى الهشيم فتأكله..

دنس كإشعاعات الذرة تخترق الخلايا فتدمرها خلية خلية..

دنس يكتب على وجه الشيطان الأخرس فينا : آيس من رحمة الله..

دنس لا يدنس فردا بل يدنس أمة..

دنس لا يدنس يوما بل يدنس عصرا..

 دنس لا يمحوه اغتسال بالماء..

ولا كل أمواه الدنيا..

دنس لا يمحوه إلا الدم..[f]

دنس لا يمحو عاره وذنبه عنا إلا أن نموت شهداء ونحن نزيله.. نموت شهداء.. مدركين أن استشهادنا ذاك لا يمنحنا الحسنات بل يمحو عنا بعض السيئات..  أقصى آمالنا بالاستشهاد أن يعفو الله عنا.. وألا يسألنا يوم القيامة: لماذا انتظرنا كل هذا الانتظار قبل أن نستشهد..

شعرت بالدوار..

ملاذنا الأخير ينتهك ويهان..

فلا كتبت لى الحياة ولا لكم يا قراء إذا لم ندافع عن ملاذنا الأخير..

***

كان صديقى ما يزال على الهاتف..

وكنت ما أزال أبكى وأنا أقرأ له مما نشرته وزارة الثقافة المصرية.. رائدة التكفير لا التنوير..:

(.. "  الله قال انكحوا ما طاب لكم. رسولنا المعظم كان مثالنا جميعا ونحن على سنته.. لقد تزوج أكثر من عشرين امرأة بين شرعية وخليلة ومتعة.. وكان صلوات الله عليه وسلم يقول: تناسلوا تناسلوا فإنى مفاخر بكم الأمم . استبد الغضب بالحاج: الرسول تزوج حسب الشريعة ، أما أنتم فتريدونها شيوعية"..

ثم يدعى الكتاب الفاجر (…) على القرآن ما ليس فيه حين يقول ساخرا من القرآن: "  والله تعالى قال فى كتابه العزيز فإذا ابتليتم بالمعاصى فاستتروا .." وصرخ مهدى ضاحكا: يا عمى الحاج رغبنا فى الاستتار فإذا بمخابرات ربى تقرع علينا الأبواب الموصدة.."..)..

ثم يستطرد الكتاب الفاجر الكافر الذى يلبس عباءة رواية وليس برواية إلا فى عقول مخصية شاذة مريضة سعت  وتسعى إلى نشر الكفر والفاحشة..  يستطر مجترئا على الذات الإلهية ليقول:

.."  إن رب هذه الأرض كان يزحف وهو يتسلل من عصور الرمل والشمس ببطىء السلحفاة.."..

ويسوق فى حوار فاجر كافر:

هو من صنع ربى..

 لا بد أن ربك فنان فاشل إذن..

لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله..

ويقول الفاجر بن الفاجر الفاسق بن الفاسق الكافر بن الكافر: مؤلفا وطابعا وناشرا  ووزارة:..[g]

.. " .. داخل هذه الأهواز التى خلقها الرب فى الأزمنة الموغرة فى القدم ثم نسيها فيما بعد لتراكم مشاغله التى لا تحد فى بلاد العرب وحدها حيث الزمن يدور على عقبيه منذ ألفى عام. " ..

و ..

" أقام الله مملكته الوهمية فى فراغ السموات.."..

و ..

 .. " .. الله الله يا ولد يا داود.. لقد غفرت لك .. انكح كل صبيان بونة وأنا شفيعك يوم القيامة.."..

 و ..

.. " وخلع الجلد المتخلف والبالى الذى خاطه الإسلام فوق جلودنا القديمة.." ..

و ..

"  فله المساوية لروح الله الجامعة هبطت كالروح القدس فجمعت الجسد إلى النفس وأعادت تكوين التنسيق الأول بعد اختلاله" .. وفلة هذه عاهرة..

و..

.. " ربى خذ بيدى فى مملكتى لآخذ بيدك فى مملكتك، ربى زدنى أرصدة فى الدنيا والمصارف لأزيدك ابتهالا فى الآخرة.. ربى لتكن منافعنا متبادلة وليتحقق القصد الذى من أجله ولدتنى فأكون طفلك البار على هذه الأرض الفانية"..

و..

.. " :إن حبل السرة ما يزال موصولا مع الأزمنة الرعوية وأزمنة عبادة الله الواحد القهار فى السماء والأرض، وذلك الذى يقول للشىء كن فيكون، ومن خلال تلك الهشاشة الرثة .."[h]

***

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..

آه من القلب لا من الحلق..

آه ينصدع لها القلب وينحطم الفؤاد وتنكسر الروح..

برح الخفاء يا ناس وهذا وقت المفاصلة إما إيمان وإما كفر..

للوهلة الأولى.. والدوار يكتنفنى قلت لنفسى اذهب إلى الأزهر على الفور واصعد منبره واصرخ:

من يبايعنى على الموت..

ثم آخذ الرهط الذى يجتمع حولى وأتوجه بهم إلى قصر الرئيس مبارك.. عراة صدورنا نازفة قلوبنا دامعة عيوننا عزلاء أيدينا  .. نسأله والسؤال دم: ما هى الحدود بين الإسلام والكفر.. ما هى التخوم بين التنوير والتعهير.. ما هى الطخوم بين تجفيف المنابع والخروج من الملة .. ما هى البيون بين أن تكون مصر قائدة للتنوير حقا يرتضيها العرب والمسلمون وبين أن تكون قوادة للكفر والفسوق والعصيان..

نهتف فيه:

أنت ولى الأمر.. وليس لنا أن نقيم الحد على الفجرة الكفرة الفسقة بأيدينا..

ثم نواصل الهتاف:

 إن لم تقم عليهم الحد .. إن لم تدافع عن القرآن فاقتلنا.. لأننا لا نستطيع أن نواجه الله يوم القيامة وقد اخترنا الحياة بعد هذا الكفر..[i]

***

تسلل إلى نفسى أمل ميت.. أن يكون ثمة لبس قد حدث أمام صحيفة الأسبوع [j] عندما فجرت هذه الفضيحة منذ أسابيع قليلة.. لعل الكتاب طبع فى إسرائيل مثلا.. وقلت لنفسى أن الإسلام يأمرنى بالتثبت.. بحثت عن الكتاب.. ووجدته..:

وليمة لأعشاب البحر.. حيدر حيدر.. سلسلة آفاق الكتابة.. العدد 35- الهيئة العامة لقصور الثقافة.. وعنوانها كما هو مثبت : 16 أ شارع أمين سامى- قصر العينى- القاهرة ت: 3564841-3564842-فاكس 3564202- [k] أما الطابع فهو: شركة الأمل للطباعة والنشر  أما قائمة (..) المكتوبة على صفحات الكتاب الأولى فتجمع: رئيس مجلس الإدارة: على أبو شادى.. أمين عام النشر: محمد كشيك.. رئيس التحرير إبراهيم أصلان.. الإشراف الفنى: د .محمود عبد العاطى.. مدير التحرير حمدى أبو جليل..[l]

***

حصلت على الكتاب منذ أسبوعين.. كنت أتصفح أوراقه السبعمائة كمن يقلب بيديه العاريتين الجمر..

وتأكدت مما قيل..

***

لا إله إلا الله..

كنت يا قراء أتابع الحملة الصحفية التى بدأها المجاهد الأسير مجدى حسين[m] ضد عملية التكفير التى تقوم بها وزارة الثقافة مستعينة بسلطات الدولة.. وعزمت على المشاركة خاصة بعد أن قرأت الفواجع الرهيبة التى فضحها كتاب كاريمان حمزة: "لله يا زمرى"[n].. وقلت لنفسى أننى سأكمل سلسلة المقالات التى أكتبها الآن : " بروتوكولات حكماء العرب" فى أسبوعين أو ثلاثة ثم أبدأ على الفور فى ولوج المعركة..

كنت أظننى محتاجا لقراءة الرموز بين السطور كى أكشف الشرك الخفى..

حتى جاء هذا الكتاب وفجرت صحيفة الأسبوع قضيته..

لا لإله إلا الله..

ليس الشرك الخفى بل الكفر البواح..

لا إله إلا الله..

هذا هو التنوير الذى يدفعونك إليه يا أمة..

برح الخفاء..

هو التكفير لا التنوير..

هو الخيانة لله ولرسوله.. هو الخيانة للأمة وللوطن..

هى العمالة الصريحة المباشرة لأمريكا وإسرائيل..

هى تزيين الباطل كما يزين القواد الزنا لبغى..

هو التسلل إلى عقول أبنائنا لإخراجهم من الإسلام تماما كما قال زويمر..

هو نشر الإباحية والسفالة والشذوذ وقتل روح الأمة..

وكل الكوارث التى قادتنا إليها وزارة الثقافة وكل الفضائح حلقات فى سلسلة التكفير والتعهير يا أمة..

***

إن العار لا يلحق بوزارة الثقافة فقط.. فتضامن المسئولية الوزارية يجعل مجلس الوزراء كله مسئولا وكل وزير مسئول.. ورئيس الوزراء مسئول .. و..

ترى ماذا كانوا يفعلون بى لو أننى قلت أن كلينتون أو باراك  أو حتى أحد الوزراء خراء..

هل كنت أجد من يدافع عنى لو أننى قلت اخرأ برئيس الوزراء..

لكن الفاجر يكتب والفاجر ينشر أن "القرآن خراء " ..و "خرا بربك" .. ثم يجد من يدافع عنه..

أما من وزير يستقيل؟!..[o]

***

لا إله إلا الله..

إننى أناشد الرئيس مبارك.. باسم الله..  باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. باسم الأمة .. أن يدافع عن القرآن.. لأنه بمثل هذا الدفاع  لا يدافع عن الدين فقط بل يدافع عن تاريخه وتاريخنا..

إن الوزارة التى سمحت لمثل هذا الكتاب أن يصدر لابد أن تنسف نسفا بكل هيئاتها ومؤسساتها.. ولن ترضى الأمة منك بأقل من ذلك..

وليست الإقالة فقط هى ما نطلبه منك..

وإن لم تكن المحاكم العسكرية لمحاكمة من خانوا الله والرسول والأمة والوطن فلمن تكون..

***

لا إله إلا الله..

يا جلالة ملوك وفخامة رؤساء الدول الإسلامية.. لطالما تعاونتم على الإثم والعدوان.. فتعاونوا ولو مرة للدفاع عن القرآن.. اطلبوا الرئيس مبارك اليوم.. قولوا له أن ما نشرته وزارة الثقافة المصرية لم يذبح المسلمين فى مصر فقط بل فى العالم الإسلامى كله.. من لم يفعل منكم ذلك فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..[p]

***

لا إله إلا الله..

إن كل سفير مسلم[q].. وكل دبلوماسى يغار على الإسلام ويغضب للقرآن عليه اليوم أن يبلغ ملكه أو رئيسه بهذا النداء وأن يستحثه للاستجابة له.. من لم يفعل منكم ذلك فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..

***

لا إله إلا الله..

إن كل كاتب وكل مفكر عليه أن يرفع الآن صوته دفاعا عن القرآن..[r]

كنا نختلف ونتفق ونتشاجر ونتنابز بالألقاب..

لكن عندما يكون الأمر أمر القرآن فلنتفق..

من كان منكم يحب الله والرسول فليدافع عن القرآن..

من كان منكم يحب الأمة فليدافع عن القرآن..

من كان منكم يحب الوطن فليدافع عن القرآن..

من كان منكم يحب نفسه فليحمها من النار بالدفاع عن القرآن..

من كان منكم مذنبا فليكفر عن ذنوبه بالدفاع عن القرآن..

من كان قد انخدع منكم بالتنوير وظن أنه تنوير لا كفر بواح فليكتشف الحقيقة وليكتب وليتكلم..

من كان منكم قد تدنس فليتطهر..

أناديكم جميعا..

وأطالبكم جميعا أن تدافعوا عن القرآن..

ومن لم يفعل منكم ذلك فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..

***

يا شيخ الأزهر[s]..

يا شيخ الأزهر..

يا شيخ الأزهر ..

لا إله إلا الله..

***

يا فضيلة المفتى.. أنت تعرف أن الأمة تحترمك مستعيدة أن أفضل السلاطين من صاحب العلماء وأسوأ العلماء من صاحب السلاطين.. والأمة تراك يا فضيلة المفتى حتى الآن – ولا نزكيك على الله- بعيدا عن السلاطين قريبا لشرع الله..

إن هذه الصفحة تنظر يوم الجمعة القادمة فتواك فيما حدث..

فتواك فى الوزير الذى سمح به وروجه..

فتواك فى رئيس الوزراء إن صمت..

فتواك فى النظام كله إن لم يرجع إلى الله..

فإن حيل بينك وبين الفتوى فإن هذه الصفحة تنتظر كى تنشر يوم الجمعة القادمة استقالتك.. فو الله لأن يسب القرآن ويهان فى بلد ليس فيها من يفتى للإسلام والمسلمين  لأفضل من أن يحدث هذا  تحت ظلال وصور تهيئ للناس أن الكفرة مسلمون..

أعيذك من أن يخفى  خلفك الكافر كفره..

استقل..

وليأتوا إن أصروا على الكفر والفسوق والعصيان بحاخام من اليهود وليصدر القرار – لا من أعلى بل من أسفل سافلين -  بأن يحل مكانك مفتيا للمسلمين.. فذلك أفضل من أن تختلط الأمور..

افعل ذلك يا فضيلة المفتى..دافع عن القرآن.. فإنك إن لم تفعله تأت الله يوم القيامة والقرآن خصمك..

***

يا شيوخ الأزهر ويا طلبة جامعة الأزهر[t]..

لا إله إلا الله..

يا طلبة العلم..

يا كل الناس..

يا أمة.. إنه الله الذى لا إله إلا هو .. وإنه القرآن .. إنه ملاذك الأخير وقدس أقداسك الأخير.. لم يتركوا لك حرما إلا لوثوه ولا وطنا إلا اغتصبوه ولا كنزا إلا انتهبوه.. فإن سكت فأولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى أن تتوقفى عن الصلاة.. وعن الإسلام كله..

دافعى عن القرآن يا أمة..

إلا تفعلى تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير..

***

لا إله إلا الله..

يا خطباء المساجد..[u]

لا إله إلا الله..

***

لا إله إلا الله..

يا كل قاض وكل محام..[v]

فلتثبتوا غدا فى مضابط المحاكم احتجاجكم ورفضكم.. ولتطلبوا من ولى الأمر القصاص للقرآن..

إن لم تفعلوا فلتأتوا الله يوم القيامة والقرآن خصمكم..

***

لا إله إلا الله..

يا كل حزب سياسى وكل نقابة وكل هيئة..[w]

فلتصدروا بيانا تعترضون فيه عما لحق بالدين والقرآن.. فلتكتبوا إلى الرئيس مناشدين أن يستعمل صلاحياته على الفور

إن لم تفعلوا فلتأتوا الله يوم القيامة والقرآن خصمكم..

***

لا إله إلا الله ..

يا كل صحيفة وكل مجلة وكل كاتب وكل كاتبة فى مصر..[x]

دافعوا عن القرآن..

اكتبوا..

أو فاكسروا أقلامكم..

إن لم تفعلوا فلتأتوا الله يوم القيامة والقرآن خصمكم..

***



لا إله إلا الله..

يا ضباط مباحث أمن الدولة[y].. تعلمون والله أننى أبغضكم فى الله.. لكننى لا أيأس من ذبالة خير فيكم.. أو أنكم عندما تكتشفون هول ما فعلتموه وأن جل ما فعلتموه كان  لكى تمكنوا فى الأرض لمن يقول أن القرآن خراء.. عندما تكتشفون ذلك  فقد تدركون هول ما تورطتم فيه..

أناشدكم.. كفروا عن بعض ذنوبكم ..

لقد دستم على القانون كثيرا من أجل النظام..

فنفذوا القانون اليوم من أجل القرآن..

ارفعوا إلى الرئيس اليوم تقريرا بأن مثل هذا العفن والكفر وازدراء كتاب الله هو الذى يهدد الأمن القومى والسلام الاجتماعى وهو الذى يثير الفتنة.. بل ويهدد النظام ذاته..

ارفعوا إلى الرئيس أيضا تقريرا بالأمور المشينة المخزية التى تورط فيها المسئولون عن نشر هذا الكتاب فى مصر.. وأظن أن هذه الأمور المخزية مسجلة عندكم صوتا وصورة..

من لم يفعل ذلك فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..

***

لا إله إلا الله..

يا كل امرأة [z] فى هذا الوطن.. أما كانت أم زوجة أم ابنة.. فلترفعى اليوم صوتك أمام زوجك أو أبيك أو ابنك.. ولتطلبى منه أن يدافع عن القرآن.. فالقرآن ليس خراء..

***

لا إله إلا الله..

يا كل هيئة ومؤسسة وصحيفة فى العالم الإسلامى[aa].. اكتبوا أنهم فى بلد الأزهر ينشرون أن القرآن خراء..

***

لا إله إلا الله..

إلى الجاليات الإسلامية فى الخارج[bb].. اذهبوا إلى السفارة المصرية فى بلادكم أو اكتبوا لها..

فإنه القرآن..

***

لا إله إلا الله..

يا شيخ يوسف القرضاوى[cc].. إن الأمة الإسلامية تضعك – شئت أم أبيت – على رأس العلماء المجاهدين المجددين على مستوى العالم الإسلامى بأسره، وترى فيك – شئت أم أبيت – واحدا  ممن يبعثهم  الله لتجديد شباب هذا الدين.. يرون ذلك فيك.. رغم أن سلطات بلدك نفسها أنكرتك.. بل واعتبرتك إرهابيا.. فالإسلام بالنسبة لهم هو الإرهاب..والقرآن هو المستهدف.. والذين أنكروك هم الذين ينشرون  أن القرآن خراء.. وأنت تعلم أن الأزهر قد اخْتُرٍق.. وأن المقاومة فيه إما محاصرة وإما مقموعة وإما مفصولة.. أصبحنا بلا دفاع.. والأمة ترى فيك بديلا..   الأمة ترى فيك ذلك فلا تخذلها.. وهذه معركة مفروضة عليك .. ولعل القتال يكتب فيها عليك وهو كره لك.. ولعلنا مثلك.. كنا نتمنى أن نموت قبل أن تفرض علينا هذه المعركة.. أما وقد فرضت فنحن نتمنى أن نموت فيها.. فلا تخذل الأمة.. دافع عن القرآن بما أنت له أهل.. إن الأمة تنتظر فتواك فى كل مسئول عن نشر هذا الكتاب فى بلد الأزهر..كل مسئول.. من الخفير.. إلى الوزير.. إلى الأمير..

لا ..

ليس فتواك فقط..

بل إن الأمة تنتظر منك حملة شاملة على مستوى الهيئات الإسلامية فى العالم الإسلامى كله..

أصرخ فيك..

أنت بعيد عن مصر بعد أن أنكروك.. أنكروك فاحتضنك العالم الإسلامى  قرة عين ومهجة قلب وفلذة كبد وومضة عقل.. لكنك بعيد عن مصر.. ولعلك تظن أنها مازالت بخير..

أهتف فيك: مصر لم تعد بخير.. مصر لم تعد بخير.. مصر لم تعد بخير..

فالنجدة النجدة والغوث الغوث..

فإنه القرآن..

***

لا إله إلا الله..

إلى السيدة سوزان مبارك..

أناشدك مرتين..

مرة باعتبارك زوجة لأكبر مسئول فى البلاد.. ومرة باعتبارك المسئولة عن سلسلة مكتبة الأسرة.. التى أخشى أن يتسلل إليها مثل هؤلاء المشركين الذين نشروا – بحجة التنوير.. أن القرآن خراء..

ولا إله إلا الله..

***

لا إله إلا الله..

إلى كل قارئ لهذه الصرخة..

ألا قد بلغت والله يشهد..

فهل بلغت أنت أيها القارئ؟!

هل بلغت؟! هلا بلغت.. وكم بلغت؟!.. عشرة..؟! مائة…؟! ألف..؟! وهل هذا هو قصارى جهدك فى الدفاع عن القرآن؟!..

لا إله إلا الله..

***

اغضبى يا مصر..

اغضبى يا أمة..

اصرخى: لا إله إلا الله..

***

إلى كل من يستطيع الحديث مع الرئيس اليوم فى هذا الأمر ثم لا يتحدث فليأت الله يوم القيامة والقرآن خصمه..

***

يا سيادة الرئيس..

أطفأ الفتنة..

واعلم هدانا وهداك الله أن ما ظهر أمامك الآن إنما هو رأس الدنس.. وكل ما تحته دنس..

واعلم هدانا وهداك الله أننا كنا صادقين حينما حذرنا من أن ما يدعون أنه التنوير إنما هو التكفير والكفر بعينه..

واعلم هدانا وهداك الله أنهم لم يقصدوا أبدا الإرهاب بل قصدوا الإسلام دائما..

واعلم هدانا وهداك الله.. أن تجفيف المنابع كان المقصود به الخروج من الإسلام والخروج على الإسلام..

واعلم هدانا وهداك الله أن الأمر ليس أمر وزير فاسق أو وزارة فاجرة بل هو منهج مشرك تسلل إلى النظام مسئوليتك أمام الله أن تزيله وأن تحاربه حتى لو استشهدت دونه..منهج مشرك لا يقتصر على وزارة ولا يقوم به مجرد أفراد..

واعلم هدانا وهداك الله أن مثل هذا المنهج الفاجر هو الذى يغيب فى السجون والمعتقلات عشرات الآلاف من شباب لم يأخذوا عليهم سوى أن الإسلام دينهم والقرآن كتابهم.. بينما يرى ذلك المنهج الخائن الفاجر الكافر العميل أن القرآن خراء.. وذلك ما ينقمونه عليهم..

واعلم هدانا وهداك الله أن أسوأ ما تفعل أن تكتفى بإقالة وزير أو تنحية مسئول..

فالخطب أطم والمصيبة أعم..

قل لى يا سيادة الرئيس : هل ترضى لعهدك – دون العهود جميعا – أن تصمه هذه الوصمة.. فالقرآن لم يتعرض لمثل ما يتعرض له الآن.. أبدا .. ولا حتى فى عهد كرومر.. بل وحتى الفراعنة كانوا يقدسون كتب الدين..

قل يا سيادة الرئيس.. : هل كانت الدولة تسكت لو أن من كتب هذا الكتاب أو طبعه أو نشره ووزعه كان قد وضع الإنجيل أو التوراة مكان القرآن؟!.. ما كانت الدولة لتسكت.. وما كنا نحن أيضا سنسكت..

يا سيادة الرئيس: إنك مسئول عن هذه الفئة المنحرفة الشاذة .. مسئول أمام الأمة وأمام التاريخ وأمام الله.. إن القانون فى بريطانيا يحمى الإنجيل والتوراة.. واخوتنا المسلمون هناك يجاهدون لمد مظلة الحماية إلى القرآن.. فهل ترضى لنفسك أن نجاهد أمامك لسن قانون يحمى القرآن؟!..

يا سيادة الرئيس إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه.. وإنى والله لمشفق عليك من أن تلقاه وهذه الفعلة الشنعاء فى كتابك.. توضع فى ميزانك.. وما أثقلها .. ما أثقلها.. ما أثقلها..

وإننى أناشدك يا سيادة الرئيس - أبيت اللعن -أن تطفئ لهيب الفتنة ببيان يصدر عن الرئاسة اليوم.. بيان استغفار إلى الله .. واعتذار إلى الأمة..

افعل ذلك يا سيادة الرئيس نشفع لك – نحن الأمة التى وضع الله شفاعته فيها - عند الله يوم القيامة..

لا إله إلا الله..

فإن لم تفعل يا سيادة الرئيس..

فإننى أرجوك:

مر رجالك بقتلى.. قتلة غلام أهل الأخدود..[2]









الجريمة مستمرة..[3]
ثلاثية الثقافة فى مصر:
الكفر والعهر والتطبيع..
هل الله جليسة أطفال.. ويعلمنا الحب؟!
وهل الأنبياء آبقون؟!..
***

 الجريمة مستمرة يا ناس فلا إله إلا الله..

الجريمة مستمرة..

وسوف تخطئون خطأ مروعا إذا ظننتم أنه مجرد كتاب داعر فاجر كافر أفلت .. وأن الأمر قد لا يتكرر مرة أخرى..

ليس مجرد الكتاب بل إنه المنهج.. منهج متعمد مقصود.. منهج أخطبوطى ينفذ بالضبط تعاليم المستشرقين والمبشرين والاستعمار فى صورته الحديثة.. منهج يدرك أن أخطر ما فى الإسلام والقرآن هو ذلك الإيمان اليقينى الذى يجعل من المسلمين بشرا يمكن أن يتفوقوا حتى على الملائكة ويجعل من المنافقين أشبه بالخنازير والقردة.. وتلك هى النقطة التى تثير عجب وحنق  المنافقين عندما يلاحظون استعلاءنا عليهم مهما أدبرت عنا الدنيا وأقبلت عليهم.. استعلاء البشر على الخنازير.. ولقد أدرك الغرب منذ قرون أنه هزم فى المواجهة المسلحة مع الحضارة الإسلامية.. وأنه لا سبيل أمامه إلا إفراغ الإسلام من محتواه.. ولقد استعان على ذلك حينا بالاستعمار حتى اطمأن إلى أنه ربى بيننا نخبة فاسدة مفسدة فتركها لتنوب عنه.. وهم منا لكن قلوبهم قلوب ذئاب..

ليس مجرد كتاب يا أمة..

الجريمة مستمرة ولا إله إلا الله..

الجريمة مستمرة.. والثقافة فى بلدنا تهدف إلى ثلاثة أشياء لا تنسوها:

أن تكون حرية التفكير مرادفة للكفر..

وأن تكون حقوق المرأة مرادفة للعهر..

 وأنه بعد نشر الكفر والعهر سيكون المجتمع الإسلامى قد غرق فى غيبوبة فقد معها كل مناعة.. ليسهل التطبيع بعد ذلك مع إسرائيل والانسحاق أمام الغرب..

لا تنسوا يا قراء الاختراق الذى حدث للثقافة فى بلادنا فعكس اتجاهها  ليتلخص فى تلك النقاط : التكفير.. والتعهير.. والتطبيع..

ولكى يصل الاختراق الثقافى إلى مبتغاه كان عليه أن يميط القداسة عن القرآن والأحاديث النبوية الشريفة  والتراث.. وأن يستعمل الألفاظ التى أحاطتها هالات القداسة استعمالا فاجرا يميط عنها القداسة..

***

لا إله إلا الله

الجريمة مستمرة يا ناس.. وسأعرض عليكم على الفور نماذج لا تقل سفالة وبشاعة عما عرضت عليكم فى المقالة الماضية.. فلنتناول معا كتابا أخرجته وزارة الثقافة أيضا – الهيئة العامة لقصور الثقافة- كتابات نقدية- العدد 97 – ديسمبر 99- والكتاب[4] معروض عند باعة الصحف وإن كنت أحسب أن السيد الوزير الذى يطلقون عليه "زين الرجال" سوف يأمر بسحبه غدا قبل انتشار الفضيحة.. عنوان الكتاب: شعر الحداثة فى مصر- وقائمة العار للهيئة المشرفة عليه هى ذات قائمة العار التى نشرناها فى الأسبوع الماضى ( وعلى رأسها أيضا : على أبو شادى)..

ولقد وفر علينا إدوارد الخراط مئونة البحث فى عشرات من إصدارات وزارة الثقافة المصرية لعشرات الشعراء المصريين- وأغلبهم والله ليسوا شعراء وليسوا بشرا- حين استعرضها فى هذا الكتاب: 700 صفحة تقريبا .. وسعره خمسة جنيهات.. وتذكروا يا قراء أن هذه الكتب هى التى يخرءونها – إذا صح التعبير- لتشكيل وجدان الأمة..

فلندلف معا إلى كلمات السفالة والشذوذ والكفر البواح.. فلندلف دامعين إلى السخرية من الذات الإلهية والمرسلين.. فلندلف إلى محاكاة هازلة هازئة كمحاكاة مسيلمة الكذاب.. فلندلف إلى خيوط الشبكة التى يصطادون بها الأمة.. إلا أننى أجد لزاما علىّ أن أنبه القراء أن ما سيقرؤونه على الفور بالغ الفحش وأن يبعدوه عن أيدى أبنائهم..

فلنقرأ:

" وكأن الله سيعمل منذ اختفت الأرض جميعا

تحت رؤوس الناس

جليسا للأطفال

يعلمهم آداب الحب

وفقه اللغة "..

ص255

لا إله إلا الله..

ولنقرأ:

"فهل يكون لى أن أسمى الأفق ثوبا ضيقا، (.) والشعر شركا شائكا والمآذن حرابا سامة حتى مطلع الفجر".

ويضيف المؤلف[5] : "فضلا عن النص القرآنى العظيم بطبيعة الحال : "أخرق الأرض ، وأبلغ الجبال طولا"

ويكرر الخطأ مرتين وهو يضع الآية بين علامات التنصيص .. وصحة الآية:

وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً {37}  الإسراء..

 والمؤلف رغم حساسية وضعه كغير مسلم يستشهد بالقرآن لا يأبه بتحقيق الآية .. لا يأبه  بأحد ولا لأحد.. ولا أبو شادى ولا كشيك  ولا محمود عبد العاطى ولا مجدى توفيق ولا محمود حامد .. ولا أى من المشرفين على السلسلة المنكودة.. ولا وزارة الثقافة كلها..

ولنواصل القراءة:

"نلف على الأعضاء الخرقة

تشعلها الأعضاء فنخرج نحو النار

ونشهد أنا كنا اثنين

وصرنا خيطا لا يتفرق فى خيطين

ونشهد أن الله تجلى فينا

فانفرطت أشجار العاشق والمعشوق

الخالق والمخلوق

وباحت كل الناس لكل الناس .."

لا إله إلا الله..

هل تدرك أيها القارئ ذلك المزج الوثنى بين الله تقدست أسماؤه وبين الجنس العاهر..[dd]

ويمتدح الناقد الحداثى ذلك العهر بقوله:

"المزج من ناحية أخرى بين الفعل الميتافيزيقى والفعل الشبقى الفيزيقى .."..

ولنواصل القراءة يا قراء:

"العضو الناشز تحت فضاء البطن جميل ..

هذا ما سواه الأب الله.."[ee]

لا إله إلا الله

هذا ليس أدبا وليس شعرا يا قراء.. هذا فعل لواطيين مخمورين..

لا إله إلا الله.. لكن فلنواصل قراءة الكفر العاهر والعهر الكافر:

"يمتلك غرابة أن يتدخل فى ملكوت الله " ..

ص 256

و:

" حينئذ سوف ترتعشين

وتبتهجين

وتنالين رائحة الرب "

تجسيد فى الإسلام يا قراء فلا إله إلا الله.. ليس كمثله شئ لا إله إلا الله ..

و :

" دم من سرير الفضاء

ينز..

وتهبط منه الأساور

تهبط رائحة الله "..

و:

" ماذا لو صارحت الله

بأن الوردة ليست تصلح لى ".

ص 256

يعلم الجهر وما يخفى ولا إله إلا الله..

و :

"الناس هنا يقصون الله..

عن الحجرات الدافئة المسكونة"..

ص: 257

و :

" واتخذى من كلمات الله غطاء مثل البحر إذا ما نفد البحر فليست تنفد فاتخذت "

"يأتيهن النبق من السدر المخضود.. أفرد جسمى فوق فراشى من عهم منفوش .."

.. ص261

و:

" فالتحمت

واتكأ عليها كوع الله

واحدث ثقبا

يكفى أن يدخله الرجل

فتحمل عنه الوحدانية

كل شظايا الكون " ...

ص250

و:

"من قال الله أتى من ضلفة نافذتى

من قال الله أطل علىّ

: وأعطى الناس القصص

الغامضة

ووهج الأحلام

وأوشك أن يعطيهم شيئا آخر

غير المنّ

وغير السلوى

من قال بأن الله تفضل بالبركات

على الناس

وبالفيض على قلبى

فانشق إلى نصفين

وصارت ناريمان الثمرة"..

ويعلق الناقد الحداثى ربيب الوزارة:

(فهو هنا يناوش الأسئلة الميتافيزيقية. دون أن يدخل إلى أغوارها حقا. بل هو هنا يتساءل -فقط -ويكتفى من فيض الله بثمرة ناريمان ، فى الوقت الذى رأينا فيه أن الكون كله أصغر من امرأة وأن المرأة هى المطلق الحق..) ص277

و:

"رأته فى النوم يرقى فى الهواء وقرونه مضيئة..

وقال: من رآنى فقد رأى الحق.."

و :

"أم تراها ستولد من نفسها كل آن كأن لا نساء سواها

تعشقها الله. خبأ فيها كمال الأنوثة ثم تراجع ينظر مندهشا ليديه.."

 ص 519

و:

"يتجمع . . . . العاشقون صائحين :

انقشنا

 بفقه اللذة .."

هل لاحظتم يا قراء أين وضع السفيه كلمة فقه؟..

و:

"وأنا مرح دون مناسبة أصرخ  فى البرية يا قوم قد زهق الحق وجاء الباطل ، إن الباطل كان فعولا "..

ص 348

و:

" رأيت يد الله تأخذ من طينتى وتكور نهديك

تأخذ من طينتى وتدور فخذيك

تأخذ من طينتى وتقبب سرتك"..

ص 520

أو هذا النص المونق الجميل – والجملة السابقة لإدوارد الخراط وليست لى-:

" رأى طائرين على نهد عاشقة يسفدان ، رأى كيف تخرج من سرة امرأة جنتان. رأى امرأة وهي تدعك نهدين مندلعين بماء الذكورة. فامتلأت غرفة بأزيز الفَراش (أو الفِراش) رأى النمل يحمل خاتم عاشقة وهى غائبة، تحتها موجة وعلى صدرها يتناسل ورد من الشهقات..

ص 521

يا رفاق مسيلمة يا عبيد الشيطان يا كلاب جهنم..

و:

" أن تسر له بكنوز مخبأه ، وتقود يديه إلى جسد لم يبح بعد. سوف تقول له إنها منذ كورها الله ، لم تتوضأ بماء أنوثتها، سوف تعلن أن الزمان مضى فى انتظارك فيما تضئ وتمحو بماء الذكورة ما ظل من طين سرتها"..

فهل لاحظتم يا قراء كيف امتهن الصفيق قداسة كلمة الوضوء؟..

و :

"ستة أيام تبكى وتصلى ، انتفض الهدهد وتخبط فى سقف الغار المعجزة .. المعجزة.."

و:

"وانكشف سقف الغار فانطلق الهدهد صائحا: انظرى"

و:

" رأت نفسها تطل من علٍ على قبة من نور"..

و :

" قامت و أشعلت البخور، وحوم الهدهد فى سقف الغار يقرأ : فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد..

فتح العاشق عينيه فرأى الظلمة ظلمة وعرفها..

ورأى النور نورا وعرفه.."

ص527

لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله

هل تريدون المزيد يا قراء..

يا خطباء المساجد يوم الجمعة..

يا طلبة.. يا عمال.. يا موظفون.. يا كتاب.. ويا ضباط أمن الدولة الذين لم يسألوا أنفسهم قط ماذا يسمى من يحرس هذا العهر ويصفى أعداءه..

حنانيكم..

ما يزال لدينا الكثير..

فلندلف إلى الأسماء الحسنى.. ولا إله إلا الله..

يقول الكاتب:

“تأتي الأسماء الحسنى السبعة على ترتيب أيام الأسبوع.

- أهُوج: الواحد الأحد، ليوم الأحد، وحرفه الألف ، وملاكه رفيائيل ، يظهر فيه رجل من الذهب واسمه المذهب ونجمه الشمس.

- يوهٍ:  الأول والآخر ليوم الاثنين وحرفه الياء، وملاكه جبرائيل يظهر فيه رجل من الفضة واسمه  الأبيض وكوكبه القمر.

- هَلْهِلت : الباسط ليوم الثلاثاء، وحرفه الهاء، وملاكه سمسائيل يظهر فيه رجل من الياقوت واسمه الأحمر ونجمه المريخ .

- دوْسم:  الرحيم ليوم الأربعاء وحرفه الدال وملاكه  ميكائيل يظهر فيه رجل من الزئبق واسمه يرقان ونجمه عطارد.

- حوسم : الرحمن ليوم الخميس وحرفه الحاء وملاكاه صلحائيل وشهدائيل ويظهر فيه رجل من القصدير واسمه شمهورش  ونجمه المشترى .

- أواهٍ :  المحيى ليوم الجمعة وحرفه الواو ومالكته ميهائيل يظهر فيه رجل من النحاس واسمه زوبعة ونجمها الزهرة .

- وأخيرا أيزام المتين ليوم السبت وحرفه الزاى وملاكه كسفائيل يظهر فيه رجل من الرصاص واسمه  ميمون ونجمه زحل ."

ويحاول ربيب الوزارة  أن يشرح فيقول:

لعل هذا التقطير والتجميع عبر فصول الكتاب السبعة مما يوحى أن ثم نسقا فيه تكرار مقصود وموضوع سلفا، كأنه مرسوم ومخطط ..

لكن الشرح يحتاج إلى شرح فيضيف:

ومع هذا فإن هذا التكرار يوحى على نحو ما بوحدة كامنة وليس بتعدد مبعثر، الأسماء الحسنى السبعة هى أسماء إله واحد، والرقم 7 رقم فريد وأحادى حاصل اثنين أو ثلاثة أو أربعة فهو لا يكرر إلا ذاته، هذا إلى أن الأيام السبعة هى أيام الخلق فكأنها يوم واحد، هو الزمن الواحد الذى تمت فيه الخليقة.!!!

هل فهمتم شيئا يا قراء؟!..

لكنه يواصل:

" وإذا سلمنا بافتراض أولى – سنحاول أن نتلمس صدقه – فيما بعد – بأن ثم خبرة عشق تغمر نص الكتاب كله ، وأن ثم  عاشقة موجودة وثابتة ومتغيرة فى الوقت نفسه ، فسوف نجد  أنها فى البداية تصلى، أو تبكى. أو تخرج تطلب عاشقها، أو هى فى الفراش بينما العاشق نائم وهى تشاهد أحلامه ، أو هى فى الفراش  والعاشق يتحسس بطنها، وكأنما ممارسة طقوس العشق هى أيضا ممارسة طقوس صلاة . " ..

" وسوف نجد. بعد المفتتح بقليل . قبة من نور هى فى الأول من سندس أخضر. وفى الآخر من نور أسود  وثم لواء أو لواءان أو ثلاثة أو ستة أو عشرة ألوية، من ألوان تتراوح بين الأصفر والأحمر والأبيض والأسود، وثم أعوان يقفون فى خدمة الملائكة، تحت القبة، تتراوح أعدادهم فى كل مرة. لكنهم قائمون هناك دائما فى كل مرة" ..

هل لاحظت أيها القارئ ..؟!

وهل تحتاج إلى تعليق..

ليس إله المسلمين الذى يتحدث الشاعر عنه بل يهوه كما صرح باسمه.. فلماذا لا تنتقل وزارة الثقافة بكل مكاتبها وموظفيها إلى إسرائيل؟!..

لم ينته الهزء بالقرآن ولكننى أكتفى – مؤقتا – بما ذكرت لننتقل إلى السخرية من الأحاديث النبوية الشريفة :

"زملينى أنا العاشق المرتبك"

"دثرينى وخلى نهودك تحرث قلبى بنصلين من وبر"..

و:

" نمضى إلى الوادى المقدس أنبياء آبقين نأمر بالمنكر وننهى عن المعروف دون أن نكظم الغيظ أو نعفو عن الناس" ..

و:

"أنا الغريب المريب الذى لا يكظم الغيظ لا يعفو عن الناس ".

ص 361

و:

آآآه زمّلونى.. زمّلونى..

من حروفى ومن فنونى..

فى مغارات المحاولة..

البلابل دخّلونى..

ص 94

ولنقرأ:

" تمنيت لو أحتويك أجرب فيك هوى الشعراء

سبحان من سيسرى بك يا حبيبتى إلى الفعل من القوة .. ص 133

ولنقرأ:

" زملونى زملونى يا خاصتى الأقربين

واخضعوا مليا مليا فى حضرة البنفسج اللعين"..

 ص 133

ويعلق الناقد رجاء النقاش فض فوه:

تلك المقاطع التى تقول – من غير أن تقول – أن الشعر هو نبوة وليس فقط نبوءة، بكل ما فى النبوة من آلام غائرة وحرارة دفينة وتجاوز للألم والمعاناة فى سبيل مجد مؤثل..

إن الشعراء هم الأنبياء الحقيقيون.. وفى نفس الوقت يرى الخراط أن نبيا حقيقيا كسيدنا آدم: " إنه آدم الساقط من الجنة.. آدم العجوز، الطيب ، الهستيرى، الشاب ، القاتل .."

هل فجعتم يا قراء .. لكن انتظروا فما يزال لدينا الكثير..

"دثرينى دثرينى

ورطبى لى جبينى

النار فى عيونى

والريح فى يقينى

ثم

 وهو يقبل الكفلين من خلاف ، ويجثو بجوار البصل

المبشور"

أو "شعائر دهن الثدى بالمانجو والتقاطه باللسان"[ff]

ص 215

و:

. . امرأة قالت : أنا أغنى من البحر

من غير أن لكون واثقة

من قدرة الوركين على إثبات المزاعم

وحينما خانتها الحلمتان بصحوة غير محسوبة

تحسست شعرها الذى مشطته فى عربة النوم .

ص: 215-

وإن أبطأت قليلا ..

فاستيقاظك

يسعى خلف عسيلتها

و إذا ما بلغ الذروة

يسند كفا فوق الحوض..

وكفا تحت الإبط

يعلق ساقا فوق الكتف اليمنى

ساقا فوق الأخرى

ينتزع الأشواق جميعا

كيما تصعد فى ناموس الكون[gg]

ص251

ويستطرد الشاعر:

ولا تذكروه بحواء

حتى تعود  من البوتيك

ومعها السوتيان والكيلوت

معها المانجو"[hh]

يقول الناقد فى نشوة شبقية وهو يمتدح الخروج على كل الأديان والأعراف والمحرمات : والسمة الثانية الواضحة أن هذا النص قد نزع حرمة الطابو عن المحاشم والمحارم والفيتشيات وأفعال الجنس . وهذه أيضا تسرى فى النص كله مما يكاد يعيى الحصر..[ii]

اقرأ مثلا:

" يصلح أن يلتصق بأعشاب الإبطين  ، وأعشاب صالحة أخرى

دم لايتنزل من أعماق الفرج"

و:

"كيف يكون لعابك غير لعاب العضو"[jj]

 ص265

يقول الناقد:

 الشاعر أو رؤيته أو حسه بازاء مشكلة تمضه وتعنيه: مشكلة المرأة والرجل والشبقية وميتافيزيقا الجسد.

