أحمد الشرع أم صدام حسين؟!

 أحمد الشرع أم صدام حسين؟!


كنت واحدا من أشرس من هاجموا صدام حسين وكتبت عشرات المقالات في صحيفة الشعب مهاجما له بشدة بالغة، لذلك فوجئت بشدة في نهاية التسعينينات عندما زارني طبيب عراقي كبير يعمل في أحد فروع الأمم المتحدة، رحبت بالطبيب الذي لا أعرفه والذي جاء لي من مكان بعيد، وفوجئت به يقول أنه يضع حياته أمانة بين يديّ! ثم أردف قائلا: أنه معارض لصدام ومحكوم عليه بالاعدام في العراق وأنه هارب منها منذ عشرين عاما،ولكن ما جدّ الآن أنهم أخبروه أن أمه في العراق تموت وأنه   سيذهب للعراق ليراها قبل أن تموت حتى لو أعدموه، ولهذا أتى إلى. فقد كنت أكتب أيامها مقالات دامية دفاعا عن الاسلام وعن شعب العراق:صدرت بعد ذلك في كتاب ضخم : بغداد عروس عروبتكم. كنت أنزف في كل حرف فيه دما. قال الطبيب: أنا أعلم أنهم في العراق يتابعونك وأن صدام حسين نفسه يتابعك، وسوف أخطط مع أحد إخواني في العراق أن يتصلوا بك فورا عند القبض عليّ هناك، والمطلوب منك حينها أن تكتب مقالا تعلن فيه أنك تجيرني كمسلم عربي (بالمناسبة ذلك الطبيب كان يساريا) نظرت إليه بذهول متسائلا: وهل تغامر بحياتك تحت غطاء هذا الامل الواهي؟ قال لي: ليس أملا واهيا، فبرغم كل عيوب صدام حسين إلا أنني أعرف أنه يحترم ويقدر دفاعك عن العراق، ثم أنه عربي أصيل يعرف ويقدس تقاليد الإجارة ولن يرفض إجارتك لي.

قبل ذلك كان قد حدث اتصال بي من مسئول عراقي دعاني على العشاء وعرض عليّ رئاسة مشروع إعلامي تحت رئاستي  يصدر من لندن وميزانيته مفتوحة وليس مطلوبا مني إلا أن أكتب وأنشر هناك ما أنشره في صحيفة الشعب. كنت حادا جدا وأخبرته أن قلمي غير معروض للبيع بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وكنت غاضبا فتركت المكان رافضا دعوته على العشاء الذي كان قد حضر بالفعل. وقد كتبت هذه الوقائع كلها في الشعب أيامها

سافر الرجل إلى العراق،وظللت لمدة شهر لا أكاد أنام فقد أمّنني الرجل على حياته. إلى أن فوجئت بعودته ويقول أن أحدا لم يمسه بسوء فحمدت الله كثيرا.

أتذكر كراهيتي لصدام وهجومي عليه طيلة عشرين عاما

ثم ينفتح في القلب جرح لا يندمل أبدا فينبثق النزيف مع السؤال: أيهما أفضل: صدام حسين بكل عيوبه وجرائمه أم ملوكنا وأمراؤنا في عصر طوفان الأقصى.

وينبثق التساؤل أيضا: أحمد الشرع أم صدام حسين أيهما أفضل؟

يا أحمد الشرع..يا سيادة الرئيس أحمد الشرع: أنا أجير ذلك الناشط الاماراتي الذي اعتقلتموه ظلما وبهتانا وعدوانا، كما أجير كل من خذلتموهم قبله وأجير عبد  الرحمن يوسف القرضاوي الذي أظن أن سوريا متورطة بصورة ما في أسره

والآن يظل السؤال محلقا ينتظر الإجابة:

أيهما أفضل وأقرب للإسلام والعروبة

أحمد الشرع أم صدام حسين

أنتظر الاجابة ياسيادة الرئيس - المجاهد سابقا-

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتابي: الجزء الأول

بعد مائة عام

MULTI-SYSTEM FAILURE فشل الأجهزة المتعدد