سقوط بغداد أم سقوطنا- نعي لصدام
سقوط بغداد.. أم سقوطنا..ونعى الرئيس الشهيدصدام بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم الدكتور محمد عباس ينعى الرئيس صدام حسين <!--[if !vml]--><!--[endif]--> إنا لله و إنا إليه راجعون شقت الشهادتان قلبي.. أشهد أن لا إله إلا الله.. و أشهد أن محمدا رسول الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. و أشهد أن محمدا رسول الله.. قالها الرجل صامدا وشامخا وهو يقف كالطود على منصة إعدامه حاسر الرأس لم يعد بينه وبين لقاء ربه شيء.. كان جلادوه ملثمين فافتضح الأمر.. فليس الأمر أمر حكومة تعاقب مجرما.. بل عصابة مجرمين عملاء خونة يذبحون رئيسهم ويقدمونه -عليهم اللعنة- قربانا لأمريكا و إسرائيل.. هل قلت عصابة مجرمين عملاء خونة؟؟!! لماذا أدللهم.. لماذا أستعمل هذه الألفاظ الرقيقة في وصفهم فتتلوث بهم الألفاظ.. كان جلادوه ملثمين.. لكن لم يكن من الصعب علىّ أن أستشف ملامحهم .. ملامح شياطين.... بل حتى تبدو ملامح الشياطين إزاءهم خيرة ناعمة وديعة.. ما كان من الصعب علىّ أن أعرفهم لأستمطر اللعنات عليهم واحدا واحدا.. و أولهم كل حكامنا.. حكامنا العاجزون عن المقاومة الآن فهم حائضون.. و أولهم أيضا ذلك المجرم الذئب الغادر القابع في البيت الأسود.. وتابعيه في بريطانيا و إسرائيل.. نعم.. كان صدام حسين يواجه الموت شجاعا أبيا لا تختلج له نبرة ولا يهتز له طرف.. وفي نفس اللحظة كانت كل سراويل كل حكامنا تبتل. نعم.. أقولها لك أيتها الأمة التعيسة المنكوبة التي لم تبق خير أمة أخرجت للناس منذ توقفت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. أقولها لك.. أن حكامك كحكام العراق الخونة.. ولولا أن الاتهام بالكفر له فقهه وشروطه – التي تكشفه ولا توجده- لقلت أن حكامنا لا يقلون كفرا ونفاقا.. كانت الفضائيات تتحدث عن حكامنا فتذكر عاهل كذا وعاهل كذا وعاهل كذا.. منسوبين إلى بلاد العرب.. وكانت أذناي تستبدل الراء باللام في كل عاهل.. كان الأذلاء المهانون حكامنا يرددون لا إله إلا أمريكا وكان هو يردد: أشهد أن لا إله إلا الله.. و أشهد أن محمدا رسول الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. و أشهد أن محمدا رسول الله.. انكسر في نفسي شيء وانتكس في روحي جرح وسمعت من جوانحي رجع الصدى لرنين أنين.. هل صدقتني أذناي وهما تنبئاني بصدق ذلك الصوت الذي شرخ قلبي؟؟.... أبغضت الرجل – وهاجمته كثيرا حتى عام 1990.. ثم صمت عنه ودافعت عن الإسلام والمسلمين والعراق.. قلت فيه ما قاله امرؤ القيس في أبيه: ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا.. ثم تتابعت الأحداث لأرى في الرجل ما لم أكن أرى.. أي صمود هذا الذي صمده.. أي صبر هذا الذي صبره.. أي بطولة و أي ثبات.. حكامنا الحائضون يأسفون لأن الإعدام تم صبيحة عيد الأضحى.. وكأنه لو تأجل الأمر أياما أو تقدم يوما لا ستوفى مشروعيته.. ليسوا قادة ولا قوادا بل هم قوادون.. هم قوادون لا يعترضون على الزنا نفسه لكنهم يعترضون على أن يتم في نهار