ولنواصل قراءة تلك الكتب التى تطبعها وزارة الثقافة وتدعمها لتبيعها بأرخص الأسعار لأبنائنا:

" السائل المنوى الأصابع الإبط اللسان القضيب

الرعايا الأسرى الرعايا

ها ها ها

هى هى هى "

ص266

و لا ينسى الشعراء بين العهر والكفر أن يسبوا العرب:

"والعرب قبائل متفرقة تنهب النخل فى اتجاه السماء.."

لكننا نعود إلى الفحش العاهر فى كتاب وزارة الثقافة.. أو على الأحرى ماخور الثقافة:

" لن أسألك عن العجوز الذى كان يقرصك/ فى ثديك الأيمن(..) / فقط . . / ساكون حذرا من الدبابيس التى تكمش فتحة السوتيان / من القطط التى ترعى صمتك / وتمسح فروتها فى نهديك / خلسة / بمكر / خاص . . جدا

و :

ثمة شياطين ملهمة / فكى شرائط الستيان / واتركيها تلفلف الفضاء على جسدك

ص317

و :

يقبلها، يأخذ من ريقها، وتأخذ وترتخى وسيدها، يفرك حلمتها فتوسع عينها وتميل مع حركته ، تتألم وتنتشى. حتى تنز بمائها فتصرخ..

خذنى..

أريد أن أشعر بثقلك علىّ..

ص 522

إننى آسف يا قراء لكن الذبيح قد لا يشعر بالحياء إذا ما كشف الجلاد سوأته..

أنا آسف لإيراد هذه النصوص الداعرة..

هذا هو تنوير وزارة الثقافة المصرية يا مسلمون ويا عرب..

هذا هو ما يحاربون به الإسلام..

وأكثر من عشرين ألف معتقل يسومونهم سوء العذاب لأنهم يقرءون القرآن..

لا إله إلا الله ..

ولكن.. لنكمل ماخور الثقافة وهو يتحدث عن بقايا ما زالت لديهم أو لديهن مسحة ظلامية وتأسلم:

أو "سنذهب إلى أمهاتنا إذن

بلا أوسمة

بملابس داخلية غير مبقعة"..[kk]

يا للعار ويا للفحش..

و:

"رغم الأفخاذ المتسلخة تعودين أجمل لكننى فقدت عادة الاشتهاء.."

و:

" أبعدى نهديك : جبلين شاهقين

بينهما ثعالب ظمأى إلى جسدى

أبعدى فخذيك :

بينهما مستنقع ملىء بالكلاب المسعورة"..

أبعدى .

أنت وسخ..

جبال عينيك لا تلد إلا الحيات "

  ص 417

يا لخجلى يا قراء..

لكن.. كيف تدركون حجم الكارثة إن لم أكشف لكم عن بعضها..

وتأملوا يا قراء كيف لا يتركون مقدسا إلا انتهكوه.. حتى الأمومة:

"عورة أمى تنكشف / ولكنها  تلملم الروث "..

***

يا عاطف عبيد.. هذا هو الفجر بعينه.. فجر فاجر وعهر عاهر  لا يرعاه إلا فاجر وعاهر.. وتذكر.. أن من ولى أمر المسلمين فاجرا فهو فاجر مثله..

***

هؤلاء اللواطيون هم الذين يرفضون قراءتنا للقرآن والحديث والتاريخ بل ويقرءونه لنا قراءة مسيلمة.. فإذا حاولنا أن نقرأ شعرهم قالوا لنا أن للشعر طقوس لا يمكن قراءته دون دراستها.. ونسى اللواطيون أننا قراء المعلقات السبع والبحترى والمتنبى وأبى تمام وأبى فراس الحمدانى وحافظ وشوقى وأمل دنقل..

        لا إله إلا الله ..

هل تفهمون الآن يا قراء كيف أن أصحاب هذا الماخور نشروا أن القرآن خراء دون أن تطرف لهم عين..

كنا نتصور أن مصر ستعلن الحرب على الفور إذا ما تجرأ واحد من دولة قريبة أو بعيدة فنطق بمثل هذا الكفر..

لم نتصور أبدا أن نؤتى من مأمننا .. و أن نطعن فى مكمننا.. فإذا بعيوننا تتحول عن مكامن الخطر فى الخارج.. لتنظر إلى الداخل.. حيث بلغ اختراق نخبنا المثقفة أن صاروا أشد سوءا من الأعداء..

***

لا إله إلا الله ..

ماذا حدث للأمة..

وكيف صار بنا الأمر إلى هذا الحال.. كنت أسأل نفسى .. وكان الرجل يجلس أمامى مستخذيا وراجيا كما  لو كنت أملك أن أمنحه صك غفران.. ويقول:

كنت أريد أن أرد عن الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.. كنت على المنبر .. وكنت أريد أن أصرخ فى عباد الشياطين أن القرآن ليس خراء.. ولكننى خفت.. فأنت لا تدرى ماذا يمكن أن يفعل بنا الأمن لو أننا خرجنا على الخطبة المكتوبة لنا والتى تجيئنا كل صباح..

لم أزد على قول لا إله إلا الله..

وواصل الرجل وكأنما شعر بأن ما قاله لم يكن مقنعا فأراد أن يزيد:

أنت لا تعلم إلى أى مدى تبلغ فظاظة الأمن.. ثم أن من يجب أن يحمينا صنيعة لهم.. بل هو الذى يبلغهم عنا و يسلمنا إليهم  .. هل تذكر ما حدث مع أحد كبار  الشيوخ فى الإسكندرية.. إلى أى مدى وصلت إهانته..

وأشحت عن الرجل وأنا أتمتم : لا إله إلا الله..

وواصل الرجل:

- لكننى عندما انتهيت من الصلاة وجدت أن عشرات من زملائى فى المساجد الأخرى قد تركوا النص المكتوب ولم يعبئوا بالأمن وخطبوا فدافعوا عن القرآن.. فيا ويلتى ويا شقوتى.. لم أدافع عن القرآن..

انفجر الرجل باكيا فرحت أردد : لا إله إلا الله..

لكن صديقا كان يحضر اللقاء لم يتمالك نفسه فصرخ فى الرجل:

لو أنك تركت الإمامة والخطابة وجلست تمسح الأحذية أمام المسجد لكان أفضل لك.. ولو أتقنت عملك ذاك لضمنت وضعا أفضل فى الدنيا وفى الآخرة..

***

لا إله إلا الله

أعترف لكم يا قراء أن قراءتى لرواية : وليمة لأعشاب البحر كانت تجربة أليمة.. وأقسم لكم بالله الواحد القهار.. أننى أثناء كتابة مقالتى الماضية: "لا إله إلا الله  .. من يبايعنى على الموت .. تبت أيديكم .. لم يبق إلا القرآن.. ماذا لو قلنا أن رئيس الوزراء خراء".. كنت واثقا أننى سأموت من الألم والقهر.. وأنه لم يدفعنى لمواصلة الكتابة رغم يقينى بالموت إلا أننى أحببت أن ألقى الله وأن أقدس اسمه وأدافع عن كتابه ونبيه صلى الله عليه وسلم عساه أن يرحم ذلى وضعفى .

لقد قرأت كثيرا فى كتب المستشرقين.. وبعضها يقارب ما فى ذلك الكتاب الملعون من سفالة وبذاءة.. لكننى مع المستشرقين أتوقع و أتوجس و أحذر.. لكننى مع كتاب نشرته وزارة الثقافة فى بلادى قد أخذت على حين غرة وطعنت من مأمن..

ربما لأننى لم أتابع انحدار وزارة الثقافة وانهيارها بعد أن قاطعت إصداراتها منذ عشرة أعوام.. فلقد تصادف بعيد تعيين السيد فاروق حسنى وزيرا للثقافة أن نشر كتاب  لكاتب يسارى يدافع عن الشذوذ الجنسى ويعترف عن نفسه أنه لواطى ويتهم زملاءه اليساريين بالنفاق.. لأنهم رغم تأييدهم لما يقول فى الغرف المغلقة قد رفضوا الإعلان عن هذا التأييد.. بل وقاوموه عندما أراد أن يخصص كتابا للدفاع عن اللواط.. أحسست بالاشمئزاز والقرف.. وحدث ارتباط ما.. لست أدرك كنهه.. فقاطعت إصدارات وزارة الثقافة منذ ذلك الوقت.. حتى جاء ذلك الكتاب الملعون تحت يدى فكاد أن يقتلنى..

***

تصورت يا ناس أن نشر المقال سيسفر عن نسف كل مؤسسات وزارة الثقافة على الفور.. وأن أولى الأمر سيدركون أنها مليئة بالتلوث والنفايات.. تماما كتلك النفايات التى ضبطوها فى ميناء بور سعيد منذ وقت قريب.. حين كانت الشحنة التى استوردها خائن زنيم تحوى حفاضات أطفال مستعملة مليئة بالخراء والمواد السامة لدفنها فى مصر.. قلت لنفسى أن المسئولين فى بلادنا سوف يتصرفون مع تلك المؤسسات التى نشرت أن القرآن خراء بنفس الطريقة التى تصرفوا بها  مع مستورد الشحنة النجسة..

تصورت ذلك..

لكن تصورى كان أملا جهيضا فى القلب..

وعلى العكس..

وجدت من المثقفين والنخبة من يدافع عن الكفر البواح..

***

لماذا خاننا مثقفونا …

لماذا اتشحوا بأردية الأعداء؟..

لقد انهزموا فلماذا حين انهزموا لم يذهبوا إلى بلاد الأعداء ليعيشوا فيها ..

لماذا ما داموا لم يذهبوا لم يصمتوا حتى يموتوا …

لماذا روجوا بيننا فكر الهزيمة…

لماذا زيفوا التاريخ حتى لم يتركوا لنا ما نفخر به أو ما نعود إليه مستلهمينه كى ننهض من كبوتنا لنتقدم …

لماذا … لماذا …

ولماذا ينطلق المناكيد منهم مدافعين عن موقف لا يدافع عنه إلا شيطان.. ولماذا يحاول أولئك المناكيد أن يصوروا أننا ضد حرية الكلمة والإبداع..

على العكس … فإننى متطرف فى اتجاه منح حرية الكلمة لجميع الاتجاهات بصورة تكاد أن تكون مطلقة… … وما ذلك لاستهانة منى أو – معاذ الله – تفريط، بل إننى أدرك أننى أنا أنضوى تحت لواء عقيدة تشكل فكرا هو الأقوى والأعظم والأصح … عقيدة هى العقل والروح والمنطق… عقيدة تجعلنى أقوى من محمد على كلاى فكيف أخشى مصارعة أطفال صم بكم عمى مرضى أو لواطيين… إننى أثق فى أسلحتى … لذلك لا أعترض على منح الحرية كلها للآخرين .. ولا أعترض أبدا على حريتهم فيما يكتبون … لكننى فى نفس الوقت أرفض أن أكون محمد على كلاى فأقيد ويكمم فمى ويسلط الذباب والهوام علىّ!![ll]

كنت أقول لمراسل وكالة أنباء الأسوشيتيد برس عندما سألنى:

لا .. لست ضد الإبداع بالطبع.. لكننى ضد الإسفاف والابتذال.. ولست ضد تناول أية قضية مهما كانت شائكة إذا كان التناول يتوازى مع أهمية القضية.. وإننى لا أنسى على سبيل المثال القسم الأخير من الجزء الثانى من رواية الاخوة كرامازوف لدستويفسكى.. رغم أن هذا الجزء كان يتحدث عن درجة مروعة من الإلحاد.. كان عناء هائلا لأناس يحاولون الوصول إلى الحقيقة.. وكنت أصدق ما قاله دستويفسكى بعد ذلك أن أقرب الدرجات إلى الإيمان الصادق هى الإلحاد الصادق.. إننى لم أهاجم رواية الشحاذ لنجيب محفوظ أيضا.. لكننى أهاجم بمنتهى الضراوة أولئك المنافقين الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان فيتصدوا لتمزيق مقدساتنا وهم يدعون أنهم الأكثر فهما..

قلت للرجل أيضا:

لقد احتفظت حضارتنا بتراث أوغل فى الفحش بل والكفر.. وتذكر أبى نواس والأغانى والفرق المختلفة التى زاغت عن الإسلام.. كان المجرى الرئيسى للنهر سليما ولم يكن يضره كثيرا أن يبول كلب أو خنزير فيه.. لكن عندما يكون الماء راكدا.. وليس لدينا سوى كوب من الماء ونحن تائهون فى البيداء فى الهجير فكيف نسمح للكلاب أن تبول فى مائنا الأخير..

وواصلت:

 قد نتجاوز عن دواء به 1% من السم لكن الـ99% الأخرى منه مواد نافعة.. لكننا لا نحتمل أبدا أن تسحب من الدواء كل المواد النافعة وتعطينا السم فقط..  وربما لو كانت الظروف غير الظروف والوضع غير الوضع لما أبهت لكلب يعوى..

***

لقد كان رد فعل الناس على صرختى للدفاع عن المقدسات رائعا.. لكن رد فعل بعض الكتاب كان فاجعا..

أولئك الكتاب الذين تربوا فى أحضان الفكر الغربى الاستشراقى الاستعمارى التبشيرى الذى يحمل لإسلام كل الحقد والازدراء.. غيلان يُروّج لفكرها بالأبناط الضخمة والأبواق الضخمة … وفى نفس الوقت يُحاصر أو يُصادر كل فكر آخر … فهؤلاء الكتاب الكبار يلعبون بالنسبة لفكر التغريب دورا أشبه بدور "البودى جارد" أو البلطجى… إنهم لا ينتمون بالضرورة ولا بالطبيعة إلى العالم الذى يدافعون عنه … لكنهم يتكفلون بحمايته وفتح الطريق أمامه وبمنع الآخرين من الاحتكاك به … ثم أنهم مأجورون …!!.

***

لقد كان غريبا وإن كان مفهوما أن تحرف وكالة  أنباء أجنبية فيما قلناه وأن تنسب إلينا ما لم نقله.. لكن الغريب وغير المفهوم أن تنقل عنها صحيفة عربية كبرى تصدر فى لندن .. فتورد ما لم نقل وتحذف مما قلناه كل البذاءات السافلة التى احتوى عليها الكتاب الملعون.. وللقارئ أن يتصور كم تبدو صورتنا متشنجين وإرهابيين إذا ما اجتزئ من السياق ما أغضبنا..

***

كان موقف السلطة – وما يزال- غريبا.. فما معنى تشكيل لجنة..كتاب يقول أن القرآن خراء.. الكتاب موجود والكلمات موجودة والكارثة أن وزارة الثقافة المصرية طبعته بأموال المسلمين.. فما الذى ستبحث عنه اللجنة..؟.. هل هناك احتمال مثلا أن يثبت أن ما أورده الكتاب صحيح؟!.. أو أنه مقبول؟!!.. ولماذا وحتام تبدو الأمور فى بلادنا كمحكمة بلا قاض.. تخيلوا أننا نطلب من قاتل أن يشكل لجنة من عصابته لبحث أدلة اتهامه .. أو من لواطى أن يشكل لجنة من عشاقه كى يضبطوه… أو.. أو.. أو..

أكاد أجن والله يا ناس..

***

من بين الكتاب كان موقف صلاح عيسى مأساويا بشكل خاص.. فالرجل له تاريخه وعمقه واحترامه لكن هل يستطيع أن يحافظ على كل هذا بعد رئاسته لتحرير القاهرة.. بدا موقفه مأساويا ومتناقضا مع ماضيه.. بدا وكأنه يتوسل لإنهاء المسألة قبل أن يضطر لشهادة الزور.. وبدا أيضا نموذجا مأساويا لمن يفتقدون المرجعية الإسلامية فيجعل الله كل ماضيهم وكل أعمالهم هباء منثورا..

يا صلاح عيسى إننى أحترمك.. لكنك تتغير..

وإن كنت تحمل كل هذا الولاء لمن دفعوا لك تكاليف إجراء عملية جراحية فى القلب فكم تحمل من الولاء لمن خلق القلب كله.[mm]

***

موقفان أثارا من الضحك أكثر مما أثارا من الاستياء.. الموقف الأول موقف على أبو شادى.. لكن أمره لا يستحق أن يذكر[nn].. أما الموقف الآخر فهو للكاتب إبراهيم أصلان رئيس  الهيئة التى أصدرت الكتاب المنكود حيث كتب معلقا على المقال الماضى: ويقوم المقال المنشور  بجريدة الشعب على اجتزاء بعض الكلمات من سياقها مقتديا بالمثل الشائع: "لا تقربوا الصلاة"..!!

إن الكاتب الكبير الجهبذ المسئول عن تثقيف أبنائنا وتنويرهم و تجفيف المنابع لا يعرف أن " لا تقربوا الصلاة"  ليست مثلا شائعا وإنما كلمات من آية من القرآن الكريم!!..

تخيلوا يا قراء.. هذا هو حال كبار مثقفينا..

تذكرت يا قراء حادثة حقيقية طريفة نشرتها الصحف حينما تسلل لص أحذية إلى أحد المساجد والناس يؤدون الصلاة.. فسرق بعض الأحذية وانطلق يجرى.. وخرج بعض المصلين من الصلاة وانطلقوا يطاردونه فألقى الأحذية المسروقة وواصل الجرى لكنهم أمسكوه ..اقتادوه إلى الشرطة التى حولته إلى النيابة.. وكان وكيل النيابة حصيفا – عادة ما تتوفر الحصافة إذا كان المتهم غير إسلامى- فسأله .. فأنكر وادعى أنه كان يصلى الصبح معهم وأنه شاهد اللص مثلهم فانطلق قبلهم يطارده فتقدمهم فظنوه اللص.. وهنا طرأت لوكيل النيابة فكرة.. فسأله على الفور عن عدد ركعات الصبح.. فأجاب اللص بثقة: ثلاث ركعات..

"لا تقربوا الصلاة " .. مثل شائع يا إبراهيم أصلان؟!!..

وهل يصح أن أناقشك فى أى شئ بعد ذلك..

هل يحق لنا أن نسأله فيما قاله مؤكدا فى إطار دفاعه عن ما ورد فى الرواية السافلة من كلمات : اخرأ بربك  أن كلمة ربك فى الشام لا تعنى الله سبحانه وتعالى (..) أحيانا يكون مقصودا بها رب البيت وفى معظم الأحيان لا يكون لها معنى على الإطلاق.. هل يحق لنا أن نسأله فماذا عن القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ؟!.. أم نغلق الشفاه على ابتسامة ازدراء مريرة..

لكننى أقول لكم يا قراء أن هذا نموذج للكنز الذى أضعناه وللوباء الذى أخذناه..

وهذا نموذج على من يتصدى للتنوير فى دولة إسلامية..

***

يا سيادة الرئيس أصدقك القول:

إن كارثة واحدة من كوارث وزارة الثقافة كانت تكفى لتحويل جل موظفيها إلى محاكمة فورية..

إن الناس لم تنس كارثة الاحتفال بالحملة الفرنسية.. ولا كوارث الآثار.. ولا الرقص على الكعبة..ولا.. ولا.. ولا.. ولا احتفالية المواخير بالألفية عند الهرم.. هى الاحتفالية التى صرح ميشيل جار مؤخرا فى التليفزيون الفرنسى أنه يهديها لدولة إسرائيل..

إن الأمة تغلى من الغضب.. وعلامات الاستفهام تتحول إلى قرارات اتهام..

وأخال العالم الإسلامى ينظر إلينا بازدراء ودهشة..

والناس لا تتصور أنك يمكن أن تعلم فتسكت..

الفتنة تطل..

فأطفئها..

نرجوك..






نداء ورجاء إلى سيادة الرئيس:[oo]



أستحلفك بحق خالقك عليك..

أستحلفك بمن استرعاك علينا وجعل رعيتك أمانة فى عنقك..

أستحلفك بحق القرآن..

استحلفك بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم..

أستحلفك ..

أن تصدر أوامرك الشخصية بمنع أى تعذيب عن أبنائنا طلبة وطالبات جامعة الأزهر.. وأن توصى بهم خيرا  تماما كما لو كانوا أبناءك فهم أبناؤك.. وهم رعيتك الذين يسألك الله عنهم يوم القيامة..

لقد بكيت والله يا سيادة الرئيس عندما قرأت بياناتهم واستغاثات البعض منهم.. ورجائهم لى أن أنشر ما يحدث لهم..ولكنى نكصت عن النشر .. لا خوفا والله فإنما أحتسب عند الله نفسى.. ولكن أملا فى تدخلك لإطفاء النار..  وأرجو الله أن يكون ما يشاع عن تعذيبهم كذبا..

يا سيادة الرئيس .. إن من يأتى بكتاب من وزير أو لواء أو مسئول كبير يشفع له حتى لو كان مرتكبا لأعتى الجرائم..

نقدم لك كتاب الله يشفع فيهم..

فشفعه..


لا إله إلا الله[6]
يا سيادة الرئيس: الفتنة تطل .. فأطفئها..
يا شيخ الأزهر : دافع عن دين الله
يا فضيلة المفتى: صمتك مذهل..
***
اشهد عليهم يا رب..

واشهدى يا أمة..

واشهدوا يا ناس..

أنهم يكذبون على أنفسهم وعلينا وعلى الله..

اشهدوا .. أن الفاسق والفاجر والسكير والذى لم يقم قط صلاة يريد أن يحتكر تفسير القرآن والدين .. وأن يستقطب الدولة لاتجاهه..

الفاسق والفاجر والسكير والذى لم يقم قط صلاة يريد أن يعلمنا ما هو الإيمان وما هو الكفر..

الفاسق والفاجر والسكير والذى لم يقم قط صلاة يريد أن يعلمنا من ديننا الحلال والحرام.. والمسموح والممنوع..

الفاسق والفاجر والسكير والذى لم يقم قط صلاة والذى لا يستطيع كتابة جملة صحيحة ولا أن يصوغ معنى يمنعنا من إبداء رأينا فى شعرهم بعد أن حولوا الشعر إلى دور بغاء..

اشهد يا رب..

اشهدى يا أمة..

اشهدوا يا ناس..

اشهدوا أن ما يحدث الآن على الساحة أبشع عملية تزوير للحق..

أبشع ما يمكن أن يحدث لإلباس الحق ثوب الباطل..

أبشع ما يمكن أن يحدث لإلباس الباطل ثوب الحق..

اشهدوا أن الصحافة الحمراء لا تشن حربا على حزب ولا على دين وإنما على الله ورسوله والمؤمنين ..

اشهدوا أن حثالات وبقايا الشيوعية  والإلحاد يحادون الله ورسوله والمؤمنين..

اشهدوا أنهم يكذبون..

إنهم يحولون القضية من قضية كفر فاجر فاسق وتطاول غير مقبول على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى قضية إبداع والإبداع منهم براء..

يا ناس ..

إنهم يشبهون لصا أو مجرما يرتكب من الجرائم ما شاء فإذا ما أطبقت الشرطة عليه التجأ إلى المسجد.. ليدعى بعد ذلك أن الشرطة تقتحم المساجد.. ولكى يتمكن من الإفلات بجريمته يقيم الدنيا ولا يقعدها حول حرمة المساجد وإجرام الشرطة التى دخلتها لتقبض عليه..

نعم..

هم كذلك اللص المجرم الذى يمتهن المسجد بالاحتماء به بعد ارتكاب جريمته.. ثم يمتهنه مرة أخرى عندما يتصور أن المسجد يمكن أن يحمى المجرمين..

كذلك فعلوا يا ناس..

يجرمون ويفسقون ويكفرون ثم يحتمون بالإبداع والإبداع منهم براء..

نحن لم نهاجم الإبداع..

نحن هاجمنا – وسنهاجم إلى أن نموت  – أى فاسق فاجر كافر يجرؤ على تشبيه القرآن بالخراء ..

نحن هاجمنا وسنهاجم إلى أن نموت  أى زنديق كافر يقول أن العاهرة أكثر قداسة من الله..

فهل هذا هو الإبداع يا ناس..

إننا لم نعترض على الإبداع.. بل اعترضنا على تشبيه القرآن بالخراء.. وعلى سب الرسول والقرآن…

أكرر السؤال يا ناس .. هل الإبداع وصف القرآن بأنه خراء؟..  هل هذا هو الإبداع الذى انفردوا به وعجز أن يأتى بمثله  دستويفسكى وتولستوى وفوكنر وجيمس جويس وصمويل بيكيت ويوجين أونيل وهنريك إبسن وكيركجارد وسارتر وكامى وباسترناك وشكسبير؟..

هل هو إبداع أم خيانة لثوابت الأمة يدفع ثمنها أعداء الأمة شهرة ومالا ومجدا وحماية..

نعم ..

إنهم تماما كلص فى السوق.. أو نشال فى "الأتوبيس" ما أن يرى الناس قد كشفوه وكادوا أن يطبقوا عليه حتى يشرع فى الصراخ بعد أن يلقى بالمحفظة تحت قدى برئ ليصرخ : هذا هو اللص..

كذلك فعلوا يا ناس..

هدموا الإبداع ثم راحوا يتهموننا بهدمه..

خربوا الثقافة ثم راحوا يتهموننا بما اقترفوا..

فى عهدهم خربت اللغة  – أساس كل إبداع  – كما لم تخرب من قبل..

فى عهدهم انهارت القيم كما لم تنهر من قبل..

إن وزيرة فى الحكومة المصرية هى التى صرحت أن 17% من طالبات الجامعة قد تزوجن زواجا عرفيا..

فكم يا ترى لم يحتجن إلى ورقة التوت المغشوشة يغطين بها سوءاتهن..

ولماذا نندهش لذلك إذا كانت مطبوعات وزارة الثقافة تتدنى حتى تنشر الفسق والفجور.. وتصف بعهر -على بوليس الآداب أن يضبطه – كل ما يهدم القيم والثوابت..

لماذا نندهش عندما تتحدث بعض الدراسات إلى أن أكثر من 50% من طلاب الجامعة يتعاطون البانجو..

يا ناس..

نحن خير أمة أخرجت للناس..

يا ناس.. نحن أعظم حضارة فى التاريخ وعلينا أن نستعد ليوم  ننهض فيه من كبوتنا لنواجه أعداءنا وأعداء الله..

يا ناس.. هل الجيل الذى تشكل وجدانه كتب وزارة الثقافة  هو الذى نعتمد عليه لنرد عن الوطن والدين الغوائل..

يا ناس .. هذا الجيل الذى تشكل وجدانه وزارة الثقافة هل هو القادر على مواجهة إسرائيل؟‍..

يا ناس .. ليت أحد المراكز المختصة يجرى استبيانا عن الشباب الذى شكلت وجدانهم مطبوعات وزارة ثقافتنا.. أن يسألهم: لو فتحت أبواب الهجرة فكم منكم يهاجر وكم منكم يبقى.. وأظن الإجابة معروفة.. فمطبوعات وزارة ثقافتنا لم تكتف بهدم ثوابت الدين بل زلزلت كل أحاسيس الانتماء والمواطنة وهى بهذا تترك الوطن عاريا أمام أعدائه ..

يا ناس..

إنهم يلبسون الحق ثوب الباطل..

وبرغم ذلك كله يا ناس فإن اعتراضنا على تشبيه القرآن بالخراء لم يتركز على المؤلف ولا على روايته.. فليذهب إلى الجحيم ما دام قد اختار الطريق إليها.. لقد انصب اعتراضى على قيام وزارة الثقافة المصرية بإعادة نشر الرواية فى مصر.. والرواية التى تباع فى الأسواق بثلاثين أو أربعين جنيها دعمتها وزارة الثقافة حتى بيعت بأربعة جنيهات.. هل هذا هو الفكر الذى  ننقله ونعلمه لأبنائنا.. إننى بهذا لا أترك عملية الاختيار طبيعية.. إننى ألجأ ألى شئ شبيه بالإغراق فى سوق الاقتصاد.. تخيلوا لو أننا  ذهبنا إلى بريطانيا أو أمريكا لنبيع السيارة المصرية نصر بسدس أو سبع ثمنها.. ألن نحاكم حينها بتهمة ارتكاب جريمة اقتصادية اسمها الإغراق.. إننا بهذا نرغم الناس ولا ندعهم يختارون ضد قيم الأمة وضد دينها بل وضد أمنها القومى...



بل إنهم لكى يدافعوا عن اختياراتهم الشائهة كذبوا..

نعم.. كذب المسئولون فى وزارة الثقافة وكانت مجلاتهم وصحفهم تكذبهم..

لقد صرحوا بأن الرواية مسموح بها فى كل الدول العربية..

لكن:أخبار الأدب : العدد 356 الأحد 2 من صفر 1421 هـ الموافق  6من مايو  تذكر بالنص على لسان حيدر حيدر:

"عشت فى بيئة تحاربنى على المستوى الدينى ولا يقولون أننى علمانى  ولا عقلانى وتنويرى بل يقولون ملحدا"..

ويسألونه:

هل كنت تجد صعوبة فى نشر أعمالك ؟

فيجيب:

"صعوبة شديدة جدا .. معظم كتبى تم نشرها فى لبنان حيث لا توجد رقـابة علىالنشر وبعضها نشرته على حسابى الخاص .. فأنا باستمرار فى  مشكلة مع الرقابة  وفى المرحلة  الأولى عانيت  بسبب الزمن الموحش حيث  منعوا نشرها  فأقمت  الاتصالات  والمحاولات  المستميتة لإعادة  قراءتها ونشرها   … وفى فترة  من الفترات  منعوا الوعول   وعندما نشرتها  في لبنان منعوا  دخولها إلى سوريا  وكذلك وليمة لأعشاب البحر فقد  عشت  أنا  وكتبى  فى  حالة  منع  مستمر  من بلاد عربية كثيرة  "

حيدر حيدر بنفسه يعترف بنفسه ..

فلمصلحة من تكذب أجهزة وزارة الثقافة..

ألمصلحة الشيطان..

اقرءوا أيضا فى نفس العدد من أخبار الأدب تعليق الأستاذ محمود أمين العالم:



"أخذت أقلب بين يدى رواية   "وليمة لأعشاب البحر" أو "نشيد الموت"  للأستاذ  حيدر  حيدر  . بحثا عن  اسم ناشر أو مطبعة  فلم أجد وأخيرا علمت  أن  دور  النشر  العربية جميعا  رفضت نشر هذه  الرواية فقام  هو بطبعها  على  نفقته  ولكن  يبدو  أن المطبعة التى  قامت  بطبع  هذه  الرواية ،   قد آثرت  هى أيضا  السلامة  فاكتفت  بالطبع ،   وامتنعت  عن ذكر اسمها.

صدرت  الرواية  مجهّلة إلا  من اسم  مؤلفها  . ولقد علمت  كذلك  أن  الرواية  تكاد  تعتمد  فى توزيعها  على اليد  . وعلى  العلاقات  الشخصية،  كما  توزع   المخدرات  أو المنبهات  المحظورة"..

 انتهى كلام محمود أمين العالم..

فلماذا كذبت أجهزة وزارة الثقافة..

لماذا كذب الوزير نفسه كل يومين .. لقد صرح أولا بأن الرواية مصادرة منذ منتصف نوفمبر الماضى.. وفى نفس يوم نَشْرِ بيانه كان بيان على أبو شادى يقول أن الرواية صدرت فى منتصف نوفمبر..

لماذا حاول الوزير باستمرار أن يخلط بين طبعة مصرية هو الذى أصدرها ورعاها وباعها بعشر ثمنها وبين طبعات لبنانية لم نسأله ولم نطلب حسابه عنها رغم أنه بحكم مسئوليته الوزارية مسئول عم ما يدخل إلى البلاد من عناصر الثقافة..

إننى أتهم وزير الثقافة أنه بسبب مواقفه المتناقضة قد أشعل غضب الناس.. أشعل غضب الطلاب.. يوم الخميس نشرت صحيفة الوفد بدهشة تصريحا عن اللجنة التى شكلها وقوله أنها ليست لجنة تحقيق بل لجنة ستشرح للناس ما خفى عليهم من إبداع فى الرواية.. يوم الجمعة الماضى نشرت صحيفة الأهرام فى مكان بارز خبر مصادرة الرواية .. ويوم الأحد نشر ت صحيفة الأخبار تصريح وزير الثقافة بأن الرواية لم تصادر.. وانفجرت مظاهرات الطلاب يوم الاثنين..

لماذا يا ناس هذا العبث بمقدرات الوطن؟

لمصلحة من؟؟..

تذكرون يا ناس أننى حذرت من الاقتصار على الرواية أو على كاتبها الملعون.. بل إننى أعتبر أن ما كتبته فى المقالة الثانية عن مجموعة الصعاليك والمرضى والشواذ  – كما سماهم فاروق جويدة [pp] – أخطر مما كتبته عن حيدر الملعون وروايته.. فوزارة الثقافة المصرية تبدو كما لو كانت قد تعهدت للشيطان ألا تدع  قيمة إلا هدمتها ولا ثوابت إلا حطمتها..

إن القانون الإنجليزى مثلا يجرم الاعتداء على التوراة والإنجيل.. وهم لا يعتبرون القرآن كتابا سماويا مقدسا.. هم وشأنهم.. لكن ألا يحق للقرآن فى بلاده أن يقدس.. لقد منع فيلم العشاء الأخير للمسيح فى لندن وخرجت المظاهرات تحطم دور السينما التى تعرضه فى باريس..

ثم ما هو السر فى ذلك الهجوم العنيف التى تشنه علينا الصحف الحمراء.. إننى واثق أن القاعدة الثقافية المصرية بخير.. وأن السمك الميت والبيض الفاسد هو الذى يطفو على سطح الماء فيراه الناس..

يا ناس..

القضية ليست كما يحاولون تصويرها قضية إبداع بل قضية غزو فكرى تتعرض له بلدنا..

يقول العلامة محمود شاكر فى كتابه: أباطيل وأسمار:

   "حين شرعت فى كتابه هذه الفصول سنة  1384 هـ ،  سنة 1964م  كنت قد قدرت لها مقادير ،  ونهجت  لها  نهجا   مستتبا  ظننت  أنى بعون الله ،  قادر  على أن أمشى فيه  وفى دروبه  أتهادى  لا يذعرن   شئ  حتى  أبلغ نهايته  . ولكن شاء  الله غير ما شئت ، وقدر  غير ما قدرت ،   وخابت  ظنونى  واختطفت  عن السير  فى  أوائله، فدع   عنك  بلوغ نهايته ...

ثم كان ما كان ..

لهذه الفصول غرض واحد ، وإن تشعبت إليه الطرق و وهذا الغرض  هو ما قلت لأخ  الصديق الأستاذ  محمد عودة هو  الدفاع عن أمة  برمتها هى  أمتى العربية  الإسلامية.   وجعلت طريقى  أن أهتك الأستار  المسدلة التى عمل وراءها رجال فيما خلا من الزمان،  ورجال آخرون قد ورثوهم فى زمانها  ،   وهمهم جميعا أن يحققوا للثقافة  الغربية  الوثنية  كل الغلبة  على عقولنا ،  وعلى  مجتمعنا ،  وعلى حياتنا  وعلى ثقافتنا  وبهذه الغلبة  يتم انهيار الكيان  العظيم الذى بناه  آباؤنا فى قرون  متطاولة وصححوا  به فساد الحياة البشرية  فى نواحيها الإنسانية ، والأدبية والأخلاقية  والعملية،   والفكرية  وردوها إلى طريق  مستقيم . علم ذلك  من علمه،  وجهله من  جهله،  وكان  مما قدر الله أن  أفتح عينى على  ثورة مصر سنة   1919 ،  وعلى  دار تموج  بالثوار ر ،  فعقلت  من الأمر يومئذ  ما عقلت ،  ورأيت  بعينى رجالا  ،  وسمعت بأذنى  آراء ،  ورضيت  بقلبى أو سخطت  ،  وأعانتنى  فطرتى بضرب  من التمييز  ،  كان يرج نفسى  رجا شديدا ،  وأنا بعد  فى نضارة الصبا .  ولم أكد حتى  انطلقت أجوب  مجتمعا يفور  بالمتناقضات  ،  ويتشقق بالصراع  المر فى  ميادين مختلفة : من الدين إلى  العلم ،  إلى الأدب  إلى الفن، إلى السياسة  إلى السنن  الموروثة   فخضت محنة  زمانى فى  أول نشأتى  ،  بنفس غضة  مجرحة بالتجارب ، ومضت بى الأيام  ،  وأثخنتنى التجارب  ،  وهلك رجال  ،  ونشأت رجال ،  فرأيت وسمعت،  ورضيت وسخطت، وعلمت  من أسرار الصراع ما لم أكن أعلم ...

صار حقا على  واجبا أن لا أتلجلج  ،  أو أحجم ،  أو أجمجم ،   أو أدارى ،  مادمت قد نصبت  نفسى للدفاع  عن أمتى ما استطعت  إلى ذلك سبيلا، وصار  حقا على واجبا أن  أستخلص  تجارب خمسين  سنة  من عمرى ،  قضيتها  قلقا حائرا ،  أصارع  فى نفسى آثار  عدو  خفى شديد النكاية ،  لم يلفتنى عن هول صراع شئ ،   منذ  استجمعت  قوتى ،  واستنارت  بصيرتى ، منذ استطعت أن  أهتك الستر عن  هذا العدو الماكر الخبيث،  ثم صار  حقا على واجبا  أن لا أعرج على  بنيان الطريق  ،  وإلا بعد  أن أجعل الطريق  الأعظم الذى  تشعبت منه    واضحا مستبينا ، ثم صار  حقا على  واجبا أن لا  آلو جهدا فى  الكشف عن  حقيقة هذا  العدو  ،  وعن حقيقة  الصراع الذى  عانيته وحدى  على وجه  من الوجوه  ،  والذى عانيته  مع أمتى العربية  والإسلامية على  وجوه أخر.

وقد سرت  فى هذه الفصول  المتشعبة المعانى  سيرة واحدة ،   فضمنت  جميعا  بابا أو  أبوابا من  النظر إلى  حقيقة الصراع  الذى دار ولم  يزل يدور على  أرضنا ،  وفى عقولنا  وفى ضمير  أنفسنا ،  وأشرت  فى مواضع كثيرة  إلى أن هذا  الصراع صراع  بين حضارتين  مختلفتين فى  جذورهما  أشد اختلاف :  حضارة طال  عليها الزمن  فغفت غفوة  آمن مستريح  لا يفزعه شئ ،   وحضارة واتاها  الزمن  فهبت  يقظة متلفتة جريئة،  لا تأمن  أحدا ولا تطمئن  إليه فلما بدرت بوادر الصراع ،   قامت " الغافية " تتمطى ،تطرد الفتور عن أعضائها  ومفاصلها ،  وتمسح  النعاس اللذيذ عن  وجهها،    غافلة لا  يفارقها  شعورها  القديم بالأمن والاطمئنان، أما " اليقظة " فهبت حذرة ، تراقب وتتحسس ، وتطوف ، وتتأهب  للسطو على هذه " الغافية " باغية  لا يفارقها شعورها  الجديد اللذيذ  بالقوة والبطش والضراوة ،  وبحب  الغلبة وبسط السلطان، ونشب  الصراع  جسا بأطراف  الأسنة ودسا  بأسباب التجارة،  وشيئا فشيئا جاءت الجيوش  واستفحلت  التجارة، وجاء معها أو  سبقها  طوائف  المبشرين  . لم يكونوا  طائفة من الدعاة  إلى الديانة فحسب ،   بل كانوا طوائف  لكل منها صفة ورسم  تمشى به فى الناس ،   تأخذهم من غفلاتهم  قبل أن يفيقوا  . وأطبقت على  رقعة العالم العربى  والعالم الإسلامى ضبابة كثيفة  ووطئ عليها تاريخ  طويل يسحق القوى  وينسفها نسفا  ... وكانت قصة طويلة  متمادية ،  تقطر دما  وغدرا  وخيانة  ،  وترشح مكرا  وخبثا وخسة وفظاظة ...

فهذه الفصول  التى كتبتها ،   ترفع اللثام  عن شئ عن  هذه القصة التى  تجرى  أحداثها فى  أخطر ميدان من  ميادين هذا الصراع،  وهو ميدان الثقافة والأدب والفكر جميعا،  ويزيده خطرا : أن  الذين  تولوا  كير هذا الصراع ، والذين ورثوهم من خلفهم ، إنما هم  رجال منا،  من بنى جلدتنا ،  من أنفسنا، ينطقون  بلساننا، وينظرون  بأعيننا ،  ويسيرون   بيننا آمنين بميثاق  الأخوة  فى الأرض   أو فى  الدين، أو فى اللغة أو  فى  الجنس  ويزيد  الأمر  بشاعة :  أن الذين  هم هدف للتدمير والتمزيق والنفس لا يكادون  يتوهمون أن  ميدان  الثقافة والأدب والفكر أخطر ميادين  هذه  الحرب  الخسيسة الدائرة  على أرضنا من  مشرق الشمس  إلى مغربها ، ولا  أن  معارك الثقافة والأدب والفكر متراحبة لا  تحد بحدود ، ولا أكثرها يأتى  مؤقتا توقيتا دقيقا   إما قبيل حركات  النهضة والإحياء ،   وإما معها ،  وإما فى أعقابها   ولا  أن الأمر صار  أخطر  مما كان  منذ سبعين  سنة ولا أن هذه   المعارك  ليست فى حقيقتها أدبية أو فكرية أو ثقافية، بل هى معارك سياسية ،   تتخذ  الثقافة والأدب والفكر سلاحا  ناسفا لقوى متجمعة، أو لقوى   هى فى طريقها  إلى التجمع ، ولا أن أمضى  سلاح فى يد  عدونا هو سلاح الكلمة  الذى يحمله  رجال من أنفسنا ينبثون فى كل ناحية ،   ويعملون فى كل ميدان  وينفثون  سمومهم بكل  سبيل،  ولا أن  بعض  هؤلاء  الرجال  يأتون  ما يأتون  عن علم علم ،   وبعضهم قد أخذ  من غفلته ،   فهو ماض  فى طريقه على غير بينه "[7]

انتهى الاستشهاد الطويل بالعالم العلامة محمود شاكر ولعله يشرح لكم القضية كلها يا ناس..

