جرائم فرنسا البربرية
جرائم فرنسا البربرية
يقول "رجاء جارودى" فى كتابه " حوار الحضارات" : كانت الجزائر قبل وصول الفرنسيين سنة 1830 بلدا يصدر القمح، وقد استطاعت جيوش الثورة والإمبراطورية أن تغتذى بالقمح الجزائرى الذى أرسله الداى، ومضى هذا الأخير فى أريحية وفروسية حتى إلى عدم المطالبة بدفع ثمن قمحه بعد سنة 1816، وعلى الرغم من ذلك، لم تمر بضعة أعوام حتى قرر أن يقابل إصرار فرنسا على الامتناع عن سداد ديونها بطرد القنصل المناوئ دوفال باعتبار ذلك تدبيرا ثأريا، وقد حدث ذلك سنة 1830 وأصبح ذريعة لتدخل قوى الجيش الفرنسى، وعندئذ فرضوا على بلد إسلامى تحرم ديانته الخمر زراعة الكرم، وبذلك قضى على الاقتصاد الغذائى الذى كان سائدا من قبل، و أصبحت الجزائر تستورد القمح بعد أن كانت تصدره، وقد أحيطت تبعيتها منذ ذلك الحين على الصعيد الاقتصادى بكفالة مزدوجة: لتصدير خمرها وهى لا تدرى ما تصنع به، ولاستيراد القمح الذى تحتاج إليه.."
أليست هذه تماما تماما هى السياسة المتبعة الآن مع كافة شعوبنا نفس الاستراتيجية القديمة التى جعلت من أمتنا أكبر مستورد للقمح فى الدنيا ولصالح الكنتالوب والكروم والفراولة..
فى لجنة تقص حكومية صدرت عام 1883 يعترف الفرنسيون: لقد استولينا على أملاك المؤسسات الدينية، و أقمنا حارسا قضائيا على أملاك طبقة من السكان هم الذين وعدنا باحترامهم، واستولينا على ملكيات خاصة دون تقديم أى تعويض، بل مضينا على العكس، حتى على إرغام الملاك بعد استملاك أملاكهم على دفع أجور هدم بيوتهم، بل وحتى المساجد. لقد دنسنا المعابد والأضرحة، وحرمة المنازل والأمكنة المقدسة الإسلامية، ذبحنا أناسا يحملون تصاريح المرور، وقتلنا لمجرد شبهة جماعات سكانية بأسرها، وما لبثت أن اتضحت براءتها، وحكمنا على أناس اشتهروا بالقداسة فى البلدان، أناس أجلاء، وذلك لأنهم كانوا يتحلون بقدر من الشجاعة جعلهم عرضة غضبنا حين توسلوا للشفاعة عن مواطنيهم البائسين، وقد وجد أناس استساغوا إدانتهم، وآخرون متمدينون قاموا بإعدامهم"..
لقد كان يجب على الأمة أن تقتل - بالازدراء والاحتقار- رواد التزوير صبيان زويمر لا أن ترفعهم إلى مصاف كبار الكتاب والمفكرين،
وكان يجب على الأمة أن ترجم ذلك المسئول الذى يسند كتابة التاريخ الذى يدرسه أبناؤنا إلى أمثال هؤلاء - كبار الكتاب والمفكرين -
يواصل رجاء جارودى:
الاستعمار نَهَب، ولكنه بالدرجة الأولى قتل، ونحن لا نضيف أى تعليق على شهادة هؤلاء الأبطال : "بوجو وكافينال وسان ارنو" وغيرهم من الأقل شهرة فلنقتصر على قراءة رسائل مارشال المستقبل سان ارنو::
" لقد اتسع النهب الذى بدأه الجنود أولا، وامتد بعدئذ إلى الضباط، وعندا أخليت قسطنطينة اتفق، كما يحدث دوما أن آلت الحصة الأغنى والأكبر إلى قيادة الجيش.. إنهم يخربون ويحرقون ويهدمون البيوت ويقطعون الأشجار(..) لقد تركت بعد مرورى حريقا هائلا، فقد كانت القرى كلها، وهى قرابة مائتين قد احترقت، ودب الفساد فى بساتينها، وقطعت أشجار زيتونها"
أما الكولونيل فوريه فقد كتب سنة 1843 :
"انطلقت سبع كتائب بغية أن تعيث فى الأرض الفساد وتخطف أكثر ما تستطيع من القطعان ولا سيما من النساء والأطفال، فقد كان الحاكم وهو بوجو يريد بث الذعر بين السكان"..
ويقول الكولونيل مونتياك:
" يعيش لامورسير.. إن هذا الجنرال الشاب الذى لن يقف فى وجهه عائق هو الذى اخترق الموقع فى لمحة من الزمان واقتلع العرب من مخابئهم فى دائرة من خمسة وعشرين ميلا، وسلبهم جميع ما يملكون، من نساء و أطفال وقطعان وماشية (..) تسألنى عما نفعل بالنساء اللائى نأخذهن، إننا نحتفظ بقسم منهن رهائن، ونبادل قسما لقاء خيول، والباقى يباع بالمزاد بيع حيوانات الذبح"..