رمضان.. أما لو تم بعد أذان المغرب فلا تثريب.. قواد من قوادينا فعلها قبل ذلك حين انتقد الأمريكيين – أحقر وأخس و الأكثر شرا و إجراما ووحشية أمس واليوم وغدا وعبر التاريخ .. نعم .. أقصد الأمريكيين جميعا حكومة وشعبا و آباء و أبناء و أجيالا خلف أجيال-.. انتقدهم لأنهم قاموا بغارة مدمرة في ليلة القدر.. لم يعترض القواد على الغارة لكنه اعترض على حدوثها ليلة القدر.. وكأنها لو تقدمت يوما أو تأخرت يوما لاستوفت مشروعيتها. .. كان البعد الذي أضافه موقع مفكرة الإسلام على الصورة هو كتاب إليكتروني عن صدام حسين جلى فيه وجهه المسلم.. كان اسم الكتاب هو: "عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام" ويمكن للقارئ أن يجده في مواقع عديدة منها موقع مفكرة الإسلام وموقع شبكة البصرة.. وفي هذا الكتاب سيجد القارئ معلومات تختلف تماما عما تروجه آلة الإعلام الغربية الشيطانية.. وهذا طبيعي.. لكن أغلبنا لا يفقهه أبدا.. وبعض هؤلاء يتصرف كما لو كان يملك صكوك غفران .. أو أنه يقسم رحمة ربه.. فيحدد من سيغفر الله لهم ومن لن يغفر لهم الله في تأل على الله مرفوض ومذموم ومدان.. والغريب أن هؤلاء أيدوه ظالما ومجافيا لروح الإسلام فلما تشرب الإسلام وشكل وجدانه إذا بإخواننا هؤلاء يخذلونه.. ومن المحزن كثيرا جدا أن مناط الغضب والرضا في الحالتين لم يكن وجه الله بل كان وجه أمريكا!!. الكتاب يغير صورة صدام حسين تماما.. وينسف صورته القديمة ليقدم صورة جديدة مبهرة. وعلى الرغم من ذلك فإنني لا أدافع عن جرائم ارتكبها صدام حسين أو عن ذنوب اقترفها.. لكنني أقرر أنه ما من جريمة نسبت إليه – بالحق أو بالباطل- إلا وقد ارتكب أبشع منها و أكبر كل حاكم من حكامنا.. و أقرر أن صدام لم يعاقب على جرائمه وذنوبه و إنما عوقب على توبته و أوبته وحسناته وبطولته وصبره ودفاعه عن دينه و أمته وعروبته ووطنه وشرفه وعزته وكرامته وكبريائه .. أما حكامنا فقد تجردوا من ذلك جميعا فلم يستحقوا بالتالي أي عقاب.. مهما ربت جرائمهم على ما يدعونه على صدام من جرائم. لم يعاقب صدام بسبب جرائمه.. ولا حتى بأي سبب محدد و إنما عوقب لأن وقت عقابه في المخطط الشيطاني لمحاولة القضاء على العالم الإسلامي قد حان.. ووقت خصم قوة العراق من قوة المسلمين قد آن.. ووقت شرذمة الشعب العراقي لصالح أمريكا و إسرائيل قد أزف.. ولو لم يغز صدام الكويت لاختلق المجرمون ألف ذريعة لاغتياله ولتدمير العراق.. نفس الذرائع التي يعدونها الآن لتدمير إيران وسوريا والسعودية والسودان ومصر.. وسائر بلاد عالمنا الإسلامي.. نعم.. الأمر كله مخطط ومدبر مع انتهاز الفرص إن جاءت فإن لم تجئ اختلقت.. نفس المنهج الشيطاني الذي تتعامل به حكوماتنا معنا.. وهل كان ما حدث للإخوان المسلمين منذ إبراهيم عبد الهادي وحتى ما أطلق عليه بالكذب والزور : "ميليشيات الأزهر" إلا تطبيقا لهذا المنهج الشيطاني.. انتظار الفرصة.. فإن لم تجئ فاختلاق الذرائع.. نقس المنهج لأكثر الحضارات دموية و إجراما وشراسة وكذبا في التاريخ.... نعم .. نفس المنهج الواحد هنا