الفقه والفقهاء
الفقه والفقهاء
منذ خمسين عامًا، غرقت في كتب الفقه، وأذهلتني العبقرية أحيانًا وأذهلتني الفجاجة كثيرًا، فيكاد يكون كل ما يخطر بالعقل مهما بلغت سطحيته أو عمقه موجودًا في كتب الفقه -الفقهاء الأساسيون استثناء- انزعجت كثيرًا، فكل شيء ممكن وكل شيء جائز، والحمد لله أن عصمني، فقد وجدت الحل على الفور:
أن الشريعة ثابتة والفقه متغير. وأن الفقه اجتهادات بشر يؤخذ منها ويرد عليها وأنه طبيعي أن يختلف الفقه باختلاف العلماء واختلاف الأزمنة.
الكارثة التي قادتنا إليها المؤسسة الدينية: العلماء (والعملاء والجهلاء) وهي لا تختلف كثيرًا عن المؤسسة الكنسية أنهم جعلوا الفقه ثابتًا والشريعة متغيرة فأباحوا عمليًا إشراك الحاكم لله في ملكه وادعوا في عصور متطاولة عصمة الحاكم، بل وزعم بعضهم أن الملائكة لا تكتب سيئاته، وهكذا أصبح الشرك مباحًا، بينما مخالفة اجتهادهم البشري في الفقه كفر. كانوا بهذا يحافظون على سلطتهم ككهنة لا كعلماء، فإن إباحة الشرك عمليًا حمتهم من بطش الملك
بينما رسخ تقديسهم للفقه سيطرتهم على الناس.
لا بد من دراسة المؤسسة الكنسية ومؤسسة أحبار يهود جيدًا كي ننقذ المسلمين. ذلك أن الكثيرين من علمائنا -عليهم من الله ما يستحقون- جعلوا من أنفسهم أربابًا من دون الله، ودفعونا إلى جحر الضب فدخلناه.
أؤكد هنا على أن هناك علماء ربانيين عمالقة عبر التاريخ لكنهم قليل، ومنهم الشهداء والأسرى لعن الله من قتلهم وأسرهم أو حاصرهم وكتم أصواتهم وسلط عليهم الرعاع والسفلة -مثله- لتشويههم. لكنني أكاد أقول إن نسبة العلماء العملاء الجهلاء كنسبة بعث أهل النار: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون!!
تعليقات
إرسال تعليق