لقد كان أحد المواطنين يهاتفنى ويصرخ:

أبشع من الكلمات التى أوردتها الرواية الفاجرة موقف مثقفينا.. هذه ليست قضية حزب ولا اتجاه ولا تيار.. هذه قضية دين وأمة ومستقبل..

ولم أحر جوابا ..

لكننى رحت أستعيد ما قرأته لأسامة عرابى ذات يوم:

"فى مصرنا المحروسة باللصوص والأفاكين الآن نمطان  لا ثالث لهما  فى الكتاب  والصحافين :

أحدهما  لا بد يعمل  مع أجهزة  الأمن التى  تنهض بمهمة  تعيينهم ودفعهم  دفعا فى سلم الصعود  والترقى ،  بعد  أن امّحت تماما  الحدود الفاصلة  بين  عمل  المخبر  السرى    . والنمط الثانى :  يستمد نفوذه  وقوته من علاقاته  المشبوهة بقوى  كونية  مهيمنة  على  مقدرات البلاد  والعباد وهى بلا ريب أمريكا ـ  ومن ورائها إسرائيل . أما من أرتضى  لنفسه الاختيار الصعب ،   وهو أن يعيش شريفا  عفيفا  صاحب  موقف  ومبدأ  فمكانه  الأوحد  الانزواء  فى غياهب النسيان ،   أو الملاحقة  والمطاردة فى  لقمة عيشه    ،  والمقامرة  بمستقبل أبنائه "

إننى لا أصدق كلام أسامة عرابى[qq] وإلا فقولوا على الدنيا السلام.. لكن تصرفات بعض كتابنا وصحفيينا ومثقفينا قد تجعل البعض يصدقون..

إنهم  أشبه   بالطابور الخامس.. ولكى أبرهن لك على ذلك فإن هؤلاء الذين يطالبون بالحرية المطلقة ويدافعون عن وصف الله بالخراء وتشبيهه بالمومس الداعرة والسخرية من الرسول صلى الله عليه وسلم  .. هؤلاء.. لا يجرؤ أحد منهم على توجيه أى انتقاد لأصغر مسئول ..

إنها حرية ضد الأمة وضد الله ولصالح الحكام أعداء الأمة ولصالح أعداء الأمة أيضا..

إنها حرية هدم الدين..

نأتى بعد ذلك للرواية..

وبغض النظر عن أنها رواية ركيكة تافهة متهافتة فإن ثمة فارق بين أن يلجأ الكاتب إلى خرق ثوابت الأمة كى يؤكدها أو يثبتها وفارق بين الاختراق من أجل الشهرة ولو على حساب هدم المجتمع نفسه.. وفارق بين أن يتناول هذه القضايا بالمسئولية الواجبة وبين أن يكون التناول سافلا ومبتذلا ومنحطا.. بل إنه لا يستطيع أن يتناول حتى رجل الشارع العادى بكل هذه البذاءة والانحطاط..

فى الجزء  الثانى من الاخوة كرامازوف كانت أعتى صور الإلحاد تناقش بالحرية كلها ومع ذلك لم  يتملكنى إلا الإعجاب والانبهار بالكاتب لمناقشته..

لماذا لجأ بعض مثقفينا إلى هذا الهجوم الضارى..؟

هجوم لم تشهده مصر عبر تاريخها منهم فى أى قضية.. لا قضايا الوطن ولا قضايا الناس..ولا أى قضية أخرى..

ألأنه القرآن..

هل احتشدوا له كل هذا الاحتشاد لأنهم يعلمون أنه أمنع حصوننا..

هذه قضية ما كان يجب أن يكون فيها اختلاف فلماذا اختلفنا..

لماذا اعتبرتم فاروق حسنى فرعونكم فرحتم كالكهنة القدامى تدعون لعبادته من دون الله..

هل لو أنى قلت عن فاروق حسنى فى رواية ما تدافعون عن حق حيدر حيدر فى أن يقوله عن الله أكنتم تاركىّ..

لو أنى قلت – على لسان أبطال روايتى- عن فاروق حسنى أنه خراء وأن المومس أفضل منه أكنتم تدافعون عن حقى فى التعبير

أنا أقول لكم يا قراء..

الهدف الأول  أن يمنعونا من مواصلة جهادنا للحفاظ على قداسة القرآن..

والهدف الثانى.. أن يحولونا من الهجوم على رموز الكفر إلى الدفاع عن أنفسنا....

والهدف الثالث أن يفصموا العلاقة الحميمة بين من تصدوا لهذه الحملة وبين الناس.. وأن يشوهونا باستدراجنا إلى قضايا فرعية.. يعلم الله فيها أنهم لكاذبون..

يالها من خطة يفخر بها الشيطان ويسعد..

وأقول لكم على الرغم منى يا ناس أنهم حققوا بعض النجاح فى خطتهم.. فقد وعدتكم فى الأسبوع الماضى أن أتناول اليوم كتابا من كتب وزارة الثقافة تدعو فيه كاتبته إلى تعديل القرآن كى يتوافق مع النظام العالى الجديد ومواثيق حقوق الإنسان..

هاهم قد أجبرونى على تأجيل ذلك للأسبوع القادم فهنيئا لهم وهنيئا للشيطان..

ولا أملك فى نهاية مقالتى.. إلا أن أستشهد ببعض ما يهاجموننى به وهى مقالة كان عنوانها: وكأنهم يقولون: قل هو الرئيس أحد.. الرئيس الصمد.." وقد نشرت فى صحيفة الشعب قبل أعوام ثم فى كتاب عنوانه: " من مواطن مصرى إلى الرئيس مبارك"[8].. أختم به هذا المقال..أن ما قلته لهم أيامها يستحق أن يقال لهم الآن أيضا.. لأنهم لم يتعلموا أبدا .. ولم يكفوا عن الكذب والنفاق أبدا و لم يتوبوا  أبدا:

"المهم هو القيام بالدور الذى رسم لهم ، الذى اصبحوا مهمين - من الهم لا الأهمية  ليس مهما أيضا التاريخ ولا الصدق ولا الوطن ولا أى شئ .. المهم  هو القيام بالدور الذى رسم لهم، وهذا الدور هو امتداد لدور جهاز الأمن ، حتى انه اصبح من الواجب أن تحدد رتب معروفة لبعض الصحفيين حتى نعرف حجم ما يمثلون من السلطة لا من الشعب  . والحقيقة أننى أستطيع أن أتخيل جزءا من مشاعر هؤلاء الذين يهاجمون كل قيمة نبيلة فى مجتمعنا(..)  فأولئك قوم - كفاوست - باعوا أنفسهم للشيطان الذى حدد لهم ما يدفعونه ، أن يقوموا بتزييف وعى أمتهم وتخريب وجدانها ومحو ذاكرتها وتشويه رموزها وإفقادها الأمل فى احتمال الخلاص ، فى تفتيت الوجدان الجماعى للأمة حتى تصبح شراذم متناثرة يسهل اغتصابها، وكلما وجد أحد هؤلاء الفاوستيون بوادر توحى أن الأمة لم تنس وان الذاكرة لم تمح ، وأنه ما زال هناك رجال وأبطال وشهداء ومناضلون وتاريخ وفن ، كلما وجدوا ذلك امتلئوا فزعا ورعبا، لأن معنى وجود هذه النماذج أنهم لم يقوموا بواجبهم تجاه الشيطان كما يجب ، وأنه قد يغضب عليهم فيذهب بهم ليأتى بغيرهم يكون كمّ الشر فيهم أكبر ونوعه أعتى . . لذلك فانهم عندما يواجهون النماذج النبيلة بكل هذه الحدة وكل هذا الحماس لا يفعلون ذلك كراهة فى الأمة فقط بل دفاعا عن وجودهم ذاته ، وجودهم مرتبط بتدمير الأمة فان بقيت فيها علامة حياة بادوا. والحق أننى لا اعتب عل من باع نفسه للشيطان فالعتاب أسمى ، ولو كانوا مجرد خدم للسلطان ما حملنا عليهم لكنهم خدم أعدائنا وأعدائه . . وكل منهم لا يقل بذاءة وسفاهة عن علاء حامد ، وكل منهم أولى أن يكون مكانه ، لكن : ليبيعوا أنفسهم كما شاءوا ولا عتبى عليهم، العتبى عل من يسمح لهم أن يبقوا فى مناصبهم .

وثمة عتاب آخر على المثقفين والكتاب والنقاد، فاقل القليل منهم من يواجه، أما الباقون فيتصرفون كرجال محترمين يتجنبون الخوض فى مياه المجارى القذره أو مواجهة  بلطجى فى ملهى ليلى ، لكن مصر ليست ملهى، وهم أنفسهم ماذا يفعلون إذا طفحت مياه المجارى فى بيوتهم حتى لتوشك أن تغرقهم ؟ ليس أمامهم إلا أن ينزحوها، عليهم أن يواجهوا، حتى لو طالهم الرذاذ القذر فذلك أفضل من الغرق (…) إنهم يؤلهون – الرئيس كل رئيس – فإن مات أو قتل انقلبوا على أعقابهم ، فاخذوا بنبشون قبره ويسلخون أهله ويرجمون ذكراه . وهم بذلك يا سيادة الرئيس لن يضروا الله شيئا لكنهم يضرونك أنت ، ويضرونا معك ، ديدان مقززة تتغذى على الجسد طالما هو حى ، فإذا مات نهشته ثم انتقلت إلى غيره .

أجل .. كم تسىء إليك هذه الأقلام وتيك الصحف يا سيادة الرئيس ، تسىء إليك حتى لتصبح اخطر عليك من أعدى أعدائك ، تسىء إليك حين لا تهدى إليك عيوبك ، وتسىء إليك حين تسعى لتأليهك ، متى يبرح الخفاء فنسمع الترانيم الكافرة التى تتردد فى صدورهم تنم عنها أقوالهم :

قل هو الرئيس أحد..

الرئيس الصمد.."[rr]

كان هذا ما كتبته منذ أعوام وما يتهموننى اليوم بسببه..

ترانى أحتاج إلى إضافة مزيد؟‍..

وإلى الأسبوع القادم إن شاء الله يا قراء.. وأعدكم ألا أمكنهم منى ولا منكم مرة أخرى.. سوف نواصل الحديث عن القرآن..

لا لنحميه..

 فهو الذى يحمينا...


لا إله إلا الله[9]



وَلئِنْ سَأَلتَهُمْ ليَقُولُنَّ إنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاَللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ

صدق الله العظيم



لا إله إلا الله..

أتصور أحيانا يا ناس أن مقالاتى القليلة الماضية لم تنشر فى مصر، كنانة الله فى أرضه، مصر التى حمت الإسلام  والمسلمين مرتين، مصر بلد الأزهر، وأننى حين دافعت عن قداسة لفظ الجلالة  والقرآن والرسول لم أفعل ذلك فى بلاد لا إله إلا الله محمد رسول الله..  بل دافعت عن القرآن بين بنى إسرائيل أو فى روسيا الملحدة أو فى أى بقعة من بقاع الأرض حيث لا يوجد من يشهد: " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله".. لو أننى كتبت مقالاتى تلك هناك.. هل كان سينهمر كل هذا الطوفان الكاذب الذى انهمر من نخبتنا المزيفة المزورة التى وضعوها فى واجهة حياتنا الثقافية فاتضعت؟‍!.. نخبة النواصى الكاذبة الخاطئة، التى  شنت أضخم حملة صحفية فى تاريخ مصر الحديث.. ليس ضد إسرائيل ولا أمريكا ولا مناصرة للشيشان أو كوسوفا أو الفليبين أو كشمير.. ليس أيضا فى أى قضية من قضايا الوطن.. بل ضد من يدافع عن قداسة لا إله إلا الله محمد رسول الله.. و راح معظمهم يكذب ولا يخجل من الكذب أبدا.. وبدا  أن كل شئ عنهم مستباح كى يبيحوا لصعاليكهم ، كلاب النار حطب جهنم.. أن يجترئوا على مقدساتنا.. على الله  والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ..

كان رد فعل الأمة رائعا وكان رد فعل الطغمة المسيطرة على صحفنا فاجعا.. وبعيدا عن كل الغبار والقذى فلقد كشفوا أنفسهم.. فهذا الموقف يا ناس ليس شأنا من  شئون الدنيا يحق لنا أن نختلف فيه.. الموقف  موقف حصننا الأخير.. ملاذنا الأخير.. الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم .

إن موقفهم رغم أنه يخزى مصر أمام العالم،   العالم الذى تتلمذ ذات يوم على ريادة مصر، فإذا به الآن يحتاج أن يعلمها أبجدية الحروف، وإذا بنخبتها المفكرة التى وضعت فى المواجهة فاتضعت، أشبه بطفل معوق، توقف نمو عقله، فأصبحت تصرفاته تثير من الرثاء أكثر مما تثير العجب ، ومن التأمل أكثر من الغضب.  لكن كارثة موقفهم عليهم، أنه كشف عن دخائلهم القبيحة ، كشف عن نفاقهم، لتكتشف الأمة الحقيقة ناصعة واضحة، وليتميز الخبيث من الطيب، ولتحدث عملية الفرز والمفاصلة الكاملة بين الإيمان والنفاق والكفر.

أعلم أنه محزن لك يا أمة.. أن تكتشفى أن كل هذا النفاق كان يصب سمومه طيلة ما مضى من حقب  كى يزيف وعيك ويفقدك رويدا رويدا الإيمان بالله.. ولم تكونى قد اكتشفت حقيقة أمرهم بعد أيتها الأمة المنكوبة بهم.. كنت قد منحت بعضهم حبك وبعضهم احترامك وبعضهم عقلك.. الآن تكتشفين يا أمة أن معظمهم ليس إلا الحثالة الباقية من مطلع القرن التاسع عشر.. حين انهزمت الحملة الفرنسية.. فتركت لنا أوباشها كى يواصلوا دس السم فى عروقنا.. فلكأن طلبة جامعة الأزهر حين انتفضوا غيرة على دينهم.. أسقطوا من الزمان عار قرنين من التزييف والكذب والتزوير.. وكأنهم اكتشفوا فجأة أنه وقد انتهت ثورتهم الثالثة على الفرنسيس.. فإن  ثورتهم  الرابعة على أذناب الحملة يجب أن تبدأ على الفور. وبدأت المظاهرة السلمية بفتيات الأزهر مفتتة كل أراجيفهم عن وضع المرأة فى الإسلام، وبرغم المعالجة الخاطئة للسلطة  فإن ما حدث  ما حدث يمثل نقطة تحول حاسمة سيذكرها التاريخ.

نعم.. خدعت الأمة فى نخبتها المثقفة طويلا ، ففى كل القضايا الأخرى، التى كانت تحتمل اتخاذ موقفين، كان على الأمة أن تتصور أن هؤلاء الكتاب والصحفيين، يقولون ما يعتقدونه حقا، وقد يخطئون، لكنهم يعودون إلى الحق عندما يتبين لهم.. عانت الأمة منهم طويلا .. طيلة قرنين.. وجهوها فى جميع اتجاهات الفكر إلا إلى الاتجاه الحقيقى الذى كان يجب أن يوجهوها إليه.

فى هذه القضية الفاصلة لم يكن هناك عند الأمة لبس يحتاج إلى تأويل.. كانت تعرف الحقيقة بالمعاينة العقلية والقلبية المباشرة، كانت تعرفها بتراث وتيار أشد وأعظم من تيار الكهرباء ملايين المرات.. تيار يستمد طاقته من نور سيد الخلق  صلى الله عليه وسلم ومن القرآن المجيد، تيار يمتد عبر الزمن ألفا وخمسمائة عام.. وكانت الأمة، للمرة الأولى فى تاريخها، أكثر علما – منذ اللحظة الأولى – بالقضية المثارة من نخبتها وكتابها ومثقفيها.. وكان الوضع ينعكس، وكانت الأمة هى التى تحكم على نخبتها.. وليس العكس ، العكس الذى ظل يحدث طوال الحقب الماضية، وتدرك الأمة الآن أنه كان يسير فى الاتجاه الخطأ وأن مثقفيها خانوها..

إنها لحظة أشبه بلحظة اكتشاف غدر الغادر وحيلة المحتال وشرك النصاب الذى ظلت الأمة تبتلعه بحسن النية والثقة كلها طيلة قرنين، لكن، هاهى ذى الآن فجأة تكتشف كم خانتها وضللتها هذه النخبة..

لا تنسى أسماء المنافقين  يا أمة.. واذكرى دائما .. عندما كان القرآن فى الميزان ففى أى صف وقفوا..

لا تنسى يا أمة: عندما كان القرآن فى جانب وذهب المعز فى جانب ففى أى مكان وقفوا..

لا تنسى يا أمة: عندما كان القرآن فى جانب ووظيفة صغيرة يغرون بها شابا غرا يحطمونه بتحويله إلى عبد للشيطان  فى الجانب الآخر ففى أى اتجاه وقفوا..

لا تنسى يا أمة حتى أولئك الذين وقفوا فى منتصف الطريق ففى مثل هذا الأمر ليس هناك نصف شرف ولا نصف كرامة ولا نصف دين..

سبحانك يا رب.. والحمد لك.. وضعت كل واحد منهم فى مكانه.. وكانوا قد خدعوا الأمة طويلا طويلا..

لم يدرك الحمقى أن هذه القضية قضية حاكمة فاصلة، وأنها لا تنظر فتاواهم ولا تدليسهم.. وأن الأمة قد سبق حكمها فيها.. وأنها لا تنتظر أحكاما من أحد.. بل إنها هى التى ستحكم على كل من يحكم بنوع حكمه.. فإما احتفظت به فى سويداء قلبها وإما ألقت به فى مزابل التاريخ..

فى هذه القضية يا ناس تدنت بعض أقلام فى الصحافة المصرية  كما لم تتدن من قبل.. كان الأمر مسابقة فكلما ازداد التدنى   ازدادت الجوائز المنهالة .. ولقد كنا جميعا ندرك أن الداء العضال موجود، لكن لا أحد كان يتخيل أن كل هذا العفن يعشعش فى عقول كثيرة طيلة كل تيك السنين..

تدنت أقلام ما كان لها أن تتدنى..

وكذبت ألسنة ما كان لها أن تكذب..

وظهر للأمة كما لم يظهر من قبل أن أسباب تخلفها الرئيسية يقبع فى نخبة لا تمثلها.. بقدر ما تمثل حضارة الغرب وفكره.. وثبت لأمة أن بعض  من ائتمنتهم على وعيها.. كانوا مخترقين بالكامل من الأعداء.. وكان يمثلوا امتدادا سرطانيا من الفكر المعادى لها.. وأنهم استطاعوا أن يتخفوا طيلة السنوات الماضية حتى كشفتهم قضية سب  القرآن.. كانت القضية مثل كشاف ضوء باهر سطع فجأة فكشف خبايا كل الأوكار والجحور..

لا تبتئسى يا أمة.. ولا تحزنوا يا ناس.. فإن هذه النخبة المنفصلة عنك ليست إلا السمك الفاسد الذى يطفو على الماء.. والبيض الفاسد الذى يعوم فوقه.. المشكلة فقط .. أنهم مكنوا فتمكنوا، وزرعوا فانزعوا، ووضعوا فاتضعوا، لكن ثقى يا أمة أن زهرة مثقفيك ما زالت بخير.. وإن كانت محاصرة مطاردة..

فى قضية سب  القرآن كانت صحيفة الشعب تحمل عبء المواجهة الرئيسية فى المعركة ..  وكان – وما يزال يواجهها – أكثر من خمسين مجلة وصحيفة يدعمها احتفاء بعض وسائل الإعلام الرسمية بها .. اتحدت كلها على الباطل والكذب..  وبالرغم من ذلك.. فإن هذه الصحف جميعا .. وبعد أسبوعين من المواجهة التى كانت تنثر فيها الظلام  وتنشر الباطل لم تحتمل عندما راحت الشعب  – حماها الله من كيد الكائدين-  تقصفهم به من حق فإذا باطلهم يزهق.. وإذا بكذبهم ينكشف .. وبعد أسبوعين فقط من المواجهة.. كانوا يطلبون إغلاق الشعب.. وامّحت الفواصل بين أقلامهم وبين هراوات الأمن المركزى.. وبدا التشابه للناس واضحا وجليا.. جندى الأمن الغليظ الخشن الذى يحرصون على عدم تثقيفه وتدينه كى يكون آلة طيعة.. وبين الصحفى الذى مارسوا معه نفس الشىء.. حتى أصبح الاثنان وجهين لنفس العملة.. وكانت الأقلام الخئون هى التى فقأت أعين فلذات أكبادنا فى جامعة الأزهر وكانت الهراوات الغشوم  هى التى تواجهنا..[ss]

لم يعد أمام كل تيك الأقلام إلا أن تطلب بمصادرة الشعب وإغلاق حزب العمل..

لقد اكتشفوا فجأة – وإن كان متأخرا جدا – أن قضية سب القرآن قد كشفتهم..

ولكن الحمقى لا يدركون أن الكشف قد تم بالفعل.. وأنه مهما حدث بعد ذلك  فإن الأمة الآن تدرك طريقها.. وقد يستطيع تحالف الهراوات والأقلام أن يحجب النور ولو لفترة.. لكن فى هذه القضية بالذات فإن القضية محسومة منذ اللحظة الأولى..

لقد حاولوا إطلاق قدر هائل من الأكاذيب..

ليس حسنا يا حمقى..

هبوا أن جميع ما تقولونه صحيح ..

فهل يبرر ذلك  سب الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم؟..

هبوا أن حزب العمل تآمر وخطط وأن الإخوان المسلمين وإيران والسودان وأفغانستان والشيشان وكشمير وباكستان قد شاركونا فى التخطيط..

فهل يبرر ذلك  سب الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم؟..

هبوا أننا عملاء أمريكا وإسرائيل وأنكم اكتشفتمونا ننشئ لجانا للتطبيع ..

فهل يبرر ذلك  سب الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم؟..

هبوا ذلك كله يا حمقى ..

فهل يبرر ذلك  سب الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم؟..

هبوا أننى أسوأ كاتب فى التاريخ.. أو أننى لست كاتبا على الإطلاق..

فهل يبرر ذلك  سب الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم؟..

هبوا أننى لا قدر الله لى فعلت أكثر مما فعله حيدر فى كتابه الملعون..

فهل يبرر ذلك  سب الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم؟..

كان المنطقى  لو لم تكونوا كما كنتم  أن تشاركونا فى الدفاع عن مقدساتنا.. أو حتى تقصونا عن الدفاع كى تتولوه أنتم..

لكنكم اندفعتم بحماقتكم إلى مصارعكم التى تؤجلونها منذ مائتى عام..

نعم .. شنت معظم الصحف المصرية علينا أشرس وأكذب حملة فى تاريخها الحديث.. ولم يكن أيا منها يهتم إلا بأن يشغلنا للابتعاد عن قضيتنا الرئيسية: الدفاع عن مقدسات هذه الأمة..

يا حمقى.. لم تحركنا دنياكم.. بل آخرتنا..

يا هلكى.. لم نكن نبحث عن الغنائم بل الشهادة..

لقد سلطوا مثلا على شخصى الضعيف ما لم يسبق أن وجه إلى كاتب من القذارات والأكاذيب[tt].. وأضحت روايتى قصر العينى فجأة هى المشكلة الكبرى فى الوطن.. وراحت عشر صحف ومجلات على الأقل تنشر عنها الأكاذيب والأعاجيب.. ولم يفتنى والله يا ناس أن أراجع نفسى.. قلت : لعل بعض ما يقولونه صحيحا .. و أن الشيطان  الذى يجرى منا مجرى الدم يمكن أن  قد خدعنى عن نفسى فتسلل فى بعض فقرات منها.. خفت والله يا ناس من الله.. دفعت بالرواية إلى صديق من السلفيين المتشددين  الذين يختلفون معى فى أفكار كثيرة.. قلت له اقرأها .. اقرأها لا بعين الإبداع بل بعين الدين.. فإن كان فيها ما يخدش الإيمان بحرف تبرأت منها.. فحتى لو كان الشيطان نفسه هو الذى يهاجمنى فيها فما بالى لا أنقذ نفسى لأتوب قبل ألا تكون هناك توبة.. ولأحاسب نفسى قبل أن يحاسبنى الله.. عاد إلى الصديق بعد أسبوع ليقول بل هى كتاب هائل يحض على الإيمان.. اطمأن قلبى يا ناس أننى لم أخطئ فى حق الله..  ثم كانت مفاجأة أخرى حين قال لى أحد الأصدقاء أن صحيفة القاهرة التى لا أقرؤها قد نشرت خبرا منسوبا إلى الصحفى البارز محمد عبد القدوس  خبرا فى سطرين يقول أن مأمون الهضيبى قرأ رواية القصر العينى وأنه وجدها عادية وليس فيها شئ.. ليس لدى مصدر آخر أؤكد أو أنفى به هذا الخبر لذلك لن أعلق عليه  لكننى أقول حسبى الله ونعم الوكيل.[uu]

ومع ذلك مرة أخرى يا حمقى.. هاجمونى كما شئتم لكن دافعوا عن القرآن..

اقتلونا.. لكن دافعوا عن القرآن..

لكن هجومكم كان – والله شهيدا والأمة شاهدة- لكى تشغلونى عن مواصلة الحملة فى الدفاع عن القرآن..

عنّ لى أن أواجههم لكننى سألت نفسى فى حزن معظمهم ليسوا كتابا وإنما جمعية المنتفعين بوزارة الثقافة والوزير .. وأننى لو واجهتهم بالقلم فسوف أرتكب حماقة من يحاول بالمنطق إقناع جندى أمن مركزى ألا يطيع أمر قيادته.. ووالله يا ناس.. لا أقولها استنتاجا بل علما .. أن بعضهم – على الأقل تكتب له مقالاته فى بعض الأجهزة وترسل إليه فيدفع بها إلى المطبعة حتى دون أن يقرأها..

ولعل  بعض هذه الأجهزة هى التى أرسلت خطيبا  إلى مسجد مجاور لجامعة الأزهر كى يخصص خطبته للهجوم على صحيفة الشعب وعلىّ!.. والحقيقة يا قراء أنكم السبب.. فهذه العلاقة الوثيقة الحميمة بيننا وبينكم هى التى دفعت سلطة تعودت أن يكون الكاتب كاهنا يدعو لعبادة الفرعون إلى أشد درجات القلق من وجود كاتب أو صحيفة يتأثر بالناس ويؤثر فيهم.. لذلك عليكم أن تتوقعوا يا ناس أن يكثف الشيطان حملاته لفصم عرى هذه العلاقة الحميمة.. ولكن .. إذا كانوا قد خدعونا كثيرا فيما مضى فليس لنا بعد معركة القرآن أن نخدع مرة أخرى.. فأخيرا يا ناس وقع الشيطان فى الخطأ القاتل الذى كشفه أبد الآبدين..

لن أجادلهم يا ناس.. لكنكم وقد عرفتم حقيقة الأمر أصبح عليكم مواجهتهم..

يا ناس.. إن القضية قضية الأمة كلها..

وإننى أقسم لكم بالله الذى لا إله إلا هو أن ما يقولونه عن تدبير وتخطيط وانتخابات هو محض كذب.. وأننى حين غضبت فإنما كانت غضبتى لله الواحد القهار ولم يخالطها شئ لسواه.. إنهم يتكلمون عن الانتخابات.. وأنتم تعلمون يا ناس أننى على سبيل المثال لست حتى عضوا فى حزب العمل.. وتلك تهمة لا أنكرها وشرف لا أدعيه.. وأننى منذ أكثر من ثلاثين عاما..عندما أدركت فساد الحياة السياسية والثقافية فى بلدنا اعتزلت الوسط كله ولجأت إلى دارى أبحث عن حقيقة تنقذنى من عذاب النار يوم القيامة.. ثم لماذا يخططون للانتخابات فى حزب العمل والانتخابات كما تعلمون والمجلس سيد قراره.. فكيف يدخلون كل هذا الهزل فى كل هذا الجد.. ولماذا.. ألكى يسوغوا للأمة أن قضية سب القرآن مفتعلة.. ماذا إذن عن موقف الكاتب الشريف فاروق جويدة فى الأهرام؟ ماذا عن موقف اللجنة الدينية فى مجلس الشعب[vv] .. ماذا عن شرفاء آخرين لم تكد تخلو منهم رغم طوفان الظلام صحيفة..

يا أمة .. القضية قضية الأمة وليست قضية الشعب أو حزب العمل..

أغلقوا حزب العمل وصادروا الشعب لكن دافعوا عن الثوابت والمقدسات..

 بأكثر الطرق تحضرا ورقيا واجهى يا أمة.. لماذا مثلا لا يلجأ أعضاء هيئات التدريس فى الجامعات إلى  عقد مجالس طارئة للأقسام يسجلون فيها اعتراضهم على الجرأة على الله و القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم  ليس فى كتاب حيدر حيدر وحده بل فى مئات الكتب التى أصبحت تشكل منهجا لوزارة الثقافة ولتتصاعد هذه القرارات إلى مجالس الكليات فالجامعات  فتشكل وفدا لمقابلة الرئيس كى تطرح عليه حقيقة الكارثة.. كارثة أن أجهزة الدولة الرسمية ممثلة فى وزارة الثقافة تنشر الكفر والعهر بين الناس..

إننى واثق أن الرئيس لو اطلع على التفاصيل الحقيقية للأمر لاختلف قراره..

قولوا للرئيس أيضا أن أبسط كتاب فى علم السياسة والاجتماع يقول أنك لكى تهدم مجتمعا عليك أن تدمر إيمانه بالله كخطوة أولى.. وتلك تمهد الطريق للخطوة الثانية وهى نشر الفاحشة والعهر.. وتلك تمهد للخطوة الثالثة: وهى انهيار ذلك المجتمع..

قولوا للرئيس أيضا أنه حتى لو لم يشأ أن ينظر للأمر من مفهومه الدينى – رغم أننى لا أرى إلا هذا المفهوم الدينى- فإن عليه أن ينظر إليه من منظور الأمن القومى.. فمجتمع ازدري دينه وانتشر العهر فيه  مجتمع لا يمكن أن يصمد فى أى مواجهة عسكرية أو حضارية..

قولوا للرئيس أنه لو كان قد استجاب لرجائى له  بأن تصدر رئاسة الجمهورية بيان استغفار إلى الله وتبرؤ من الكتاب السافل .. ومن منهج وزارة الثقافة لحقق بين الناس شعبية لم ينلها رئيس مسلم منذ قرون.. ولما عانت الأمة من هذا الاحتقان الذى تعانيه الآن..

إننى أناشد فئات المجتمع الأخرى- وأخص المحامين والقضاة- بأن يفعلوا ذلك أو مثله..

أناشد الوزراء مثلا.. فليس من المعقول ولا من المتصور أن يكونوا جميعا مثل فاروق حسنى.. أناشدهم أن يجتمعوا ويتفقوا فيقنعوا رئيس الوزراء فيذهبوا إلى الرئيس ليقولوا له : يا سيادة الرئيس : الناس على حق ونحن أخطأنا..

يا أمة .. حكاما ومحكومين..

إن المعركة ليست معركة صحيفة ولا حزب ولا كاتب.. المعركة معركة الأمة.. معركة القرآن.. وعليكم أن تخوضوها حتى لو أغلق الحزب وصودرت الصحيفة وقتل الكاتب..

وتلك نقطة أخرى أحيطكم علما بها يا قراء.. لقد بدأت تهديدات بالقتل تصلنى .. حاولت فى البداية أن أخفيها عن أهل بيتى .. لكنها وصلت إليهم أيضا.. فلم يفزعوا [ww].. ولم يكونوا أقل منى حرصا على المواصلة حتى استشهاد أظننى أقل عند الله من أن أناله..

إننى لم أبلغ جهات الأمن[xx].. ثقة بالله ورضا بالمقدور.. إلا أننى أقول لكم يا ناس.. أننى أشعر أن هواتفى مراقبة طيلة الفترة الأخيرة.. و أن أجهزة الأمن  ربما تكون قد سجلت هذه  المكالمات  التى هددتنى ولو شاءت لحددت المتهمين..

يا ناس.. والله ما ظننت أن تصل الأمور إلى هذا الحد.. ولا أن يكون عبيد الشيطان فى بلادنا بهذه الكثرة.. لكن ما حدث .. يدل على عمق الاختراق الذى طالما حذرنا منه..

اعلموا يا ناس وميزوا بين الناس بمن وقف مع القرآن ومن وقف ضده..

و اعلموا.. أن من لا إيمان له لا أمان له.. وأن معظم النخبة المسيطرة الظاهرة لا تتورع عن كذب ولا عن خيانة ولا عن عار.. إنها ليست يسارية ولا شيوعية وإنما هى ببساطة فئة المنافقين التى حذرنا منها القرآن.. فئة تبطن الكفر وتظهر الإيمان .. وأن هؤلاء الناس ينظرون إلى الإسلام وإلينا كما ينظر مبدعهم حيدر حيدر الذى يقول فى صفحة  510 من كتابه الملعون:

"ضحك  الرجل  وهو يرمم  جثة  البدوى  فيه :  لكننى  ملحد  كما تعرفين ..  الشرف  والبكاة ( لعله يقصد البكارة) وأخلاق  المسلمين  فى مؤخرتى  من  عشرات  الأعوام" .

لا تعترضوا يا قراء.. فنقادنا الجهابذة يرون أن هذا الكلام السافل البذىء إبداعا..

لا تعترضوا وإلا هاجموكم كما هاجمونى..

نقادنا الذين كنت ما أزال- ربما لأننى قاطعتهم منذ سنوات- أحتفظ ببعض احترام لهم[yy]..  نقادنا هؤلاء قد كذبوا عليكم يا قراء أما اللجنة التى كتبت التقرير فقد خدعتكم.. أحصت بضعة أماكن  – أظنها ثلاثة.. فأنا لم أقرأ التقرير لأننى أعلم أنه هراء.. فى مواجهة لهم أحصى  الدكتور محمد سليم العوا خمسة وستين موقعا للفجر والكفر والعهر فى الكتاب الذى يدافعون عنه..

كنت مشاركا لهم فى الندوة على الهاتف.. ووالله يا ناس لو أننى ظننت بهم الجهل لما ثار فى نفسى كل هذا الغضب.. كانوا يدلسون على الأمة.. واستشهد أحدهم بأربعة مواقع ادعى أنها إيمانية وراح يتلوها بصوت متهدج.. وفى واقعة فذة فريدة  – أتمنى دون أمل أن يذيعها التليفزيون[zz] المصرى – بدأ الدكتور محمد سليم العوا يقرأ ذات الفقرات الأربعة مرة أخرى.. فإذا بالناقد الجهبذ قد سكت عن جملة فى أول الفقرة أو نهايتها تكشف أن الجملة التى استشهد بها كجملة إيمانية ليست إلا كفرا بواحا..[aaa]

تصورت أن يسقط الناقد الجهبذ من الخجل..

لكنه تجاهل تماما ذلك وراح يدافع بحجج أخرى..

تماما كما تعاملنا أمريكا وإسرائيل.. ما أن تكشف حيلتهم فى موقع حتى يتركوه إلى موقع لم تكتشف فيه حيلهم بعد..

وإننى أناشد الاخوة المحامين أن يرفعوا قضية على كتاب تقرير الوزير لأنهم تعمدوا إخفاء الحقيقة عن الأمة..

فى تلك الندوة قلت لهم ما لو مسّ الحديد لذاب وما لو طرق أذنى أعتى الخطاة لتاب..

قلت لهم أننى استمعت إلى تقاريرهم النقدية وأنها كانت سيئة.. لكن الأسوأ هى تقاريرهم الأمنية.. وتمنيت عليهم لو أنهم تركوها لضباط شرطة.. وقلت لهم  أن المبدع ليس جنسا ثالثا من البشر.. يولد مبدعا ويموت مبدعا.. وأنه يمكن مثلا أن يفقد القدرة على الإبداع فى أى وقت.. تماما كما أن الإنسان قد يفقد الذاكرة بل أن يفقد العقل.. وقلت لهم أنه فى عالم الطب على سبيل المثال فإن الحصانة الطبية تسبغ حمايتها على الطبيب الجراح طالما يمارس عمله فى حدود خبرته.. وأنه حتى لو مات المريض أثناء إجراء العملية الجراحية فلا تثريب على الطبيب  ما دام قد حاول أن يفعل أقصى ما فى وسعه..لكن هذا الطبيب نفسه إذا خرج خارج حجرة العمليات واستعمل نفس المشرط ليخدش إنسانا فإنه يفقد حماية الحصانة الطبية له  على الفور ويعامل كمجرم عادى.. فلماذا يا نقادنا الجهابذة لا نعامل المبدع على هذا الأساس.. وأن نسبغ حماية الإبداع عليه طالما احترم ثوابت الأمة ومقدساتها فإن اجترأ عليها سقطت عنه هذه الحماية على الفور..

قلت لهم أنهم يخدعون الناس عندما يتحدثون عن شخوص روائية تخيلية من حقها أن تقول ما شاءت دون أدنى مسئولية من الكاتب عن قوله[bbb].. وقلت أنه حتى لو صح ما يقولون فإن ذلك ينتهى على الفور فى اللحظة التى تتناول فيها هذه شخصية معروفة محددة .. أى شخصية عادية فلا أستطيع أن أكتب رواية مثلا فأورد فيها اسم فارق حسنى[ccc] فأسبه و أقذفه بما أشاء لأدعى بعد ذلك أننى غير مسئول عما ورد.. لأنه على لسان شخوص تخيلية.. قلت لهم لم يصل إبداع أى مبدع من مبدعيكم على أن يمس ولو بشعرة ملكه أو رئيسه أو حتى أصغر ضابط فى بلاده.. لم يجرءوا ولم تجرؤا .. فلماذا لا تدافعون عن حرية الإبداع إلا إذا كان العمل الذى تدافعون عنه يهدم الثوابت..

أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم شخصية معروفه.. كيف جاز لكم إذن أن توافقوا على سبه.. أليس القرآن أقدس مقدساتنا.. كيف هان عليكم أن تدافعوا هذا الدفاع الشائه عن الخراء ونقطة وعلامة تعجب.. فماذا قلتم فى "خرا بربك"؟!.. وقد تكررت مرات عديدة .. ولماذا هذه النظرة المتعالية على الأمة والناس الذين وصفتموهم فى كتاباتكم بالغوغاء..

يا ناس.. ألا إنهم هم السفهاء لكن لا يعلمون..

كان الدكتور محمد سليم العوا يقرأ بعض المقاطع الفادحة الفاجعة التى وردت فى الرواية الملعونة..مثل:

ص594

فى تلك الأيام  الأخيرة بدا  مهيار الباهلى  رغم يأسه العام  ودمار أحلام ثاراته  كأنما انقد  جسده وتوهجت روحه الخاصة بنار أسمها : فلة بوعناب

كانت نارا  شخصية تراءت له  بغتة فى وقت الضيق  تراءت العليقة الملتهبة  لموسى فى الوادى المقدس طوى. خاطبته: أنت فى الوادى المقدس  فاخلع ثيابك  وتقدم . بغتة خلع أستاره كلها وتعرى. اندفع فى اللهب  فاكتشف الله فى  جسد فلة  بوعناب: العاهرة المقدسة التى وطئها الثوريون والمنفيون  والسفلة والخنازير  ثم لفظوها  لفظ النواة بعد امتصاص الثمرة .."

ص592 "خرا بربك دعك من الانحطاط العضوى . ما حدث كان خارقا."

ص348 ( وهنا يا قراء فإن المؤمن وليس الملحد كما دلس علينا النقاد هو الذى يتحدث)..

" فى تلك الليلة  تحدث عن تحطيم  الأوثان التى أقامها  الآباء والأجداد ،   وضرورة  الانفصال  عن الدين والله ،  والأخلاق والتقاليد ،   والأزمنة الموحلة والجنة والجحيم  الخرافيين وطاعة أولى الأمر والوالدين والزواج المبارك بالشرع وسائر  الأكاذيب  والطقوس التى رسمتها دهور الكذب. "

ص322 "بعيدا عن هذا شد ما تبدو غريبة حكايات وهرطقات هذه المرأة المسماة  : فلة بوعناب  المرأة التى  سقطت سهوا   شواطئ  بونه  حيث نسيها الله  بعد أن أختار لها زاوية من زوايا الجحيم قائلا لها: امكثى  هناك ملعونة إلى أبد الآبدين  فترد  بصرخة شيطانية : فى  مؤخرتى  الحياة  الآخرة  وأنهارك العسلية  وينابيع الكوثر  . هذه حياتى  الأولى والأخيرة  وما تبقى خذه  . سامحتك فيه  . أعطه لعبادك  الصالحين ."

***

إننى أكتفى الآن بهذا القدر يا قراء.. آملا أن يعود بعض من يهاجموننا إلى الحق.. فوالله ما هى بقضية سياسية وإنما مسئولية دينية.. ووالله ليس إبداعا بل إجراما فى إجرام..

إن أحيلكم إلى ضمائركم.. لقد تجنبت أى تعليق.. لكن إذا سمحتم اقرءوا المقاطع السابقة مرة أخرى..

مع النقاد الجهابذة كنت أقول:

ها أنتم قد سمحتم للإبداع الشيطانى أن يحكم على الله وعلى القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم .. فهل يا ترى تسمحون للقرآن أن يحكم على مثل هذا الإبداع.. ويبدو أن صورتى الإرهابية اكتملت عندهم آنذاك.. وقلت لهم هل من المعقول أن تضعوا القرآن فى مرتبة المحكوم بالإبداع وليست له أى سيطرة على الإبداع بينما هو المسيطر المهيمن على دنيانا و آخرتنا..

كنا نتكلم لغة مختلفة..

لذلك لم أسألهم.. إذا كانت كل هذه الحمية فى الدفاع عن حق حيدر حيدر فى التهجم على الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم  ، أين كانوا وعملا أدبيا لى يصادر منذ عام 92 وحتى الآن .. عملا كانت به قصة قصيرة عنوانها: "مباحث أمن الوطن" وصودرت المجموعة كلها منذ ذلك الوقت وكنت أتحدث عن التعذيب وحقوق الإنسان وكانت جميع شخوصاتى تخيلية ولم أذكر الأسماء الحقيقية.. صودرت المجموعة وصودر حقى فى الإبداع ولم يتصد من النقاد الجهابذة ناقد..