وهناك.. فالمخطط واحد.. والتنفيذ واحد.. ما يختلف فقط هو أن العملاء أكثر إجراما من المجرم الأصلي.. فالأخير يعمل لما يظن أنه صالح أمته ودينه.. أما الأول فيعمل ما يعلم أنه خيانة لأمته ودينه. *** ترقبت مظاهرات تكنس حكاما.. فما تحرك أحد.. ترقبت صلاة الغائب في كل مسجد لكن أقل القليلين فعلوها.. المشكلة في الأمة المشلولة الخاضعة المستذلة المهانة.. لكني أوجه ندائي إلى المجاهدين الأبطال في العراق.. اتبعوا تعاليم ديننا .. الإسلام.. و أطيعوا البطل الذي أدعو الله أن يتقبله شهيدا.. إياكم والفرقة والفتنة.. والله يعلم أنني أحمل للخونة ما تحملون.. ولكنني أرجوكم ألا يتوجه رصاصكم إلى قلب من توجد أدنى شبهة في أنه مسلم.. ثأرنا مع الأمريكان والصهاينة ومن يواليهم دون تأويل.. ولن ننسى ثأرنا أبد الدهر.. اقتلوهم حيث ثقفتموهم.. اللهم أحصهم عددا ومزقهم بددا ولا تبق على ظهر الأرض منهم أحدا.. يا أبطال العراق وما حول العراق.. يا مجاهدين تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله..أطفئوا نيران قلوبنا بدماء الأمريكيين والبريطانيين المحتلين.. وتجنبوا العراقيين ما أمكنكم تجنبهم.. أعرف أن الأمر صعب.. بل إنني لم أتمالك نفسي من الهتاف لحظة الإعدام: <!--[if !supportLists]-->- اللهم تقبل صدام شهيدا.. اللهم العن مقتدى الصدر ومحمد باقر الصدر ومن على شاكلتهم يا رب العالمين.. يا جبار يا قهار يا منتقم يا مذل يا مالك الملك....<!--[endif]--> *** في نفس هذا الصدد فإن صحيفة الرياض السعودية قد أكدت أن أن المجرم السفاح العميل مقتدى الصدر أصر على حضور المجزرة كي يقوم بإعدام البطل الشهيد بيديه.. و أنهم لذلك هتفوا باسمه. كما أوردت وكالات الأنباء أن المجرم المالكي قد احتفل بزواج ابنه ليلة اغتيال البطل الشهيد. أصرخ مع الكاتب حلمي الأسمر الذي كتب في صحيفة الدستور الأردنية ليسأل: ما مشاعرنا نحن العرب المسلمين السنة، حين نسمع صدام لحظة إعدامه وهو ينطق بالشهادتين، فيما تتعالى أصوات القتلة حوله تهتف باسم مقتدى الصدر؟!(...) ولا نريد هنا أن نتوقف عن مخالفة الحكومة لأبسط أسس القانون والأعراف، وتجاوزها حتى على الدستور العراقي نفسه الذي وضع في ظل الاحتلال، حتى قاضي محاكمة صدام الكردي رزكار أمين "أفتى" بعدم قانونية إجراءات الإعدام! ثم يواصل حلمي الأسمر في صرخة أكاد أشاركه فيها: إنها جريمة قتل طائفية بشعة، على علماء وعقلاء الشيعة أن يتبرءوا منها، لأنها لا تمثلهم، فإن لم يفعلوا، فهم ومن احتفل في غرفة الإعدام بتلك الطريقة المقيتة البشعة سواء!. و أقول :"أكاد" لأنني على الرغم من كل شيء مازلت أعطي للعذر بالجهل مكانا. و أتساءل: لماذا حذف الكلاب هتاف الشهيد للأمة وللعراق وفلسطين إلا لأنهم خونة الأمة والعراق وفلسطين.. يسحق القلب ما هو أكثر من الألم.. وبحرق العين ما هو أسخن من الدموع.. ويكسر النفس ما هو أمر من الذل.. أما بالنسبة لصدام حسين فمن الأكرم له ولنا أن يكون عند الله شهيدا من أن يكون عند عبدة الشيطان الأنجاس أسيرا.. لا يؤلمني - بل يشرفني- استشهاده.. ما