فهل الشرق هو الذى يمتهن النساء بينما يكرمهن الغرب يا كلاب جهنم؟!..
وفى شهادة الكونت "دى هاريسون" فى كتابه صيد البشر يصف عمل إحدى الكتائب التى شارك فيها : " صحيح أننا كنا نعود بملء برميل صغير من الآذان المقطوعة، مثنى مثنى من أجساد الأسرى، أصدقاء كانوا أم أعداء، وكانت هناك ضروب من القسوة لم يسمع بها أحد من قبل، إعدامات أمر بها من أمر ببرودة، ونفذها الجلادون ببرودة بعيارات نارية أو بضربات سيف تنال من أولئك المساكين، الذين كان أعظم ذنب اقترفوه أحيانا أنهم أرشدونا إلى مستودعات فارغة، وقد أحرقنا القرى التى مررنا بها"..
وفى 19 يونيو سنة 1845 التجأت قبيلة ولد رياح بعد أن طردتها كتائب بوجو المحرقة من قراها إلى مغارة، فعمد الكولونيل بيليسيه إلى إشعال النار فى فوهة المغارة طوال النهار والليل، و إليكم رواية شاهد عيان:
"من ذا الذى يستطيع وصف هذه اللوحة؟؟ أن ترى فى منتصف الليل وفى ضوء القمر كتيبة من الجيوش الفرنسية تضرم نار جهنم كلما خبت، وأن تسمع الأنين الخافت لرجال ونساء و أطفال وحيوانات، وتمزق الصخور المتكلسة التى تتشقق وتنهار، وفى الصباح، عندما عمدوا إلى تنظيف مدخل المغائر كانت ثمة جثث الأبقار والحمير والخراف وبين البهائم كان يتكدس تحتها رجال ونساء و أطفال وقد شاهدت جثة رجل يضع ركبته فى الأرض ويده تمسك متشنجة بقرن بقرة أمامه، كانت امرأة تحتضن طفلها بين ذراعيها، لقد اختنق هذا الرجل عندما كان يحاول حماية أسرته من غضب هذا الحيوان، وقد عدوا 760 جثة.
".. أرسل الحاكم العام بوجو إلى الكولونيل بيليسيه الأمر الآتى: إذا انسحب هؤلاء الجراء إلى مغاراتهم فعليك أن تقلد كافينباك دخّنهم إلى الحد الأقصى مثل الثعالب"..
وكافينباك هذا هو الذى سيصبح الحاكم العام للجزائر بعد ذلك..
ويقول بوجو ": ينبغى أن نعطى الجمهور أفكارا أصح عن ضرورة القيام بأعمال قاسية لإتمام خضوع البلد خضوعا حقيقيا، وبدون ذلك لا يمكن أن يوجد استعمار ولا إدارة ولا حضارة، إذ لابد أن يقبل السكان قانوننا من قبل أن ندير ونحضر ونستعمر، وقد برهنت آلاف الأمثلة على أنهم لا يرضون بقانوننا إلا بالقوة."..
هل اختلف نهجهم الآن معنا يا رواد التزوير أم أنه هو هو كما كان وكما هو كائن وكما دائما سيكون..
لكن لعل كلام رجاء جارودى لا يعجب عبدة الشيطان..
فلنتركه إلى ما قاله لينين نعم لينين، إذ يقول في مقال له في البرافدا تحت عنوان "نهاية الحرب بين إيطاليا وتركيا" : كيف كانت هذه الحرب ؟ كانت مجزرة بشربة متمدنة متقنة، كانت تقتيلا للعرب بواسطة أحدث العتاد، لقد قاوم العرب مقاومة المستميت، فحينما أنزل الأميرالات الطليان في بدء الحرب، بدون حذر: 1200 بحارا هاجمهم العرب وقتلوا منهم حوالي 0 60 شخص، وعقابا قتلوا من العرب حوالى 3000 ونهبوا وذبحوا عائلات بأكملها وقتلوا النساء والأطفال، الطليان الأمة الدستورية المتمدنة علقوا على المشانق حوالي 1000 عربي وقد قتل من العرب حوالي 14800 وستستمر الحرب في الواقع، بالرغم من الصلح لأن القبائل العربية الموجودة بعيدا عن الساحل في داخل القارة الإفريقية لن ترضخ وسيستمرون زمنا طويل في تمدينها بالحراب والرصاص وحبال المشانق والنار واغتصاب النساء (البرافدا - العدد 129، 2 أيلول (سبتمبر) 1912
القول قول لينين يا عباد الشيطان يا رواد التنوير..
كانوا يمدنوننا بالحراب والرصاص وحبال المشانق والنار واغتصاب النساء..
كانوا فهل اختلف الأمر الآن أم أن السهم تحول إلى صاروخ كروزو والحربة إلى توماهوك والسيف إلى الشبح ودخان الحطب على فوهة المغارات إلى قنابل اليورانيوم المشع
تعليقات
إرسال تعليق