تأبيني للمستشار يحيى الرفاعي
تأبيني للمستشار يحيى الرفاعي 2010
المختار الإسلامي
إنا لله وإنا
إليه راجعون
مات المستشار
يحيى الرفاعي، وبموته انهدّ صرح للعدالة وتهاوى ضلع للضمير.
مات المستشار
يحيى الرفاعي الذي شكل الوعي القانوني لجيل والضمير الطاهر لأمة.
مات المستشار
يحيى الرفاعي الذي تصدى لمذبحة القضاء عام 68 عندما كان لا يعارض أحد، ولقانون
العيب في عصر السادات ولقانون الطوارئ في عصر مبارك.
مات المستشار
يحيى الرفاعي الذي عرى الفساد ومحاولات إفساد القضاء بل واتهم أحد وزراء العدل –وهو
في السلطة- بالكذب والتزوير ونشر ذلك في كتابه عن نزاهة القضاء.
مات المستشار
يحيى الرفاعي الذي حاولوا قتله- وكان لابد للمجرمين أن يفعلوا، كما اعتدوا بالقوة
على استراحته في الساحل الشمالي.
مات المستشار
يحيى الرفاعي رئيس مؤتمر العدالة الأول والأخير .. ورمز العدالة الدائم.
مات المستشار
يحيى الرفاعي الذي يطوق بصنيعه كل من وقف أمام القضاء بتهمة سياسية، حيث لم يتقاض
أتعابا في القضايا السياسية أبدا بل كان
ينفق من جيبه على هذه القضايا وبعشرات الألوف.
مات المستشار
يحيى الرفاعي الذي اعتزل المحاماة، لأن حكوماتنا لم تتوقف عن ارتكاب ما يجرد النصوص
القانونية من مضمونها تماما، بل ويخالفها بنصوص صريحة.
مات المستشار
يحيى الرفاعي الذي واجه السلطة بأن عدم
تنفيذ أحكام القضاء يبرر الخروج المسلح عليها.
مات الرجل الذي
كأن أبي تمام كان يقصده حين قال:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... فليس لعين لم يفض ماؤها عـــذر
فما كان إلا مال من قل مالـه ... وذخرا لمن أمسى وليس له ذخـر
فتى مات بين الضرب والطعن ميتة ... تقوم مقام النصر إن فاته النصر
ونفس تعاف العار حتى كأنما هو ... الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
مضى طاهر الأثواب لم تبقى روضة ... غداة ثواء لاشتهت أنها قـــبر
تعليقات
إرسال تعليق