آلمني أسره قبل استشهاده.. ولو نفعت "لو" لقلت : لو استشهد قبل أن يؤسر!! إن مكانة الشهادة أعلى من مكانة الانتصار.. و أن الشهيد أفضل من المنتصر.. ولعل الله اختار له ما هو أغلى و أعلى من النصر.. الآن كم من مليون قلب يبكيك وهو لم يحبك في حياتك.. لكن هنيئا لك أنك تمضي وعدد من يحترمونك أكثر بكثير ممن يحبونك.. الآن أبكيك مستعيدا كلماتك الأخيرة: "اللهم إن قبضتها فارحمها فإني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم أنت رحمن رحيم" ....... ثم تمتمة غير مفهومة ثم يقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله". أبكيك مرددا قصيدة أرسلها لي الأستاذ عبدالله الخياط من مكة ألمكرمه صبيحة عيد الأضحى: اصعد فموطنك المرجى مخفر متعدد اللهجات والأزياء للشرطة الخصيان؛ أو للشرطة الثوار؛ أو للشرطة الأدباء أهل الكروش القابضين على القروش من العروش لقتل كل فدائي الهاربين من الخنادق والبنادق للفنادق في حمى العملاء القافزين من اليسار إلى اليمين إلى اليسار إلى اليمين كقفزة الحرباء المعلنين من القصور قصورنا واللاقطين عطية اللقطاء اصعد؛ فهذي الأرض بيت دعارة فيها البقاء معلق ببغاء من لم يمت بالسيف مات بطلقة من عاش فينا عيشة الشرفاء؟؟ ماذا يضيرك أن تفارق أمة ليست سوى خطأ من الأخطاء فاللهم بحقالشهادتين اللتين شقتا قلبي: أشهد أن لا إله إلا الله.. و أشهد أن محمدا رسول الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. و أشهد أن محمدا رسول الله.. بحقهما يا رب وبحق صبره وابتلائه وجهاده اغفر له وتجاوز عن سيئاته وبدلها حسنات وتقبله شهيدافإنه يشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ويشهد أن محمدًا عبدك ورسولك .. بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم أنت رحمن رحيم" .. وإنا لله و إنا إليه راجعون سقوط بغداد.. أم سقوطنا.. لم تكن ضربة المعول الأخيرة هي التي أسقطت الشجرة الهائلة.. إنما كانت الشجرة منذ البداية آيلة للسقوط، بعد أن جفت الجذور، ونخر السوس الجذع، ولم يبق منها إلا هيكل عريق محنط لأغصان وأشكال ثمار تحمل من الموت أكثر مما تحمل من الحياة. نعم.. لم تسقط الشجرة فجأة، مالت قبل أن تسقط، وقبل ضربة أي معول. لم تسقط بغداد تلكما الدبابتان البائستان اللتان رأيناهما مترددتين في منتصف الطريق على معبر، ولم تجرؤا حتى على عبوره.. وكانت هذه القوة فقط هي آخر مشهد شاهده العالم قبل انهيار عاصمة الدنيا وحاضرة العالم مدينة السلام. ولم تسقط بغداد فجأة، كانت قد انهزمت قبل أن تسقط، وقبل هجوم تيكما الدبابتين البائستين. *** انسحقت بين يقيني من الهزيمة ويقيني بإمكانية الانتصار.. انتصار تحمل الآن بوادر تمكينه المقاومة العراقية البطلة. تلك المقاومة التي أخجل والله من تقريظها وتشجيعها أو الإشادة بها، فهذه المقاومة هي التي تحكم علينا ولسنا نحن الذين نحكم عليها.. نعم.. أخجل من عجزنا وتقصيرنا .. و أخجل من أن يقرظ الأقزام العمالقة.. ولا أملك إلا الدعاء لهم بالسداد وبالنصر ، مقررا أن يوما يمر