حكايتي مع سمير رجب!

بداية كان من أبغض الناس إلى قلبي حتى رأيت من جاء بعده فنسيته! عام 1985 كان هناك قضية هامة كنت طرفا فيها وحققت نصرا كبيرا فأرسل لي أنه يفتح لي صفحتى الوسط المتقابلتين لأكتب فيهما ما أشاء عن القضية.ورددت عليه أنني من مدرسة سيدنا علي رضي الله عنه أحارب من أجل مرضاة الله لا من أجل خصومة،وفي اللحظة التي يسقط فيها خصمي فإنني أدعو له الله بظهر الغيب. ورد عليّ مشيدا بأنني علمتهم درسا في الأخلاق. بعد ستة أعوام كنت أنشر في صحيفة الشعب خمسة مقالات مدوية بعنوان "من مواطن مصري إلى الرئيس مبارك" وتدخلت جهات عديدة لكي أتوقف عن كتابتها وصلت إلى التهديد بالقتل أو :بحادث على الطريق أموت فيه ويجدوا في سيارتي حقيبة مخدرات!، وشن سمير رجب بمساعدة الأجهزة حملة شعواء علي ، وكان من الأمور التي أضحكت مبارك أنه أرسل صحافيين ليصوروا أماكني -المزيفة- لكن جهازا كان يراقبني ألقى القبض على الصحافيين فقام جهاز سيادي بتكذيب الصحيفة والجهاز الأول. كتب سمير رجب في صحيفتيه الجمهورية والمساء أنني طبيب غير متخصص أفلحت في خداع أمراء العرب بمشروب صنعته لإعادة الشباب ثم طورته بافتتاح مكاتب في أنحاء مصر لتزويج القاصرات من الأمراء الذين يشترون مني إكسير الشباب. وأنني لم أكتف بهذا فأطلقت لحيتي حتى وصلت إلى نصف بطني! (لم ألتح إلا بعدها بعشرين عاما) ثم سمع بي الخميني فاستضافني في إيران وفتح لي خزائنها بالملايين لأدبر انقلابا في مصر وأنني بنيت بهذه الملايين قصرا به حمام سباحة أوليمبي.كانت كل هذه أكاذيب فاضحة فادحة تنشر بالبنط العريض في الصفحة الأولى . وكان من قدر الله أن أحد كبار المسئولين في جهاز سيادي كان يعرف من يعرفني فسأله فقص عليه الحقيقة وأنه هجوم لا أخلاقي كله كذب ردا على مقالاتي في الشعب! الغريب أن مبارك رفض اعتقالي عندما عرضوا عليه ذلك وقال بلهجته السوقية:- سيبوه متعملوش منه بطل، عنده بقين حيبقهم ومش حيلاقي بعدها كلام يقوله! المستشار جمال الدين ربيع -من الضباط الأحرار ورئيس حزب مصر - قال لي جملة استدرت دموعي. قال: يابن الإيه! لقد جعل الله مبارك يحميك كما حمى فرعون سيدنا موسي عليه السلام.
دكتور محمد عباس


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتابي: الجزء الأول

بعد مائة عام..!!