ألم أقل لكم يا ناس أنه النفاق..

ألم أقل لكم يا ناس أن كل جهدهم لصرفنا عن مجهودنا الرئيسى فى إثبات أن هناك اختراقا وغزوا ثقافيا.. يتهدد ثوابتنا ومقدساتنا.. ليست المسألة مسألة حيدر حيدر ولا مسألة كتاب واحد و إنما فساد المنهج..

***

يا أمة..

وأنا أراجع كتب الفقه فى حكم من سب الله والرسول اكتشفت أن انفعالى الطاغى قد أوقعنى فى خطأ عندما قلت الفاسق ابن الفاسق..و.. ما كان لى أن أتعرض للآباء.[ddd]. وهذا ذنب أضرع إلى الله أن يغفره لى.. أما من سب الله والقرآن والرسول فهيا بنا إلى جولة سريعة فى كتب الفقه( لم يصلنى حتى الآن يا قراء أنها ممنوعة!)..

***

حكم من سب الله سبحانه تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو نبيا من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

قال ابن حزم الظاهري في المحلى :

مَسْأَلةٌ : مَنْ سَبَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَوْ اللهَ تَعَالى ، أَوْ نَبِيًّا مِنْ الأَنْبِيَاءِ ، أَوْ مَلكًا مِنْ المَلائِكَةِ ، أَوْ إنْسَانًا مِنْ الصَّالحِينَ ، هَل يَكُونُ بِذَلكَ مُرْتَدًّا - إنْ كَانَ مُسْلمًا - أَمْ لا ؟

وَهَل يَكُونُ بِذَلكَ نَاقِضًا للعَهْدِ – إنْ كَانَ ذِمِّيًّا – أَمْ لا ؟

قَال أَبُو مُحَمَّدٍ : اخْتَلفَ النَّاسُ فِيمَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم أَوْ نَبِيًّا مِنْ الأَنْبِيَاءِ ، مِمَّنْ يَقُولُ : إنَّهُ مُسْلمٌ : فَقَالتْ طَائِفَةٌ : ليْسَ ذَلكَ كُفْرًا . وَقَالتْ طَائِفَةٌ : هُوَ كُفْرٌ..(..)..  لكِنْ يُقْتَلُ مَنْ شَتَمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم .

وَأَمَّا سَبُّ اللهِ تَعَالى - فَمَا عَلى ظَهْرِ الأَرْضِ مُسْلمٌ يُخَالفُ فِي أَنَّهُ كُفْرٌ مُجَرَّدٌ ، إلا أَنَّ الجَهْمِيَّةَ ، وَالأَشْعَرِيَّةَ - وَهُمَا طَائِفَتَانِ لا يُعْتَدُّ بِهِمَا - يُصَرِّحُونَ بِأَنَّ سَبَّ اللهِ تَعَالى ، وَإِعْلانَ الكُفْرِ ، ليْسَ كُفْرًا ، قَال بَعْضُهُمْ : وَلكِنَّهُ دَليلٌ عَلى أَنَّهُ يَعْتَقِدُ الكُفْرَ ، لا أَنَّهُ كَافِرٌ بِيَقِينٍ بِسَبِّهِ اللهَ تَعَالى –  وَأَصْلُهُمْ فِي هَذَا أَصْلُ سُوءٍ خَارِجٌ عَنْ إجْمَاعِ أَهْل الإِسْلامِ - وَهُوَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ : الإِيمَانُ هُوَ التَّصْدِيقُ بِالقَلبِ فَقَطْ - وَإِنْ أَعْلنَ بِالكُفْرِ - وَعِبَادَةُ الأَوْثَانِ بِغَيْرِ تَقِيَّةٍ وَلا حِكَايَةٍ ، لكِنْ مُخْتَارًا فِي ذَلكَ الإِسْلامَ .

قَال أَبُو مُحَمَّدٍ رحمه الله : وَهَذَا كُفْرٌ مُجَرَّدٌ ؛ لأَنَّهُ خِلافٌ لإِجْمَاعِ الأُمَّةِ ، وَلحُكْمِ اللهِ تَعَالى وَرَسُولهِ صلى الله عليه وسلم وَجَمِيعِ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ ؛ لأَنَّهُ لا يَخْتَلفُ أَحَدٌ – لا كَافِرٌ وَلا مُؤْمِنٌ – فِي أَنَّ هَذَا القُرْآنَ هُوَ الذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدُ صلى الله عليه وآله وسلم وَذَكَرَ أَنَّهُ وَحْيٌ مِنْ اللهِ تَعَالى ، وَإِنْ كَانَ قَوْمٌ مِنْ الرَّوَافِضِ ادَّعُوا أَنَّهُ نُقِصَ مِنْهُ ، وَحُرِّفَ ، فَلمْ يَخْتَلفُوا أَنَّ جُمْلتَهُ – كَمَا ذَكَرْنَا . وَلمْ يَخْتَلفُوا فِي أَنَّ فِيهِ التَّسْمِيَةَ بِالكُفْرِ (..)

قال ابن قدامة الحنبلي في المغني :

فَصْلٌ : وَمَنْ سَبَّ اللهَ تَعَالى ، كَفَرَ ، سَوَاءٌ كَانَ مَازِحًا أَوْ جَادًّا . وَكَذَلكَ مَنْ اسْتَهْزَأَ بِاَللهِ تَعَالى ، أَوْ بِآيَاتِهِ أَوْ بِرُسُلهِ ، أَوْ كُتُبِهِ ، قَال اللهُ تَعَالى : {وَلئِنْ سَأَلتَهُمْ ليَقُولُنَّ إنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاَللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ } . وَيَنْبَغِي أَنْ لا يُكْتَفَى مِنْ الهَازِئِ بِذَلكَ بِمُجَرَّدِ الإِسْلامِ ، حَتَّى يُؤَدَّبَ أَدَبًا يَزْجُرُهُ عَنْ ذَلكَ ، فَإِنَّهُ إذَا لمْ يُكْتَفَ مِمَّنْ سَبَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالتَّوْبَةِ فَمِمَّنْ سَبَّ اللهَ تَعَالى أَوْلى .

و قال ابن فرحون المالكي في "تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام :

فَصْلٌ فِيمَنْ سَبَّ اللهَ تَعَالى أَوْ المَلائِكَةَ أَوْ الأَنْبِيَاءَ أَوْ سَبَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم :

وَقَدْ اسْتَوْعَبَ القَاضِي عِيَاضٌ رحمه الله الكَلامَ فِي هَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ وَلمْ يَتْرُكْ لغَيْرِهِ مَقَالا ، وَقَال رحمه الله :

لا خِلافَ إنْ سَابَّ اللهَ تَعَالى مِنْ المُسْلمِينَ كَافِرٌ حَلالُ الدَّمِ وَاخْتُلفَ فِي اسْتِتَابَتِهِ .

وَرِوَايَةُ ابْنِ القَاسِمِ عَنْ مَالكٍ أَنَّهُ يُقْتَلُ وَلا يُسْتَتَابُ .

وَقَال المَخْزُومِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلمَةَ وَابْنُ حَازِمٍ : لا يُقْتَلُ بِالسَّبِّ حَتَّى يُسْتَتَابَ .

مَسْأَلةٌ : وَأَفْتَى ابْنُ أَبِي زَيْدٍ فِيمَا حُكِيَ عَنْهُ فِي رَجُلٍ لعَنَ رَجُلا وَلعَنَ اللهَ ، وَقَال : إنَّمَا أَرَدْت أَنْ أَلعَنَ الشَّيْطَانَ فَزَل لسَانِي ، فَقَال : يُقْتَلُ بِظَاهِرِ كُفْرِهِ وَلا يُقْبَلُ عُذْرُهُ ، وَهُوَ مَعْذُورٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ تَعَالى .

فَصْلٌ : وَكَذَلكَ الحُكْمُ فِي سَبِّ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام .

قَال القَاضِي عِيَاضٌ : مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَوْ عَابَهُ أَوْ أَلحَقَ بِهِ نَقْصًا فِي نَفْسِهِ أَوْ نَسَبِهِ أَوْ دِينِهِ أَوْ خَصْلةٍ مِنْ خِصَالهِ ، أَوْ عَرَّضَ بِهِ أَوْ شَبَّهَهُ بِشَيْءٍ عَلى طَرِيقِ السَّبِّ وَالازْدِرَاءِ عَليْهِ ، أَوْ النَّقْصِ لشَأْنِهِ أَوْ الغَضِّ مِنْهُ وَالعَيْبِ لهُ فَهُوَ سَابٌّ تَلوِيحًا كَانَ أَوْ تَصْرِيحًا ، وَكَذَلكَ مَنْ لعَنْهُ أَوْ ادَّعَى عَليْهِ أَوْ تَمَنَّى مَضَرَّةً لهُ ، أَوْ نَسَبَ إليْهِ مَا لا يَليقُ بِمَنْصِبِهِ عَلى طَرِيقِ الذَّمِّ ، أَوْ عَبِثَ فِي جِهَتِهِ العَزِيزَةِ بِسُخْفٍ مِنْ الكَلامِ أَوْ بِشَيْءٍ مِمَّا جَرَى مِنْ البَلاءِ وَالمِحْنَةِ عَليْهِ ، أَوْ غَمَّضَهُ شَيْءٌ مِنْ العَوَارِضِ البَشَرِيَّةِ الجَائِزَةِ وَالمَعْهُودَةِ لدَيْهِ قُتِل .

قَال : وَهَذَا كُلُّهُ إجْمَاعٌ مِنْ العُلمَاءِ وَأَئِمَّةِ الفَتْوَى مِنْ لدُنْ الصَّحَابَةِ رضوان الله عليهم إلى هَلُمَّ جَرَّا .

و في الموسوعة الفقهية :

تَكْفِيرُ مَنْ سَبَّ اللهَ عَزَّ وَجَل :

اتَّفَقَ العُلمَاءُ عَلى تَكْفِيرِ مَنْ سَبَّ الذَّاتَ المُقَدَّسَةَ العَليَّةَ أَوْ اسْتَخَفَّ بِهَا أَوْ اسْتَهْزَأَ ، لقوله تعالى : { قُل أَبِاَللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ }

وَاخْتَلفُوا فِي قَبُول تَوْبَتِهِ فَذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى قَبُولهَا .

وَذَهَبَ الحَنَابِلةُ إلى عَدَمِ قَبُولهَا ، وَيُقْتَلُ بِكُل حَالٍ ، وَذَلكَ لأَنَّ ذَنْبَهُ عَظِيمٌ جِدًّا يَدُلُّ عَلى فَسَادِ عَقِيدَتِهِ . وَأَمَّا بِالنِّسْبَةِ للآخِرَةِ ، فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فِي تَوْبَتِهِ قُبِلتْ بَاطِنًا وَنَفَعَهُ ذَلكَ  .

و فيها أيضا :

تَنْزِيهُ الأَنْبِيَاءِ عَنْ السَّبِّ وَالاسْتِهْزَاءِ :

كُلُّ مَنْ سَبَّ نَبِيًّا مِنْ الأَنْبِيَاءِ ، أَوْ عَابَهُ ، أَوْ أَلحَقَ بِهِ نَقْصًا فِي نَفْسِهِ ، أَوْ نَسَبِهِ أَوْ دِينِهِ ، أَوْ خَصْلةٍ مِنْ خِصَالهِ ، أَوْ عَرَّضَ بِهِ ، أَوْ شَبَّهَهُ بِشَيْءٍ عَلى طَرِيقِ السَّبِّ لهُ ، أَوْ الإِزْرَاءِ بِهِ ، أَوْ التَّصْغِيرِ لشَأْنِهِ ، أَوْ الغَضِّ مِنْهُ ، أَوْ العَيْبِ لهُ ، فَهُوَ كَافِرٌ .

وَكَذَلكَ مَنْ لعَنَهُ ، أَوْ دَعَا عَليْهِ ، أَوْ تَمَنَّى مَضَرَّةً لهُ ، أَوْ نَسَبَ إليْهِ مَا لا يَليقُ بِمَنْصِبِهِ عَلى طَرِيقِ الذَّمِّ ، أَوْ عَبِثَ فِي جِهَتِهِ العَزِيزَةِ بِسُخْفٍ مِنْ الكَلامِ وَهَجْرٍ ، وَمُنْكَرٍ مِنْ القَوْل وَزُورٍ ، أَوْ عَيَّرَهُ بِشَيْءٍ مِمَّا جَرَى مِنْ البَلاءِ وَالمِحْنَةِ عَليْهِ ، أَوْ غَمَصَهُ بِبَعْضِ العَوَارِضِ البَشَرِيَّةِ الجَائِزَةِ وَالمَعْهُودَةِ لدَيْهِ.

قَال إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ : أَجْمَعَ المُسْلمُونَ عَلى أَنَّ مَنْ سَبَّ اللهَ ، أَوْ رَسُولا مِنْ رُسُلهِ ، أَوْ دَفَعَ شَيْئًا مِمَّا أَنْزَل اللهُ - عَزَّ وَجَل - أَوْ قَتَل نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَاءِ اللهِ - عَزَّ وَجَل - أَنَّهُ كَافِرٌ بِذَلكَ ، وَإِنْ كَانَ مُقِرًّا بِكُل مَا أَنْزَل اللهُ .

وَالسَّابُّ إنْ كَانَ مُسْلمًا فَإِنَّهُ يَكْفُرُ وَيُقْتَلُ بِغَيْرِ خِلافٍ ، وَهُوَ مَذْهَبُ الأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ .

وَإِنْ كَانَ ذِمِّيًّا فَإِنَّهُ يُقْتَلُ عِنْدَ الجُمْهُورِ.

وَقَال الحَنَفِيَّةُ : لا يُقْتَلُ ، وَلكِنْ يُعَزَّرُ عَلى إظْهَارِ ذَلكَ .

وَفِي فَتْحِ القَدِيرِ

وَأَمَّا تَوْبَةُ السَّابِّ عِيَاذًا بِاَللهِ تَعَالى فَلا تُقْبَلُ عِنْدَنَا ، وَعِنْدَ مَالكٍ فَقَبْل التَّوْبَةِ يُقْتَلُ كُفْرًا وَبَعْدَهَا حَدًّا وَلا تَعْمَلُ تَوْبَتُهُ فِي إسْقَاطِ قَتْلهِ عِنْدَنَا وَلا فَرْقَ بَيْنَ تَوْبَتِهِ فِي نَفْسِهِ أَوْ شَهِدَ الشُّهُودُ عَليْهِ وَلا فَرْقَ بَيْنَ سَبِّهِ صَحْوًا أَوْ سُكْرًا وَنُقِل عَنْ ابْنِ الهُمَامِ التَّقْيِيدُ فِي السُّكْرِ بِكَوْنِهِ بِسَبَبٍ مَحْظُورٍ وَعَدَمِ إكْرَاهٍ وَعِنْدَ الشَّافِعِيِّ رحمه الله تعالى تُؤَثِّرُ تَوْبَتُهُ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ فِي إسْقَاطِ قَتْلهِ وَنَسَبَ الخِلافَ فِيهِ بَيْنَ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالى بِخِلافِ سَبِّهِ تَعَالى؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم يُمْكِنُ إلحَاقُ المَعَرَّةِ فِي جِنْسِهِ دُونَ اللهِ تَعَالى كَذَا فِي التَّبْيِينِ أَيْضًا لعَل ذَلكَ مُخْتَلفُ أَحْوَال السَّابِّ عَمْدًا وَخَطَأً وَصَلاحًا وَفِسْقًا كَمَا أُشِيرَ فِي مَحَلهِ ، وَأَمَّا سَبُّ الشَّيْخَيْنِ وَقَذْفُ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنهم فَكُفْرٌ كَنَفَيْ خِلافَتِهِمَا وَسَابُّ سَائِرَ الصَّحَابَةِ مَلعُونٌ مُوجِبٌ للنَّكْل الشَّدِيدِ .

***

إننى أشعر الآن يا أمة بما كان يشعر به أستاذنا وسيدنا العالم العلامة محمود شاكر..

كان قد فتح هذه القضية منذ نصف قرن.. وفى عام 1964 بدأ كتابة مقالاته التى نشرها بعد  ذلك فى كتابه أباطيل وأسمار.. كان يكتب عن ذات القضية.. الغزو الثقافى.. ويبدو أن هذه النقطة من المحرمات وكأنها طلسم تركه الأعداء بيننا كى يمكنهم من السيطرة علينا أبدا..

لم يمكنوا العلامة محمود شاكر من إكمال مقالاته..

حولوا القضية وجهة سياسية وصادروا المجلة التى كان يكتب فيها واعتقلوه..

وفى كتابه يختم القضية ببيتين من الشعر لأبى العلاء المعرى:

يسوسون الأمور بغير عقل… فينفذ أمرهم ويقال ساسة..

فأفّ من الحياة وأفّ منى … ومن زمن سياسته خساسة..

وإلى الأسبوع القادم إن شاء الله إن كنا على قيد الحياة .. وخارج السجون..

***




وكانت هذه الكلمات آخر ما نشر..

فقد قامت السلطات فى مصر.. بلد الأزهر بإغلاق صحيفة الشعب المصرية..

حاصروا من يدافع عن لا إله إلا الله محمد رسول الله، لكن الله قيض الله لنا من ينقل أصواتنا ..[eee]و[fff]..

كان رأى المؤسسة الدينية قد صفع الوجوه حين أثبت أن ما ورد بالرواية كفر.. وأن من يقرأها فيعتبر أن ما بها إبداعا فهذا أيضا كفر..

رمونا بدائهم ولم ينسلوا..

بقوْا يشوهون الوعى ويستنزفون الذاكرة..

كانت القضية دينية.. وحولوها هم إلى قضية سياسية..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم..

فاللهم..

احكم بيننا وبينهم..[ggg]


بيان الأزهر

بسم الله الرحمن الرحيم

الأزهر

مكتب الإمام الأكبر

شيخ الأزهر



بيان مجمع البحوث الإسلامية

بشأن

رواية ( وليمة لأعشاب البحر) لمؤلفها السيد حيدر حيدر

طبع ونشر الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة بالقاهرة

***

تم عرض موضوع الرواية المشار إليها على لجنة البحوث الفقهية فكلفت اثنين من أعضائها المتخصصين بكتابة تقريرين منفصلين عن الرواية لعرضها فى جلسة استثنائية لمجمع البحوث الإسلامية حدد لها يوم الأربعاء 17 مايو سنة 2000 وقد تم عرض هذين التقريرين والرواية على المجمع فى جلسته الاستثنائية وتبين ما يأتى:

أولا: أن وزارة الثقافة التى نشرت هذه الرواية لم تستطلع رأى الأزهر الشريف أو مجمع البحوث الإسلامية مع ما ورد فيها من أمور كثيرة تتصل بالإسلام والعقيدة والشريعة وذلك على خلاف ما يقضى به القانون 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التى يشملها ولائحته التنفيذية والقوانين المتصلة بحماية حق المؤلف وتنظيم وزارة الثقافة مما قطعت فيه الجمعية العمومية  لقسمى الفتوى والتشريع بمجلس الدولة بفتواها الصادرة بجلسة 2 فبراير سنة 1994 ( ملف رقم 58/1-66) من أن الأزهر الشريف هو وحده صاحب الرأى الملزم لوزارة الثقافة فى تقدير الشأن الإسلامى للترخيص أو رفض الترخيص بالمصنفات وأن شيخ الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية، وما يتبعه من إدارات هو صاحب الولاية فى فحص المؤلفات والمصنفات التى تتعرض للإسلام لإبداء الرأى فيها.

ثانيا: إن الرواية مليئة بالألفاظ والعبارات  التى تحقر وتهين جميع المقدسات الدينية بما فى ذلك ذات الله سبحانه وتعالى والرسول  - صلى الله عليه وسلم – والقرآن الكريم واليوم الآخر، والقيم الدينية.

ومن ذلك أنها تستهزئ بذات الله مثل وصفه بأنه فنان فاشل (ص:219) ، وأنه نسى بعض مخلوقاته من تراكم مشاغله التى لا تحد فى بلاد العرب وحدها (ص:257)، وأنه أقام مملكته الوهمية فى فراغ السماوات ليدخل فى خلود ذاته بذاته (ص:426).

كما يفترى على الرسول عليه الصلاة والسلام – بأنه تزوج أكثر من عشرين امرأة ما بين شرعية، وخليلة، ومتعة (ص:148)، وأنه كان يتزوج من عذارى القبائل بغية توحيدها(ص:426،427).

وأنه حرف فى آيات القرآن الكريم ونسب إليه ما ليس منه كقوله" " والله تعالى قال فى كتابه العزيز: " إذا بليتم بالمعاصى فاستتروا)" (ص:148)، كما أن الرواية تحرض صراحة على الخروج على الشريعة الإسلامية وعدم التمسك بأحكامها وذلك بالدعوة إلى ضرورة الانفصال عن الدين والله والأخلاق والتقاليد والأزمنة الموحلة، والجنة والجحيم الخرافيين، وطاعة أولى الأمر والوالدين، والزواج المبارك بالشرع، وسائر الأكاذيب والطقوس التى رسمتها دهور الكذب (ص:348).

ثالثا: إن الرواية خرجت على الآداب العامة خروجا فاضحا وذلك بالدعوة إلى الجنس غير المشروع واستعمال الألفاظ فى الوقاع وأعضائه الجنسية للذكر والأنثى بلا حياء مما يعف اللسان عن ذكرها وكتابة نصها حفظا على الحياء العام الذى انتهكته الرواية.

رابعا: إن الرواية لم تكتف بذلك بل حرضت صراحة على إهانة جميع الحكام العرب ووصفتهم بأقبح وأقذع الأوصاف مما يعف المقام عن ذكرها، وطالبت بالخروج عليهم، والثورة ولو بإراقة الدماء.

خامسا: اتضح لمجمع البحوث الإسلامية  من كل ما سبق أن ما ورد برواية " وليمة لأعشاب البحر" لمؤلفها حيدر حيدر خروج عما هو معلوم من الدين بالضرورة، وينتهك المقدسات الدينية والشرائع السماوية، والآداب العامة، والقيم القومية، ويثير الفتن ويزعزع تماسك وحدة الأمة التى هى الركيزة الأساسية لبناء الدولة، ويضع على عاتق من نشروا هذه الرواية دون استطلاع رأى أهل الاختصاص المسئولية الكاملة عن هذا التجاوز والآثار المترتبة عليه دينيا واجتماعيا وذلك على النحو  الموضح تفصيل بالتقريرين المقدمين من عضوى مجمع البحوث الإسلامية المشار إليهما.

والله ولى التوفيق،

تحريرا فى 13 من صفر سنة 1421 هـ

الموافق     17 من مايو سنة 2000 م

شيخ الأزهر

الدكتور محمد سيد طنطاوى

***

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين

تقرير عن رواية

(وليمة لأعشاب البحر) المؤلف: حيدر حيدر

طبع ونشر الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة

تقع فى ستمائة وتسعين صفحة من القطع المتوسط وهى القصة الخامسة والثلاثون فى سلسلة آفاق الكتابة وسعر البيع أربعة جنيهات



***

بتكليف من لجنة البحوث الفقهية بالمجمع فى جلسة الأربعاء 10/5/2000، قرأت هذه الرواية قراءة محايدة فى خمس وعشرين ساعة وقد وجدت فيها ما يأتى:-

أولا: الدعوة إلى الشيوعية والكفاح المسلح والاستيلاء على السلطة بالعنف والدماء:

1-        مهدى جواد: ( بطل الرواية) شيوعى بحى الكاظمية هارب من العراق إلى الجزائر، نزل فى بلدة " بونة" وفيها حواراته مع النساء والشراب والبحر، والحقد على سلطان الآلهة وميراث الأجداد المنقرضين ص72.

2-        تخطيط للثورة المسلحة والحرب الشعبية مع الاستشهاد بقول لينين ونصيحته فى ذلك ص74.

3-        دعوة إلى استلام السلطة بالعنف المسلح وتنفيذ أوامر لينين فى عدم المهادنة واتخاذ الطريق السلمى ص 76.

4-        أن تكون شيوعيا حقا فهذا يعنى أن تقاتل حتى ترتوى الأرض بدمك ص 76.

5-        أنا أرى فى ماركس أو لينين محمدا جديدا، محمد القرن العشرين، ماركس أو لينين العربى.. هذا ما نحتاجه فى هذا العصر المضطرب ص 87.

6-        ما ينقصنا فى هذا الوقت الرخو والمتسيب هو إيمان وبسالة الصحابة الأوائل، بمثل أولئك يقدح الزناد فى الحجر البارد وتسطع الشمس من جديد ص 88.

7-        وصف لحالة الحزب الشيوعى فى العراق وأخطاء القيادة التى أبعدته عن الاستيلاء على السلطة. وهو درس للأحزاب الشيوعية لتنظيم نفسها وعدم الثقة بوعود غيرها  ص 118-124.

8-        جاهدا حاول مهدى جواد أن يبين الفرق بين العرب القدامى والعرب المعاصرين. كيف يحاول الجيل الجديد التعبير عن الحياة ببساطة وصدق وحرية. الجيل القديم ما يزال الأقوى فى الوقت الراهن، لكن الصراع بين الجيلين سيكون مستقبلا لصالح الأجيال الجديدة المتطورة ص 151.

9-        لقد بدأ المحققون الساديون فى أقبية التعذيب والمعتقلات وداخل القلاع العسكرية ووزارات الدفاع والداخلية والأمن القومى يحلون رموز الشيفرة بوضوح ومهارة ضرورة التحطيم الذرى لهيولى الجنين الماركسى النامى فى رحم الأرض العربية إلى أبد الآبدين. ص161.

10-      أريد أن أموت عاريا تحت الشمس فى غابة أو صحراء تأكل جثتى الصقور ووحوش البر. هذا أفضل وأهدأ لنفسى من صلوات الدجالين وقبور المسلمين المظلمة ص137.

11-      فهمت ‍! أنت وهم والإله إلى الجحيم.. إنما أنا رجل مطعون فقد الأب والإله ولا يريد غفرانا ص168.

12-      فصل " نشيد الموت" وصف كامل ومفصل لما قام به الشيوعيون من الثورة المسلحة ومواجهة قوات الحكومة والاستيلاء على أسلحتها مع ذكر أسماء قيادات الشيوعية و أوامرها وما انتهت إليه المعركة المسلحة مع الضحايا وما رآه أحدهم من قتل الرفاق ودمائهم ورأى فوق غشاوة العينين ليلا مديدا نجومه كانت تتساقط وتنطفئ  من ص 357-409.

ثانيا: الاستهزاء بثوابت العقيدة الإسلامية  وإهانتها ( الله الرسول القرآن . اليوم الآخر:

1-أسيرات الجهل والأسرة الأبوية ومجتمع الذكور والله وميراث القتل والوأد ص 92.

2-بلاد رازحة تحت عصور الظلمات،  والرجال، والسلاسل، وجراثيم الله المهيمنة، والخصاء". ص93،95 .

3-عندما تكون المقدمات خطأ فالنتائج خطأ. الوعى العميق بالتاريخ غائب وهؤلاء يهمشون التاريخ ويعيدونه مليون سنة إلى الوراء  فى عصر الذرة والفضاء، والعقل المتفجر. يحكموننا بقوانين آلهة البدو وتعاليم القرآن.خراء!. ص 129.

4-لكن الله قال انكحوا ما طاب لكم ورسولنا المعظم كان مثالنا جميعا، ونحن على سنته، لقد تزوج أكثر من عشرين امرأة بين شرعية، وخليلة، ومتعة، وكان صلوات الله عليه وسلم يقول: "تناسلوا تناسلوا  فإنى مفاخر بكم الأمم"، (الصواب : تناكحوا تناسلوا) ..

واستبد الغضب بالحاج: الرسول تزوج حسب الشريعة، أما أنتم فتريدونها شيوعية، والله تعاى قال فى كتابه العزيز: ( إذا بليتم بالمعاصى فاستتروا) : (كذا!  ليست آية)..

وصرخ مهدى ضاحكا: يا عم الحاج رغبنا فى الاستتار، فإذا بمخابرات ربى تقرع الأبواب الموصدة. ص148.

5-حول الثقافة والحضارة الأوروبية انطلق حوار مقتضب طرحت على شكل أسئلة وجهها مهدى إلى منار. كانت تجيب بالفرنسية. آسيا ترجمت الجمل الصعبة. لخصت فكرتها بأن الأوروبيين عفويين أكثر صدقا مع الحياة منا وأقل تعقيدا. يعبرون عن أحاسيسهم ببساطة وحرية. أما العرب فمتعصبون محكومون بشروط التقاليد الموروثة. ليسوا أحرارا من الداخل. ص 151.

6- كم كانت الهوة عميقة، كم كان الخراب كثيفا! فى تلك الأزمنة، أزمنة العواصف بدا مريرا بأن التنبؤ بأن رب هذه الأرض كان يزحف وهو ينسل من عصور الرمل والشمس ببطىء السلحفاة. ص 157.

7- أنف آسيا الكبير: قالت: هو من صنع ربى، لماذا تسخر منه؟!

       -لابد أن ربك فنان فاشل إذن.ص 219، ص220.

8- داخل هذه الأهواز التى خلقها الرب فى الأزمنة الموغلة فى القدم ثم نسيها فيما بعد لتراكم مشاغله التى لا تحد فى بلاد العرب وحدها حيث الزمن يدور على عقبيه منذ ألفى عام. كان آلاف البشر الهامشيون يعيشون حياة بائسة، منحطة تذكر بعصور ما قبل التاريخ. ص 257..

9- فلة بو عناب. امرأة مومس. يصفها المؤلف:

"المرأة التى سقطت سهوا على شواطئ بونة حيث نسيها الله بعد أن اختار لها زاوية ضيقة من زوايا الجحيم قائلا لها : امكثى هناك ملعونة إلى أبد الآبدين، فترد بصرخة شيطانية: فى مؤخرتى الحياة الآخرة وأنهارك العسلية وينابيع الكوثر، هذه حياتى الأولى والأخيرة، وما تبقى خذه، سامحتك فيه، أعطه لعبادك الصالحين. ص322.

10- وفى تلك الليلة تحدث عن تحطيم الأوثان التى أقامها الآباء والأجداد وضرورة الانفصال عن الدين والله، والأخلاق والتقاليد والأزمنة الموحلة، والجنة، والجحيم الخرافيين، وطاعة أولى الأمر والوالدين، والزواج المبارك بالشرع، وسائر الأكاذيب والطقوس التى رسمتها دهور الكذب. ص 348..

11- وكما أقام الله مملكته الوهمية فى فراغ السماوات ليدخل فى خلود ذاته بذاته، سيقيم ذلك الجنرال المعتوه مملكته داخل النسيج الأرجوانى للأرض التى طويها باسمه. المملكة التى ستزدهر على مدى السنوات الصفراء متمطية فى إهاب لحظتها الأبدية بدءا من زواجاته المقدسة من عذارى القبائل بغية توحيدها أسوة بالرسول الأعظم.. ص 426..

12-  وهو – أى الجنرال المعتوه-  يردد فى سره: رب خذ بيدى فى مملكتى لآخذ بيدك فى مملكتك، ربى زدنى أرصدة فى الدنيا والمصارف لأزيدنك ابتهالا فى الآخرة، ربى لتكن منافعنا متبادلة وليتحقق القصد الذى من أجله ولدتنى فأكون طفلك البار على هذه الأرض الفانية.ص427..

13-وفى ذلك الزمن الأسود زمن الخنوع والغروب، ما كانت تلك القطعات قد دمرت آلهتها القديمة، ولا خرجت من أرحام أجدادها ومقابر طواطمها. كان حبل السرة ما يزال موصولا مع الأزمنة الرعوية وأزمنة عبادة الواحد القهار فى السماء والأرض، وذلك الذى يقول للشىء كن فيكون. ومن خلال تلك الهشاشة الرثة والرسيس العكر المترسبين فى أعماق القلب الضعيف، والدماغ النحلى، كان يتبختر أى خنزير أو لواطى أو لص أو قاتل ليتوج نفسه ملكا فى تلك الأرض الخراب.ص433..

14-لم أسمع ولم أر إلا خذ وهات. إله المال كان يصرخ صراخ وحش جائع فى غابة. الإله السماوى إلههم الذى يصومون له ويركعون من أجله فى الجوامع، كان يداس ويجرجر. كانوا خاشعين أمام الإله الجديد. الدينار. ص 456.

15- لكننى ملحد كما تعرفين، الشرف والبكارة وأخلاق المسلمين فى مؤخرتى من عشرات الأعوام. ص510..

16- فاجأ نفسه متلبسا داخل مقبرة الأسلاف، ينقر الشواهد باحثا عن عظام النقاء والعفة والوضوء. البقايا التى خيل إليه أنه دفنها فى الصحراء  وبال على ترابها..

أوقف هذا الهراء القديم يا مهدى بن عبد المطلب الديناصورى الحميرى : قال لنفسه وهو يرى زجاجة النبيذ الأحمر..

17- لا إله إلا الله الحى القيوم الدائم الباقى والذى لا تأخذه سنة ولا نوم. هأ. عينى!. ينتفض مهيار من هذا الاستخفاف، فيتحدث عن فلة التى أشعلت النيران فى العراء تحت الزمهرير. فلة المساوية لروح الله الجامعة.هبطت كالروح القدس فجمعت الجسد إلى النفس وأعادت تناسق التكوين الأول بعد اختلاله. ص 593.

18- فلة بو عناب: " كانت نارا شخصية تراءت له بغتة فى وقت الضيق كما تراءت العليقة الملتهبة لموسى فى الوادى المقدس طوى، خاطبته أنت فى الوادى المقدس، فاخلع ثيابك وتقدم، فجأة خلع أستاره كلها وتعرى، اندفع فى اللهب فاكتشف الله فى جسد فلة بو عنّاب العاهرة المقدسة التى وطئها الثوريون والمنفيون والسفلة والخنازير ثم لفظوها لفظ النواة بعد امتصاص الثمرة. ص 594.

19- مهيار يؤكد بأنه نجا بجسد "فلة" . " لقد افتدتنى كما افتدى الله اسماعيل بالكبش.. يضحك مهدى جواد: إنها المرأة وكفى. مليون مرة وصفناها لك كمتهمة، لكن لا حياة لمن تنادى يا مسيو طهارة.ص 593..

ثالثا: إهانة حكام العرب ووصفهم بأقذع و أقبح الأوصاف:

1-        تتوقف قليلا لالا فضيلة أم آسيا ومنار لتسأل مهدى: قل لى يا سى مهدى عندكم كاين اشتراكية. يضحك . فى العراق وسوريا ومصر وسائر بلاد العرب لا يوجد غير النهب والقتل والأكاذيب. الحكام العرب يا خالة " لالا" حلاليف وطغاة وأعداء لشعوبهم. هؤلاء يتحدثون عن الاشتراكية كما يتحدث الحاج محمد عن الدين، ولكن كما الدين برئ من الحاج  كذلك الاشتراكية بريئة من حكامنا.ص 153.

2-        من خلال تلك الهشاشة الرثة والرسيس العكر المترسبين فى أعماق القلب الضعيف، والدماغ النحلى، كان يتبختر أى خنزير أو لواطى أو لص أو قاتل ليتوج نفسه ملكا فى تلك الأرض الخراب.ص433..

3-كانت مدينة جميلة مطوقة بالبحر والغابات، لكنها كأى مدينة عربية كانت متوحشة/ محكومة بالإرهاب، والجوع، والسمسرة، والدين، والحقد، والجهل، والقسوة، والقتل. ص 12.

رابعا: عبارات فاضحة فى الجنس ومنافية للآداب العامة:

1-                       ما الذى تخشاه فيهن – فى الإفريقيات الجزائريات – يا سى مهيار؟

- لبؤات ورثن من الغابة شراستها

تقول " فلة" مستفزة، وهى تجهز مقلاة اللحم: لبؤات يا قديس! والحرارة والجلد الطرى هذا تنساه. هاه . نحكى واللا ...

-      حرارة وطراوة الأفعى..

-   تعرو " فلة" حالة هرج فاحش . تأخذ جرعة نبيذ من كأسها. اللبؤة تبحث عن ليثها.  نحن الأفريقيات ننتشى بالقوة. هنا المرأة لا تخون إلا الرجل الذى لا يروى أرضه جيدا. ها. ها. ص 57 وص 58.

مع  ضحكاتها الفاسقة تحديدا تمد يدا تحت المائدة وتجس ما بين فخذى مهدى. ص58.

2-                       ما الذى يفعله رجل وامرأة إذا ما انفردا فى حجرة مغلقة؟.

دود رأس الحاج محمد وجراثيم سلالته كانت تشير نحو الفاحشة.ص 59.

3-        تصوروا يا ناس . يا هوه . يا كائنات . رجل على أبواب القرن الواحد والعشرين فى مدينة تعج بآلاف النساء يتعبد فى محراب امرأة واحدة منذ عامين.  تسأله: شنو عينى. لم هذه التقوى للرب الأحد! يزم شفتيه ثم يعقد غضون الجبهة ويؤدلج: شف حبيبى ذو النون: إنى رجل مخلص. البنت بنت شهيد. وأنا وفى لميراث الثورة..ص 466..

4-        يقول مهدى وهو يرفع زجاجته: نخبك ذو النون. أنت جوهرة فى عالم موحل. صدقنى. طيز أم الذى لا يحبك. ص 467..

5-        صرخ داود وهو يحفر لينزع الزجاجات من الرمل : يا عجوز يا سكران ممنوع الحديث فى البوليتيكا والنيكة. ص 468.

6-        قواد . شنو تفهم أنت  غير فى النيكا.. يا ولد يا معبود اتبع الدم. اتبع الجسد شهوة الدم الأنثوى. رائحة المرأة التى تنسج حول جسد الذكر هالة فيصعد الحنين الأمومى البخار.. الجنون الجنون العظيم للجسد المتألق فى جحيم مجده. الجنون الذى يلغى العقل والإرادة فيضعهما تحت هيمنة دوى تلك الصرخة البدائية للوحش وهو يندفع محموما نحو أبهة الأنثى.. هذا الذو النون الزانى الزنديق. خاطئ أو مصيب. وجودى أو سريالى. واقعى أم مثالى. هذه التصنيفات لا تعنينى. الكأس والكس منجاتك يا ولد فى هذه الدنيا الفانية. هذه فلسفتى فى حياتى. ص 469.

7-        فلة بو عناب أيتها المومس المقدسة أيتها النجمة. آه. آه.. يا ولد يا داود. لقد غفرت لك، انكح كل صبيان بونة وأنا شفيعك يوم القيامة. قال ذلك بغبطة مطلقة.

8-                       حلوفة قحبة. هم العرب خير منا؟.

      إذ يقتربان ويعبران بين كراسى القش. تعلو الهمسات تنقذف الغيرة وأشواق الجنس. ها. شوف أخويا شوف. لبوة بونية مع ذئب شرقى.

-بالسلامة. عضو الغريب حلو. وحق ربى. كما العسل الجزائرى.

-      عنابية خايبة. عشها راح. أى طائر غريب يضع فيه بيضه.

-      واش. واش. قضيب الجزائرى كما الحديد السخون.

-      هذه الفحلة الطويلة قتلتنى. أى على ليلة معاها. عمرها لن تنساه.

-      كل يوم مع هذا الحلوف العراقى. واحنا واش ندبر هنا.

  - راح الاستعمار الرومى، و هاهو الاستعمار العربى ينيك فينا

عندما يسأل مهدى جواد مستفزا عن هذه الغيرة. تقول آسيا هازئة من الوضع: لماذا خيرهم يروح لغيرهم. الأفارقة غيورون بطبعهم.رؤوسهم عامرة بالسكس. ص 505 و 506.

9-        عندما صفعها على ردفيها براحة كفه ظهر من منعطف الطريق رجلان نظراتهما تطق استفزازا.

-      حلوف. ألا ترى الناس.

-      الرابية تدعو الأصابع.

-       لا تختلف عنهم رأسك بين فخذيك..

-   وضحك الرجل وهو يرمم جثة البدوى فيه، لكننى ملحد كما تعرفين. الشرف والبكارة وأخلاق المسلمين فى مؤخرتى منذ عشرات الأعوام. ص 509 و510.

10- يضحك مهدى جواد. إنها المرأة وكفى. مليون مرة وصفناها لك كتهمة ولكن لا حياة لمن تنادى يا مسيو طهارة.

-  خرا بربك. دعك من الانحطاط العضوى. ما حدث كان خارقا. ثمة أمور خارجة عن نطاق المعقول. ما حدث لى صرت من جماعة اللا معقول.ص 592.

11-لقد غمرته المرأة والدفء والحنو واللذة. أعطته فى لحظة الصقيع وتوقف جريان الدم نبضها وحرارة دمها. اندفعت داخله كحبل سرى أمومى لتغذيه وتعيد له حرارة جسده الميت.  ص 594 و 595..

12-يصف مهدى جواد ليلته مع آسيا فى غرفة النوم:

-      كان يداعب تلال المؤخرة وحلمة الثدى.

-  للتنويع. الأمان لكم أنتم الرجال كالأمان للحنش الأرقط. ضحك وهو يجمعها إلى جسده. صح والله صح. خلق الرجل للمبيت فى أكثر من عش. تلك رغبة ربنا ونبينا محمد أول ( كذا ) المرسلين.

-       أى عش يفضل وريث الأنبياء؟

-   الدافى والضيق والذى يغطيه بالأعشاب الندية فى أوقات الحمى وهبوط الوحى. ص 609.

13-      ولأنه كان ملحدا ومجوفا كان يتصور أن الله يتقمص المرأة ويغويه فى جسدها ثم يخطف روحه ليعاقبه فى عرش مملكته. وهكذا كن يأتين معطرات. الخ ص 613...

... لكنه كان يرتعد لحظة ولوجهن وهو تحت السطوة البرقية للجسدين اللذين سيباغتهما الله وهما مشتبكان.

وحده الذى يرى الآن محمولا على محفة أو جرف صخرى أو تابوت المقبرة. حى وميت وحوله الجسد.

أصوات: مولاى صل وسلم على حبيبك خير الخلق كلهم.

صوت: مولاى . مولاه. مولاكم..

أصوات: بل هو ربى وربك. ورب المشرقين ورب المغربين..