دون قتل خنزير أمريكي هو يوم أسود على أمتهم العاجزة.. أو على الأحرى أشد سوادا.. ولم يكن ما بي جزع بل غضب من أمة عاجزة. نعم .. غضب جامح هائل لا يعرف الغفران.. ولست مستعدا أن أرشو مشاعر القارئ لأحدثه عن المبشرات، قبل أن أوضح بمنتهى الصرامة والجلاء آليات الهزيمة الكامنة فينا. كنت أرقب صراخ المتشنجين تأييدا للعراق، كانوا يطمئنون الأمة، بأن بغداد لن تسقط أبدا، و أن الأرض ستنفجر في وجه الأمريكان، و أن الهواء سيشتعل وأن غضبة الشارع العربي ستزلزل القلوب والأقدام، وأننا لن نسمح.. ولن نستكين.. وأن الخليج ثائر لا فاجر.. وأن المحيط هادر لا غادر..وأن العرب لن.. ولن ..ولن.. ولن.. وسقطت بغداد.. فانظر إليهم ماذا يفعلون الآن..؟.. لا شئ.. سوي انتظار النادبات لرثاء مُلك آخر.. تذكروا يا قراء ما كتبته في هذا المكان منذ عامين.. حين كتبت أنني لو كنت مكان بوش وشارون لشجعت القوميين واليساريين ي العالم العربي.. ذلك أن القوي الموجودة الآن ثلاث: قوة الأمة العاجزة المقيدة المقموعة وهذه تصب في مجرى الإسلام، وقوة الخونة والعملاء المباشرين من عملاء الغرب والصهاينة، وهؤلاء بالطبع هم الأقرب إلى قلب شارون وبوش لولا أنهم لا يضمنون رد فعل الأمة لو أطلقوا لهم العنان ( انظروا مثلا رد فعل الفلسطينيين تجاه البهائي محمود عباس، أو رد فعل العراقيين تجاه مجلس الحكم العميل) .. إذن فالأنسب لبوش وشارون أن يظل الحكام الخونة كما هم، وأن يطلق الحبل على الغارب للشيوعيين والحداثيين والقوميين، ليمثلوا دور الأحزاب الحاكمة والمعارضة جميعا، وليسيطروا على وسائل الإعلام والتعليم والثقافة، لا كطرف أصيل في المعادلة، و إنما كممثل بديل " دوبلير" يقوم بالدور الخطر حتى يعود الممثل الأصلي للقيام بدوره. الشيوعيون والحداثيون يقومون بدور الخيانة هذا بوعي كامل ويقبضون ثمن خياناتهم عدا ونقدا.. القوميون بعضهم لا يرتدي رداء القومية إلا ليخفي عورة إلحاده، أولئك ينتمون إلى القسم السابق، والباقي منهم أحمق، لأنه يقوم بدور "الدوبلير"، ويواصل القيام به حتى الموت، دون أي حق في أجر، ودون أي أمل في انتصار، خسروا الدنيا والآخرة. *** تذكروا أيضا يا قراء أنني كتبت لكم في هذا المكان منذ أعوام أنني أتوقع أن يشجع الغرب الشيعة ضد السنة، والصوفية ضد أهل السنة والجماعة، لا انتصارا لهذا ضد ذاك.. و إنما لمجرد الترتيب في طابور الذبح. *** شكر الله سعيكم.. أستغفر الله.. بل شكر الشيطان سعيكم يا كل من نحيتم راية الإسلام.. شكر الشيطان سعيكم يا كل من ضرب بمعاوله في المرجعية الإسلامية.. لا يقاتل اليوم إلا الإسلام.. الشيوعيون عادوا إلى رحم أمهم الأولى: اليهودية والصهيونية.. والقوميون أيضا عادوا إلى رحم أمهم: الصليبية والمسيحية الغربية.. وبقي الإسلام وحده يحارب. *** شكر الشيطان سعيهم.. أعدوا العدة كي يشكر الشيطان سعيكم على كل دولة عربية دولة بعد دولة ثم على كل دولة إسلامية، ونحن نكتفي بالتهديد : دع سمائي فسمائي محرقة، لكن سماواتنا - تحت رايات الشيوعيين والقوميين - لم تحرق أعداءنا، بل