التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شكر جزيل وقصة طريفة

 


 
تمت المشاركة مع أنا فقط
أنا فقط
كتب الدكتور محمد عباس:
شكر جزيل وقصة طريفة
==============
جزى الله الأستاذ الكبير محمد يوسف عدس عنا جميعا كل خير (رحمه الله فالمقال مكتوب قبل وفاته)، على المستوى العالم والوطني والإسلامي، وعلى مستواي الشخصي،فقد أغرقني بفضله، وألجمني بثنائه، عندما ذكرني بهذه الرواية "الحاكم لصا" والتي كتبتها علم 1987،لكنها ظلت في أروقة الداخلية عامين وهم يطلبون مني تغيير العنوان،أما أنا فقد ازداد إصراري وعنادي، وحاول اللناشر الحاج محمد مدبولي محاولة طريفة، وكان الأمن قد أوقف طباعتها في المطبعة، فلجأ الحاج مدبولي إلى مطبعتين غير معروفتين للأمن، وطبع في كل واحدة منهما بعض ملازم الرواية:كي لا يكتمل التصور عنها، وأجل طباعة الغلاف والصفحة الداخلية التي عليها العنوان إلى ليلة معرض الكتاب حيث طبعهما في مطبعة ثالثة، ثم أمر مجموعة من عمال الطباعة في آخر الليل أن يجهزوا له مائة نسخة بضم الملازم ولصق الغلاف، وذهب بها في صندوق مغلق إلى معرض الكتاب في السادسة صباحا يوم افتتاح مبارك له،وكان بخبرته يعلم أن التفتيش في هذا اليوم على الكتب يكون سطحيا فضباط الآمن يكونون مشغولين بالبحث عن المتفجرات والألغام، ونجحت الخطة ودخلت النسخ بالفعل،وكان ضباط الأمن يمرون على مكتبته في المعرض كل نصف ساعة، وأمر الحاج مدبولي بعدم عرض الرواية إلا بعد أن يروا موكب مبارك قادما، وبالفعل ، ما أن رأوه حتى عرضوا الرواية في مكان ظاهر جدا،ومر مبارك مرورا سريعا جدا لكن التلفاز ووكالات الأنباء صورت، وكانت الرواية واضحة في الصور، وكان تقدير الحاج مدبولي أن رجال الأمن لن يجرؤوا على مصادرة الرواية بعد عرضها وتصويرها في حضور الرئيس، لكنهم عادوا بعد نصف ساعة في منتهى الغضب، وصادروا النسخ،وساوموني لمدة عامين أن أغير العنوان فأبيت، فلفقوا للحاج مدبولي تهمة مزورة، كان الأهرام قد نشر ووزع رواية سافلة كافرة لشبه كاتب لا يجيد كتابة جملة سليمة، اسمه علاء حامد، واسم الرواية :"مسافة في عقل رجل" وكان مدبولي مجرد موزع لها، وهي رواية سافلة كافرة مليئة بالسب في ال٫ات الإلهية، وقد حصل على جوائز دولية لها رغم ركاكتها وأنها لا تصلح رواية ولا مقالا، وزورت القضية فأحيل الحاج مدبولي للمحكمة العسكرية على أنه الناشر، وتغافلوا عن الأهرام، وحكم عليه في بالسجن ثمانية أعوام، وظل الحكم سيفا مسلطا على عنقه حتى توفاه الله. رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له ما نشره ضد الدين من كتب لبنان وسوريا بالذات، بقي أمر واحد، أنه لم يعد لدي نسخ من هذه الرواية،التي احترقت آخر نسخها في مكتبتي التي حرقها الطاغوت يوم 22 مايو 2013م
" الحاكم نصّابًا" عنوان مقالى المنشور اليوم فى جريدة الشعب ، يتحدث عن حقائق توحي بأن هذا بالفعل هو النموذج السائد الآن فى بلاد العرب .. ويقارن المقال بين هذا النموذج وبين نموذج آخر يوشك أن يظهر فى بلاد "واق واق" [هذا هوالإسم القديم لجزر الفلبين فى الأدب العربي]، وسترى أي النموذجين أدعى إلى أن يوصم بالخسة والحقارة .. عن جدارة: النموذج العربي الأصيل .. أم نموذج بلاد واق واق الأسطوري الساخر ..
أحب فقط أن أنوِّه بأن هذا العنوان اخترته مصكوكًا على غرار رواية قرأتها منذ سنوات لكاتب عبقري مشهور يصف (هو نفسه) روايته [ وهو يسترجع أجواءها باندهاش بعد ٢٥ عاما من صدورها]- فيقول عنها:
"رواية غريبة .. غريبة جدا.. كتبتها منذ ربع قرن .. الرئيس [فيها] قواد ، وكل الوزراء مسجلين خطر وتجار مخدرات ومهربين وقتلة ، لا دين عندهم ولا ضمير ولا خلق ولا علم ولا ثقافة.. و القضاة لصوص لا يحكمون إلا بالظلم .. في فجور ليس كمثله فجور.. و الشرطة عصابات يفوق إجرامها أعتى العصابات.. والإعلام بيت دعارة لا يكف عن نشر أمراض فقدان المناعة في المجتمع.. أما الجيش فهو فتوات الحاكم اللص.. كلهم كلاب لا أحد فيهم يفكر في الوطن..العداء بينهم مستعر لكنهم يتوحدون على الفور ضد أي شريف".
انتهى الاقتباس من كلام مؤلف رواية "االحاكم لِصًّا" .. وأتركك مع هذا الرابط لمعرفة تفاصيل المقال لا تفاصيل الرواية:

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتابي: الجزء الأول

بعد مائة عام..!!