وينتهى فى هذه المشاهد بعد صفحة كاملة إلى قوله:

-  كان فى الغيبوبة التى تشبه الموت إثر سهرته قرب المرأة الحميمة. ص 613 – 615.

14-      فى حوار بين مهدى جواد ومهيار الباهلى: هناك تتجرد من أقوى موهبة تتميز بها.

-      أى موهبة مسيو عقل.

-      موهبة القضيب وبكارة الإست.

-   ها. ها. ها. لا. عينى لا. كلش ولا هذا. نعترف ثم نوقع صك براءة ونتخلى عن الشيوعية. أما الخصى. واللواط والطيز فلا. إننى حريص جدا على مداخل ومخارج الشرف العربى. ص653.

=================

وبعد: فإنه من غير المعقول أن تقوم وزارة مسئولة فى نظام حكم لبلد مسلم بطبع ونشر هذه الرواية (وليمة لأعشاب البحر)  وأن تدعمها ماليا لتيسر قراءتها للجميع وقد نقلت منها ما يدعو ويدعم الأفكار الآتية:-

1-        الدعوة إلى الشيوعية، والكفاح المسلح، والاستيلاء على السلطة بالعنف، وإراقة الدماء استجابة لتعاليم ماركس ولينين! الأنبياء الجدد.

2-         الاستهزاء بثوابت العقيدة الإسلامية وإهانتها بجرأة وبذاءة نادرة : الله، الرسول، القرآن، اليوم الآخر. كل مواريث الآباء والأجداد.

3-        إهانة الحكام العرب ومنهم "حكام مصر" ووصفهم بأقبح وأقذع الأوصاف، مع سيل من الشتائم المتناهية فى القبح.

4-         دعوة فاضحة إلى الجنس العارى من أى غلالة، واستباحة قاموس الألفاظ الصريحة فى الوقاع وأعضائه للذكر والأنثى ولا حياء.

قلت: غير معقول أن تقوم هيئة مسئولة فى نظام الدولة بطبع ونشر وتدعيم مثل هذه الرواية. ولعلها لا تدرى ما فيها، و أن الذين اختاروها خدعوا رئاستهم، ولكن الشاعر يقول:

إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة.. وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم

ولو أن أحدا أدخل هذه الرواية خلسة وضبطت عنده لحاكمته الدولة على جلب هذه المفاسد التى تصيب وحدة هذه الأمة وتدعو إلى الفتنة والحرب والدم بين أبنائها.

فهل صرنا فى زمن اللا معقول!! نرجو ألا يكون.

ا.د. عبد الرحمن العدوى

عضو مجمع البحوث الإسلامية.

تحريرا فى: 10/2/1421هـ

             14/5/2000م



***


تقرير عن رواية (وليمة لأعشاب البحر)

بقلم

الدكتور محمد رأفت عثمان

عميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة

عضو مجمع البحوث الإسلامية

***

الرواية من تأليف حيدر حيدر كاتب سورى، طبع ونشر الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر سنة 1999 وهى مكونة من 690 صفحة عدا الفهرست، من القطع المتوسط.

والانطباع العام عن هذه الرواية أنها مكتوبة بأسلوب ركيك، غامض فى كثير من صفحاتها، لا فكر فيها، ولا تنبئ عن ملكة فنية عند كتابتها، مليئة بالعبارات الفاحشة الخادشة للحياء، والتى تحقر وتهين المقدسات الدينية، ما بين الاستهزاء بذات الله تبارك وتعالى، والسخرية بأحكام شريعة الإسلام، وإهانة القرآن الكريم، ويتبين ذلك مما يأتى:

1-                       فى صـ9 يقول المؤلف : " فبدا كالرخام فخذاها الناصعان المكتنزان"

2-        فى صـ 12 يضع المؤلف الدين بين كل الأشياء المبغوضة، فيقول فى سياق وصفه للمدينة التى نزلها: " كانت مدينة جميلة مطوقة بالبحر والغابات، لكنها كأى مدينة عربية كانت متوحشة، محكومة بالإرهاب، والجوع، والسمسرة، والدين، والحقد، والجهل، والقسوة، والقتل"

3-        فى صـ16 يقول المؤلف على لسان بطل روايته: " نحن الآن فى المطهر، لسنا فى مسجد الله، أو كنيسته، هذه برارينا ونحن هنا آلهة هذه البرارى"

4-         يصف المؤلف الذات الإلهية بالجهل، فيقول فى سياق كلامه عن العراق فى صـ38 : " ودخول شمس العراق تحت الخسوف الرمادى، حيث لن يعرف لا الحزب، ولا الرب متى ستشرق الشمس من جديد".

5-        فى صـ48 يصف المؤلف رجلا متدينا سماه الحاج محمد- والرمز واضح فى اختياره اسم محمد – قائلا عنه: " وبالدمدمات الأخلاقية التى يطلقها ذهنه الملتاث بالأموال والصلوات والكبت الجنسى".

6-        فى صـ 58 يقول المؤلف: " مع ضحكاتها الفاسقة تمد يدا تحت المائدة وتجس ما بين فخذى مهدى".

7-        فى صـ78 :"أنا أرى فى ماركس،  أو لينين محمدا جديدا، محمد القرن العشرين، ماركس، أو لينين العربى، هذا ما نحتاجه فى هذا العصر المضطرب".

8-        فى صـ91 يقول المؤلف واصفا شعور مهدى بطل روايته: " امتزج الغبن بالغضب، لاحت على شاشة رأسه بلاد رازحة تحت عصور الظلمات،  والرجال، والسلاسل، وجراثيم الله المهيمنة، والخصاء"

9-        يقول المؤلف أيضا على لسان بطل روايته مهدى جواد لصديقته فى صـ 94: " إن قوانينك تخرج من قوانينك الداخلية لا من قوانينهم الدينية والعمياء، إنهم يكمموننا بالطقوس البائدة طقوس الصحراء والحريم".

10-      لا يهتم المؤلف بصحة كتابة الآيات القرآنية التى تجئ فى بعض صفحات روايته، فيقول فى صـ114: " والله تعالى قال فى كتابه العزيز( إنا خلقناكم فوق بعض درجات) " ويقول المؤلف أيضا فى صـ 148: " والله تعالى قال فى كتابه العزيز( إذا ابتليتم بالمعاصى فاستتروا)"

11-      فى صـ127 نوع من كلماته الفاحشة، يقول على لسان إحدى نساء روايته: " كل شئ مسموح لهم، أما النساء فليس لهن إلا فتح الفخذين، يا للحلاليف،  طيز أمكن، تفوه"

12-      فى صـ129 يقول المؤلف على لسان أحد أشخاص روايته: " فى عصر الذرة والفضاء، والعقل المتفجر، يحكموننا بقوانين لآلهة البدو وتعاليم القرآن.خراء".

13-      فى صـ147يقول المؤلف على لسان أحد أشخاص روايته: " هذا أفضل وأهدى لنفسى من صلوات الدجالين وقبور المسلمين المظلمة".

14-      كتب المؤلف حوارا بين بطل روايته مهدى وشخص آخر أسماه الحاج محمد يقول فيه مهدى: هل أحببت فى حياتك؟ وقال الحاج: واحدة واحدة على سنة الله ورسوله.

-               طبعا تزوجتها؟

-               أكيد

-     ولكن الله قال انكحوا ما طاب لكم ورسولنا المعظم كان مثالنا جميعا، ونحن على سنته، لقد تزوج أكثر من عشرين امرأة بين شرعية، وخليلة، ومتعة، وكان صلوات الله عليه وسلم يقول: تناسلوا فإنى مفاخر بكم الأمم، استبد الغضب بالحاج: الرسول تزوج حسب الشريعة، أما أنتم فتريدونها شيوعية، والله تعالى قال فى كتابه العزيز: ( إذا بليتم بالمعاصى فاستتروا) وصرخ مهدى ضاحكا: يا عم الحاج رغبنا فى الاستتار، فإذا بمخابرات ربى تقرع الأبواب الموصدة.

15-الرواية مليئة بالعبارات الجنسية الفاحشة، مثل ما فى صـ205 تقول إحدى بطلات روايته فلة بو عناب لمهيار الباهلى: " لأول مرة أتعرى، هم كانوا يعروننى، رشيد الفلسطينى مزق سروالى ونام معى أربع مرات فى ليلة واحدة.. مرسى المصرى بعد أن يشرب النبيذ والحشيش كان يتحول إلى منشد شعبى وهو يضاجعنى حتى الصباح، ذو النون العراقى كان يبكى بين فخذى وهو يهذى بالشعر، ويقول المؤلف صـ207: " بدأت فلة بوعناب العارية تمارس بالقلم شهوتها، وتتأوه، وكانت جالسة على البساط فارجة ساقيها، وبينما قلم الباهلى (الرجل الذى معها فى الحجرة) يهتز ويحتك بحواف فرجها وبظرها وهى تئن وتهذى".

   وقال المؤلف فى صـ218: " رأى فرجها يبكى، ثم يضحك، ثم يغلى، ثم يصرخ باللذة".

16-يتمادى المؤلف فى كفرياته فيقول فى صـ219: " تجذبه آسيا من شعره فيلتقى بصراهما: أنت لى، ها، عليك أن تفهم هذا منذ الليلة، ويضحك، أنفها الكبير المفلطح يواجهه،يقرص أنفها، لكن أنفك هذا سيعترض مستقبلنا

 -هو من صنع ربى، لماذا تسخر منه؟!

 -لابد أن ربك فنان فاشل إذن.

  17- فى صـ 257 يقول المؤلف: " داخل هذه الأهواز التى خلقها الرب فى الأزمنة الموغرة فى القدم ثم نسيها فيما بعد لتراكم مشاغله التى لا تحد فى بلاد العرب وحدها"

  18- يقول المؤلف فى صـ283: " بذلك سيوسوس لها وهو يوغل فى أعماق رحمها الاستوائى المندّى" ويقول فى نفس الصفحة: " ثم تطعمهم من طهو يديها وما يدره ثدياها وفرجها من المن والسلوى"

  19-يصف المؤلف إحدى نساء روايته( فلّة بوعناب) فى صـ322 قائلا: "المرأة التى سقطت سهوا على شواطئ بونة (اسم بلدة فى الجزائر) حيث نسيها الله بعد أن اختار لها زاوية ضيقة من زوايا الجحيم قائلا لها امكثى هناك ملعونة إلى أبد الآبدين، فترد بصرخة شيطانية: فى مؤخرتى الحياة الآخرة وأنهارك العسلية وينابيع الكوثر، هذه حياتى الأولى والأخيرة، وما تبقى خذه، سامحتك فيه، أعطه لعبادك الصالحين"

20-فى صـ348 يقول المؤلف: " وفى تلك الليلة تحدث عن تحطيم الأوثان التى أقامها الآباء والأجداد وضرورة الانفصال عن الدين والله، والأخلاق والتقاليد والأزمنة الموحلة، والجنة، والجحيم الخرافيين، وطاعة أولى الأمر والوالدين، والزواج المبارك بالشرع، وسائر الأكاذيب والطقوس التى رسمتها دهور الكذب".

21-فى صـ426و427 يقول المؤلف: " وكما أقام الله مملكته الوهمية فى فراغ السماوات ليدخل فى خلود ذاته بذاته، سيقيم ذلك الجنرال المعتوه مملكته .. بدءا من زواجاته المقدسة من عذارى القبائل بغية توحيدها أسوة بالرسول الأعظم..  وهو يردد فى سره: رب خذ بيدى فى مملكتى لآخذ بيدك فى مملكتك، ربى زدنى أرصدة فى الدنيا والمصارف لأزيدنك ابتهالا فى الآخرة، ربى لتكن منافعنا متبادلة وليتحقق القصد الذى من أجله ولدتنى فأكون طفلك البار على هذه الأرض الفانية".

22-فى صـ455 يقول المؤلف: "  وهى فى غمرة نشوتها تروى له للمرة الألف كيف بكى مرسى الولد المصرى فى فراشها، ثم كيف لعق بظرها بطريقة صبيانية تشبه امتصاص الثدى بعد أن بكى نام بين ساقيها"

  23-فى صـ467 يقول المؤلف على لسان أحد أشخاص روايته: " أنت جوهرة فى عالم موحل، طيز أم الذى لا يحبك".

  24-فى صـ468 يقول المؤلف: " يوازى بين حبه لهذه الصحبة الحميمة وبين فروج النساء التى يعبدها".

25-فى صـ469 يقول المؤلف: " يقول المؤلف على لسان أحد أشخاص روايته: " شنو تفهم انت غير النيكا".

26-فى صـ470 يقول أيضا: " الله الله يا ولد  يا داود، لقد غفر لك، انكح كل صبيان بونة( اسم المدينة التى يقيم بها) وأنا شفيعك يوم القيامة".

  27-فى صـ506 يقول: " راح الاستعمار الرومى، وهاهو الاستعمار العربى ينيك فينا".

28-فى صـ510 يقول المؤلف: " وضحك الرجل وهو يرمم جثة البدوى فيه، لكننى ملحد كما تعرفين، الشرف والبكارة وأخلاق المسلمين فى مؤخرتى من عشرات الأعوام".

  29-فى صـ 515 يقول المؤلف على لسان إحدى نساء رواياته: " طيز أمهم خليهم يولوا".

  30- فى صـ592 يقول أحد أشخاصه الذى سماه مهيار الباهلى لشخص آخر هو مهدى جواد : " خرا بربك".

  31-فى صـ594 يقول المؤلف: " خاطبتك أنت فى الوادى المقدس، فاخلع ثيابك وتقدم، فجأة خلع أستاره كلها وتعرى، اندفع فى اللهب فاكتشف الله فى جسد فلة بو عنّاب العاهرة المقدسة"

  32-صـ653 يقول: " نخر مهيار: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى، وأتم مهدى: ما لم يراق على طيوزهم الدم"

وبعد، فهذا قليل من كثير ملئت به هذه الرواية المنحطة فى التعبير والفكر، والفن، و أرى مصادرتها، ومحاكمة مؤلفها وكل الذين ساعدوه على نشرها، بل أرى كفر مؤلفها، لذكره العبارات الساخرة بذات الله تبارك وتعالى، وبرسوله، وبالقرآن، وبالإسلام كله.

وإذا كان بعض المدافعين عن هذا النوع من الكتابة الساقطة يقولون أنه يحكى ذلك على لسان أبطال روايته فالرد:

أولا: أن بعض العبارات التى تؤدى إلى السخرية من الله عز وجل ومن رسوله ومن القرآن والإسلام جاءت على لسان الكاتب نفسه.

  ثانيا: العبارات التى قالها المؤلف على لسان أشخاص روايته التى تؤدى إلى كفر قائلها تؤدى أيضا إلى كفر المؤلف، وذلك لأن ذكر الكفريات سواء أكانت أقوالا أم أفعالا إما أن تكون على سبيل الحكاية عن إنسان قالها أو صدرت منه فعلا، أو تكون على سبيل التخيل والاختراع لقول أو فعل لم يحدث فى الواقع.

فإن كان ذكر الكفريات حكاية عن إنسان قالها أو صدرت منه فهذا جائز فيما يأتى:

أولا: إذا كان ذكر هذا فى مقام بيان قبح هذا القول أو الفعل.

   ثانيا: إذا ذكر هذا فى مقام بيان حكمة.

  ثالثا: إذا ذكر هذا فى مقام بيان الرد عليه.

  رابعا: إذا ذكر هذا فى مقام  الشهادة.

  خامسا: إذا ذكر هذا فى مقام بيان آراء الفرق والمذاهب، وإما إن كانت الكفريات قد عبر بها المؤلف على سبيل التخيل ولم ينطق بها صاحبها أو يفعلها فى الواقع وإنما هو فقط على لسان المؤلف فهذا محرم، بل ويصل فى رأيى إلى درجة الكفر، بدليل أنه لا يجوز لمؤلف رواية أو قصة مثلا أن يتخيل إنسانا معينا حقيقيا موجود على قيد الحياة أو توفاه الله فى موقف مهين ويكتب عنه فى الرواية أو القصة أنه كان يزنى مثلا، ويجرى حوارا بينه وبين من يتخيل أنه يزنى بها، فإن هذا يعد جريمة قذف فى الشريعة والقانون مع أنه أجراه فى قالب روائى.

ولا يشفع له أنه يتخيل ذلك وليس على سبيل الحقيقة والواقع، فإذا كان هذا لا يجوز بالنسبة فلإنسان فهل من المعقول أو المقبول أن يكون ذلك جائزا بالنسبة إلى ربنا تبارك وتعالى؟! فأى عبارة تكتب تخيلا  ولو على لسان شخصية وهمية من شخصيات الروايات أو القصص، أو غير ذلك يصدر عنها عبارة أو فعل فيه سخرية بالله عز وجل، أو برسوله صلى الله عليه وسلم، أو بالقرآن، أو بأحكام الإسلام تؤدى إلى كفر مؤلفها، وقد وجدنا علماءنا رضى الله عنهم قد بينوا أنه إذا قال شخص عن عدوه: " لو كان ربى ما عبدته فإنه يكفر، وكذا لو قال: لو كان نبيا ما آمنت به[10]، مع أن هذه العبارة هى فرض لما قد يحدث.

إن الإبداع فى الكتابة لا يكون بالسخرية من ذات الله عز وجل أو بإهانة المقدسات، وإنما الإبداع تعبير سام راق عن فكر محترم دينيا يتفق وتقاليد المجتمع وثقافته ومثله العليا، وأما غير ذلك مما يريدوننا أن نوافقهم عليه فهو ليس إبداعا ولا ينتمى إلى الأدب بل أحرى أن يوصف بقلة الأدب، بل بعدم الأدب.




القرضاوي يطالب مبارك بالتدخل لوقف الموجة الثقافية الفاجرة[11]
***

      ناشد فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي الرئيس المصري حسني مبارك أن يتدخل لوقف الموجة الثقافية الفاجرة - حسب وصفه- عند حدّها، وشدد فضيلته على أهمية الحرص على وحدة الأمة، كما حيّا شـيخ الأزهر والأزهر ورئيس جامعة الأزهر والطلاب والطالبات الذين وقفوا موقفا موحدا ضد رواية الكاتب السوري وليمة لأعشاب البحر التي طبعتها وزارة الثقافة المصرية وتسببت في حالة الهياج التي شهدها الشارع المصري مؤخراً، واعتبر د. القرضاوي في خطبة الجمعة أمس إن الرواية تدخل في باب الكفر مستنداً في ذلك علي بيان الأزهر الشريف ورأي فضيلته أن هذا العمل كفر بغض النظر عن الأشخاص واعتبر من قاله ورضي به كافرا.



العلامـة القـرضـاوي في خطبة الجمعة

( 15 صفر 1420 – 19/5/2000 )

كُلُّ ما فى"وليمة لأعشاب البحر" مُنكر


أنا وأنتم وشيخ جامع الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر  وخطباء المساجد في العالم ظلاميون   ووزير الثقافة المصري وحده يحمل النور !!!!!

تلخيص الخطبة بقلم  د. حسن علي دَبَـا :

   شن فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي هجوما شديدا على وزارة الثقافة المصرية على ما نشرته من رواية  "وليمة لأعشاب البحر"  لكاتب سوري واستنكر ما بها من منكر وتحقير وإهانة الذات الإلهية والقرآن والرسول والقيم الدينية وتحريضها على الخروج على الشريعة الإسلامية وطالب فضيلته المسؤول الأول في مصر الرئيس حسني مبارك وناداه أن يوقف هذه الموجة الثقافية الفاجرة عند حدها وان يعيد الثقافة عند حقيقتها فلا يجوز أن نقسم الأمة بين الثقافة الغربية المستغربة الصادة عن سبيل الله والسائرة في ركاب الشيطان والثقافة التي مع القيم الدينية مع الله ورسله وكتابه ومع الربانيين.. وشدد فضيلته على أهمية وحدة الأمة خاصة في هذا الزمان التعيس – حسب وصفه – الذي استغلته إسرائيل وبغت فيه وطغت، فينبغي أن نضم صفوف الأمة بعضها إلى بعضها.

ثمّ تابع الدكتور القرضاوي قائلاً : الكلمة الآن للرئيس مبارك الذي أسأل الله أن يهديه سواء السبيل وأن يوفقه لموقف الحق الذي لا يخاف في الله لومة لائم.

كما حيا د. القرضاوي الأزهر وشيخ الأزهر ورغم اختلافه معه في قضية الربا وغيرها وحيا جامعة الأزهر ورئيسها وطلاب الأزهر وطالباته وجريدة الشعب والكاتب الإسلامي د. محمد عباس الذي صرخ في الأمة قائلاً : لا إله إلا الله : من يبايعني علي الموت قال: غضب الرجل لدينه، لربه وربما في غمرة هذا الغضب خرجت منه بعض الألفاظ في بعض الناس، لكن الإنسان في حالة غضبه يقول ما قد لا يحمد في بعض الحالات.. كما حيا الشاعر الكبير فاروق جويده في صحيفة الأهرام والمثقفين الشرفاء الذين وقفوا ضد هذا الباطل وهذا الفجور الأدبي، الذين يحترمون عقائد الأمة ومقدساتها.. أقف مع كل هؤلاء أشد أزرهم وأصلب ظهرهم.. بكل قوتي - وأقول الحق لا أخاف في الله لومة لائم..

      وكان فضيلته قد بدأ خطبته متحدثا عن انشغال الأمة بهم جديد أضيف إلى همومها هو الهم الثقافي الذي بدأ بنشـر وزارة الثقافة المصرية لرواية تسمي وليمة لأعشاب البحر – معبراً عن استغرابه من العنوان – لكاتب سوري مغمور شهرته تلك الرواية شهرة كبيرة.. وقال: لم أشأ أن أتحدث عن تلك الرواية حتى أراها و(الحكم علي الشيء فرع عن تصوره) كما قال علماؤنا وقرأت ما يقارب نصفها أغالب نفسي فهي من أول صفحة تقزز نفس الإنسان المؤمن وهي رواية لا تعرف شيئا اسمه الحرام ولا العيب ولا تعرف الله ولا تقدره حق قدره ولا عجب.. فقد كتبها إنسان نَصِـيري العقيدة شـيوعي الفكرة ..

ثم ذكر فضيلته إن عقيدة الإنسان الدينية والأيدلوجية تنضح على فكره وعلى كتابته وعلى أسلوبه وكل إناء بالذي فيه ينضح،.. وأضاف: لكني سأتجاوز عن عقيدة الرجل الدينية والأيدلوجية ونحاكم النص الذي كتبه: لم استطع أن استمر في قراءة الرواية في اكثر من النصف، لقد بلغ الاشمئزاز مني مبلغه، فاكتفيت بتصفح الباقي وكلما تصفحتها وجدت أشياء وأشياء ينكرها الدين وينكرها الخلق، والعقل والأعراف كل ما فيها والعياذ بالله منكر، فوجدت فيها اكثر مما انتقد عليها الناقدون، في السطور وما بين السطور..

المؤلف يرسم شخصياته
   وبدأ د. القرضاوي يرد على أصحاب الرأي الآخر الذين وقفوا مع الكاتب فقال:

   " قالوا إن ما ذكره الكاتب جاء على ألسنة شخصيات الرواية.."

وأقول نحن نعرف إن الرواية قصة يتخيلها الكاتب، قد يكون لها اصل في الواقع وقد لا يكون، هو الذي يرسم صورتها، مبدأها ونهايتها وعقدتها وحلها، وهو الذي ينشىء شخصياتها وينطق هذه الشخصيات بما يريد أن تنطق به ، يعبر عن نفسه أو يعبر عن هذه الأشخاص ولو كان له فكرة معينة فهو يجريها على لسان أحد الأشخاص ويقوي هذه الفكرة ثم يأتي الرد عليها من الطرف الآخر ضعيفا، أو لا يأتي رد عليها قط .  هذه حيلة نجدها عند القصاصين والروائيين.

وأضاف إذا كان من حق الإنسـان ألا يعري جسده أمام الجمهور: فهل من حقه أن يُعري أدبه، وفنه أمام الناس؟ إن العري الذي في هذه الرواية عري فضائحي بأهدافها وأسلوبها وكتابتها أشد من العري الجسدي.. هل من حق الإنسان المبدع أن يتجرأ على الله  وعلى رسله  وعلى كتبه  وعلى اليوم الآخر  وعلى القيم والدين والأخلاق كما يفعل هذا الكاتب؟ أيستطيع أن يقول ذلك لرئيس دولته ، يتجرأ عليه ويقول كذا وكذا أم أن الدين  والله  والكتب  والرسل  أصبحت الحائط الواطي التي يتجرأ عليها كل الناس.

ورجع بالذاكرة إلى ما مضي فقال: لقد رأينا كثيرا من القصاصين الكبار يذكرون النواحي الجنسية ويتحدثون عن الشـواذ والجناة واللواطين وتجار المخدرات لكنهم لا يذكرونها بمثل هذه الألفاظ المسفة العارية.. رأينا ذلك في قصص محمود تيمور ، وتوفيق الحكيم، ومحمد عبد الحليم عبد الله، والطيب صالح ونجيب الكيلاني ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس رغم انهم ذكروا أشياء كثيرة تحدث في الفراش، لكن لم يجرؤ أحدهم ولم ينزل أحدهم إلي مثل هذا الدرك.

واستمر د. القرضاوي يرد: قالوا في أدبنا أشياء مكشوفة مثل ما قاله امرؤ القيس أو مثل ما ورد في خمريات أبي نواس أو في التغزل بالذكور.. وقال: بان هذه الأشياء في أدبنا لا تمثل الاتجاه العام، وليس لها اثر في مجرى الحياة، وكانت أشياء خاصة يتداولها بعض الناس في مجالسهم أو يقرأها بعض الناس في كتبهم وكانت هذه الكتب محدودة الانتشار.

وتناول مظاهرة شباب الأزهر فقال: لقد عابوا علي طالبات وطلاب الأزهر أن غضبوا لهذا الدين: وهل يلام الإنسان إذا غضب لدينه . . وقال مثلاً : إذا مشيت في الشارع ومعك زوجتك أو ابنتك أو أختك ثم اجترأ عليها أحد من أولئك الفاسقين فنبذها بكلمة نابية جارحة: ألا تغار لها ؟؟  ألا يثور الدم في عروقك ؟؟  ألا تقف له بالمرصاد ؟؟  هذا ما يفعله الإنسان الحر، فالشريف لا يقبل أن يهان في عرضه..

 أكان الدين أهون على الإنسان من العرض، أكان الله وقرآنه ونبيه محمد أهون لدى الإنسان المسلم من الغيرة على ابنته وامرأته وأخته ؟.

 وقرر:  لقد كان طلبة الأزهر وطلابه معذورين حينما سمعوا ما سمعوا وقرؤوا ما قرؤوا.

      قالوا: " إن طلبة الأزهر لم يقرؤوا الرواية "

 ورد: وهل يجب أن يقرأ جميع طلاب الأزهر وطالباته هذه القصة حتى يغضبوا من اجلها، لقد رأينا في صحيفة الأهرام كاتبا يدعي انه تقدمي يدافع عن الرواية وفي نفس الوقت يقول: أنا لم اقرأها.

وزير الثقافة يدافع عن الخط التنويري :
 ورد فضيلة الدكتور القرضاوي على وزير الثقافة المصري فقال:

   لقد قال وزير الثقافة: إننا منذ بضع عشرة سنة ونحن ننشر هذه الثقافة المستنيرة.. لنقاوم بها ثقافة الظلاميين الرجعيين وارتفع صوت د. القرضاوي يرد عليه: أنا وأنت وانتم أيها الاخوة ظلاميون : كل من يتمسك بكتاب الله وسنة رسوله وفهم القرون الأولي لهذه الأمة خير القرون: كل هؤلاء ظلاميون.. أنا وأنت ظلامي .. الأزهر ظلامي ..شيخ الأزهر ظلامي .. مجمع البحوث ظلامي .. ورئيس جامعة الأزهر .. واللجنة الدينية في مجلس الشعب .. وحزب العمل، جريدة الشعب،  الجمعيات الإسلامية في مصر وخطباء المساجد كلها ظلامى: هم إذن أهل النور!! وزير الثقافة وحده هو الذي يحمل النور! والثقافة المستنيرة !! وهي هنا الثقافة التي تَسـخر بالدين وتستهين بالقيم الدينية ومن الله ومن رسله ومن كتب الله وقد سكت الناس على قصص وكتب وروايات دهر من الزمن ثم كان لابد أن يحدث الانفجار: (ومن استغضب ولم يغضب فهو حمار).

لا بأس بالمظاهرات

وأضاف :  أنا لا أرى في تظاهرات الطلاب شيئا منكرا، إذا كان تظاهرا سلميا يجب أن نعود أمتنا ما تعودته أمم الحضارة من التظاهر السلمي.. وقد كنا طلابا في المعاهد الدينية الابتدائية والثانوية في كليات الأزهـر، وكنا نخرج نحتج على كل أمر يخالف الدين كل أمر يهتم به المسلمون: خرجنا من اجل فلسطين وتونس والجزائر ومراكش وسوريا ولبنان وكشمير.. الطلاب هم نبض الأمة لا يستطيعون العيش بعيدا عنها، كل ما نمنعه هو التخريب، أما التظاهر السلمي فلا مانع منه (واستشهد في ذلك بتظاهرات سياتل)..

وتابع: إن من حق الناس أن تغضب لدينها، ومن حق أبناء الشارع خصوصا الطلبة في الجامعات فهم أوعى الناس بهذه القضايا، فهم الذين يحملون الروح الثورية، ويتأججون من داخلهم، فمن حقهم أن يقولوا: لا، دون أن يدخلوا في تخريب أن يستغلوا من الآخرين..

   وعلل عدم التغاضي عن الرواية بأنها نشرت من قبل مؤسسة من مؤسسات الدولة ووزارة تطبع طبعة شعبية 690 صفحة بأربعة جنيهات . ولو كان المؤلف نشرها على نفقته أو على نفقة دار نشر خاصة فلها من الأمر وكان يمكننا أن نسكت ويحكم في ذلك القارئ..

 وقال :  كنت أتمنى ألا أتحدث عن هذه الأشياء حتى لا أجعلها تشتهر فكم كنت أتمني ألا يقف المسلمون من  رواية سلمان رشدي  ذاك الموقف الذي شهرها في الآفاق.  ثم قال : لا يجوز لوزارة تحترم نفسها وتعمل من اجل الشعب أن تنشر أشياء ضد قيم الشعب وعقائد الشعب ومقدساته ومن هنا كانت غضبة كل المثقفين المسلمين إلا طائفة معينة للأسف إما لأنها جهلت دينها وتراثها أن باعت نفسها لما تنتفع به من وراء هذه الوزارة وإني اعجب كل العجب لبعض اللجان التي تشكلها الوزارة تدافع عن هذه الرواية الساقطة في مضمونها وأساليبها.

السمة العامة في الرواية
وعاد إلى الرواية فذكر أنّ :  الشرب والخمر من أول الرواية حتى آخرها.. فحين تزوج الرجل العراقي بفتاته الجزائرية احتفلوا بشرب الكونياك .. هذه هي السمة العامة في الرواية: ليس منها خشية لله ولا توقيرا له ولا اعتبارا لحسابه ولا ليوم الجزاء ولا الجنة والنار بل هي تسخر من هذا كله.. واستشهد ببعض العبارات من الرواية ، منها مثلاً :

  ما قاله الرجل الذي قال للمرأة العاهرة التي كان يصف جسدها وصفا مكشوفا إنّ الذي يقف بيني وبينك هو أنفك هذا ، قالت له مـاذا أفعل  هذا خلقة ربي قال لها ربّك إذن فنان فاشل .

    أي أنّ ربك لا يحسن التصوير !! ورد القرضاوي عليهم :  إن الله تعالي يقول هو الذي صوركم فأحسن صوركم . . خلقك فسـواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك . . لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم.

وتابع : لقد قالت اللجنة التي شكلها وزير الثقافة انه قال ذلك في مقام الدعابة والمزاح ورد يا عجباً هل هنا مقام دعابة ومزاح؟!!  الحديث عن الله جل جلاله يدخل فيه المزاح؟!!  يقول تعالى: ولئن سألتهم ليقولن: إنما كنا نـخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم .  وهذا في أمثال هؤلاء..

وأضاف مثالاً آخر مما ورد في الرواية : انه يتحدث في روايته قائلاً:

  وهؤلاء الناس يهمّشون التاريخ ويعيدونه مليون عام إلى الوراء في عصر الذرة والفضاء والعقل المتفجر يحكموننا بقوانين آلهة البدو وتعاليم القرآن . . خراء .

هكذا يذكر الكلمة  خراء !! وأنا أقولها مضطراً .  وتتردد كلمة آلهة كثيرا في كلامه فهو لا يؤمن بإله واحد بل آلهة .

الأزهر يفصل في الموضوع
وقال د. القرضاوي: لقد فصل في الأمر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر واصدر قراره وهو الجهة العليا المتخصصة في هذا الأمر بحكم قانون تأسيسه وبحكم فتوى مجلس الدولة التي صدرت 1994م وجعلت من شـأن الأزهر النظر في المؤلفات والمصنفات وإعطاء حق الترخيص أن رفضه لها لان كل ما يتعلق بالشأن الإسلامى هو من اختصاص الأزهر فقد اصدر الأزهر أول أمس بيانه الذي أعلنه شيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي بوصفه رئيساً لمجمع البحوث قال: انه قد كلف اثنين من أعضائه المتخصصين بكتابة تقريرين عن هذه الرواية وعرض هذان التقريران على المجمع في جلسة استثنائية ثم قرر إصدار هذا البيان:

   أولا: أن وزارة الثقافة التي نشرت هذه الرواية لم تستطلع رأي الأزهر الشريف أن مجمع البحوث الإسلامية مع ما ورد فيها من أمور كثيرة تتصل بالإسلام والعقيدة والشريعة. ولا يخفي على وزارة الثقافة مسؤولية أن يؤخذ رأي الأزهر في هذا.

   ثانيا: إن الرواية مليئة بالألفاظ والعبارات التي تحقر وتهين جميع المقدسات الدينية بما في ذلك ذات الله سبحانه وتعالي والرسول والقرآن والقيم الدينية ومن ذلك أنها تهزأ بذات الله مثل وصفه بأنه  فنان فاشل صفحة 129.   وانه نسي بعض مخلوقاته في الأهواز من تراكم مشاغله التي لا تعد في بلاد العرب وغيرها صفحة 257  وانه أقام مملكته الوهمية في فراغ السماوات ليدخل في خلود ذاته لذاته صفحة 426 كما يفتري على الرسول صلي الله عليه وسلم بأنه تزوج اكثر من عشرين امرأة ما بين شرعية وخليلة ومتعة وانه كان يتزوج من عذارى القبائل بغية توحيدها صفحة 436-437 وانه حرف في آيات القرآن الكريم ونسب إليه ما ليس منه. كما أن الرواية تحرض صراحة على الخروج على الشريعة الإسلامية وعدم التمسك بأحكامها وذلك بالدعوة إلى ضرورة الانفصال عن الدين والأخلاق والتقاليد والأزمنة الموصلة والجنة والجحيم الخرافيين !! وأولي الأمر والوالدين والزواج المبـارك في الشـرع.. صفحة 347 .

   ثالثا: أن الرواية خرجت عن الآداب العامة خروجا فاضحا وذلك بالدعوة للجنس غير المشروع واستعمال الألفاظ في الوقاع وأعضائه الجنسية للذكر والأنثى بلا حياء مما يعف اللسان عن ذكرها وكتابة نصها حفاظا على الحياء العام الذي انتهكته الرواية.

   رابعا: أن الرواية لم تكتف بذلك بل حرضت صراحة على إهانة جميع الحكام العرب ووصفهم بأقبح الأوصاف مما يعف المقام عن ذكره.

   خامسا: اتضح لمجمع البحوث الإسلامية من كل ما سبق أن ما ورد برواية وليمة الأعشاب لمؤلفها حيدر حيدر وهو خروج على ما هو معلوم بالدين بالضرورة، وانتهاك للمقدسات الدينية والشرائع السماوية والآداب العامة والقيم القومية ونشر الفتن وزعزعة تماسك وحدة الأمة التي هي الركيزة الأساسية لبناء الدولة ويضع على عاتق من نشروا هذه الرواية دون استطلاع رأي أهل الاختصاص المسؤولية الكاملة لهذا التجاوز والآثار المترتبة عليه دينيا واجتماعيا وذلك على النحو الموضح بالتقريرين المقدمين من عضوي مجمع البحوث الإسلامية المشار إليهما.

داخل الخطبة
بعد انتهاء الخطبة اتصلنا بفضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي وسألناه عن مدي دخول هذا العمل الروائي في باب الكفر فأجاب:

    إن بيان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف يدل على أن هذا من الكفر لأنه خروج على ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وانتهاك للمقدسات الدينية والشرائع السماوية، وهذا واضح لكل من قرأ الرواية لما فيه من ازدراء واستخفاف بالألوهية والقرآن والرسول والقيم الدينية كلها في مواضع شتي.. وأضاف:

ونحن نقول: إن هذا العمل كفر بغض النظر عن الأشـخاص، فمن قاله واعيا متعمدا ذاكرا فهو كافر، ورضي به وهو يعلم هذا فهو كافر ومن كان يجهل بما فيه ثم أعلم بمضمونه ورضيه فهو كافر.. هذا هو الحكم الشرعي.. أما الحكم على الأشخاص فلا ندخل فيه، فهو يحتاج إلى تحقيق وقضاء.




[1] - صحيفة الشعب: 28/4/2000.

[2] - نشرت داخل المقال إطار أنوه فيه إلى أننى سأعود فى الجمعة التالية إلى مواصلة نشر نص أدبى بعنوان" بروتوكولات حكماء العرب" .. كنت أود أن أعطى الفرصة والمهلة للأجهزة الدولة لاتخاذ القرار الصحيح، ولكن تناقضات تصريحات وزير الثقافة والهجمة الشرسة التى بدأتها  صحيفتا أخبار الأدب والقاهرة( صحيفة وزير الثقافة) لم تدع مناص من المواصلة..

[3] - الشعب : 5/5/2000م

[4] - شعر الحداثة فى مصر. إدوارد الخراط.

[5] - إدوارد الخراط.

[6] - الشعب: 12/5/2000

[7] - مقدمة فى الطريق إلى ثقافتنا- مرجع سابق.

[8] - كتاب للمؤلف- مرجع سابق.

[9] - الشعب 19/5/2000

[10] - كفاية الأخبار، لأبى بكر الحصنى جـ2 صـ200.

   

[11] - نص المنشور فى صحيفة الراية القطرية: 20/5/1999


[a] - فى البداية حاولت وزارة الثقافة التنصل من الأمر كله. وقد أوردت أخبار الأدب: العدد 356 ص6  ذلك بالتفصيل فى مقال: وائل عبد الفتاح عن تصريح وزير الثقافة المنشور فى الأهرام فى 30/4/2000م وهو أن الهدف من اللجنة العلمية التى شكلها: "التحقيق فى ظهور طبعة لبنانية من من رواية وليمة لأعشاب البحر للسورى  حيدر حيدر منسوبة لوزارة الثقافة".. ويستطرد الكاتب أنه يبدو أن الوزير وجدها " واسعة " فغير أقواله بعد ذلك.

نفس الخبر نشرته بتفصيل أكثر صحيفة آفاق عربية فى عدد 4 مايو ص11  تحت عنوان وزارة الثقافة تزعم أن جهة مجهولة نشرت الرواية المجهولة ونسبتها إليها.

كان التخبط هائلا وشمل الجميع، فرئيس الوزراء على سبيل المثال صرح – لست أدرى كيف؟!- أنه استعان بخبير أجنبى لمواجهة الأزمة كما نشرت صحيفة الوفد، و صرح الدكتور أحمد فتحى سرور بأنه طلب  تقريرا عاجلا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومحاكمة المؤلف طبقا للقانون الدولى( أخبار الأدب14 مايو) كانت الأمة تغلى بالغضب، وكان قلبها متمثلا فى طلبة جامعة الأزهر حيث تظاهر 25 ألف طالب، وكانت الدولة مترددة حتى حسمت أمرها بإطلاق الرصاص على قلب الأمة. على طلبة جامعة الأزهر. و أصبح من المستحيل مواصلة استطلاع الرأى تحت التهديد بإطلاق الرصاص مرة أخرى، وبلغ النفاق ببعض التنويريين ومدعى الإبداع، الذين أجازوا الاجتراء على الله، أن وجهوا اللوم لصحيفة الشعب ولحزب العمل ولشخصى الضعيف، فنحن الذين حرضنا ونحن الذين أخرجنا الطلبة فتسببنا فيما حدث لهم، أكثر من مائة جريح منهم خمسة فقئت عيونهم، وجهوا اللوم لنا، ولم يجرؤ منهم أحد على توجيه اللوم على المعالجة الأمنية الخاطئة، لا تعقيب على الأمن وكأنه القدر، بل أكثر من القدر، لأننا فى القدر نسأل الله اللطف فيه، هم لم يسألوا أجهزة الأمن اللطف، وهذه الواقعة وحدها كا فية لفضحهم تماما ونهائيا أمام الأجيال و أمام التاريخ، لكن هذه الفضيحة لا تنفجر، ولا تأتى بالتأثير المتوقع، بسبب تهديد جاثم مستمر بإمكانية إطلاق الرصاص فى أى وقت، بعد ما حدث لطلبة جامعة الأزهر  خفتت أصوات معظم الغاضبين لدينهم، وارتفعت أصوات الحيدريين، و أصبح الكذب مجانيا، خاصة عندما أقدمت السلطة على عقاب صحيفة الشعب التى دافعت عن المقدسات ، وأصبح الاجتراء على الذات الإلهية إبداعا وتقدما واستنارة، وفى نفس الوقت أصبحت إدانة وزير ثقافة النظام الباقى فى مكانه منذ أربعة عشر عاما رغم كل ما أثير حوله إرهابا وظلامية وتخلفا، ووقف الوزير الذى قلت تناقضات تصريحاته بعد أن اطمأن إلى تدعيم الدولة له ليصرح أن مصر دولة علمانية، وارتفعت أصوات تنادى بإلغاء المادة الثانية فى الدستور والتى تنص على إسلامية مصر، ونشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا لكاتب ظن أنه يفحم الإسلاميين بقوله أنه إذا كان علينا أن نحترم التراث فليس علينا أن نحترم التراث الإسلامى فقط، بل علينا أن نعطى اهتماما مساويا لمصر المسيحية والفرعونية، كان الإسلام بالنسبة للمسكين تراثا، مجرد تراث، لم يكن دينا ولا مطلقا من المطلقات، وبدا أن هؤلاء الناس و أقرانهم فى مصر، ينظرون إلى الإسلام تماما كما ينظر له المتعصبون من المستشرقين، فالقرآن من تأليف محمد  - صلى الله عليه وسلم – أما هو نفسه فكذاب – أستغفر الله العظيم-  و أن أولئك التنويريين قد ابتلوا بمجموعة من المتخلفين أمثالنا، وما القابضون على الجمر سوى حزب متخلف لا يستحق من الاحترام ما يستحقه حزب كحزب الأمة ، بل ولا الله نفسه يستحق من الأدب فى الحديث معه ما يستحقه الشيخ الصباحى، كان أسطورة قضت عليها الاستنارة وبقى المتخلفون يؤمنون به، ولعل المؤمنين به يشفون من تخلفهم ذات يوم. وإنهم يحتملون تخلفنا ووجودنا ذاته – على مضض، فنحن ضيف ثقيل عليه ألا يضاعف من ثقله بأن يتكلم، نظر كلاب جهنم إلى الدين كما لو كان مرضا كلفهم الشيطان بالقضاء عليه، وبدا لهم أنهم كلما أوشكوا على إنجاز مهمة الشيطان واجهناهم نحن لنصيب الأمة بنكسة جديدة.