تحرقنا نحن، منذ مائتي عام على الأقل. *** سقطت بغداد.. ولكي تسقط كان الوحش الأمريكي المتلمظ يخطط ويقدر ويدبر منذ ثلاثين عاما على الأقل، منذ عام 73 وحظر البترول، ساعتها أخرجت أمريكا الخطة إلى حيز التنفيذ، لم تختلقها أيامها، فقط أخرجتها إلى حيز التنفيذ، ومن يومها، وكل الدول العربية تتصرف في أرخص أدوار الكومبارس، منفذة تعاليم المخرج الأمريكي، دافعة بالأمور إلى ما وصلت إليه. *** من المؤكد أن أمريكا قبل أن تهاجم العراق كانت قد أمنت لنفسها عشرات الضباط الخونة ، ومئات المسئولين، وآلاف الكتاب والمفكرين. كانت أمريكا قد استولت على العراق حتى قبل أن تطلق قذيفة واحدة. ولم يكن ينقص السقوط إلا الإعلان.. *** فهل تظنون يا قراء أن وضع أي بلد عربي أو إسلامي يختلف عن وضع بغداد قبل إعلان السقوط؟.. هل تظنون أن النخبة في كل عالمنا العربي لم تتأمرك، وتتغرب، وتخن؟.. هل تشكون يا قراء أن القاهرة والرياض ودمشق تحتاج لأكثر من ست دبابات لغزوها؟!.. دبابتين لكل عاصمة.. نعم.. دبابتنا تروحان وتجيئان في تردد على معبر .. ليسقط بعدها كل شئ.. هل تشكون في أن أمريكا قد رتبت أمورها منذ زمان طويل مع قادة جيوشنا ولواءات شرطتنا ورؤساء صحفنا وزعماء أحزابنا، نعم، رتب الغرب بقيادة أمريكا أموره منذ زمان طويل، والحسابات السرية بالملايين بل والمليارات قد أودعت، لا من أموال الغرب بل من أموالنا. أودعت.. والاتفاقات أبرمت.. والخيانات تمت.. والعواصم بيعت .. ودبابتان كافيتان لاحتلال أكبر عواصمنا.. هل قلت دبابتين؟؟ لا والله.. وما أظن الدبابتين ظهرتا إلا لأغراض التصوير.. أما استسلام العواصم فلم يكن يحتاج إلا أمر السيد للعبد : اركع.. فيركع.. والعبد هذا.. مولانا وسيدنا وحاكمنا.. وهو مهما بلغ جبروته وطغيانه ليس سوى عبد.. وهل تفهمون الآن يا ناس أن توريث السلطة ليس مجرد انحراف بالسلطة ولا هو إجرام حاكم هنا أو ابن هناك، والأمر لا يمكن أن يكون بعيدا عن تخطيط الموساد والـCIA والشيطان، ولسنا الآن بصدد دراسة ذلك، لكنني أقرر هنا أن درجة الخيانة التي أصبحت تتطلبها أمريكا من الحكام أصبحت تشكل درجة من الغواية لأي حاكم لاحق، درجة غواية لا يمكن لهذا الحاكم اللاحق مقاومتها، درجة غواية ستدفعه لفضح خيانة سلفه، وهذه الغواية لا يمكن مقاومتها وتلافي تداعياتها الخطرة إلا بتوريث السلطة ليظل السر مطويا عن الناس. *** نعم يا قراء.. الخيانة تمت .. و ما من حكومة في عالمنا الإسلامي وما من دولة وما من حاكم تستطيع الصمود لدبابتين.. مجرد دبابتين.. الناس فقط.. الفقراء العزل الذين لم يستول الشيطان على قلوبهم و أرواحهم هم الذين يفتكون بالدبابات الأمريكية والإسرائيلية والروسية والهندية والفليبينية و..و..و.. هل تلاحظون يا ناس ذلك الوضع المعجز المذهل المتناقض.. فكلما ازداد تسليح جيش من جيوش عالمنا الإسلامي كلما ازداد عجزه، وكلما ازداد عدده ازداد ضعفه، و أن البلاد الوحيدة التي أبلت فيها الشعوب بلاء حسنا هو حيث لا توجد دولة ولا جيش أو يكاد.. شعب فلسطين يقاوم.. لأنه لا حكومة ولا جيش.. شعب لبنان يقاوم وينتصر.. لأنه لا حكومة قوية ولا جيشا حقيقيا.. شعب العراق سينتصر إن شاء الله.. لأنه لا حكومة ولا جيش.. فهل أدركتم الآن يا ناس وظيفة حكوماتنا وشرطتنا وجيوشنا؟.. *** كل السلاح صدئ في مواقعه، وسلاح الحكومات والعمولات لم يطلق طلقة.. ولم يحارب.. والإيمان هو الذي حارب. تأملوا يا ناس وانظري أمة إلى ساحة الصراع الآن بعد مائتي عام من محاربة الدولة للدين.. بعد مائتي عام.. فانظروا ما تروا.. مبارك العلماني في مواجهة بوش اللاهوتي.. عبد الله البراجماتي في مواجهة رامسيفيلدالإٌنجيلي.. فاروق حسني ، الشاذ فكريا ، ولوحاته العارية الشاذة في مواجهة وزير العدل الأمريكي المتزمت الذي أمر بتغطية تمثال جرح دينه وحياءه يقع في الطريق بين منزله ومكتبه.. الشيخ طنطاوي الموظف في مواجهة بابا يحرك التنصير والتبشير ي أربعة أركان المعمورة.. تخلوا عن الإيمان تقليدا للغرب أو مجاملة أو استسلاما .. فعاد الغرب إلى الأسطورة باسم الدين. *** يالها من مأساة أن الحكام الكبار للدول العربية الكبرى يقومون الآن، بل قاموا بدور الخديوي توفيق. *** لابد أن نعترف أن الشفاه المخمورة والأيدي الدنسة لن تحرر بلادنا و أبدا لن تنتصر. لن يقودنا إلى النصر سوى الأيدي المتوضئة، فالإسلام هو السبيل وهو الوطنية وهو القومية وهو الثورة وهو الحرية وهو التفوق على سائر العالمين، لم نشعر بعز إلا في ظله ولن نتخلص من الذل إلا بالعودة إليه. يترتب على هذا – وتذكري يا أمة – أن كل من لمز الإسلام خائن عميل ليس على المستوى الديني فقط، وإنما هو خائن على مستوى الوطنية والقومية. يترتب على هذا وتذكري يا أمة أن كل من نسب الإرهاب إلى الإسلام إنما كان صوت سادته اليهود والصليبيين.. وكان خائنا للدين وللأمة وللوطن والقومية. يترتب على هذا وتذكري يا أمة أن كل من روج لمصطلحات الغرب، وجعل مما يدعي زورا أنه الديمقراطية ، جعل منها دينا يجُبُّ الإسلام، أو نادي بالعلمانية أو الحداثة أو دعاوى التزوير التي يسمونها زورا بالتنوير، كل أولئك كان الطابور الخامس الذي غزت به أمريكا بلادنا بلدا قبل بلد.. *** منذ أيام كان أحد المعلقين يتحدث عن مسئول فلسطيني كبير باع كل شئ فقل: لم يعد ينقص ذلك المسئول سوى أن يعلن تحوله من البهائية إلى اليهودية. وقلت لنفسي في ألم لا يوصف: هذا التعليق بحذافيره ، ألا ينطبق على جل ولاة أمورنا؟!. *** نعم.. سقطت بغداد.. وكان سقوطها مدويا.. لا لأنها كانت الأضعف.. ولا لأن الخيانة فيها كانت الأكثر.. و إنما كان دوي السقوط لأنها – بغض النظر عن كل شئ – كانت هي الوحيدة التي قاومت.. أما نحن فقد سقطنا جميعا منذ زمان طويل.. استسلمنا في صمت دون صوت.. وكان ولاة أمورنا يستمتعون بالخيانة.. *** لطالما تساءلنا: ألا يوجد من ولاة أمورنا من يخجل من نفسه ويستقيل.. ولقد استبدت بنا الدهشة وعزت علينا الإجابة رغم أنها واضحة ومنطقية وبديهية وبسيطة: قد يستقيل الحكام أو يعزلون أو يتقاعدون، لكن رؤساء العصابات واللصوص لا يستقيلون.. إنهم يسجنون أو يقتلون.........
|
تعليقات
إرسال تعليق