بلغت قدرة بعضهم على الكذب أن راح يدعى أن رواية حيدر الكافرة رواية إيمانية..

وانفجر الألم بصحيفة آفاق عربية فنشرت بمانشيت كبير أنها لا تستبعد أن ينجح التنويريون فى استبدال المادة الثانية فى الدستور لكى يصبح حيدر حيدر هو المصدر الرئيسى للتشريع!!.



[b] - اللجنة التى شكلها وزير الثقافة من كبار المتعاملين مع وزارته، ولقد كان تقريرها مأساة ليس على مستوى الدين فقط بل على مستوى النقد الأدبى ذاته. راجع الكتاب القيم الذى أصدره الدكتور جابر قميحة بعنوان:  وليمة أعشاب البحر فى ميزان الإسلام والعقل والفن – دار الاعتصام. الكتاب لا غنى عن قراءته. لكننا فى إلماحة سريعة نتعرض لما ارتكبته اللجنة من خطأ فادح، لن نقول فى حق الله أو الأمة أو الوطن، بل فى حق نفسها.

فلمحاولة الدفاع عن وزارة الثقافة قالت اللجنة أن  المعترضين على الرواية لم يفهموا النص وأن هناك نقطة بين القرآن والخراء وأننى تجاهلتها بسوء نية- لعل القارئ يلاحظ أننى وضعت نقطتين لا نقطة واحدة. كان تفسير اللجنة مضحكا. فعند وضع النقطة يكون الوضع أسوأ، إذ تعود الصفة ليس إلى القرآن فقط بل إلى آلهة البدو  أيضا. أما الاحتمال الذى تقول به اللجنة أن الخراء يعود على الحكام، وهو تفسير فاسد، إلا أنه يعود مرة أخرى فيفضح اللجنة، إذ أنه حتى لو صح ما يأفكون، لكان وصف أولئك الحكام  بالخراء بسبب أنهم يحكموننا بتعاليم آلهة البدو والقرآن!!. ثم أن اللجنة قد كذبت عندما أحصت ثلاثة مواقع فقط فى الرواية للاجتراء على المقدسات، فالدكتور العوا أحصى 65 موقعا، والدكتور قميحة أحصى 200 موقعا، أما أنا فقد توقفت عن العد بعد رقم 300موقع، بعض هذه المواقع يشتمل على صفحات كاملة.

إننى هنا ألفت نظر القارئ إلى سمة رئيسية للعلمانيين، ألا وهى الكذب، يستوى فى ذلك علمانيو الخارج أو الداخل، إن القيم عنهم نسبية، ولا قيمة مجردة للصدق فى حد ذاته، وهم يصدقون إذا كان ذلك فى صالحهم ويكذبون بنفس السهولة إذا كان الكذب يفيدهم. إن ازدواجية المعايير ليست انحرافا أخلاقيا عارضا بل هى سمة أخلاقية دائمة. و لو أننا أدركنا ذلك منذ البداية لوفرنا على أنفسنا كثيرا من العناء فى حوارهم. وإذا أضفنا إلى ذلك حديث رسول الله  - صلى الله عليه وسلم – أن المؤمن قد يقتل وقد يسرق وقد يزنى لكنه لا يكذب لاستطعنا تكوين منهج متكامل فى التعامل معهم.

[c] - أعادت صحف أخبار الأدب والقاهرة والأهالى نشر مقال لكاتب سورى نشره فى صحيفة القدس العربى يهاجمنى فيه بألفاظ بالغة البذاءة والسوقية يرد بعضها فى الجدول المرفق: هامش 46.

[d] - اعتبر رواد التنوير هذه الجملة دليلا دامغا على الإرهاب، ووصل الأمر بأحدهم كما ورد فى أخبار الأدب: 357 ص 4 : مقال  ياسر عبد الحافظ: أن اعتبر أن بداية الإرهاب تعود إلى  عام 64 فى عهد عبد الناصر حين أمر بقطع الإرسال فى التليفزيون فى مواقيت الصلاة  لإذاعة الأذان.

[e] - اعتبر مجرد ذكر أسماء الشهداء: سيد قطب وخالد الإسلامبولى وسعد إدريس حلاوة دليلا لا يدحض على تورطى فى الإرهاب.

6- اعتبر دعاة التنوير ذلك دعوة لسفك الدم. وكان ردى فى مقال فى صحيفة القدس العربى : لقد أطلقت فعلا- وما زلت وسأظل- حكما بالكفر على الرواية وعلى ناشرها، وربما كان من حق البعض أن يدينوا موقفى لولا أن الأزهر والشيخ يوسف القرضاوى والأمة كلها قد وافقونى فيما ذهبت إليه، بل إن بيان المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى مصر قد حكم بأكثر مما حكمت به، فقد حكموا ليس بكفر الرواية ومن ينشرها فقط، بل وكفر من يعلم بما فيها ويعتبره إبداعا. لم تكن دهشتى إذن لأن الآخرين لم تهتز لهم شعرة عندما اتهمتهم أنا بالكفر، بل عندما اتهمهم صفوة علماء الأزهر والأمة.

ثم الفرية الثالثة التى تطلقها علىّ الميليشيات الثقافية فى مصر، الميليشيات الأشبه بجيش أنطوان لحد فى جنوب لبنان، فتجمع خصائصه وانفصاله عن أمته ولها إن شاء الله نهايته، تلك الميليشيات دأبت منذ البداية على اتهامى بالتحريض على القتل. رغم أن ما ورد فى مقالى نصا فى ندائى للسيد رئيس الجمهورية :

·  "أنت ولى الأمر.. وليس لنا أن نقيم الحد على الفجرة الكفرة الفسقة بأيدينا .."

·  " إن لم تقم عليهم الحد .. إن لم تدافع عن القرآن فاقتلنا.. لأننا لا نستطيع أن نواجه الله يوم القيامة وقد اخترنا الحياة بعد هذا الكفر.."

ثم أناشده فى نهاية المقال  إن لم يدافع عن القرآن :

"مر رجالك بقتلى.. قتلة غلام أهل الأخدود.."

ولقد كان هذا تحريضا على قتل المدافعين عن القرآن لا المجترئين عليه، ومع ذلك لم يعجب ميليشيات الثقافة فقلبوا الأمر وكذبوا وزوروا..

[g] - رغم أننى استغفرت الله بعد ذلك عن تناول الآباء، استغفرت الله ولم أعتذر إلى بشر ربما كانوا غير جديرين بأن أعتذر لهم حتى ولو عن آبائهم كما قلت فى قناة الأوربت و أبى ظبى الفضائيتين، إلا أن رواد التنوير والمبدعين نسوا الاجتراء الفاجر على الله والقرآن الكريم  والرسول  - صلى الله عليه وسلم – وتوقفوا عند هذه الفقرة فقط، و إننى أرجو القارئ أن يراجع الجدول الوارد فى الهامش 46، و أن يقارن بين غضب لله وغضب للشيطان وليدرك نوع الأدب الذى يتمتعون به ويمارسونه، وربما أستميح القارئ عذرا أن أستعير تعبيرا لمجدى سرحان فى صحيفة الوفد(12/8) حين وصف بعض ممارسات الصحف المصرية    بالدعارة الصحفية   ،  وتعبيرا آخر لصلاح منتصر فى الأهرام :    أنه عندما يراد القضاء على شخص وتلويثه وتشويه سمعته فى عيون مواطنيه تتحول عناوين الصحف عنه إلى كلاب وحشية تنهش شرفه وتاريخه   ،  بل إن سلامة أحمد سلامة الهادئ الوقور نفسه فقد كتب يقول : " .. فى كل قضية تثار أو مشكلة تستجد تنطلق بعض الكتابات مغمضة العينين مثل كلاب الصيد المدربة تتشمم آثار الفريسة من بعيد، لتقتنصها، دون أن تجهد نفسها فى البحث عن حقيقة..".. ثم لعلى أضيف إلى ذلك تشبيه أستاذ فلسفة فى جامعة القاهرة- الدكتور عاطف العراقى- للمثقفين بالصراصير- صحيفة العربى 14/5، ولعلى أختم هذه الباقة المحزنة من الأوصاف بما نشرته وكالات الأنباء، وأثبتته صحيفة القاهرة فى عددها الرابع  من أن الوزير اليمنى عبد الله غانم قد صرح بأن: "بعض الصحفيين اليمنيين يشبهون الراقصات وعبيد سوق النخاسة." ولست أدرى لم اختص اليمنيين رغم أن الوباء عميم. هذا هو مستوى الحوار فى صحافتنا، ولم تكن الشعب ولا قضية الوليمة طرفا فى كل ذلك.

 فى برنامج  رئيس التحرير الذى أذاعه التليفزيون المصرى يوم 29/5/2000 كان المستشار طارق البشرى يجيب على هجوم صلاح عيسى على صحيفة الشعب وعلىّ بسبب هذه الكلمات بقوله أن القانون ينظر نظرة خاصة إلى هذا النوع من الانفعال، فهو رد فعل مباح  لإساءة بالغة، لأنه لو أن أحدا سب أبا أحد أو أمه لبلغ انفعاله مبلغا عظيما يعفيه فى أغلب الأحوال من عواقب رد فعله، فإذا كان السباب موجها إلى الله سبحانه وتعالى، الله الذى نضع له رأسنا فى التراب 34 مرة على الأقل كل يوم فى سجودنا، فمن الطبيعى جدا أن يكون انفعال كل المؤمنين عظيما وغضبهم جامحا إزاء سباب يوجه إلى ربهم الذى يعبدونه.

[h] - سوف يدرك القارئ بعد قراءة تقرير الأزهر أننى تناولت الأمر بحياء كبير، ولم أورد الجمل الفادحة الصارخة فى الكفر أو فى خدش الحياء العام، ويعلم الله أننى ترددت فى نشر تقرير الأزهر كاملا بسبب ما فيه من استشهادات،  لكننى أدركت أن التنويريين ينالون منا من هذه النقطة، إنهم أشبه بمن يرتكب زنا المحارم، فإذا فكرت الضحية أن تفضح الجريمة انهال عليها هو و أمثاله لوما وتقريعا أن هذا عيب ولا يجوز، وكأنما العيب فضح الجريمة لا ارتكابها.

[i] - استشهدت بهذه الفقرات فى مقال نشرته صحيفة القدس العربى، وهو المقال الوحيد الذى نشرته لى من بين عشرات المقالات التى نشرتها لأدعياء الإبداع. كان موقف عدد كبير من الصحف غريبا، كان الجميع فى مأزق، فما تنشره وزارة التقافة كان فعلا بالغ الفحش والبذاءة والكفر، وكان لا يمكن نشره، و كنت أوافقهم على ذلك، لكن رد الفعل الطبيعى بعد هذا كان يجب أن يكون الإدانة لهذا الفحش العاهر الكافر و إخراجه على الفور من إطار الإبداع، ذلك لم يحدث، حدث العكس، كانت تلك الصحف تعتذر عن نشر تلك النماذج، وكانت فى نفس الوقت تدافع عنها !!..

[j] - كانت صحيفة الأسبوع أول من تعرض للموضوع، تعرضت له بهدوء ولو أن فى أجهزة وزارة الثقافة من يرى ويحس ويسمع لاستدركوا الأمر ولداروْا عورتهم، وكان يمكن للأمر أن ينتهى باعتذارهم واعترافهم بالخطأ، لكن الله شاء للأمور أن تتخذ مجرى آخر كى يفضحهم على الأشهاد. لقد استنكروا علينا حدة أسلوبنا، فماذا فعلوا عندما نشرت الأسبوع يوم 28/2/2000 مقالا صغيرا بقلم حسن نور يعترض فيه على قيام وزارة الثقافة بنشر الرواية، وفى الأسبوع الذى يليه: 6/3/2000 واصلت الأسبوع بنشر مقالين: مقال بقلم خيرى شلبى يرد  فيه على مقال حسن نور بقوله: "لقد دمغ الجريدة بخاتم الصحافة القبرصية الصفراء الفاقدة الهوية ولا بضاعة لها سوى الفضح والتشهير(..) إنه لشىء عجيب حقا أن يتطوع من بيننا من يقبل أن يكون مخلب قط للقوى الظلامية المتربصة بنا فى كل مكان، و أن يجعل من نفسه مخبرا ومعاونا ومرشدا كأنه مفتش مباحثهم".. ويواصل خيرى شلبى ليتهم حسن نور بالتحريض والتكفير( الأمر إذن لا يتعلق بهدوء التعبير أو حدته، بل بمواجهة من يدافع عن دينه أو يعترض على كفرهم  مهما كانت الطريقة)..

 فى نفس العدد من الأسبوع علقت الصحيفة على مقال خيرى شلبى بقولها:  "لكننا نظن أننا حينما نشرنا المقال كنا نقاوم الفحش.. ولم نقصد إطلاقا التحريض صراحة وضمنا (..) قراءة الرواية تبرز أنه فحش مجانى لا يؤدى وظيفة فنية بنائية (..) لآن هناك فرقا بين إبلاغ المباحث عن كاتب و إبلاغ المجتمع بحقيقة موجة ضمن تيار جارف تستهدف قيمه ودينه( ..) أما وقد كان النشر علنيا وفى صحيفة لها انتشارها ففى ذلك براءة للكاتب وللصحيفة معا .. لكن بيننا للأسف من يكتب وعينه على الغرب.. وبدلا من أن ينقل واقعه بدقة يحاول أن يزايد على الغربيين فى فحشهم ورغبتهم فى التحلل من أى دين.."..

ولم يتوقف الأمر على هذا.. ففى 13/5/2000 يرد حسن نور على خيرى شلبى مؤكدا فحش الرواية وكفرها مواجها خيرى شلبى : .." .. لم أكن أعرف أن تقدميتهم تعنى التجديف والفحش والسكوت عن الحق" ..

فى نفس العدد نشرت الأسبوع مقالا للكاتب حميد مجاهد يعترض على خيرى شلبى مؤكدا أن كاتب الرواية الملعونة: .." يهدم الحائط الأخير الذى يحتمى به المسلمون(..)  .. تحول الأدب إلى قلة أدب..(..).. الذين يعتبرون أى كتابة فى الهلس هى عيون الأدب" ثم يتحدث حميد مجاهد بعد ذلك عن كتب منعت من دخول المدارس فى الغرب ومنها كتب لفولتير وشكسبير و ألف ليلة وليلة، كما أنهم حتى اليوم يمنعون على الإنترنت كتبا لوالت ليبمان واعترافات جان جاك روسو والليلة الثانية عشرة لشكسبير وذات الرداء الأحمر وتاجر البندقية.. لم يحدث هذا فى العصور الماضية بل سنة 1996.

لمدة شهر ونصف بعد ذلك لم تتدارك وزارة الثقافة الأمر.. وبدأت الشعب تناول القضية يوم 28/4/2000، بعد بداية النشر فى الأسبوع بشهرين كاملين.

[k] - جمال الغيطانى: فى جل المطبوعات التى يستطيع الكتابة فيها، وفى كل البرامج التليفزيونية والإذاعية والندوات كان جمال الغيطانى يتحدانى ويسأل لماذا كتبت العناوين الشخصية وأرقام الهواتف الشخصية للمسئولين عن نشر الرواية الكافرة، وكنت محاصرا وممنوعا من أن يُنشر لى، ويبدو أنه كان مطمئنا لذلك، لكننى أجبت عندما أتيحت لى الفرصة  أخيرا فى صحيفة القدس العربى،   أن الإجابة بسيطة جدا، وهو أن ما يقوله الغيطانى كذب، كنت أعبر عن شك حقيقى فى أن تكون وزارة الثقافة المصرية هى التى نشرت هذا الكفر، وظننت – فعلا – أن الكتاب مدسوس عليها، ورجعت إلى صفحة 3 فى أى كتاب والتى تحوى معلومات عن الناشر وعنوانه، وكان هيئة قصور الثقافة، ولا أظن أن الموظفين يقيمون بها! كما أننى حتى كتابة المقال لم أكن أعرف المسئولين عن نشر الرواية الكافرة، الأمر يشبه أننى لو قلت أن جمال الغيطانى قد نشر كذا فى صحيفة أخبار الأدب، وعنوانها كذا وهواتفها كذا، هل يعد ذلك تحريضا على قتل الغيطانى ؟! وفضحا لعنوانه الشخصى وأرقام هواتفه الشخصية؟؟!!

الأهم فى هذه الواقعة، أن الغيطانى لم يعد إلى ترديد فريته بعدها، تماما كما توقفت التهديدات الموجهة لى بالقتل بعد إبلاغ النيابة.

إن ذلك يكشف منهج أدعياء التنوير والعلمانيين، إنهم يرمونك بالباطل طالما لا تملك وسيلة تواجههم بها، فإذا كشفتهم تركوها فورا ليرموك بباطل آخر، عامدين طول الوقت، أن يبتعدوا عن مناقشة جوهر أى مشكلة حقيقية، وهكذا دواليك.

الغريب أن الغيطانى كان قد أقام الدنيا و أقعدها فى رمضان السابق بسبب تعيين إمام غير صوفى لمسجد مولانا الإمام الحسين، ذلك أن الإمام رفض حضور الاحتفال بمولد سيد الشهداء باعتباره بدعة. أقام الدنيا على أمر أقل ما يقال عنه أنه مشكوك فيه، ودافع عن كفر غير مشكوك فيه فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

[l] - بدلا من التوبة والاعتذار.. رفعوا علىّ قضية تبدأ محكمة جنايات جنوب القاهرة نظرها يوم 16/9/2000.

[m] - رئيس تحرير الشعب، والذى كان قد بدأ قبل ذلك  بشهور فى فضح منشورات وكتب وزارة الثقافة المجترئة على الدين والمقدسات ، وفى إحدى هذه المقالات، عندما أضناه الصمت الرسمى على الاجتراء على الدين، أعلن أنه سينزل وحده إلى الشارع يقاتل بيديه العاريتين دفاعا عن الدين.

[n] - مذيعة للبرامج الدينية فى التليفزيون المصرى، وفى كتابها لله يا زمرى نشرت ما لا يصدقه عقل من الاجتراء على الدين ورفض المسئولين استمرار أى برنامج ناجح أو استضافة أى شخصية دينية لها شعبية، فالشيخ محمد الغزاى والدكتور يوسف القرضاوى على سبيل المثال إرهابيان، أما عندما حاولت تغطية أداء بعض كبار المسئولين وزوجاتهم لأداء العمرة فقد رفض التليفزيون ذلك، حتى مع السيدة سوزان مبارك، وكانت حجتهم أنه لا داعى لربط كبار المسئولين بالدين بأى شكل، و أنهم يطبقون تعليمات تأتى من فوق بمحاصرة البرامج الدينية، وتصرخ كاريمان حمزة فى النهاية أنها تنزه وزير الإعلام ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية أن يكونوا مصدر هذه التعليمات، ولكنها فى نفس الوقت تؤكد أن هذه التعليمات التى تأتى " من فوق " حقيقية، لكن هذا الفوق لا يوجد داخل مصر.. إنما خارجها.

فى أحد برامجها كانت تعد موضوعا عن العشرة المبشرين بالجنة، واحتج المسئول الكبير على اقتصارها على شخصيات من عهد الرسول  - صلى الله عليه وسلم – وطلب منها أن تختار جزءا منهم و أن تكملهم بالمعاصرين( مثل عاطف صدقى) .. لم تكن طرفة، ولا مأساة جاهل .. بل كارثة أمة..

[o] - صرح وزير الثقافة أنه لن يستقيل طول عهد الرئيس مبارك، وكتب محمد حسنين هيكل فى مجلة الكتب وجهات نظر عدد يونيو 2000  فبدأ  بكشف عملية التزوير وتضليل الأمة،  والتى حاولت الميليشيات الثقافية خداع الرأى العام العربى بها،  فقرر أن الاعتراض لم يكن كما قال التنويريون على تأليف رواية أو صدورها ،  بل كان بسبب قيام وزارة الثقافة بنشرها:  ( وأما صدور طبعة مصرية بقرار مؤسسة دولة وبأموالها فمسألة أخرى ! وهنا نشأت المشكلة !) ..  وانتقد هيكل  نبرة الثقة الزائدة فى تصريحات وزير الثقافة والتى ( توحى لمن يهمه الأمر بأن وزارة الثقافة لها وضع خاص . وأنها  تعتبر نوعا من   المحميات السياسية   تشبه المحميات الطبيعية ،  وهذه المحميات الطبيعية والسياسية مناطق يكون الدخول إليها باحتراس  ،  والتعامل معها بحذر ،  والخروج منها برقة !). ثم أضاف هيكل فى إسقاط جرئ وخطير يضع فيه مبضعه على وجيعة الأمة: ( وكانت الثقافة - على مسار التاريخ و تزال   – فى حاجة إلى رعاية    الأمير – لكن رعاية  الأمير تختلف عن   حماية الأمير). ثم تناول فى سخرية راقية الأسلوب الذى لجا إليه الدفاع عن الوليمة : ( فوزارة الثقافة التى فوجئت بما قيل حول الوليمة ،    راحت تتصرف على عجل كما يتصرف رجل وقعت من حوله الجدران أثناء. وجوده فى الحمام  ،  وأخذته المفاجأة ولم يعرف كيف يتصرف . ولجنة من أدباء و  كتاب حاولت أن تجد مخرجا،  ثم صدرت بيانات لم يتنبه أصحابها إلى أنهم خسروا المعركة قبل الطلقة الأولى )  .. ( وبين المقولات إيحاء بأن النص الأدبى لا تصح مقاربته دون إرشاد من ناقد،  وذلك معناه أن هؤلاء الذي يرفضون تعرض المشايخ  و الكهنة للعمل  الأدبى والفنى ،  تحولوا هم بدورهم إلى  مشايخ  و كهنة )..  طعن هيكل أيضا فى تسمية المثقفين  لأنفسهم بالمثقفين مشككا فى أحقيتهم بذلك،  وتناول جميع الحجج والأسانيد التى لجئوا إليها فحطمها تحطيما،  علق مثلا على احتجاجهم بأن معظم من رفضوا الرواية لم يقرءوها بأن كتاب   رأس المال    لكارل ماركس    لم يقرأه كاملا اكثر من بضع مئات من العلماء والدارسين على امتداد قرن ونصف القرن من السنين !– كما استهجن    المقولات التى انفرطت :  منها أن   أعشاب البحر ،  دافعت عن الإسلام أو أن أبطال الرواية وليس المؤلف هم المسئولون  عما يرد بها من حوار،  منوها أن أنصار سلمان رشدى لجئوا إلى نفس  المنطق. وعن بيان الأزهر قال هيكل أنه تجاوز فى صفحة واحدة كل ما نشرته صحيفة الشعب. ما أن نشر هيكل مقالته هذه حتى هبت رياح الخماسين والسموم  من المثقفين عليه . فهم لم يغفروا له أنه فضحهم،  وسفه أحلامهم،  ولا أنه شهد كحكم لا شك فى جدارته أنهم قد هزموا فى المعركة قبل أن تنطلق الطلقة الأولى. كل ذلك لم يقع على هواهم،  لتظهر أبرز وأسوأ صفاتهم: أنهم استئصاليون لا يطيقون رأيا آخر مهما كان مصدره. فلقد بدأ هجومهم الضارى على محمد حسنين هيكل، وقال أحدهم – فى أخبار الأدب والقاهرة - أنه لا يختلف عن الشيخ كشك: فالأخير أهدر دم نجيب محفوظ، أما هيكل فقد أهدر دم حيدر حيدر. كما وقع الآخرون فى سقطة غباء  مضحكة، إذ أنهم وهم يواجهون هيكل، الذى عقد مقارنة بين رواية حيدر ورواية سلمان رشدى، وبدلا من أن يحاولوا الادعاء – بكذب لم يتورعوا عنه أبدا- أن الروايتين لا تتشابهان، بدلا من ذلك اندفعوا للدفاع عن رواية سلمان رشدى!!..

فى 20/5/2000 كانت قناة " أبو ظبى الفضائية " تذيع تسجيلا مع فاروق حسنى وعادل حسين وبعض مدعى التنوير بالإضافة إلى كاتب هذه السطور، كان الوزير آخر المتكلمين، وكانت آخر كلماته بعد أن وجه كثيرا من السباب إلى الظلاميين المتخلفين مثلنا، أنه سيوافق موافقة تامة على رأى الرجل المستنير الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر فى الرواية دون أى تعقيب منه.

والحقيقة أنه كان معذورا فى ذلك، لأننى أنا نفسى ما كنت أتوقع أن يأتى بيان الأزهر بهذه القوة والوضوح، بل إننى فى حديث صحافى نشرته مجلة المجلة اللندنية ونشر يوم 16/5 كنت أجيب على سؤال بهذا الصدد بقولى: هذه القضية بالغة الوضوح، يفهمها رجل الشارع العادى بنفس الدرجة التى يفهمها بها العلماء، إنها قضية لا تنتظر الحكم من خارجها، قضية محكوم فيها فعلا، وهى التى تحكم على من يحكم فيها.

لم نتوقع ولم يتوقع الوزير بيان الأزهر.

وأذاعت قناة أبى ظبى كلام الوزير و أتبعته على الفور بصورة لبيان الأزهر..

ولم يف الوزير بوعده.. بل راح يهاجم الأزهر..

أما صحافته، خاصة القاهرة و أخبار الأدب، فقد بلغ بها أن اتهمت الأزهر بأنه ينصب من نفسه محكمة من محاكم التفتيش، وأنه لا علاقة له بالأدب ولا حق له أن يحكم فيما هو خارج الدين، بل وشبهت هذه الصحف رئيس جامعة الأزهر بالنازيين.

يلخص مأساوية الوضع كله ما قاله الدكتور أحمد عمر هاشم فى حديث نشرته مجلة المصور الصادرة فى 25/5/2000، من أنه كرئيس للجنة الدينية فى مجلس الشعب مُنِع من إلقاء بيان يدافع فيه عن الله والقرآن والرسول  - صلى الله عليه وسلم – بينما سمح لفاروق حسنى أن يلقى بيانه الذى يدافع فيه عمن يسبون الله والقرآن والرسول  - صلى الله عليه وسلم ، وراح الرجل يردد فى ألم: حسبنا الله ونعم الوكيل.

كان الدكتور أحمد عمر هاشم قد ألقى قبل صدور بيان الأزهر بيانا عنيفا فى مجلس الشعب يتهم فيه الرواية بالكفر البواح ويؤكد أنها رواية تستحق الحرق. كان يتكلم بناء على تقرير اللجنة الدينية فى مجلس الشعب.

وانبرت صحافة التنويريين تندد بمحاكم التفتيش الجديدة، لم يخجل دعاة التزوير لا التنوير من ذلك الاستشهاد وكأنما محاكم التفتيش وصمة عار إسلامية،  كأنها ظهرت فى العالم الإسلامى، أو أنها اختراع إسلامى، أو استخدمها المسلمون ضد مخالفيهم فى العقيدة أو لتغيير دين الشعوب التى خضعت للسلطة الإسلامية، أما الحقيقة التى لا يكاد يذكرها  منهم أحد، فهى أن محاكم التفتيش ظهرت  أولا وأخيرا وفقط فى أوروبا الكاثوليكية، ولكن أهم من ذلك أنها ظهرت أولا وأساسا ضد المسلمين ولتنظيم إبادتهم ،  ومع ذلك تجد  التزويريين – لا التنويريين - إذا تحدثوا عن محاكم التفتيش لا يذكرون المسلمين بحرف ، ولا أنها  قامت أصلا وأساسا لإبادة المسلمين فى أسبانيا والبرتغال وكريت وصقلية وجنوب إيطاليا وفرنسا..

فى العدد 165  من مجلة الأهرام العربى كان أحمد عمر هاشم المجروح بهجوم غير كريم من كمال الشاذلى: رجل كل العصور واليد الباطشة فى مجلس الشعب والذى هدده بعدم الدخول إلى مجلس الشعب مرة أخرى  ومن ابراهيم سعدة رئيس تحرير أخبار اليوم، كان يقول: أن بياناته عن المظاهرات والرواية منعت من النشر.. وأن ما نشر كان كاذبا.. ويحمل وزير الثقافة المسئولية عن المظاهرات.. كما صرح  لمجلة أكتوبر 28 مايو: بعد أن ألقيت بيانى فى مجلس الشعب " ذهبت لأصلى العشاء فى مسجد السيدة نفيسة، وما أن رآنى الناس هناك حتى بكوا واستصرخوا للإسلام..

[p] - لم يستجب منهم أحد.

[q] - لم ينشر أن أحدا منهم قد استجاب.

[r] - استجاب العديدون أخص بالذكر منهم الشاعر فاروق جويدة  وأحمد بهجت( الأهرام)، ومقالات للدكتور مصطفى محمود، والأستاذ الدكتور جابر قميحة ، والدكتور محمد سليم العوا ( الأسبوع ومجلة الكتب وجهات نظر) ومحمد حسنين هيكل ( مجلة الكتب وجات نظر) وتهانى براهيم ونبيل أباظة  ومحمد الزرقانى و آمال عثمان ومحمد عدنان سالم " رئيس اتحاد الناشرين السوريين ووكيل اتحاد الناشرين العرب"  ( أخبار اليوم )  ومصطفى بكرى  واللواء كمال حافظ وحامد زيدان وفاروق أباظة    (الأسبوع ) و ابراهيم الدسوقى أباظة  و أحمد أبو الفتح ومجدى مهنا وجدى سرحان وطلعت المغاورى ومحمد الحيوان ومحمد عبد القدوس و سيد عبد العاطى وسمير محمد غانم وعصام العديدى وعماد الغزالى (الوفد) ومحمد الزرقانى. و أحمد الشيخ  ومحمد الشندويلى وعبد العزيز عبد الحليم ومحمد ابراهيم الفيومى وعمرو شنن ( صوت الأزهر) وعادل الأنصارى و محمد جمال حشمت  وعامر شماخ  ومحمد رضا والنعمانى ومحمد حسين وعبدالله الطحاوى ( آفاق عربية)  وخالد عبد الحميد ( النبأ) و إبراهيم عيسى (أخبار الأدب) وأحمد غبد الحفيظ وسليمان الحكيم( العربى) والدكتور حلمى محمد القاعود  وسيد الفضلى وصلاح الإمام  وصبحى عبد السلام( الحقيقة).

فى الصحف العربية كتب الدكتور محمد على الفرا نائب رئيس جامعة الأردن السابق وعضو الجمعية الملكية للتاريخ والكاتب الكبير إبراهيم العجلونى والكاتب الكبير ياسر الزعاترة وطه خليفة.

إننى أنبه القارئ أن هذه الأسماء لا تشمل ما نشر فى صحيفة الشعب وأنها مجرد عينة لما نشر عن الموضوع، الأسماء السابقة كلها انتصرت لدينها وربها، أما الحيدريين فكانوا ثلاثة أضعاف هذا العدد!!.

[s] - راجع نص بيان الأزهر الذى تجاهلته معظم الصحف القومية.

[t] - كان موقف شيوخ الأزهر وطلبته رائعا: فقد أصدر 70 عالما أزهريا بيانا  يطالبون فيه بوقف جرائم وزارة الثقافة وتطهيرها ممن أساءوا إلى الدين والوطن، كما دعا الرئيس مبارك إلى رفع الحصار عن الدعاة المخلصين. و أوضح البيان أن وزارة الثقافة قد دأبت منذ سنوات على إصدار مطبوعات استهدفت أخص خصائص الأمة فى العقائد والأخلاق والسيرة النبوية. ندد البيان بسيطرة الماركسيين والشيوعيين على أبواب الثقافة مؤكدين أن لها رموزها من الألوان الأخرى ذات الانتماء إلى الثقافة العربية والإسلامية الرافضة لارتداء عباءة الآخر والذوبان فى بضاعته. إن تسليم إدارة دفة الثقافة لرموز تغريبية أمر غير معقول ولا مقبول، وهو لا يمكن أن يصب فى صالح الوطن. فى الدول التى تحترم شعوبها وثقافتها يكون القائمون على الشأن الثقافى من أكثر المؤمنين بثقافة أمتهم وحضارتهم، أما فى بعض دولنا العربية والإسلامية فيؤتى بأعتى المتغربين ويسلمون تلك المواقع.. أليس فى ذلك ما يدعو إلى كثير من الحزن والرثاء بل والاحتجاج أيضا.

طلبة الأزهر مثلوا ضمير أمتهم الإسلامية، لا نريد أن ننكأ الجرح الآن خاصة بعد الموقف العظيم الذى اتخذته قيادات الأزهر والذى أسفر عن بيان الأزهر بعد ذلك. لكننا فى الوقت نفسه يجب ألا نغمط حق أبنائنا الطلبة. لقد حاولوا دون جدوى الالتقاء بمسئول فى جامعتهم كى يعبروا عن رفضهم للرواية الكافرة. لم يستجب لهم. كانوا معتصمين فى مدنهم الجامعية، فكروا فى التجمع كطلبة وطالبات كى يذهبوا فى مظاهرة سلمية إلى مكتب مسئول، ولأنه يوجد شارع يفصل ما بين مدينة الطلبة ومدينة الطالبات فقد فكروا أن تعبر الطالبات كى يصحبن الطلبة، واختاروا أن تبدأ الطالبات كنوع من إبداء نواياهم السلمية ولإحراج أجهزة الأمن، لكن الأخيرة لم تعان من أى حرج، هاجمت الطالبات، ونزل الطلبة من مساكنهم ليدافعوا عن زميلاتهم، و أطلقت الشرطة الرصاص وقنابل الدخان دون حساب. لا يمكن فهم دوافع أداء الشرطة دون الرجوع إلى حادث العربى شحاتة فى بور سعيد، عندما فصل كبار رجال الأمن جميعا، كانوا يدافعون بجنون الرعب من القهر الباطش عن وجودهم. لقد أدركوا منذ زمان طويل أنهم مهما قتلوا من الأمة فلا تثريب عليهم، لكن، إذا حدث أى تجاوز للأمن فالويل لهم. من أجل هذا كانت مواجهتهم قاسية وعنيفة ومتجاوزة كل الحدود.

أرسل الطلبة المحاصرون نداءات استغاثة على الإنترنت، وفى واحدة منها كانوا يصرخون ويستصرخون: هل على طلبة الأزهر، أكبر جامعة إسلامية فى العالم، أن يستنجدوا بالصليب الأحمر؟!.

انتهزت فرصة حديث مباشر كنت مشاركا فيه على قناة الأوربت الفضائية، ونقلت نداءهم إلى العالم.

المنافقون أدعياء التنوير والإبداع الكذبة ادعوا أن حزب العمل حرضهم، وكان الطلبة يردون فى ازدراء: ولماذا لم يحركونا فى قضاياهم الخاصة قبل ذلك. وبعد ذلك أعلقت الحكومة حزب العمل وصحيفة الشعب، ولو كان لكلام المنافقين أى ظلال من الصدق لحركوهم بعد أن صدر  حكم بالإعدام على الحزب، أو بالأحرى على الشرعية كلها.

[u] - كان الموقف رائعا: كان الخطباء يبكون وهم يلقون خطبة الجمعة. كانت التعليمات مشددة إليهم ألا يتطرقوا للأمر، لكنهم انتصروا لربهم ولقرآنهم ولرسولهم  - صلى الله عليه وسلم – وخالفوا الأوامر. فى المدن تم الأمر بسلام. أما فى القرى فإننى أعرف واحدا على الأقل استدعته أجهزة الأمن لتضربه ضربا مبرحا.

[v] - فى الاسماعيلية فقط  قدم المحامون 300 بلاغا ضد وزارة الثقافة، وفى القاهرة تم تقديم 150 بلاغا إلى النائب العام،  ثم جرى التعتيم على الأنباء بعد ذلك.

[w] - كان موقف الوفد جيدا فى عمومه، أما موقف التجمع والناصرى فقد كان فاجعا.

[x] - كان مذهلا موقف الصحف فى مصر: فيما عدا مقال فاروق جويدة بالأهرام يوم 7/5  حاولت الأهرام أن تكون بعيدة عن الأحداث فى الأيام الأولى، بعد ذلك، وكما لو أن أمرا قد صدر من جهة ما ( أرجو ألا تكون الخبير الأجنبى) انبرت أقلام للهجوم والتشويه، منها قلم صلاح منتصر.

كتب أيضا إبراهيم نافع وابراهيم سعدة وسمير رجب.

الأخبار و أخبار اليوم كان موقفهما  غريبا وغير متوقع، هاجمت وزير الثقافة والوزارة بعنف شديد ، وبدت بعض مقالاتها كما لو كانت منشورة فى الشعب، بل وتطرقت المقالات إلى كشف فساد مالى، وهجوم شديد على الشيوعيين الملاحدة وسيطرتهم على أجهزة الثقافة وطلب بتنحيتهم. بقية الصحف ظهرت سيطرة وزارة الثقافة عليها إما بسيف المعز( المصادرة) أو بذهبه( الإعلانات). وظهرت الحكمة الشيطانية التى دفعت الحكومة للمحافظة على عشرات وربما مئات الصحف الصغيرة التى تدور فى فلكها لا تستطيع أن تعصى لها أمرا، ثم أنها تقوم بالعمليات القذرة التى لا يليق بالصحف الكبرى القيام بها.

بمجهود فردى أحصيت حوالى 700 مقالا فى الصحف المصرية خلال شهر واحد. ومثلها تقريبا فى الصحف العربية. وكان 75% تقريبا من هذه المقالات يصب فى اتجاه السلطة التى حددت اتجاهها مع أدعياء التنوير. الأمر قد يبدو محزنا، لكننا من وجهة نظر أخرى نستطيع القول أن نسبة 25% انتصرت لربها ولدينها وللحق فى هذا الخضم من الإرهاب والبطش وتزييف الوعى هى نسبة مرتفعة ومبشرة.

و الأمر يحتاج إلى جهد متخصص لبحث سياسى اجتماعى شامل لما نشرته الصحف فى تلك الفترة.

[y] - لم تعلق مباحث أمن الدولة على ذلك، بل علق عليه صحافى من صحفيى أمن الدولة.. وفى أخبار الأدب!.

[z] - كان معدل الخطابات ورسائل البريد الإليكترونى فوق طاقتى وطاقة صحيفة الشعب  ليس على نشره بل على مجرد قراءته  كله.

[aa] - كان موقف الصحافة فى العالم العربى غريبا: كانت بعيدة عن سطوة جهاز الأمن، وكانت بعيدة عن سطوة جهاز الثقافة الأشد سوءا من جهاز الأمن، وبالرغم من ذلك لم يختلف شأن معظمها عن شأن معظم الصحف المصرية، كان ذلك محزنا، وكان يدل على عمق الاختراق من ناحية وعلى فقدان التمايز مع فقدان الهوية من ناحية أخرى. هل بلغت سطوة العولمة أن قولبت الجميع؟ أم أن الأمر لا يعدو ثمارا مرة لتأثير الماركسيين المصريين والشوام وسيطرتهم على معظم الصحف؟ أم لسيطرة أجهزة الأمن على مكاتب هذه الصحف فى القاهرة؟ أم لعملية تبادل منفعة ومصالح أهدرت حق الناس فى أن يعرفوا الحقيقة؟ أم لافتقاد خطير للإيمان؟ أم كل ذلك جميعا.

صحيفة الحياة على سبيل المثال، والتى نشرت عشرات المقالات المؤيدة للفحش والكفر خلف اسمه التنكرى: " الإبداع " ، والتى تنشر للكتاب الإسرائيليين، نشرت لى مقالا واخدا بعد تلخيصه( والتلخيص فى مثل هذه الأحوال تشويه وانحياز للطرف الآخر) صحيفة القدس العربى كانت أسوأ حالا، صحيفة الزمان اللندنية كانت متوازنة ونشرت ما قلته دون تشويه. مجلة المجلة السعودية والتى تصدر فى لندن كانت استثناء ونشرت ما قلته بأمانة. المذهل حقا أن بعض الصحف السعودية قد نشرت مؤيدة لوزارة الثقافة المصرية(راجع مجلة البيان اللندنية: العدد 153) والتى كتبت تحليلا جيدا قارنت فيه بين ما يحدث فى بلادنا وما حدث فى فرنسا من مصادرة رواية : " بادية فرنسا"  بسبب ما فيها من عبارات ماسة باليهود.

[bb] - أرسلت العديد من الجاليات المصرية احتجاجا إلى الجهات المختصة، أذكر منها جواتيمالا وماليزيا واليابان واستراليا، كما فعلت الجالية المصرية فى سويسرا: كان القسم العربى فى إذاعة سويسرا قد أجرى حديثا مطولا معى، وقد تصادف أن أذيع الحديث أثناء وجود الرئيس مبارك فى سويسرا لزيارة أمير عربى فى المستشفى، و أرسل الرئيس وزيرا للالتقاء بالجالية المصرية ، الذين قدموا له -كما ذكرت صحيفة الوفد - احتجاجا شديدا على قيام وزارة الثقافة المصرية بنشر أعمال تسئ إلى المقدسات.

[cc] - راجع خطبة  فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى فى الملف.

[dd] - كان إدوارد الخراط نفسه هو الذى ينبه القارئ فى كتابه إلى المزج بين المقدس والجنس، لكن جمعية المنتفعين بوزارة الثقافة، أدعياء التنوير والإبداع، راحوا يهاجموننى بأبذأ الألفاظ، أقلها: يا جاهل، مدعين أن للخرقة رمزا صوفيا، متجاهلين تعليق إدوارد الخراط نفسه، والأهم من ذلك أنهم تجاهلوا بقية القصائد وما فيها من عهر وفجر وكفر لا يمكن الدفاع عنه، كما سيقرأ القارئ فى بقية المقال.

[ee] - للقارئ البرئ: يقصد كاتب هذا الفحش العضو الذكرى.

[ff] - هنا بلغ الفحش الداعر حدا خجلت معه من إيراد النص، قصيدة منها كانت تصف تفاصيل فعل فاحش لمواقعة كاملة لأنثى، وبرغم أننى طبيب وهذا جزء من دراستى، فقد عجزت عن فهم الوضع المقصود فى الشعر الداعر، وكنت أخشى أن يكون ثمة رمز لا أفهمه، فاستعنت بزميل غير ملتزم قضى ردحا من الزمان فى أوروبا، وضحك الزميل كثيرا وهو يشرح لى الوضع الداعر.

[gg] - وضع جنسى آخر!!

[hh] - تذكر هنا أن المانجو ليست للأكل!! بل لدهن الثدى بها .. و..

[ii] - هذا هو إقرار الناقد، لكن واحدا من أدعياء  التنوير أخذ يسبنى ويسب جهلى سبابا فاحشا لأننى لا أفهم رموز الشعر، وفى إطار رده على نقاد  قارنوا بين أعمالى الروائية وبين أعمال وليم فوكنر وجيمس جويس وباسترناك  فقد ارتكب ما لا يمكن تصوره.. ونشرت صحيفة العربى الناصرى له ما كتب.. إذ أنه كتب اسم الكاتب الروسى باسترناك بطريقة بذيئة فاحشة تركز على حروفها الأخيرة.. كان هذا هو  قدر أدب الإبداع والتزوير..

[jj] - لعل القارئ الذى استنار الآن بعد مجهود وزارة الثقافة المضنى يدرك ما المقصود بالعضو!..

[kk] - المقصود خجل الشباب: ليس من ممارسة الفحشاء.. بل من عدم ممارستها!!..

[ll] - هذه الفقرة وردت بنصها فى مقال سابق لى نشر قبل أزمة الوليمة بشهور طويلة..نعم لم تكن الأزمة أزمة الوليمة.. بل أزمة النخبة المتسلطة على الأمة.

[mm] - من المؤسف أن صلاح عيسى كان واحدا من أكبر الخاسرين فى أزمة الوليمة، وبدا أنه  قد حسم أمره، ويبدو أن موقفه كان محسوما منذ البداية لكننا لم ندرك ذلك، وما قبوله منصب رئيس تحرير صحيفة القاهرة وهى الصحيفة الملاكى لوزير الثقافة سوى دليل على ذلك. لأعداد متوالية خصص صلاح عيسى صفحات كاملة ومانشيتات الصفحة الأولى للهجوم علىّ. استكتب العديدين، و أطلق علىّ كاتبا يمنيا اسمه بلال فضل دبج صفحات وصفحات فى الهجوم علىّ. وليس كل ذلك مهما. المهم فيه هو كشف طريقة العلمانيين فى الهجوم، كانوا قد حوصروا وضبطوا متلبسين فتركوا القضية الأساسية وحاولوا طول الوقت جرّنا إلى قضايا فرعية. منها مثلا أننا ضد الإبداع دون أن يحددوا ماهية هذا الإبداع، مما دفع المحامى الشهير مرتضى منصور أن يصرخ فى برنامج تليفزيونى على قناة الجزيرة: إنهم يشبهون تاجر جنس يعرض شرائط فيديو للأفلام الداعرة والفاحشة لكنها يخفيها فى علب للقرآن الكريم!! فإذا ما هاجمه أحد صرخ: إنهم يهاجمون القرآن!!..

لكم هو مرير أن يترك بعض المثقفين منزلتهم العالية لكى يعملوا "بودى جارد" عند بعض المسئولين..!!..

[nn] - كتب بيانا مليئا بالأخطاء الإملائية والنحوية (مما دفع البعض للمطالبة بإعادة تأهيله) يتهمنى فى هذا البيان  بالإرهاب.

[oo] - بدأت المظاهرات فى الأزهر مساء الأحد 7/5/2000.. اشترك فيها 25000 طالب،  و أطلق الأمن الرصاص على الطلاب.. كان القناصة يصطادونهم داخل الحجرات فى المدينة الجامعية.. وكانت رسائل البريد الإليكترونى من الطلاب أقسى على من ذوب الرصاص المنصهر، فكتبت هذا النداء إلى الرئيس ونشرته صحيفة الشعب..

[pp] شاعر مصرى نشر مقالا هاما فى الأهرام يوم 7/5/ 2000 راجع نص المقال فى كتاب الدكتور جابر قميحة عن الوليمة.

[qq] - كان  الدكتور رفعت السعيد على قناة الجزيرة الفضائية عندما راح يصيح أننى أتهم نصف الصحافيين المصريين بالعمالة لأجهزة المباحث فى الداخل والنصف الآخر بالعمالة للخارج، كان يلوح بالصحيفة واثقا أن المشاهدين لن يستطيعوا قراءتها ومراهنا على ضعف الذاكرة وقصور المتابعة، ولقد أغفل الدكتور –الذى تحميه حصانته من المقاضاة- سطرا فى بداية الفقرة أنسب فيه القول إلى كتاب الصحافى أسامة عرابى، كما أغفل فى النهاية سطرا آخر أقول فيه أننى شخصيا لا أصدق هذا الكلام!.

كان الدكتور أيضا يلوح بمقال "أنا مع الإرهاب" مؤكدا أنه اعتراف و إقرار منى بذلك، ما لم يذكره من عينته الحكومة عضوا مجلس الشورى أن عنوان المقال كان عنوان قصيدة لنزار قبانى، وكان المقال يتحدث عنها.

تناول الدكتور أيضا بعضا من روايتى : " بروتوكولات حكماء العرب" وعاملها على أنها مقالات، كان منها على سبيل المثال : "فتنة الوزير الشاذ" و "القسم الأعظم".

إنه نمط فى القراءة المغلوطة التى لا تسعى إلى حق أو حقيقة بل إلى تناصر قبلى متخلف.

[rr] - كانت هذه الجملة من الجمل التى هاجمونى بسببها بضراوة.

[ss] - لم يدن أحد من أدعياء التنوير و الإبداع  والحرية بطش أجهزة الأمن.

[tt] قضية الوليمة أصبحت ملك التاريخ الذى سيثبت أنها كانت منعطفا بالغ الأهمية فى مسار العمل الإسلامى والثقافى، وبرغم أنهم شنوا أشرس و أكذب حملة فى تاريخ الصحافة المصرية إلا أنهم خسروا المعركة. كان صلاح عيسى يندب فى صحيفة القاهرة حظهم قائلا أن الإسلاميين نجحوا فى إقناع الناس أن كل علمانى كافر، وكان الغيطانى يندب حظهم فى صحيفته أخبار الأدب قائلا أننا أقنعنا الناس بأن كل مبدع زنديق. ولم يكن هذا صحيحا فى عمومه، لكنه كان اعترافا بأنهم خسروا المعركة.

يعتمد الحيدريون على سيطرتهم على وسائل الإعلام، وأنهم يستطيعون إبراز ما يشاؤون و إسدال ستائر النسيان على ما يفضحهم ويكشف أخلاقياتهم، وهم بهذه الطريقة ينجحون فى مواصلة خداع الناس، لذلك علينا أن نكشفهم باستمرار.

الجدول التالى يحوى مقتطفات قليلة جدا  من السباب الذى وجهوه إلى شخصى الضعيف، كان هذا أدبهم وثقافتهم ومنتهى قدرتهم على الحوار.

وبالرغم من ذلك تجدهم يدعون الاشمئزاز والاشمئناط من أسلوبنا الفظ وانعدام قدرتنا على الحوار.







كلمات السب والقذف

الكاتب

التاريخ

العدد

الصحيفة
اتهام كاتب المقال بالتحريض على القتل ونشر عناوين المسئولين عن النشر( لم يحدث فالذى نشر عنوان هيئة قصور الثقافة)

جمال الغيطانى

7مايو

356

أخبار الأدب

صحيفة متعطشة لقضايا..مسرح يلعب عليه بعض الحواة .

المقال محتشد بكلمات هستيرية مهووسة- تحريض-

اتهام كاذب بأن محمد عباس كتب منذ خمس سنوات مقالا ضد الكاتب ياسر ابراهيم- البحث عن الشهرة- الفشل فى الكتابة-كاتب فاشل.

الشعب: حمى الفاشية

وائل عبد الفتاح







مجموعة فشلت فى أن تحكم بالقوة والسلاح فأرادت أن تحكم الأدب.

على أبو شادى







محمد عباس لا هدف له إلا الشهرة

نقد رواية قصر العينى بسوء نية-

عبد العزيز موافى







حملة تحريض فاشية- قراءات مغرضة- الهدف: إحداث العنف-وتهديد السلام الاجتماعى-وتحريض علنى على القتل.. إلخ نشر أسماء وهواتف ناس محددين بقصد التحريض على قتلهم( ملحوظة: هذا كذب: فلم ننشر فى الشعب عناوين ولا هواتف ناس محددين بل عنوان وتليفونات دار النشر المدونة على الرواية)

تصيد-تربص-ترويع-بث السموم- ثم مهاجمة اللجنة الدينية فى مجلس الشعب

جمال الغيطانى

14 مايو

357



شيزوفرنيا عباس- يوهمنا بدفاعه عن الأديان- انتهاك السيدة العذراء( هنا يزور بحذف الرد) – الساذج الباهت- انحطاط- غرائز.

(الهدف العام من النقد هو الإساءة عن طريق الاقتطاع والنية السيئة لدفعنا للدفاع ضد الاجتزاء، فإذا قلنا ذلك قالوا أننا فعلنا نفس الشئ برواية حيدر)

عبد العزيز موافى







المنافق- كاذب-الرداح- الرقص-هز البطنركيك- تحريض خبيث- اصطياد رخيص—نفاق—الرداح- المعلمة الصفيق وصدئ الروح-

صبحى حديدى





أخبار الأدب-

فشل فى أن يكون أديبا.. ما ذنبنا نحن- دكتاتورية هتلر وموسيلينى..صراخ-إبلاغ مباشر-إثبات قوة فى الشارع للمعركة الانتخابية-المتآمرين- هناك تنسيق بين صحيفة محمد عباس وبعض عناصر الحكومة- محمد عباس العائد من السعودية على هيئة مليونير يمتلك معامل و أرصدة فى البنوك- هل المطلوب منا أن ندفع ثمن فشل محمد عباس فى أن يكون روائيا- الصراخ الجعير- لعب الصغار

خالد اسماعيل





أخبار الآدب

حملة غوغائية نائحة نادبة- رزالتهم-ثقل دمائهم-غوغائية- مهيجون- رقابهم الغليظة-أثر من تفكير الشعوذة

محية الدين اللباد







حملته المسعورة-ذرائع لتحطيم الثقافة – محاكم الاستهبال- فقهاء الموت والتزمت- ناقد معتوه- نقد هستيرى- سلاح للقتل- نقول للناقد ولكل عصبة الجهل.. ضدكم وضد غبائكم وضد جهلكم- كذبة الأخلاق والتستر بالدين.

إلياس خورى





أخبار الأدب- عن صحيفة القدس العربى

المانشيت الرئيسى: فضيلة الدكتور عباس كتب رواية تتطاول على الله وتحرف القرأن وتدعو للزنا



9مايو

4

القاهرة

هتافات تدعو للدماء والاغتيال فى حزب العمل- حملة مضللة تحريض على الاغتيال والتصفية- إرهاب فكرى- قراءة متعسفة









الذين يصدون عن دين الله - استخدام صفحات الصحف ومنابر المساجد لتوجيه ألفاظ الفحش والسباب—كذاب أشر- أعمى البصر والبصيرة …إلخ

المحرر







شهوة التكفير- جمع  مقال محمد عباس آيتين من آيات النفاق: الكذب فى الحديث والفجر فى الخصومة-  صحيفة الشعب ومن تنطق باسمهم شريكان- حولت الصحيفة ما كتبه محمد عباس بطريقة وعاظ السوق وبائعى شربة الدود…..محمد عباس تدفعه شهوة شهرة تعمى وتصم….. مقال فج.. بلطجة فكرية.. ..إبراز الصحيفة ذلك بطريقة غوغائية   .. تبنى خطباء المساجد للمقال بجهالة…

سيد خميس







فضيحة- نقد سئ النية لرواية قصر العيتى ونسبة جمل الحوار إلى الكاتب والاقتطاع والاجتزاء..

شاء الله أن يسقطه فى نظرى ويفضحه على رؤوس الأشهاد.. بأى سطور مجرمة أبدأ..

الدكتور محمد عباس يقع فى إلحاد المجسدة

دعوة صريحة لارتكاب الكبائر- يواصل  الدكتور عباس كتابة الفجور- يكتب العهر- مصاب بمرض الفصام

بلال فضل







لكى لا تصبح مصر وليمة لأعشاب العنف

المهووس- الفقيه الجاهل المحرض  محمد عباس..

عبد العظيم رمضان: جريدة الشعب: تضليل و أكاذيب

استطلاع جيهان محمود-عمرو يوسف







أديب فاشل-مليونير- يعيش فى قصر كبير- العقدة التى تحولت إلى عصاب- الأديب المغمور الفاشل- هذا هو الأديب الذى يشعل الفتنة- لسان حاله يقول: شهرتى شهرتى وليذهب الوطن إلى الجحيم…إلخ

فتحى عامر

7مايو

698

العربى

أحمد الخميسى:صحيفة الشعب تضع نفسها فى قائمة الصحف الإرهابية والعرقية-رؤية ظلامية- ابتزاز رخيص مارسته صحيفة الشعب- جريمة لا أخلاقية-

عفاف السيد: موقف الشعب بلطجة



تحقيق: بهيجة حسين

10مايو

973

الأهالى

سيطر الهوس على الجميع

حملة ظلامية مسعورة- هوس – تطرف –ظلام- يجب لجم جريدة الشعب

أحمد اسماعيل







صحيفة تتعمد الإثارة والتهييج-تضليل وغسيل مخ متعمد- صحيفة لا يشعر القائمون عليها بأى مسئولية تجاه الوطن و أبنائه.. الخ

جريمة – عبث بأمن الوطن وسلامة الشعب- عملية تضليل شريرة

المحرر







عقلية محمد عباس وعقليات غيره من المتشنجين المتخلفين.. إلخ

حوار مع حيدر

13 مايو

164

الأهرام العربى

دكتور تحاليل طبية- لم يفعل ما يفعله أى مسلم حقيقى- راح مثل الندابات يصرخ مولولا- إلخ

صلاح منتصر

من

13 إلى 61 مايو

41423

الأهرام

كاتب غير أمين

ليس كاتبا أو أديبا-المسألة فيها بعد شخصى لمصادرة أعماله- قراءة جاهلة متعسفة غير منصفة وغير واعية-

على أبو شادى

15 مايو

27

البلد

تكفير محمد عباس على الهواء بسبب الملك العارى.

المانشيت

16 مايو

350

الميدان

حريق عباس ولعة

المحتسب الهائج الطارئ المائج محمد عباس –الغوغائية- هوس محمد عباس- ماكتبه المجذوب فى الغيبوبة محمد عباس هو الكذب- كاتب مسموم العقل مدسوس اللسان .. مجند فى صفوف الشيطان- - كذب وضلل متعمدا- عصر المجاذيب الذى من علاماته محمد عباس وعادل حسين وجريدة الشغب( بالغين وليس بالعين)- عباس هجاص وضحك على الناس-

محمد حسن الألفى







هروب عادل حسين إلى بيروت فى ظروف غامضة

( ملحوظة: فيما عدا العنوان  الكاذب لا يوجد شئ مهم.

مانشيت

22مايو

272

آخر خبر

محمد عباس يشرب من نفس كأس حيدر

الذى فجر القضية مؤلف كتاب سئ جدا يتطاول على الذات الإلهية- هو يعتقد أننا لا نراه و أنه تحت السلم- سوف ينال عقابه الرادع- هذه الحملة مجرد متاجرة سياسية رخيصة.

هدفهم الثقافة فى مصر وهم يتلقون دعما من الخالرج بميزانيات ضخمة جدا بهدف السطرة على المجتمع المصرى- يمسكون بسيف الجاهلية لمحاربة التكنولوجيا- قمعيون دكتاتوريون دمويون.

فاروق حسنى

1 يونيو

95

الخميس

بذاءات محمد عباس- مخبر تمرس فى كتابة التقارير المباحثية

لماذا انزعج عباس ووقف يولول ويتسافل

حديثك التافه الوضيع

دور عباس مشبوه ومأجور

مركبات نقص وعقد نفسية وجنون عظمة والرغبة فى تدمير كل شئ

فى ميزان سيئاتك الدور المأجور الذى قمت به…الخ

ملحوظة: المقال المذكور رد على رسالة خاصة منى لرئيس تحرير العربى، لم أرسلها كمقال ، وفوجئت بنشرها( مما يعنى انتفاء العلانية عما كتبته أنا عن الصحفى المذكور).

فتحى عامر

25 يونيو

711

العربى

حزب الثلات ورقات

جورنال بدأ اشتراكيا يتخصص الآن فى فرش الملاية لمن لا يدفع أو يخضع

مقالات الأخ عباس التى تتدفق كحنفية مكسورة أو قطار عطلان- هناك من على استعداد لدفع الشئ الفلانى مقابل استمرار

واحد اسمه عباس يعانى من البارانويا الفاقعة

فالتحقوا بفضل حماقة سعادتك بطوابير العاطلين.. مرحى بالأخ عباس

عاصم حنفى

30مايو

10

القاهرة

تزوير الحوار: المانشيت على غلاف المجلة: محمد عباس: أخطأت فى حق أبى حيدر و أدعو الله أن يغفر لى، يأتى عنوان الموضوع فى ص 72: د. محمد عباس الذى أشعل الفتنة مازال مصرا على موقفه.

حاولنا إجراء حوار يبرئ " ساحة د. محمد عباس من الجهل والدعوة لإهدار الدم، لكن ذلك لم يحدث-

ملحوظة: يوجد لدى تسجيل للحوار.



20مايو

165

الأهرام العربى

حزب العمل.. صورة بالغة البشاعة.. الشعارات الدينية ستطرح بصورة هستيرية.. مخالفة صريحة للدين ومبادئه..

د. عبد المنعم سعيد







قالها عادل حسين بالفم المليان: ليس أمامنا إلا تهييج الناس والضغط على الحكومة بأن يثور الناس" ولو واحد قال كلام خارج سأضربه بالجزمة"…

هم جنرالات الورة والتهييج وحملة الأحذية والقباقيب.

كرم جبر

26 مايو

3754

روز اليوسف

حزب الثلاث ورقات

صار الحزب وكرا مختارا للمتطرفين والمهووسين من أمثال  محمد عباس و أنصاره

هذا الحزب التلفيقى

وقف البهوات  فى جبهة التطرف والانعزال وحرق الكتب وسجن المثقفين

… الخ

عاصم حنفى







عناصر التهييج والإثارة، أقلامهم خناجر مسمومة مست الأبرياء وهددت أمن واستقرار البلاد..

صحف التهييج والإثارة التى استخدمت كل أشكال التجريح الشخصى ..

فهل تتحرك النقابة قبل الأوان لإنقاذ الصحافة من المدعو عباس و أمثاله

بدون



3755



قسم مفتى التطرف الجديد عادل حسين المجتمع إلى فريقين: فريق المؤمنين الذين يتبعونه وفريق الملاحدة وهم كل الذين يدافعون عن الإبداع..

.. أنتم المتشحون زيفا بالإسلام المتاجرون بالدين والوطن

بركان التطرف الجديد الذى انطلق من حزب العمل مازال يقذف حممه يهدد الأدباء بالحرق.

الغباء السياسى لحزب العمل.

كل ما يهم عادل حسين أن يصبح بطلا ولا يهمه أن يسجن مجدى حسين أو أن يهدم الحزب..

بطولات وهمية ونضال مزعوم..

حزب يريد أن يذبحنا باسم الشريعة ويشنقنا باسم الإسلام   

وائل الأبراشى











[uu] - نمط آخر من منهج التزويريين فى خداع الناس الذين يثقون ثقة بالغة فى الكلمة المطبوعة، ولقد تجلى ذلك فى نقدهم لرواية قصر العينى. وعلى سبيل المثال فقد اختار أحدهم جملة: "وكانت سناء فى هياج عظيم" ليدلل على استعمالى لألفاظ مكشوفة مثل حيدر حيدر، لم يذكر الكذاب أن سناء هذه مصابة بشلل رباعى، و أن الهياج كان هياجا عصبيا، دعك من تجاهله لأن البطلة هنا – بشللها الذى أصاب كل أطرافها – ترمز للدولة بعد الهزائم المتتالية والإحباط المروع الذى أصاب الأمة بعد حرب الخليج. فى موقع آخر اتهمونى بإثارة الفتنة الطائفية لأننى نشرت شك بطل من أبطال الرواية يمثل التيار القومى العلمانى  فى أن يكون عيسى عليه السلام وجد دون أب، نشروا ذلك وتجاهلوا السطر التالى مباشرة وهو رد مفحم من البطل الآخر  الذى يمثل الدور الإيمانى يقول فيه : كيف تنكر أنه وجد دون أب ثم تصدق أن آدم وجد دون أب ولا أم. كانوا يريدون دفعى لاتهامهم بأنهم يجتزئون من روايتى ليصيحوا فى وجهى : أنت أيضا اجتزأت من رواية الوليمة، وكان يمكن أن يفعلوا ذلك بصدق وشرف، لكنهم اختاروا الكذب. لكنه كذب صعب الإثبات، فلكى تثبته لابد من قراءة الرواية، وهم يعتمدون على ذلك.

لقد لاحظ الكثيرون منهم الدكتور جابر قميحة أن هؤلاء التنويريون يكذبون كذبا مجانيا طول الوقت، ولقد استشهدوا على سبيل المثال فى محاولتهم لتبرير الفحش فى إصدارات وزارة القافى  بألفاظ خارجة فى كتاب الطب النبوى وفى كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالى، و أتوا فعلا بنماذج تدلل على صحة قولهم، ولكن الدكتور قميحة قام بمراجعة النماذج التى استشهدوا بها فوجدها كاذبة وموضوعة!!.. إنهم يأتون مثلا بنص من الأغانى ثم ينسبونه إلى الإمام الغزالى، إن مواجهة جملة كاذبة من تلك التى يستشهدون بها تستلزم مراجعة كاملة للكتاب الذى يستشهدون به، وبعض هذه الكتب مكون من عشرات الأجزاء، ومراجعتها الدقيقة قد تستغرق أسابيع من المطالعة لكشف الأكاذيب التى تنسب إليها، فما بالنا إذا كانت مئات الجمل؟! ومئات الأشخاص، إنها مؤامرة شيطانية. لأننا حتى عندما نكشفهم سيدعون أن الأمر مجرد خطأ مطبعى حدث أثناء جمع المقال!!.. فإذا ما ضيقنا عليهم الحصار أكثر، ستقف الدولة معهم وتغلق صحفنا التى نكشفهم فيها.

[vv] - تعرض الدكتور أحمد عمر هاشم لإهانات بالغة بسبب تصريحاته عن الرواية الكافرة. ونشرت بعض الصحف أخبارا عن استبعاده من عضوية مجلس الشعب وعن فصله من منصبه كرئيس لجامعة الأزهر.

[ww] - كان هذا من أعجب ما حدث، كانت الأزمة – فى الظاهر – تتكون من شقين، شق مع الدولة وشق مع أدعياء التنوير، لذلك عندما بدأت التهديدات تصلنى عبر الهاتف  بقتلى عجبت، فالدولة يمكن أن تقتلنى دون تهديد، وأدعياء التنوير والإبداع لا يفعلون ذلك جبنا لا ورعا، إنهم يمكن أن يسلطوا الدولة، لكن من غير المحتمل أن يقوموا بذلك بأنفسهم، كانت التهديدات بالغة البذاءة، وكان واضحا أن القائم بها يعرف الكثير عنى وعن أسرتى، أخبرت بعض الأصدقاء فطلبوا منى ألا أستهين بالأمر، كان رأيهم أن كتاباتى قد حركت الشارع وهذا غير مسموح به، و أن عبد القادر عودة قتل من أجل سيطرته على وجدان الناس. رفضت نصيحتهم بالإبلاغ، كنت مؤمنا بأن لن يصيبنى إلا ما كتب الله لى، لكن التهديدات توالت، قررت  ألا أتلقى المكالمات، لكن التهديدات لم تتوقف، و أصبحت توجه لموظفى مكتبى ثم لأفراد أسرتى، طلبت من أفراد أسرتى إخفاء الأمر عن أمى، كان ذلك وضعا إنسانيا يضغط قلبى، فأمى : نبع الحنان الصافى والرقة الخالصة  الذى طالما أرهقنى  متابعتها لى بالقلق علىّ ولو من مس الريح، كان عمرها يناهز الثمانين، وكان يمكن أن تظل الليل بطوله تبكى لو وخزتنى شوكة أو ارتفعت درجة حرارتى نصف درجة!! لكنهم رغم ما اتخذته من احتياطات وصلوا إليها، كانت تظنهم بشرا فراحت تردد: حسبى الله ونعم الوكيل، لكن الشيطان على الطرف الأخر لم يتورع عن استعمال أحط الألفاظ و أبشع التهديدات بقتلى وقتل أبنائى، رجوتها أن تكف عن الرد عن الهاتف، ولم يكن هذا ممكنا من الناحية العملية، وهنا كان موقفها العظيم الذى لا أنساه قط، ذلك الموقف الذى ينتمى إلى تاريخ عظيم لأمة عظيمة، ولعلها تمثلت موقف السيدة أسماء ابنة سيدنا أبى بكر، كنت أخشى أن يصيبها الانهيار من ضراوة وبذاءة ما تسمع، لكننى وجدتها صابرة متجلدة محتسبة وهى لا تكتفى بأن تطمئننى على نفسها بل و تشد من أزرى مؤكدة أن قضية الدفاع عن الله والقرآن والرسول  - صلى الله عليه وسلم – قضية لا يجوز معها التفكير فى مدى ما يمكن أن يصيبنى من ضرر مهما كان، و أنها راضية مرضية بقضاء الله.

[xx] - اضطررت إلى نشر التهديدات فى مقالى فى الشعب، ولم تتوقف التهديدات، وقام أحد الإخوة المحامون بتقديم بلاغ إلى النائب العام، كان آخر تهديد قد وصلنى قبل تقديم البلاغ بساعة واحدة. كان معدل المكالمات يصل إلى خمس أو ست مكالمات فى اليوم، بغد البلاغ لم يتكرر التهديد ولو لمرة واحدة.

ما زلت حتى الأن لا أعرف من الذى كان يهدد ولماذا وكيف بدأ ولماذا توقف؟!..

إن الأمر كله ما يزال مستغلقا علىّ ، أوله عصىّ على التفسير كآخره!!..

[yy] - جزى الله الدكتور جابر قميحة أستاذ الأدب العربى كل خير، فبمقالاته وكتابه القيم سد ثغرة هامة بتناول أطراف المسألة من كل جوانبها، الدكتور حلمى القاعود أيضا أبلى بلاء حسنا، لكن صحف الدولة كانت تغلق الأبواب أمام النقاد الذين يرفضون الاجتراء على المقدسات بينما تفتح الصفحات الطوال لمروجى البذاءة والفحش، وكنت تجد الواحد منهم يكتب كثيرا جدا لكنه لا يستشهد بفقرة واحدة من الرواية الكافرة أو الشعر العاهر الذى رفضناه، كلام قد يظن عير المتمرس أنه صعب وغير مفهوم لصعوبته بينما هو فى الحقيقة كلام بلا معنى يكشف شخصيات مريضة مهتزة.

كان من النقاط المضحكة – وشر البلية ما يضحك- أنهم بدلا من الدفاع عن حيدرهم وشعرائهم راحو يوجهون سهامهم نحوى، وكان من حججهم التى طالما رددوها أننى طبيب تحاليل (والصحيح أشعة) لا علاقة له بالنقد والأدب، ولو أن قائل مثل هذا الكلام أستاذ متخصص فى النقد والأدب على سبيل المثال لواجهناه وبينا له خطأه، لكن معظم من كانوا يقولون ذلك كانت مهنهم بعيدة تماما عن التخصص، فجمال الغيطانى دبلوم صناعة وخبرته فى مصنع سجاد .. إبراهيم أصلان ساعى بريد، وعلى أبو شادى دبلوم تجارة وعبد العزيز موافى ضابط قوات مسلحة، بل إن منهم من فصل من عمله لارتكاب جرائم أخلاقية. ناقد آخر منهم كل مؤهلاته أنه تاجر فاكهة تعرف به المسيطرون على الساحة الثقافية فى بواكير شبابهم، استأجر لهم شقة خاصة يسهرون فيها ويشربون الخمر على حسابه و... وكانت هذه مؤهلاته التى فتحت له أبواب صحفهم عندما كبروا -وما كبروا- ليكون ناقدا متخصصا. إن الساحة الثقافية الفاسدة فى مصر تحفل بكثير من هذا وما هو أسوأ منه، فالكثيرون ممن يحتلون الصدارة فى ميدان الصحافة والأدب بدءوا بدايات غريبة، أحدهم مثلا كان سائقا لمسئول فعينه صحفيا فأصبح بعد عشرين عاما رئيس تحرير، رئيس تحرير آخر محكوم عليه بثلاث سنوات سجن فى قضية تسهيل دعارة لكن كبار القوم أسبغوا عليه حمايتهم رغم الحكم الذى ما زال واجب النفاذ فلم يقبض عليه، آخر كان موظف أرشيف فأصبح أيضا رئيس تحرير، لص وقواد ومبتز – والعهدة على ابراهيم سعدة-أصبح مليونيرا ونائب رئيس تحرير صحيفة كبرى!.. وليس أخيرا أن من كان خادما فى المؤسسة أصبح رئيس تحريرها. إن كتابى " بغداد عروس عروبتكم " يحتوى على طرف من هذه المأساة لكن كتاب الأستاذ أسامة عرابى- الذى سيقت الإشارة إليه- يحتوى على تفاصيل مذهلة.

كان أمرا مضحكا أن يتهمنى هؤلاء بعدم التخصص. الذى لم يكن مضحكا هو موقف فاروق عبد القادر، فهو ناقد جاد رغم أننا نرفض ما يذهب إليه بسبب علمانيته المفرطة. وقد اختلفت معه إلى صفحات الصحف قبل ذلك عندما شن هجوما ساحقا على جمال الغيطانى ينكر عليه أن يكون أديبا على الإطلاق ويواجهه بسرقات أدبية لا حد لها منها أنه نقل صفحات كاملة فى رواياته من كتب التراث دون أن يشير إليها، ومنها جهله الفادح بقواعد اللغة العربية. استحكم العداء بينهما ودبر له الغيطانى حيلة فاستدرجه لكتابة مقال فى أخبار الأدب ثم أطلق عليه العشرات من أربابه ينهشونه، لذلك كان العداء بينهم مستحكما، لكن فى القضية الأخيرة جمع بينهما العداء للإسلاميين!!.

لست أدرى كيف ورط فاروق عبد القادر نفسه فى الحملة الضالة المضلة التى شنوها علىّ، إننى أفهم و أتوقع من الآخرين أن يستجيبوا للطريقة المبتذلة التى اتبعوها عندما كانوا يوزعون ورقة واحدة فيها الخط العام للنقد ويطلبون من الكتاب والنقاد أن يصنعوا منها مقالا، إننى أرجو من القارئ أن يدرك أننى لا أورد كل هذه التفاصيل إلا لسبب واحد، هو أن نفهم منهج هؤلاء الناس حتى نستطيع مواجهته، والملاحظ هنا فى منهجهم أنهم يتبعون طريقة الحركات السرية التى اتسمت بها التنظيمات اليسارية والماسونية حتى فى النقد الأدبى، وما أن يبدأ أحدهم بطرح قضية أو التصدى لها حتى يتجاوب معه العشرات داخل البلاد وخارجها. لقد كانت هذه النقطة تحيرنى تماما قبل ذلك، فكيف يتفق أن يتصدى منهم العشرات لقضية ما فى نفس الوقت وبنفس الفكر والحجج والأسانيد، على مستوى السياسة كنت أفهم السر فى تشابه مانشيتات الصحف القومية وافتتاحاتها، كنت أدرك أن مسئولا ما فى جهة حاكمة يملى عليهم ما يكتبون بالتليفون، و أحيانا ترسل المقالات مكتوبة وممهورة بتوقيع من لم يكتبها!.. فهمت السر على مستوى السياسة لكنى عجزت عن فهمه على مستوى الثقافة حتى حدثت أزمة الوليمة فإذا بنفس الشئ يحدث، الفارق الوحيد أننا فى السياسة نستطيع بالحدس والتخمين أن نحدد من يملى، لكننا فى الثقافة لم نكتشف حتى الآن. أقول أن جهة ما قد وزعت ورقة تحتوى على الخط العام وبنود الهجوم علىّ،  وافق الكثيرون وصاغوا مقالات من هذه الورقة، لكن البعض رفض واتصل بى كى يكشف المهزلة.

فاروق عبد القادر فعل شيئا شبيها، إذ ردد حتى الأكاذيب الشفهية التى كانوا يتبادلونها، فانفرد على سبيل المثال بأن لى فى الأسواق عشرة كتب طبعتها جميعا على حسابى لأنها لا تجد رواجا، ورغم أن قيام الكاتب بطبع أعماله على حسابه لا يشين الكاتب بقدر ما يدين فساد الحياة الثقافية التى تعتمد قانون الشللية والأنصار والأتباع، أقول رغم ذلك فإننى لم أطبع كتابا واحدا من كتبى على حسابى، بل طبعتها لى ونشرتها كبريات دور النشر فى مصر، وذلك واضح من الصفحة الأخيرة التى تحتوى على قائمة  بمؤلفاتى، ولست أفهم حتى الآن كيف ورط الناقد المنهجى نفسه فى هذا الكذب.

كان فاروق عبد القادر واحدا ممن هاجموا رواية "قصر العينى" و كأننى لم أكتب سواها..

إننى أتساءل على سبيل المثال:: إذا كانت روايتى: “  قصر العينى "  تحمل كما تردد فى أحاديث إفكهم  بذاءات وكفرا كالوليمة.. فلماذا لم يدافعوا عنها كما دافعوا عن الوليمة؟! .. أو على الأقل لماذا لم يتقدموا ببلاغ ضدها إلى الأزهر أو إلى أية جهة أخرى كى يؤيد الناس موقفهم؟ .. ولماذا جبنوا عن مجرد التعرض لاسم رواية أخرى لى وهم يحصون ما كتبت.. هذه الرواية اسمهما   : "مباحث أمن الوطن  " ؟!! هل لأنها تمس أولياء نعمتهم؟….  ورواية أخرى اسمها : " الحاكم لصا" .. ومجموعة قصصية لى صودرت فلم يهتز لهم جفن.. لماذا لم يتعرضوا مثلا لكتاب إنى أرى الملك عاريا وهو كتاب يقارب الـ800 صفحة دفاعا عن ثوابت الأمة؟ أو كتاب: بغداد عروس عروبتكم وهو كتاب تتجاوز صفحاته الثمانمائة صفحة دفاعا عن أمن الأمة.. لماذا لم يتعرضوا لكتاب : من   مواطن مصرى إلى الرئيس مبارك   وهو الذى قيل عنه أنه أجرأ كتاب من مواطن إلى حاكم.. لماذا لم يتعرضوا للكتب الأخرى ومئات المقالات التى فضحت فيها الظلم والتعذيب والتزوير والخيانة والقهر والغزو الفكرى والتغريب؟.. لماذا لم يتعرضوا لها رغم أن بعض النقاد يعتبرها نموذجا لفن جديد فى الأدب العربى هو فن المقال الدرامى.

قلت أن موقف الآخرين كان مضحكا، و أن موقف فاروق عبد القادر لم يكن كذلك، لكن هناك واقعة متعلقة به مضحكة وموحية، إذ أننا تهاتفنا عدة مرات كان آخرها إبان أزمة القانون 93 (راجع كتابى : إنى أرى الملك عاريا) حيث بالغ فى الإشادة بموقفى، تواعدنا على لقاء يتم حين أكون فى القاهرة، ومن منزلى بالقاهرة هاتفته فرد علىّ من أهل بيته من أجابنى إجابة شديدة الغرابة، إذ قالوا لى أنه فى المستنقع، أنهيت المكالمة على الفور خجلا، وقلت لنفسى لابد أن ثمة سوء تفاهم بينه وبين أهله دفعهم للحديث عنه بهذا الغضب المهين، ولم أحاول الاتصال مرة أخرى، فيما بعد، كنت أتحادث مع أحد الكتاب الذى أخبرنى – عرضا – أنه لقى فاروق عبد القادر حيث يجلس معظم الأحيان فى المستنقع!!.. فغرت فاهى من الدهشة، وطرحت على الصديق تساؤلى بعد أن حكيت له ما كان، فانفجر فى ضحك متواصل وهو يخبرنى أن المستنقغ اسم حقيقى لحانة خمر يتردد عليها معظم المثقفين بعد إغلاق مقهى وبار ريش الشهير، و أنهم هناك، فى المستنقع، يحتسون الخمر حتى يثملوا وتنشب بينهم المشاجرات الدامية بالأيدى والمقاعد.

ضحكت من سذاجتى، لكنه كان ضحكا أمر من البكاء، كان الواقع رمزا وكان الرمز واقعا وكان الجزء الطافى من نخبتنا المثقفة .. فى المستنقع..!!.

وعزفت عن محاولة الاتصال مرة أخرى.. بعد أن أدركت أننى بهذا المفهوم لا يمكن أن أكون مثقفا!!..

[zz] - كان موقف التليفزيون المصرى غريبا، والحق أنه طلب منى أن أسجل معه لكننى كنت قد لدغت من صحافة بلادى التى لم ترع إلا ولا ذمة فاعتذرت، لكن غيرى لم يعتذر، و أذاع التليفزيون الحلقات التى تؤيد الحيدريين ومنع إذاعة الحلقات التى تنتصر للدين.

إلى جانب ذلك بدت منه – لست أدرى كيف؟ وهو مؤسسة من مؤسسات الدولة - بعض التصرفات الطفولية ، فبعد أن جلل الإحباط الأمة، التى أطلقت الدولة عليها الرصاص ممثلة فى طلبة جامعة الأزهر، دخل التليفزيون المزايدة، وفى ليلة واحدة كانت القناة الأولى تستضيف جمال الغيطانى، والثانية تعرض فيلما لإبراهيم أصلان- رئيس السلسلة  التى نشرت الرواية الكافرة- والقناة السادسة – ومقرها  مدينة طنطا: حيث أقيم – تستضيف على أبو شادى رئيس الهيئة التى نشرت الرواية الكافرة.

[aaa] - التفاصيل فى مقال للدكتور محمد سليم العوا  بمجلة الكتب وجهات نظر عدد يوليو2000.

[bbb] -  فى مواجهة على قناة الجزيرة الفضائية  فى يوم 7/8/2000 كان حيدر حيدر يتكلم فى برنامج الاتجاه المعاكس، كان هو شخصيا، لا أبطال الرواية المتخيلين ولا المؤلف، بل هو بشحمه ولحمه، وكان يكرر: نعم: كان للرسول خليلات وكان يتزوج زواج متعة!!.

[ccc] - رفع الأستاذ عبد الحليم رمضان المحامى الشهير قضية ضد السيد فاروق حسنى وطلب فى القضية توقيع الكشف الطبى عليه لبيان ما يمكن أن يكون فيه من شذوذ نفسى أو جسدى- صحيفة الحقيقة.

[ddd] -  عشرات الصحف والمجلات أجرت معى أحاديث صحفية، تلك التى تصدر خارج مصر لم تكذب علىّ، اختصرت أحيانا وحذفت أحيانا بعض هجومى وتحليلى لأبعاد الأزمة خاصة المتعلق بمسئولية النظام عنها أو بعض آرائى السياسية، معظم الصحف والمجلات المصرية كذبت كذبا صريحا، فى إحداها كان الصحفى يسألنى عما إذا كنت قد ندمت على كتابة مقالاتى بكل هذا العنف، و أجبته بالنفى، فأجابنى إذا ما كنت سأكتبها بهذه الطريقة لو أعدت كتابتها الآن، وهنا خطر لى أن أروى له واقعة كنت مبهورا بها، ذلك أن أمريكيا أمسك بالمصحف مترجما فقرأ الكلمات الآولى من الآية الأولى فى سورة البقرة: الم ذلك الكتاب لا ريب فيه.. وقبل أن يكمل كان ينطق الشهادتين، وفسر الأمر بعد ذلك أنه ما من عمل فكرى أو أدبى أو علمى يكتبه صاحبه إلا و أحس بعد فترة بعدم اكتماله، وأراد أن يزيد فيه أو ينقص، لكن القرآن يبدأ بتحدى البشر جميعا عبر التاريخ كله أنه لا ريب فيه، فذلك لا يمكن أن يكون كلام بشر، وما دام كذلك فهو من عند الله، ومن أجل ذلك أسلمت. وواصلت حديثى للصحفى: أن ذلك يعنى أننى لو كتبت تلك المقالات الآن فلا يمكن أن تكون بنفس النص، سأزيد جزءا هنا و أحذف جزءا هناك، لكن خطها الفكرى سيكون فى نفس الاتجاه.

تجاهل الصحفى الهمام هذا الكلام كله ليكون مانشيت حديثه الصحفى معى أننى اعترفت – ولاحظوا كلمة : اعترفت هذه والتى تلغى المسافة بين المخبر الصحفى ومخبر الشرطة- أننى لو كتبت الآن فلا يمكن أن أن أكتب ما كتبت. هكذا.. وفقط .. ولم يورد الصحفى كلمة عن الأمريكى الذى أسلم بشطر آية.. وكانت هذه هى أمانتهم الصحفية.

 مجلة الأهرام العربى أيضا كانت من أكثر المجلات تشويها لما قلت وادعاء علىّ بما لم أقل.. وقد أرسلت لهم هذا التعليق فلم ينشروه ولم يردوا عليه أو حتى يشيروا إليه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأهرام العربى

السيد الأستاذ أسامة سرايا : رئيس التحرير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم تصدمنى معظم الصحف الأخرى، لكن صدمتنى الأهرام العربى، عندما افتقدت فى الحوار الذى أجرته معى الأمانة الصحفية والصدق.

ولم يكن حزنى بسبب جرح أصابنى، ففى معركة لله كالتى أخوضها: كل جرح وكل إساءة حسنات يمن الله بها علىّ إن شاء الله يجعلها فى ميزانى يوم القيامة. لكن حزنى كان من المستوى الذى تدنت إليه معظم صحفنا.. ولكم كان مهينا لى وأنا أتحدث مع بعض الصحافيين العرب فإذا بهم يتحدثون بازدراء كبير عن الصحافة المصرية التى تخلفت عن معظم قريناتها فى الصحف العربية.. ولم يعد أحد فى الخارج يأخذ ما تنشره على محمل الجد..

كنت أنظر إلى شباب الصحفيين فتتلبد سماوات المستقبل بغيوم الحزن، حين أتساءل : أين القيمة؟ أين المثل الأعلى؟ أين لنمط والنموذج والمثال ؟! أين أين أين ومن يربونهم لا يعطونهم فنا  ولا علما ، بل إنهم يربونهم على العكس تماما..

وكنت أحول جزءا  من الحوار أكون فيه السائل ويكون الصحفى المجيب:

كنت أسأله: فى صحيفتك هل للصدق المجرد أو الحقيقة المطلقة قيمة..

وكانت الإجابة نفيا..

وكنت أسأل: فى صحيفتك: هل الصدق قيمة والكذب عار؟..

وكانت الإجابة : على العكس..

وكنت أسأل: هل يرتقى المجتهد ويستبعد الأفاق؟..

وكانت الإجابة: بل يرتقى الأفاق ويستبعد المجتهد..

وكنت أسأل: هل التدين عنصر يزيد من قيمة الصحافى ؟!.. ( تصادف أن كان لأحدهم علامة صلاة فى جبهته) ..

وكانت الإجابة: بل يظل المتدين محاصرا بالشكوك مطاردا بالهواجس فلا يأمنون جانبه حتى تبدر منه بادرة تطمئن قلوبهم.. وهذه البادرة هى  أن يزنى أو يسكر أو يكذب كذبة كبرى..

وكنت أسأل: بعيدا عن الدين.. هل تحترم المقاييس الغربية للصحافة؟

وكانت الإجابة ذات يوم انفجارا من أحد الصحافيين: بل منطق العصابة.. أكثر العصابات شرا.. لا منطق ولا قانون  ولا أخلاق ولا علم ولا فن ولا دين..

كان ذلك ما جرح قلبى.

نفس الجرح الذى يمكن أن تحسه لو أن عزيزا عليك وقريبا لك كان كبير العائلة الذى يحيطه الجميع بالإجلال والهيبة فإذا بالجنون يصيبه حتى ليخرج فى الشارع عاريا ويقذف الناس بالأحجار!!.. وأنت ممزق بين مشاعر إدانته وتجريمه و وبين مشاعر الإشفاق عليه..

قيل لى مسئولا كبيرا فى مجلتك  هو من أشرف مباشرة على تشويه حديثى لمجلتكم..

فهل تسمح لى أن أسألك:

لماذا كانت هذه والشراسة فى التعامل معى، ولماذا كان الكذب ومحاولات التشويه والتزوير؟!..

لماذا كل هذا الحرص ألا أكتب؟!..

ولماذا كل هذا الحرص إذا كتبت أن يشوهوا ما أكتب لا عن طريق تفنيده ودحضه بل عن طريق تزويره ونثر الأكاذيب عليه..

إن كان ما أقوله باطلا فسوف يمنحهم فرصة إضافية للهجوم والتشهير والتشفى..

و إن كان صوابا فإنه يمنحهم الفرصة أن يتوبوا و أن يتعلموا..

فلماذا يسدون آذانهم ويصدون أسماعهم كما كان يفعل المشركون فى كل زمان ومكان؟!..

أحاول أن أفهم سر موقفهم فيعز على الفهم..

بالنسبة للصحف الصفراء والحمراء والسوداء يمكن فهم دوافعهم( هل تلاحظ أن الفعل المجرد من دوافع هو : دفع!).. لكن بالنسبة للأهرام العربى عز علىّ الفهم!!

قلت لنفسى لو أن المسألة كانت شخصية.. وأننى لم أهاجم حيدر ولا فاروق حسنى بل هاجمت أسامة سرايا أو حتى ابراهيم نافع نفسه .. لو أن ذلك هو الذى حدث لما برر هذه الحدة والغضبة غير الأخلاقية التى تعاملتم بها مع موقفى..

وربما كان لكم بعض العذر فى البداية عندما فاجأتكم المعركة وأنتم غير مستعدين فكريا لها، ولكن بعد أن تحدث رئيس جامعة الأزهر، واللجنة الدينية فى مجلس الشعب.. ثم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ثم خطباء المساجد فى طول مصر وعرضها حيث مثلوا بصدق وجيب قلب الأمة .. بعد هذا كله لم يكن لكم أن تماروا فى الحق ..

لم يكن لهم أن يختاروا الفسوق بعد الإيمان.. فبئس الاسم الفسوق بعد الإيمان..

ولقد أفتى الأزهر وعلماء الأمة  فى الداخل والخارج  كأعلى مرجعية للسنة فى العالم كله أن الكفر لا يقتصر على تأليف الكتاب الملعون ونشره بل يتعداه إلى كل من قرأ الكتاب أو أعلم بما فيه فجكم أنه إبداع..

هل هان عليكم الدين إلى هذه الدرجة؟!..

هل رخص عندكم الإيمان إلى هذه الدرجة..؟!

هل عز عليكم الكفر إلى هذه الدرجة..؟!

أم كفرتم بالغيب كفرا خالصا وما الأزهر إلا مؤسسة كباقى المؤسسات لا تمثل إلا أشخاص القائمين عليها دونما مرجعية دينية..

نعم لقد تعاملتم مه مراجعنا الدينية لا كمراجع دينية بل ككهنة يروون الأآساطير.. كهنة تحتملونهم كجزء متخلف من المجتمع وما يدفعكم إلى تحملهم سوى أمرين: هيكل الديموقراطية الفارغ المضمون الذى يسمح بحرية الأديان.. وأنهم يمثلون بمن وراءهم أغلبية ساحقة لا يمكنكم مواجهتها..

نعم تعاملتم مع المراجع الدينية تعامل صهيونى أو صليبى أو مشرك جزم بأن الإسلام ليس دينا وإنما أكذوبة كبرى يجب أن يطهر الوطن منه..

استبعدتم الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم .. أصبح الله عندكم ليس هو من: "ليس كمثله شئ" .. بل أصبح مجرد – أستغفر الله العظيم مجرد شيخ يلبس عمامة بعد أن نزعتم منه كل ما يرمز إليه.. أصبح كآلهة بنى إسرائيل يمكنكم أن تصارعوه وأن تنتصروا إليه.. بل ويمكنكم أيضا أن تسجنوه – أستغفر الله العظيم – كما هدد جلاد ذات يوم فى أحد سجوننا..

أصبح الله ليس هو القوة المطلقة.. بل قوة من القوى باقية كأثر من آثار التخلف .. ومهمتكم المقدسة القضاء عليه..

لم يعد الدين قمة الهرم.. ولا سماء الحق.. ولا أفق البصيرة..

بل أصبح شيئا من أشياء.. يعلوه الرئيس أو الملك ورئيس الوزراء وأى مسئول كبير.. ويعلوه أيضا ما تسمونه بالإبداع..

كان لسان حالكم يقول  لمن يقول ربى الله: تحملناكم رغم تخلفكم.. تحملناكم كوصمة الزمن الماضى فاصمتوا حتى تموتوا..

أصبح الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم هم سر تخلفنا..



 عاملتم الإسلاميين  كما ينبغى لنا جميعا أن نعامل عبدة البقر؟!

هل اكتشفتم – أستغفر الله العظيم – أن الله غير موجود؟!..

وهل تقولون فى الرسول صلى الله عليه وسلم  ما قاله فيه المشركون والمستشرقون- أستغفر الله العظيم – أنه ساحر أو مجنون..

ذلك هو المبرر الوحيد لموقفكم..

فإن لم يكن ذلك..

لماذا إذن تعاملتم فى الأمر كما لو كان ثأرا شخصيا بيننا وبينكم.. لم تتحروا الحق ولا الصدق..

قلت لنفسى ساخرا أننى إنما كنت أدافع عن جلال اسم الله وعن قداسة القرآن وعن الرسول صلى الله عليه وسلم فلماذا أغضبكم ذلك كل هذا الغضب؟!

كنت  أهاجم الشيطان فهل يمت الشيطان لكم بصلة وثيقة إلى هذا الحد..!!..

كأنه أب أو أخ أو أم لكم .. وكأننى حرقته بالنار..

كان هذا هو ما يفسر حميتكم المشتعلة ضدى..

لماذا هربتم دائما من الموضوع؟..

لماذا لم يستشهد واحد منكم بكلمات من الرواية الكافرة .. أو بالشعر الداعر الكافر الذى استشهدت بنماذج منه..

لماذا دافعتم عن الباطل بكل هذه الضراوة.. ولماذا كذبتم كل هذا الكذب..

لكنكم كجل الصحافة المصرية وقعتم فى خطأ قاتل..

لقد حاربتم معركة من معارك القرن الحادى والعشرين بأسلحة خمسينيات القرن الماضى.. حين كان الأمر يصدر: هاجموا فلانا وشوهوه فتنطلق الأبواق كالكلاب المسعورة ترميه بكل نقيصة.. وكان الضحية – أو الشهيد – لا يجد مع ذلك الطوفان من وما يرد عنه ذلك.. الآن هناك الإنترنت والبريد الإليكترونى والقنوات الفضائية والميديا كلها..

سوف أضرب لك مثلا: لكم كان مهينا – لو صدق – أن ينشر على غلاف مجلتكم: محمد عباس: أعتذر إلى أبى حيدر وأستغفر الله..

كان ذلك مهينا ومشينا لى.. بالرغم من أنه افتراء وزور..

لكنكم لم تضعوا الميديا فى حسابكم.. وفى اليوم التالى كان الخبر يتردد وكذلك ردى عليه.. وهو أنكم كذبتم ولفقتم..

وتحول الوضع من مهين مشين لى إلى مهين مشين لكم..

بل تحول إلى فضيحة وعار لكم..

وهو عار سيستمر عندما تصدر قريبا جدا عشرات الكتب التى ترصد ما حدث وتحلله..

لا أقول لكم اتقوا الله بمرجعية إسلامية..

لكننى أقول حافظوا على أخلاق المهنة بمرجعية أمريكية أو أوروبية أو حتى إسرائيلية..

ترى: هل لديكم الشجاعة والقدرة على حوار حقيقى؟!

هل لديكم القدرة لنشر نماذج الإبداع التى تدافعون عنها ؟؟

وهل لديكم القدرة لمناقشة الحقائق – لا الأكاذيب الملفقة .؟

أشك.. بل على الأحرى إننى واثق أنكم ستفعلون العكس تماما.. لآخذ من حسناتكم يوم القيامة – إن كان لكم حسنات- أو تأخذون من ذنوبى.. ولولا إيمانى بالله واليوم الآخر لكان هذا الخطاب إليكم عبثا جديرا بالسخرية.. لكننى أقيم الحجة عليكم.

فهل تدرك الآن يا أستاذ أسامة سرايا وجها من الفارق بيننا وبينكم..

نحن نؤمن بالله واليوم الآخر..

ولا يعنى هذا أننى أرميكم بالكفر..

لكن إيماننا هذا يجعل يقيننا بالغيب أكثر من يقيننا بالدنيا..

ونحن نعلم – مهما حدث أننا على الحق..

ونحن نعلم أن نتيجة الصراع لن تحسم فى الدنيا بل فى الآخرة..

ونحن نعلم أننا قد انتصرنا عليكم قبل أن تبدأ المعركة كما عبر – بذكاء فذ  أعترض على كثير مما وصل إليه- محمد حسنين هيكل فى مقاله الأخير فى مجلة الكتب وجهات نظر.

تلك هى المسألة.. وكذلك دائما ستكون..!!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



[eee] بل

[fff] تت

[ggg] - بعد إغلاق صحيفة الشعب اطمأن الذين فى قلوبهم مرض أننا لن نستطيع الرد عليهم فتضاعفت مساحات ما ينشرونه من كذب وتشويه وقلب للحقائق، وكان يجب على أن أبحث عن طريقة للرد. لكن الصحف المتوازنة كالوفد اعتذرت وكان موقف الدكتور نعمان جمعة جزءا من المعادلة، والصحف الإسلامية اعتذرت أيضا بعد أن رأت أن الدولة قد كشرت عن أنيابها يمكن أن تغلق صحف الاتجاه الإسلامى جميعا، الصحف والمجلات الحكومية كانت تقلب ما نقول وتزيف الحقائق، رئيس تحرير الحقيقة جرؤ على النشر لى فعاتبوه بشدة، فى المرة الثانية حذف نصف مقالى إكراما لهم فعاتبته و أخطرته بأننى لن أكتب له مرة أخرى، وفى الأسبوع التالى وبرغم أن العدد كان خاليا من اسمى ذهب ليطبع فى مطابع الأخبار كالعادة فرفضوا، فذهب إلى الأهرام وقوبل بنفس الرفض، وعجز عن طباعة العدد، وكان هذا هو عقابهم له على النشر لى.

كتبت بيانا و أرسلته إلى معظم الصحف، ما من صحيفة نشرته. كنت أفهم أن الصحف المصرية تفعل ذلك مجاملة لاتجاه فى الدولة، لكن ماذا عن الصحف العربية؟ خاصة تلك التى تصدر فى لندن؟ وهل بلغ الاختراق العلمانى هذا المدى؟.

كل تلك الصحف أيضا كانت تتلمظ على نشر تصريحات العلمانيين لكن معظمها نكصت عن نشر بيان الأزهر، و تلك التى نشرته نشرته مبتورا مشوها، و أظن أنه ينشر للمرة الأولى كاملا فى هذا الكتاب.

و إزاء هذا الحصار نشرت هذا البيان على شبكة الإنترنت ، وهو بيان يصلح أن يكون خاتمة هذا الكتاب:



بيان للأمة


تعب القلب يا أمة.. حزن القلب.. صُدِم القلب..

كنت أعد كتابا مادته عن  عن الغزو الثقافى والتغريب وخيانة نخبة المثقفين، عندما انفجرت عاصفة " جمعية المنتفعين بوزارة الثقافة"  ضد الاتجاه الإسلامى الذى يشكل الأغلبية المقموعة أو المقهورة أو الصامتة، حيث شنوا أشرس وأكذب حملة شهدتها الصحافة المصرية ، وذلك  بعد أن كشفت فى مقالات أربعة  سوءاتهم بقيام وزارة الثقافة المصرية التى تسيطر عليهم ويسيطرون عليها  بنشر رواية تسئ إساءات سافلة  إلى الذات الإلهية والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم..

كنت أعد الكتاب فإذا به كبحث نظرى طويل عن وعى الأمة النازف من ثقوب ذاكرتها.. فإذا بهذه القضية تأتى كمثل تطبيقى يوضح خطورة ما ذهبت إليه وصحته..

كان أداء السلطة عييا ومترددا ومتناقضا فما أن أُخذوا عندما فضحنا مكرهم السيئ حتى أعلنوا مصادرة الكتاب الملعون ثم عادوا إلى شياطينهم فصرحوا أن الكتاب لم يصادر لكنه لن يطرح مرة أخرى ثم قالوا أنهم شكلوا لجنة للتحقيق فى ملابسات نشر الكتاب ثم عادوا ليقولوا أن مهمة اللجنة أن تشرح للناس ما فى الكتاب السافل من إبداع  ثم قالوا أن الكتاب الملعون لم يصادر فى بلد عربى واحد فإذا به مصادر فى معظمها وإذا بهم أنفسهم يقرون بذلك على صفحات مجلاتهم  وعلى ألسنة نقادهم بل على لسان كاتب الكتاب الملعون نفسه الذى أقر أنه ظل 12 عاما ينشر الكتاب على حسابه ويوزعه كالمخدرات. ثم عادوا ليصرحوا بعد أسبوع  – فى أهرام الجمعة التالية لكتابة مقالى-  أن الكتاب الملعون صودر ثم عادوا فى أخبار الأحد ليقولوا أن الكتاب لم يصادر فانفجرت المظاهرات مساء الأحد..

أما اللجنة العلمية التى شكلها الوزير فقد كانت لجنة الأشقياء التى خانت أمانة الكلمة .. ويكفينا منها أنها اعتبرت العمل الملعون إبداعا – دعنا من الشطط الأبله الذى رآها عملا دينيا- بينما اعتبر تقرير المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وفضيلة الشيخ يوسف القرضاوى واللجنة الدينية بمجلس الشعب وجمهور الأمة  أن من يعتبر هذا العمل الملعون إبداعا فقد كفر.. لقد قامت اللجنة الموقرة بإعراب الجملة إعرابا انجليزيا، بعد أن ترجموا كلمة : " خراء " على أنها تعنى التعبير الدارج الأمريكى:  “ Shit” ، لأن الإعراب بالعربية يجعل تفسيرهم كارثة ، فعدم وضع النقطة يجعل كلمة الخراء- أستغفر الله العظيم- صفة للقرآن، أما بعد وضع النقطة فإن الكلمة تعود لا على القرآن فقط، بل على القرآن وآلهة البدو أيضا!.

ونسى الجميع كل شئ .. وتجاهلوا كل محظور إلا محظورا واحدا توهموه .. هو أنه ممنوع أن تتواصل العلاقة بين كاتب وقرائه إلى الدرجة التى تشتعل فيها المظاهرات بسبب مقالة..

كان هذا هو المحظور .. لم يكن الاجتراء على الله محظورا..

ولم يكن تشبيه القرآن بالخراء ( غفرانك اللهم) محظورا.. ولا سب رسول الله صلى الله عليه وسلم محظورا..

ولا كان ارتكابهم لجريمة نشر عمل يحوى كل هذه البذاءات والسفالة ثم تناقضهم الغبى وترددهم العيى  هو سبب المظاهرات..

أطلقت على أجهزة وزارة الثقافة كل منتفعيها..

تعب القلب يا أمة.. حزن القلب.. صُدِم القلب..

فما كنت أحسب أبدا أن كل هذا الكذب والباطل والانحراف قد سيطر على توجهات نخبتنا المثقفة الطافية على سطح المجتمع كما يطفو السمك الفاسد على سطح الماء إلى  كل هذا المدى..

حاولت معظم صحف بلادى كل ما تستطيع لتشويه موقفى، ونشر الأكاذيب عنى، فما من صحيفة منها أجرت حديثا معى إلا شوهته، ونسبت إلىّ فيه ما لم أقل، حتى لقد اتصل بى صحافى  ممن أجروا معى حوارا وهو يبكى ليقول أن رئيس تحرير صحيفته نحى الحوار الذى أجراه جانبا ليكتبه هو من البداية. وليملأه بالأكاذيب. صحافى آخر اتصل معتذرا، فهو يعرف الحقيقة لكن رئيسه استكتبه باطلا فكتب. لقد بدا معظم من تصدى للحملة- حملة الإفك- مجرد كومبارس يلقنون الأدوار وتكتب لهم المقالات.. ثم تعاقب السلطة المهيمنة  من يصيب أو يصدق وتجزل العطاء  لمن يخطئ أو يكذب.. وتلك كارثة أظنها تنخر كالسوس  فى صحافة  بلادنا حتى نخاعها ثم تنتقل عدواها إلى كثير من صحفنا العربية. وعلى الرغم من أنهم يحررون ثلاثين مجلة وصحيفة جندوها كلها للهجوم علينا، على الرغم من ذلك طالبوا بإغلاق صحيفة الشعب.. عندما أدركوا أنها وحدها بعون الله كانت قادرة على كشف باطلهم.

حاولوا النيل منى عن رواية قصر العينى، ولم تكن الرواية مشكلة إلا فى قلوب  مريضة تريد  تشتيت انتباهنا وانتباه الأمة عن جريمتهم الكبرى، كانوا هم الذين نشروا على  استحياء ( على لسان الكاتب الكبير الأستاذ محمد عبد القدوس) أن المستشار مأمون الهضيبى قد قرأ الرواية ولم يجد فيها ما يعيب ومع ذلك لم يخجلوا، ولو كان لديهم أى ثقة فى جدارة هجومهم بأى مصداقية لنشروها كاملة فى إحدى صحفهم الكثيرة، لكنهم يدركون أن كذبهم الفاجر سينكشف حتما لو قرأ الناس الرواية، لذلك سودوا من  الصفحات
فى الهجوم عليها أضعاف الرواية نفسها.

حاولوا أن ينسبوا إلى زورا أننى اعتذرت عما كتبت، وذلك لم يحدث أبدا، ما حدث أننى قلت أن مرجعيتى الإسلامية تجعلنى أتوب عن الذنب حين أذنب، ولقد أثمت حين تعرضت للآباء، وأستغفر الله عن ذلك، أما الأبناء فربما لا يكون أحدهم جديرا بأن أعتذر له ولو عن أبيه.

لم أتراجع قيد أنملة عن موقفى من كفر الرواية، وكيف أتراجع إذا كان بيان الأزهر أشد حدة من موقفى فى نقد الرواية الكافرة، حين ذهب أن الكفر لا يقتصر على الرواية بل يمتد إلى كل من يعتبرها إبداعا،  وهذا ما لم أجرؤ أنا على قوله !!..

ولو كان الأمر يتعلق بشخصى لاحتسبت وصبرت.

لكنه يتعلق بموقف نخبتنا المثقفة الظاهرة على السطح، والمتحكمة فى مقاليد الثقافة والإعلام.. ليس موقفها منى.. بل موقفها من الإسلام.. ومن الغزوة الثقافية الهائلة التى تروم محو هويتنا وديننا .

كان مذهلا على سبيل المثال أن معظم هذه الصحف  – التى أفرد بعضها أكثر من نصف حجم صحيفته للموضوع- قد تجاهلت تماما بيان الأزهر عن الرواية المنكودة. وأسوأ من ذلك ما قيل، من أن تنبيهات صدرت إليها بذلك. البعض الآخر لم يتورع عن مهاجمة الأزهر ذاته. وتدنى البعض إلى درجة لا يمكن تصورها فى هجومه على فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى لتأييده لما ذهب إليه المجمع الأعلى للشئون الإسلامية من كفر الرواية، بل وكفر من يرى أنها إبداع. لم تهتز لواحد منهم شعرة وهو يواجه    – حتى ولو كمجرد احتمال – أن يكون موقفه كفرا.

كان مذهلا أن كاتبا كبيرا كجمال الغيطانى راح يردد فى كل المنتديات أننى حرضت على القتل ونشرت أسماء وعناوين وأرقام الهواتف الشخصية للمسئولين عن النشر رغم أنه يعلم أن ما يقوله كذب صريح، فما أشرت إليه هو المكتوب على الرواية الملعونة، المعلومات الخاصة بدار النشر والموجودة على أى كتاب ، ولا أحسب أن أحدا مهما بلغت السذاجة به يتصور أنهم كتبوا عناوينهم وهواتفهم الشخصية على غلاف الكتاب.

وكان مذهلا أن يمسك د.رفعت السعيد بصحيفة الشعب يقرأ منها فقرة يدعى علىّ فيها مهاجمة هذا وذاك، لكنه يسقط سطرين من الفقرة: السطر الأول أنسب فيه الكلام إلى قائله، والسطر الأخير كتبت فيه أننى شخصيا لا أصدق ذلك!.

كان المثقفون الرسميون فى بلادنا هم الذين تولوا توجيه الاتهامات الأمنية إلينا.. فأسفروا عن وجههم وكشفوا أنفسهم.. وحتى فى ذلك فقد كانوا مخبرين فاشلين لم تأخذ أجهزة الأمن بلاغاتهم على محمل الجد.

ولقد كان من المضحك المبكى على سبيل المثال  أن اللواء فؤاد علام عندما سئل عن مظاهرات الأزهر قد استبعد احتمال التخطيط أو الاستغلال، فذلك كان سيترتب عليه نشوب المظاهرات فى عدة جامعات فى نفس الوقت، وفسر اللواء ما حدث بأنه رد فعل طبيعى من طلاب الأزهر، لكن كتائب الصحفيين بقيادة صلاح عيسى وجمال الغيطانى- ولسنا ندرى قدر خبرتهم الأمنية- راحا يؤكدان طول الوقت فكرة المؤامرة.

كذبوا طول الوقت، حولوا القضية من قضية إيمان أو كفر إلى قضية إبداع أو مصادرة .. تجاهلوا مواقفى فى الدفاع مثلا عن إبداع سعد الله ونوس عندما هوجم، بل عن السفيه علاء حامد عندما اعترضت على الإجراءات الأمنية التى اتخذت ضده. تجاهلوا أيضا أنه عندما تعلق الأمر بحقوق الإنسان  فقد كانت صحيفة الشعب – وليست الأهرام- هى التى دافعت عن كاتب كبير بالأهرام انتـُهكت حقوقه وزورت التهم له.. وهو الدكتور محمد السيد سعيد.. وعندما تعلق الأمر بالإبداع فقد كنا نحن  – وليس أى واحد من المدافعين عن البذاءة والسفالة التى يدعونها بالزور والكفر إبداعا- الذين تصدينا للدفاع عن الشاعر الكبير محمد عفيفى مطر.. حين تجاهلت كل اللجان العلمية و كلاب الصيد المفترسة ديوانه: "احتفاليات المومياء المتوحشة" والذى يصف فيه كم العذاب المروع الذى تعرض له.. كنا نحن الذين تصدينا لذلك و أفردنا مقالات طوال دافعنا فيها عن الإبداع وعن حقوق الإنسان  عندما خرست الشياطين.

لا يقتصر الأمر على ذلك .. فقد كنا نحن الذين سلطنا أكبر قدر من الضوء على عبد الرحمن منيف حتى نال جائزة الإبداع من مصر.. وكنا أيضا من سلط الضوء على من تخشى الشياطين الخرس من مجرد ذكرهم كالشاعر مظفر النواب والشاعر أحمد مطر وكثيرين وكثيرين..إذ يبدو أن نقادنا الأجلاء لا يعتبرون الكاتب مبدعا إلا بعد أن يحصل على ترخيص من وزارة الثقافة.. أو بعد أن يتجرأ على الذات الإلهية!!..

كنا ندافع عن الإبداع الحقيقى وكانوا هم من شفاه مخمورة و أرواح نجسة وعقول مخصية يدافعون عن الكفر والعهر..

وكنا نحن الذين ندافع عن حقوق الإنسان فى أرجاء عالمنا الإسلامى بينما كانوا هم مشغولين بتقديم المبررات للسلطات تسويغا للقهر.. وتحليلا للحرام وتحريما للحلال..

يلخص فكرهم كله: الأمر بالمنكر والنهى عن المعروف..

يلخص فكرهم كله: الحق هو القوة والسعادة هى اللذة والصدق ما تستطيع بآلة الإعلام الجبارة الكاذبة أن تنشره..

نعم..

لم يكن الأمر أمر إبداع إذن بل أمر كفر وعهر..

كذبوا طول الوقت، فلم يكن اعتراضنا على رواية أو كتاب وإنما على أن تقوم وزارة الثقافة التى تربى وجدان أجيال بنشر الكفر والعهر.

 الزنا والمخدرات موجودة فى كل مجتمعات الدنيا، لكن فرق بين أن توجد كاستثناء يحاربه المجتمع وبين أن تشجعه وتدعمه مؤسسة من مؤسسات الدولة.

كذبوا طول الوقت، ورغم استعدادنا الدائم لتقبلهم ومواجهتهم بالفكر والقلم إلا أنهم أثبتوا أنهم استئصاليون لا يطيقون أى اختلاف معهم، رضينا بكفر أفكارهم، فهذا ما يحاسبهم الله عليه، لكنهم لا يرضون بإيماننا ويريدون استئصال شأفة كل من يقدس ربه ودينه ورسول الله صلى الله عليه وسلم .

الإسلام عندهم إرهاب .. الإسلام عندهم هو الإرهاب الذى يملئون الدنيا صراخا مستنجدين بالشياطين أن تنقذهم منه تدعمهم فى دعاواهم كل شياطين الغرب..

كشفت النخبة المثقفة الظاهرة  نفسها، ووضعت النقاط فوق الحروف، وأنها فى غالبيتها لا تتجاوز كتائب رجال الأمن الفكرى المسند إليهم قمع الفكر  تماما ككتائب رجال الأمن البوليسى المسند إليهم قمع الفعل، وقد يكون للأخيرة شرف فى أداء واجبها- رغم التحفظات- أما بالنسبة للأولى فلا شرف، بل عار خيانة الأمة – فضلا عن عار خيانة الله ورسوله.

نعم. لقد بدوا وكأنهم تكرار فاجع  لجيش جنوب لبنان العميل، عدو أمته عالى الصوت خافت الضمير خائن الأمة والأمانة. وإنا مع الأمة لمنتظرون تلك اللحظة التى يفئ فيها علينا نصر الله لنشهد انهيارهم الفجائى.. تماما كانهيار جيش أنطوان لحد .. تلك اللحظة التى يعترف فيها كل منهم.. لماذا هان.. ولماذا خان.. ومن كان يحركه.. ومن كان يدفع له..

هذا الفصيل الفكرى الطافى على مجرى النهر فى بلادنا لم يشن فى تاريخه حملة فى عنف وعمق وسعار الحملة التى شنها علينا لأننا ندافع عن ثوابتنا الدينية..

هذا الفصيل الفكرى الذى لم يهتم أبدا بحقوق الإنسان إلا إذا كان هذا الإنسان شيوعيا أو يجترئ على الدين، لم يهتم أبدا بمواجهة المشكلات الهائلة التى تعانى منها أمتنا الإسلامية، فى صراع يكاد يمحو هويتها، لتسقط لقمة سائغة بين أنياب المتربصين، هذا الفصيل الذى أضله من يضل الظالمين  يرى التنوير  فى التغريب والثقافة فى الغزو الفكرى، والانفصال عن منابعنا وقطع جذورنا ، وما ذلك إلا مؤامرة على الدين والأمة، بل وعلى القومية والأوطان.

إن أى عاقل – لا يلزم أن يكون مثقفا – يدرك أنك لكى تهدم أى مجتمع عليك بهدم ثوابته الدينية والخلقية، ابدأ بالكفر، ثم متعهم بالعهر، وبعد ذلك لن تجد مجتمعا بل شراذم ناس..

هذه الشرذمة التى تسود حياتنا الثقافية مدعومة من أعداء الأمة.. لأنه عندما ينتشر الكفر والعهر فسوف يكون التطبيع مع إسرائيل محصلة طبيعية.. لا لنكون لهم أندادا بل عبيدا..

لقد كانت هذه الهموم هى مادة الكتاب الذى  يطبع الآن و يجمع ويجمل أكثر من خمسين مقالا نشرت فى صحيفة الشعب المصرية قبل انفجار عاصفة الشيطان .. حتى لقد بدت الأزمة حين نشبت ليست إلا مثالا عمليا على ما ورد فى الكتاب من فكر نظرى.. وبدت تأكيدا على صحة كل كلمة كتبت فيه..

يا أمة.. أعرف أن المجال لا يتسع.. لذلك أوجر مؤكدا ثوابت موقفى:

·  الله يعلم – وهم أيضا يعلمون لكنهم يكذبون: على الأقل عن طريق اتصالاتهم الأمنية وخبرتهم الصحفية - أن الحملة التى بدأتها كانت خالصة لوجه الله ولم يكن لها علم الله وشهد أى بعد سياسى، ولم يسبقها أى تخطيط، أو حتى اتصال مع أحد  وإنما كانت انفجارا فى القلب من فرط ما وجدت من إساءة للذات الإلهية والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم  ، وهم يعلمون أيضا، أننى كتبت فى العام المنصرم خمسين مقالا  – كل مقال صفحة كاملة فى صحيفة الشعب-  كان عنوانها: الوعى ينزف من ثقوب الذاكرة، كان همى فيها هو نفس الهم .. هم الأمة التى خانتها نخبتها لتدفعها إلى الهلاك  كقطيع يندفع إلى المجزرة وهو فرح بها نشوان. وأننى تناولت فى هذه المقالات مؤامرات بدأت منذ ألف عام.. مؤامرات الاستشراق ثم التبشير ثم الاستعمار الذى لم يرحل إلا بعد أن اطمأن أنه ترك خلفه نخبة ثقافية منحرفة تهدم فى الأمة ما عجز الاستعمار المباشر عن هدمه.. ووسائلها فى ذلك: الثقافة والإعلام والتعليم .

·  الله يعلم وهم يعلمون علم اليقين أننى لم أكن منضما أبدا إلى حزب ولا إلى تنظيم. ولا يمنعنى ذلك أعلن ككاتب مستقل عن احترام لا حد له لحزب العمل وصحيفته ولقياداته . وأن أقرر أن هذا الحزب النبيل عندما تصدى لقضية الإساءة إلى ديننا وثوابتنا لم يفعل ذلك بحسابات سياسية ، على العكس، فعل ذلك ضد الحسابات السياسية، ففى قضية الإيمان والكفر وهدم الثوابت لا توجد   – ولا ينبغى أن توجد – حسابات الدنيا بل حسابات الآخرة. لم يقل أحد يوما أننى أنتمى إلى حزب ، وكانت تلك الحقيقة كفيلة بهدم كل إفكهم عن تخطيط هنا أو مؤامرة هناك أو تجهيز للانتخابات ( ..!!)  وعلى الرغم من ذلك فإن صحفنا المحترمة الصادقة(!!) بدلا من أن تعترف بذلك  تنشر بمانشيتات عريضة أن  حزب العمل يتنصل ويتبرأ منى!!.. وغدا سينسبون إلىّ ما لم أقل فى طوفان من الأكاذيب لا يغيض.

·  ولكى أوضح للأمة مدى نبل الكتيبة المجاهدة التى تقود صحيفة الشعب وحزب العمل فإننى أترك للقراء هذه المقارنة: لقد نشرت إحدى  الصحف المصرية أن ثروات رؤساء تحرير الصحف المصرية القومية الثلاث تتجاوز المائة مليار دولار لكل واحد منهم، أما المجاهد عادل حسين فقد حصل  على مكافأة نهاية الخدمة بعد عمل ثلاثين عاما فى صحيفة الأخبار المصرية، كانت المكافأة سبعة آلاف دولار تقريبا، وكان هذا المبلغ كل ما ادخره فى حياته، ولقد أنفقه فى أسبوع واحد: جهز بنصف المبلغ ابنته للزفاف.. وتبرع بنصفه الآخر للحزب وللصحيفة.. وعندما حكمت المحكمة عليه بغرامة قدرها خمسة آلاف جنيه.. لم يجد ما يسدد به الغرامة.. فتطوع الناس بسداد قسط من الغرامة عنه كى يتجنبوا حبسه. أما رئيس تحرير صحيفة الشعب، الأستاذ مجدى حسين فقد أصبح السجن مقرا شبه دائم له.

·  الله يعلم وهم يعلمون أننا لم نطالب أبدا بالخروج على القانون.. بل دائما نطالب بتطبيقه.. ليس فى قضية وزارة الثقافة فقط ( والتى خالفت القانون بنشر الرواية الملعونة دون موافقة الأزهر كما ينص القانون وكما صرح فضيلة شيخ الأزهر) .. نحن الذين نطالب بتطبيق القانون فى كل قضايا الأمة  وهم الذين يخرجون عليه.. ويدافعون عن هذا الخروج.. ثم يتهموننا نحن بذلك..

·     يا أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله:

لقد كان السحق العسكرى ضد الأمة الإسلامية موجها إلى تركيا باعتبارها الأقوى وبسحقها ينفرط العقد.. لكن السحق الثقافى كان موجها إلى مصر.. وكانوا مدركين أنهم لا يستطيعون بث سمومهم فى العالم الإسلامى دون أن تكون دولة فى حجم ووزن مصر هى التى تقود حملة التغريب عن طريق نخبة منحرفة من مثقفيها.

·  إن الخطر هائل وشامل وقديم ، وهو خطر لا يقتصر على مصر، ولا هو موجه فقط إليها.. كل العالم الإسلامى مستهدف، وما يحدث اليوم فى مصر جهرا يحدث عندهم خفية.. من أندونيسيا إلى المغرب ومن الشيشان إلى السودان. خطر مؤامرة هائلة، كان أسوأ ما فعلته نخبتنا المثقفة الرسمية أنها كرست جهدها كله لإنكارها ، ولم يكن ذلك إلا لصالح أعداء الله الذى يجترئون عليه، لكنه كان أيضا لصالح أعداء الوطن.

·  الذين يثيرون كل هذا الضجيج حاملين لواء الكفر لا يزيد تعدادهم عن ثلاثمائة.. ضدهم عشرات الآلاف من المبدعين الحقيقيين الذين لا ينشر لهم أحد ولا يملكون أبواق الدولة، وضدهم أيضا شعب مصر كله.. ثلاثمائة .. لكنهم هم الذين يملكون الأبواق.

·  كذبوا وزوروا وادعوا أن 3500 من أدباء الأقاليم يؤازرونهم .. وكشفتهم الصحف فأدباء الأقاليم لا يعرفون عن الموضوع شيئا.. والكارثة التى حاقت بهم الآن والتى لا يدركونها.. أن الأمة قد حكمت عليهم بموقفهم هذا.. وأنهم فقدوا تماما عند الناس كل مصداقية واحترام. بل إنهم يعرضون أنفسهم لأول مرة فى تاريخهم الأسود إلى احتمال أن يتهمهم القانون بأنهم يعتبرون الكفر إبداعا وأن من يفعل ذلك فهو كافر ( بنص الفتاوى الدينية التى أصدرتها مؤسسة رسمية من مؤسسات الدولة). كانوا دائما منفصلين عن الأمة وقد فقدوا كل تأثر بها أو أى تأثير فيها.. كانت الأمة تنظر إليهم دائما نظرتها إلى العلوج الأجانب.. وتقاومهم بالانعزال عنهم ( انظروا إلى أرقام توزيع صحفهم ومجلاتهم)..  لكن النظرة الآن تتغير.. فأولئك هم الذين يعتبرون سب الله والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم إبداعا.. وهو موقف أدعوهم وأدعو لهم أن يتوبوا إلى الله عنه.. لن أخيفهم الآن بأخرة لعلهم لا يؤمنون بها.. لكنهم تحدوا دائما الأغلبية الصامتة التى اكتشفت الآن حقيقتهم.. ثم تحدوا المؤسسة الدينية الرسمية فى الدولة.. ثم يتحدون النيابة فى تظاهرة لإرغامها على إغفال القانون فى محاكمة المجرمين.

·  لا نعرف حتى الآن عما ستسفر الأمور، وهل سينتصر صوت الإيمان والحق والعقل أم أصواتهم الخئون، قد يغيبوننا فى السجون، وقد يواصلوا تشويهنا.. لا تدافعوا عنا فالله حسبنا.. ولكن.. افطنى يا أمة.. نحن لسنا القضية.. ولا السياسة – وأيم الله – القضية ..القضية لا إله إلا الله محمد رسول الله.. وعلى كل واحد منكم أن يدافع عنها.. دفاع من يخشى لقاء ربه.

مازال فى الجعبة الكثير،  لكن المجال لا يتسع،  لكننى أقول أن المعركة قد بدأت لكنها لن تنتهى فالإسلام قادم،  وليس من قوة قادرة على منعه وما من  قيادة للثورة ضد الظلم والفحش فى الداخل والخارج سوى الإسلام،  وسننتصر ولو بعد ألف عام،   فذاك وعد الله،  نعم،  لن تنتهى المعركة،  ولقد أصاب هيكل عندما قال أن المثقفين (الذين سموا أنفسهم كذلك دون حجة ولا دليل) قد خسروا المعركة قبل أن تبدأ،  لكنها ليست خسارة معركة،  بل بداية الهزيمة الشاملة والكاملة،  ولعل وعيهم بذلك هو سر شراستهم فى المعركة الأخيرة.

 إن قطاعات عديدة من الأمة،  قد اكتشفت أن جل نخبتها المثقفة أشد سوءا من أسوأ الحكام،  وأنهم مهما ادعوا وأبدوا من استكبار ليسوا سوى أغوات السلطان وخصيانه،  وأن معظم من يسمون أنفسهم بالمثقفين على اتساع عالمنا الإسلامى،  ليسوا سوى جناح للسلطة يوازن جناح الأمن البوليسى الباطش،  وأن وظيفة الجناحين واحدة،  التعذيب والتزوير والتزييف والقهر ومحو الهوية والتمايز،  وإطفاء نور الله،   نعم،  جناحان تسقط بدونهما أى سلطة فى عالمنا الإسلامى،  جناح يمارس سلطته على الجسد،  وجناح يمارس سلطته على الروح.

***

إننى أوصيكم بقراءة كتابى العلامة محمود شاكر : "مقدمة فى الطريق إلى ثقافتنا" و "أباطيل وأسمار" الذى خاض نفس المعركة سنة 1966.. كانت مقالاته تنشر فى مجلة الرسالة.. وقبل أن يكمل معركته .. أغلقوا المجلة واعتقلوه.. نفس المأساة تتكرر  من ساسة يصرون على إغلاق أعينهم .. والأمة على حافة الهاوية.. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.. ولقد ختم العالم العلامة  – التى تتجاهله حتى الآن رغم موته كل أجهزة الإعلام فى العالم العربى – كتابه أباطيل و أسمار ببيتى شعر لأبى العلاء المعرى:

يسوسون الأمور بغير عقل … وينفذ أمرهم فيقال ساسة..

فأفّ من الحياة وأف منى … ومن زمن رئاسته خساسة..

·     اللهم إنى قد بلغت.. اللهم فاشهد..

دكتور محمد عباس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتابي: الجزء الأول

أيهم أولى بالاتباع: علماء السلاطبن فقهاء الخليج أم هؤلاء.

بعد مائة عام..!!